الأربعاء, 24 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

التوحيد ورفض التسليم لغير الله (6)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.لا يزال الحديث في قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وقد قلنا في الحلقة السابقة إن هذه الآية تتحدث عن توحيد العبادة وعن توحيد الاستعانة والافعال، وقد ذكرنا بان المقصود بالعبادة هو الانقياد والطاعة والخضوع المطق لله سبحانه وتعالى،

 وأن العبادة والطاعة تتحقق بالصلاة والصوم وسائر العبادات التي أمرنا الله بها، كما ذكرنا بأن توحيد العبادة يعني: الاعتراف بأن الله سبحانه هو وحده اللائق بالعبادة والطاعة, كما يعني: رفض التسليم والخضوع لغير الله، كالخضوع للشهوات والاهواء والجاه والموقع السياسي أو الاجتماعي، وكعبادة المال والاشخاص من المقامات والزعامات وما شاكل ذلك، فإن الإنسان الذي يستغرق في مثل هذه الأمور فيستسلم لها حتى كأنه يمنحها صفة الإله في استسلامه وخضوعه المطلق لها، تماماً كما لو كانت إلهاً معبوداً، فهو في الحقيقة يعبد أهوائه وشهواته, وهو من الشرك في العبادة.

وإذن فنحن عندما نقول: (إياك نعبد) نحن نخاطب الله ونتضرع إليه لنؤكد اننا نتجه إليه وحده ونعبده وحده, لأنه وحده الذي يستحق العبادة والطاعة، وانه لا موقف لنا أمامه سوى التسليم المطلق لكل ما أمر به ولكل ما نهى عنه, كما نؤكد من خلال (إياك نعبد) الإعراض عن اي من العبودية والتسليم لغير الله، هذا هو الموقف الذي نعبر عنه ونعلنه بقولنا: (إياك نعبد).

ولكن ما مدى صدق هذا الموقف وهذا الإعلان؟ أي إلى أي حدٍ نحن ملتزمون عملياً بالتسليم المطلق لله ورفض التسليم لغيره؟؟

في الحقيقة إن صدقنا وإخلاصنا في هذا الموقف يرتبط بدرجة إيماننا, ومن الواضح أن الأشخاص ليسوا في درجةٍ واحدة من حيث الصدق والإخلاص في التسليم والطاعة لله, فبعض الافراد يحقق تقدماً إلى الحد الذي لا يتحكم في وجوده واعماله وأقواله وسلوكه ومواقفه سوى أوامر الله، وهو يرفض أن تكون هناك سلطة آمرة تتحكم به سوى الله, فلا يستطيع هوى النفس ولا رغباتها ولا شهواتها أن تُرغمه على تغيير اتجاهه نحو الله.

ولا يستطيع لا المقام ولا الاعتبار ولا المال ولا الموقع والمنصب أن يجبره على الإنحراف عن خط الله.

ولا يستطيع أي إنسان آخر مهما كان كبيراً أو عظيماً، أن يسخره لأوامره ورغباته وإرادته, وهو لا يسمح لرغباته النفسية والخارجية أن تعمل إلا في الحدود التي تحقق رضا الله، ولذلك فهو يجيز لنفسه طاعة أوامر الأفراد الآخرين من قبيل الاب والأم وولي الأمر والقيادة الصالحة من أجل إحراز رضا الله وفي حدود ما رسمه الله، لأن طاعة هؤلاء بالمقدار الذي يريده الله هي من طاعة الله سبحانه وتعالى.

ويحقق بعض الأشخاص تقدماً أعظم ويصلون إلى درجةٍ اكبر مما تقدم، فلا يرون محبوباً ولا مطلوباً ولا معشوقاً سوى الله, كالشهداء الذين يقدمون أرواحهم في سبيل الله فرحاً بلقاء الله.

والبعض الآخر يخطو نحو الإمام أكثر فلا يرى في الوجود إلا الله وآثاره، أي أنه يرى الله في كل شيء، وكل شيء آخر ليس إلا مرآة تعكس وجوده، فيصبح الكون كله كالمرآة، فأينما اتجهنا فلن نرى سوى الله ومظاهره المتعددة, وهذه هي درجة الأولياء, وهذا ما عبَّر عنه علي (ع) عندما قال: (ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله ومعه).

ونحن إذا استطعنا أن نصل إلى هذا المستوى وإلى درجة أن لا يتحكم في وجودنا وفي حركتنا وفي مواقفنا إلا الله ولا نتجه إلا إليه سبحانه وتعالى, نكون قد انتهينا إلى مرحلة الصدق والإخلاص في عبادتنا لله.

وإذا استطعنا أن نطبق في حياتنا ما نناجي به الله في عبادتنا, نكون قد انتهينا إلى مرحلة الصدق والإخلاص في العبادة ونكون قد التزمنا عملياً بالتسليم المطلق لله وحده.

 والتوحيد في العبادة والتسليم المطلق لأوامر الله، والتحرر من طاعة غير الله، هو عاملٌ مهمٌ لتربية الإنسان الروحية، وهو درسٌ لنا في الإطمئنان والحرية، لأن التعبد لله وحده يعطي الإنسان الشعور بالحرية الداخلية تجاه كل القوى الأخرى، تشعر بأنك جزءٌ من العالم كله وأنك حرٌ أمام العالم كله, وأنك لست خاضعاً, لست عبداً, لست منقاداً, لست مسحوقاً أمام أية قوة من قوى العالم سواء كانت قوى طبيعية أو قوى بشرية، لست خاضعاً إلا لقوة واحدة وإرادة واحدة هي إرادة الله، وكل القوى الأخرى مهما كبرت وهما عظمت ومهما كان موقعها الاجتماعي أو السياسي أو الأمني إنما هي قوى زميلة  وقوى رفيقة، انت رفيقها لأنك مثلها في عبوديتك لله الواحد سبحانه وتعالى.

وهنا قد نتساءل: إذا كانت العبادة مختصة بالله ومحصورة به، فما هو وجه تسمية بعض الناس (بعبد النبي) أو (عبد الحسين) أو ما شاكل ذلك؟ ألا يتنافى ذلك مع توحيد العبادة؟؟

ونقول: الواقع إنه ليس المقصود بالعبد في مثل هذه التسميات هو العبودية بمعنى العبادة التي تحدثنا عنها، بل المقصود هو العبودية بمعنى المملوكية في قبال الحرية، فقد جاء في كتب اللغة أنه يقال: عبّدت نفسي فلاناً, أي بمعنى ملكتُه نفسي، ويقال: أعبدني فلانٌ فلاناً اي ملكني إياه, فالعبد هو المملوك وهو خلاف الحر. فالمقصود في مثل هذه التسميات هو إظهارُ نوع من أنواع التواضع والتقدير لرسول الله (ص) ولأهل بيته الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم).

وقد رُوي عن الإمام الصادق (ع) أن أحد أصحابه قال له: جعلتُ فداك إنا نسمي بأسمائكم واسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟

فقال (ع):  أي والله، وهل الدين إلا الحب والبغض.

أضف إلى ذلك, أن هذا النوع من الاسماء كان موجوداً في التاريخ, مثل عبد المطلب، وعبد قيس، وعبد شمس، وما شاكل ذلك. وقد كانت هذه الأسماء متداولة حتى في عهد رسول الله (ص) ومع ذلك نجد أن النبي (ص) لم يعمل على تغييرها, مما يعني بأنها لا تتنافى مع حصر العبادة بالله, لأن العبودية فيها بالمعنى الذي ذكرناه وليست بمعنى العبادة لله سبحانه وتعالى.

هذا كله فيما يتعلق بتوحيد العبادة في قوله تعالى: (إياك نعبد).

وإذا كانت الآية أكدت على التوحيد في العبادة فقد أكدت على التوحيد في الاستعانة في قوله تعالى: (وإياك نستعين) فإذا كان الله لا يريد لنا أن نعبد غيره، فإنه لا يريد لنا أن نستعين بغيره, لتكون الاستعانة به وحده.

فالتوحيد في الاستعانة يعني: بأن الله وحده القادر على الإعانة، لأنه وحده الذي يملك الأمر كله، ولا يستطيع احدٌ أن يقدم عوناً لنفسه أو للآخرين من حوله، بدون إرادة الله وبدون استمداد العون منه سبحانه وتعالى.

التوحيد في الاستعانة يعني أن كل الافعال والأعمال التي تصدر من الناس ناشئةٌ من إرادته وقدرته عز وجل, فكل سبب وواسطة وفاعل قد اكتسب وجوده وتأثيره من الله, وهو لا يؤثر إلا بقدرة الله, فالطبيب مثلاً: لا يشفي إلا بقدرة الله, والغني لا يعطي إلا من المال الذي رزقه الله وهكذا..

التوحيد في الاستعانة يعني رفض أن يكون هناك أي مخلوق وأي موجود غير الله له تاثيرٌ مستقلٌ في الأفعال والاشياء، فلا أحد غير الله يملك تأثيراً مستقلاً بمستوى تاثير الله في الأشياء بمعزل عن إرادة الله وقدرته.

الله وحده هو الذي يؤثر في الاشياء بصورة مستقلة، ومن عداه مهما كان يملك من قوة وقدرة وتأثير فإنه يكتسب قوته وتأثيره من الله عز وجل.

وهنا قد نسأل: كيف يلتقي التوحيد في الاستعانة وحصرها بالله مع حاجتنا إلى الاستعانة بالناس في كثير من أمورنا وشؤوننا؟ فنحن لا نستغني عن غيرنا في قضاء بعض حاجاتنا فنحتاج إلى أن نستعين بالطبيب مثلاً للتوصل إلى العلاج والشفاء، ونحتاج إلى الاستعانة ببعض الاسباب والوسائط لقضاء حاجاتنا, فهل ان ذلك يتنافى مع حصر الاستعانة بالله ومع قولنا ونحن نخاطب الله (إياك نستعين)؟؟

والجواب: أن الإستعانة بالآخرين في بعض أعمالنا وشؤوننا لا تلازم الاعتقاد بوجود مؤثر غير الله بنفس مستوى التأثير الإلهي في الأشياء.

 الاستعانة بالآخرين في قضاء حاجاتنا إنما هي من أجل أننا لا نرى في أنفسنا في بعض الحالات أهلية القيام ببعض الاعمال لقلةِ الخبرة، فنطلب من الآخرين أن يقوموا بها، ولكن لا بقدرةٍ ذاتية مستقلة وإنما بقدرة الله سبحانه، فالله يهيئ لنا هؤلاء ويمنحُهم القدرة على فعل ذلك العمل.

فالطبيب نطلب منه العلاج فإذا شفي المريض فإن الله هو الذي شفاه, وإذا ساعدني شخص على قضاء حاجة حياتية معينة فإن الله هو الذي قضاها، لان الله هو الذي منح القدرة والقوة لهذا ولذاك.. وبدون قدرة الله وعون الله لا يستطيع لا الطبيب ولا غيره أن يقضي الحاجة وان يقدِّم المساعدة.

فالله هو أساس كل قدرة، ومن مواقع قدرته كانت قدرتنا على فعلِ الأشياء والأعمال, فهو المعين وهو مصدر الاستعانة, وكل هذا لا يتنافى مع حصر الاستعانة به عز وجل.

وهكذا عندما نتوسل بالأنبياء والأولياء أو نستعين بهم على قضاء حاجاتنا، فمثلاً عندما نواجه المستكبرين والطغاة ونقول: يا مهدي أدركنا, أو عندما نريد أن نتقوّى على العمل الكبير ونقول (يا علي) أو عندما نقول: (يا حسين) و(يا زهراء) وما إلى ذلك، فقد يقال إن هذا نوع من أنواع الاستعانة بالمخلوق وهو لا ينسجم مع التوحيد في الاستعانة بالله, فلا يجوز أن نقول ذلك لأنه شرك بالله!!

ولكننا نقول: بان القرآن أكد على طلب العونِ والاستعانة بغير الله, أمرنا أن نستعين بالصبر وبالصلاة وبالتقوى مثلاً على كثير من أمورنا, فقال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين).

وقال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).

وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فلو كان ذلك شركاً بالله فهل يأمر الله بالشرك؟

وإذن: فالقضية هي أننا عندما نستعين بالنبي أو الولي نفعل ذلك من أجل اننا لا نرى في أنفسنا أهلية الوقوف بين يدي الله والطلب منه بسبب ما ارتكبناه من ذنوبنا، فنطلب من هذا النبي أو الولي أن يتولى هو طلب حاجاتنا من الله، فإذا قضيت الحاجة فالله هو الذي قضاها, وهذا ليس من الشِرك في شيء بل هو عين التوحيد.

والخلاصة: إن الحد الفاصل بين التوحيد في الاستعانة بالله والشرك هو أن التوحيد أن نعترف بأن الله هو المؤثرُ الحقيقي في كل أعمالنا وفي كل شيء في هذا الوجود. والشرك هو أن نعتبر أن مخلوقاً ما له تاثيرٌ بشكلٍ مستقلٍ وذاتيٍ على حدِ التأثير الإلهي وبمستواه في الأفعال وفي الأشياء.

فنحن عندما نستعين ببعضنا البعض أو نستعين بالأنبياء والأولياء, فإننا لا نعتبرُ أنهم يقضون الحاجات بقدرة ذاتية مستقلة بل بقدرة الله وبعونه وتأثيره سبحانه وتعالى, باعتباره مصدرُ كلِ عونٍ ومصدر الاستعانة.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين