الجمعة, 19 04 2024

آخر تحديث: السبت, 06 نيسان 2024 10am

المقالات
اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أقسام مائدة الإمام زين...

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

  • جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

    جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الهداية الى الصراط المستقيم (7)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(إهدنا الصراط المستقيم) في هذه الآية دعاء يرفعه الإنسان المؤمن إلى ربه يطلب فيه بشكل جازم أن يرشده ويدله على الطريق المستقيم الذي يؤدي به إلى رضوان الله سبحانه.

وطلب الهداية من الله نوع من أنواع التطبيق العملي للاستعانة بالله، فنحن بعد أن نتوجه إلى الله ونقول (إياك نستعين) نقف بين يدي الله لنستعين به في الهداية إلى الصراط المستقيم، وطلب الهداية من الله من أعظم أنواع الاستعانة به عز وجل.

عشر مرات في اليوم على الاقل نطلب فيها من الله خلال صلاتنا أن يهدينا إلى الصراط المستقيم, فما هو المقصود من الصراط المستقيم؟

الصراط في اللغة: الطريق، الجادة, الخط المستقيم، وكلمة المستقيم تعني: المعتدل الذي لا انحراف فيه.

ونحن نعرف أن الخط المستقيم هو: أقصر خط موصل بين نقطتين، كما تقول القاعدة العلمية في الهندسة.

فإذا كان الصراط المستقيم هو الخط المستقيم الذي يعتبر أقصر الخطوط في الوصول إلى الهدف، فإننا نطلب من الله أن يضعنا على الصراط المستقيم لانه أقصر خط يوصلنا إلى رحاب الله ورضوانه.

والصراط المستقيم في التعبير القرآني الذي ندعو الله أن يهدينا إليه في هذه الآية وفي غيرها من الآيات: هو دين الله الذي أنزله على رسوله في كتابه الكريم, وفيما أوحى به إليه من شريعته ومنهجه الحق، وهو الإسلام الذي يتمثل في اسلام القلب والعقل واللسان والحركة والممارسة والكيان كله لله عز وجل.

وعندما نلاحظ الآيات القرآنية التي تحدثت عن الصراط المستقيم، فإننا نجد أن القرآن الكريم عبر عنه بتعابير مختلفة:

عبر عنه مثلاً بأنه الدين القيم ونهج إبراهيم (عليه السلام) الذي هو نهج الإسلام والتوحيد, كما في قوله تعالة من سورة الأنعام: (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) ـ 161.

وبين في موضع آخر أن الصراط المستقيم هو رفض عبادة الشيطان، والاتجاه إلى عبادة الله وحده كما في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن أعبدوني هذا صراط مستقيم) ياسين/ 61و62.

وهو أيضاً أتباع النبي (ص) فيما أنزله الله عليه من رسالته وشريعته وأوامره ونواهيه، كما في قوله تعالى من سورة الزخرف: (واتبعوني هذا صراط مستقيم) 61. وكذلك في قوله تعالى في سور ة المؤمنون: (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) 74.

كما عبر القرآن عن الهداية إلى الصراط المستقيم بأنها الاعتصام بالله والارتباط به, هذا الارتباط الذي يتمثل بالسير في خط الإيمان به عز وجل وبرسله وبرسالاته, فقال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).

كما عبر القرآن عن طاعة الله وعن الالتزام بأوامره ونواهيه بالصراط المستقيم, فقال تعالى: (وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرَّق بكم عن سبيله) الأنعام / 152.

ونلاحظ في هذه الآية كيف أن الله سبحانه وتعالى ذكر الصراط بصيغة المفرد فقال: (وإن هذا صراطي مستقيماً) وهذا للإشارة إلى أن الصراط المستقيم واحد والدين الإلهي وطريق الحق واحد وليس متعدد وهو الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام). بينما طرُق الضلال والانحراف والباطل متعددة, ولذلك جاء التعبير عنها بصيغة الجمع فقال: (ولا تتبعوا السُبُل) فالطريق المستقيم واحد بينما طرُق الانحراف والظلمات متعددة وملتوية.

والخلاصة: إن هذه الآيات واضحة الدلالة على أن الصراط المستقيم هو دين الله بأبعاده المختلفة الفكرية والعقيدية والتشريعية والعملية، فإن دين الله يتضمن كل هذه المعاني التي ذكرناها والتي عبر عنها القرآن بصور مختلفة.

وإذا رجعنا إلى النصوص المروية عن النبي وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم) التي تحدثت عن الصراط المستقيم، فإننا نجد أيضاً أنه قد ورد في العديد من الروايات أن المقصود بالصراط المستقيم هو الإسلام, وفي بعض الروايات: إنه القرآن, وفي البعض الآخر: إنه عليُ بن أبي طالب أو الأئمة (عليهم السلام).

وكل هذه المعاني في الحقيقة تعود إلى المعنى الذي ذكرناه وهو دين الله الذي أنزله على رسوله (ص) بابعاده المختلفة، الفكرية والتشريعية والعملية، لأنه من الواضح أن القرآن وعلياً والأئمة (ع) دعوا جميعاً إلى دين التوحيد والإسلام، والالتزام به فكرياً وعملياً، فإذا اهتدينا إلى القرآن وإلى علي وإلى الأئمة فإننا نهتدي إلى الإسلام وإلى الدين الذي أنزله الله على رسوله, وإذا اهتدينا إلى الإسلام فإنه يهدينا إلى الحق وإلى علي والأئمة (عليهم السلام) لأن المقصود بعلي هو الإمام المعصوم والهادي إلى الحق وليس المقصود هو الرجل المكون من لحم ودم.

وعندما نقف نحن بين يدي الله لنطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم, فإن الهداية من الله تعني أن يهيئ الله لنا الأجواء والوسائل والطرق التي نستطيع من خلالها أن نصل إلى الاختيار الصحيح والسلم، وأن يوفقنا إلى ذلك وأن يرشدنا إلى تلك الوسائل.

فهدايته عز وجل لن تكون مثلاً عبر نصب الدلائل الواضحة والفارقة بين الحق والباطل, وبين طريق الله وخط الشيطان، وتكون أيضاً عبر إرسال الرسل وإنزال الكتب والشرائع السماوية التي بيّن الله فيها طريق الحق والخير والطريق المستقيم، وتتمثل هداية الله لنا أيضاً بالتوفيق الإلهي واللطف الإلهي الذي يثير في نفس الإنسان الأفكار والمشاعر والأجواء التي تفتح عقله وقلبه على الحق والخير والالتزام بالخط الإلهي.

فعندما نقول إهدنا الصراط المستقيم يعني: يا رب وفقنا وارشدنا للسير في الطريق المستقيم من خلال تهيئة وسائل الهداية.

ولذلك فقد جاء في الحديث عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال في تفسير (إهدنا الصراط المستقيم): أي أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به في ما مضى من أيامنا، حتى نُطيعك في مستقبل أعمارنا.

وعن الإمام الصادق (ع): يعني أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنتك، والمانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك.

وقد يخطر ببال البعض أن يقول: ما دمنا قد أسلمنا وآمنا فقد حصلت الهداية إلى دين الله الذي هو الصراط المستقيم, فلماذا نطلبها وهي موجودة لدينا؟

ونجيب على ذلك بأمرين:

أولاً: صحيح أن الله سبحانه قد رسم لنا بالإسلام طريق الهداية، وصحيح أنه بعد أن اعتقدنا بالإسلام وآمنا نكون قد اهتدينا، ولكن قلنا بأن الصراط المستقيم هو دين الله والإيمان به, والإيمان له درجات، ومهما سما الإنسان في مراتب الإيمان فإن هناك مراتب ودرجات أخرى أبعد وأرقى وأرفع، والإنسان المؤمن يتطلع دوماً بشوق إلى أن يصل إلى أعلى مراتب الإيمان والعبادة، فيحتاج دائماً إلى أن يستمد العون من الله، وأن يطلب الهداية منه سبحانه حتى يصل إلى الدرجات العليا ويزداد هدى على هدى, فالله تعالى يقول: (ويزيد الذين اهتدوا هدى).

ويقول: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).

وقد صرح أمير المؤمنين (ع) بأن الإيمان والعبادة لله درجات ومراتب فقال (ع): إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.

وهو الذي يقول: ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.

الحد الأدنى من العبادة وهو عبادة التجار قد يسقط التكليف ويمنع من العقاب, ولكن قد لا يثاب عليه ولا يفيده شيئاً في إيصاله إلى الهدف الأسمى وهو الحصول على درجات القرب من الله ونيل رضاه, فالعمل الذي يسقط التكليف هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل, ثم بقدر إخلاص الإنسان وصدقه في عبادته، وبقدر ما يبذله من جهد بقدر ما يقترب من الدرجات العليا.

فإذا كان الإنسان في درجة ومرتبة عبادية معينة, كما إذا كان يصلي ولكن صلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر، فإنه يحتاج إلى هداية ومعونة اخرى لينتقل منها الى درجة أعلى بحيث تصبح مثلاً صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، ثم إلى درجة أعلى وأوسع وأرحب وأرقى وهكذا.

ووسائل الارتقاء هي: الصبر والإخلاص في العمل، وجهاد النفس، وتحمل المسؤوليات الإلهية.

والخلاصة: إننا بحاجة إلى هدايات إلهية جديدة ومستمرة لنتمكن من الاستمرار بحركتنا تجاه المراحل العليا والمراتب السامية التي ترفعنا إلى درجة عبادة الأحرار, فلا بد من طلب الهداية باستمرار ولا بد من الإلحاح في الطلب بقولنا (إهدنا الصراط المستقيم), هذه نقطة.

والنقطة الثانية: إننا وإن كنا مؤمنين ومسلمين ومهتدين، ولكننا معرضون دائماً بسبب العوامل المضادة، والشهوات والمغريات والأهواء ووساوس الشياطين وزينة الحياة الدنيا، نحن معرضون دوماً وفي كل لحظة إلى خطر الإنحراف عن الطريق المستقيم وترك الالتزام بدين الله وأوامره ونواهيه، والوقوع في المعاصي والذنوب والأخطاء الكبرى, فحاجتنا إلى المعونة وإلى الهداية من الله حاجة قائمة ودائمة، ولذلك فلا بد أن يستمر طلبنا للهداية عشر مرات على الاقل في اليوم حتى نثبت أقدامنا على الصراط المستقيم وحتى لا نسقط أمام التحديات.

ومما يدل على ذلك ما ذكر من أن نصرانياً اجتمع في زمن الخليفة الأول مع رجل كان نصرانياً وأسلم، فقال له: كيف تقرأ دائماً إهدنا الصراط المستقيم؟ هل هذا يعني بأنك ما زلت في الشكوك وعدم الهداية؟ وإذا كنت شاكاً فيه, فلماذا لا تعود إلى ديننا فإننا واثقون منه وليس لدينا شك فيه ولا نحتاج إلى الهداية!؟

فوسوس له الشيطان وأغواه وصدق حديث رفيقه النصراني فارتد عن الإسلام.

وانتشرت القصة بين الناس ووصلت إلى الخليفة الاول، فأرسل إلى علي (ع) وعرض عليه القضية، فكتب علي (ع) رسالة إلى النصراني قال فيها:

وأما معنى الآية إهدنا الصراط المستقيم التي أوقعت الشك في قلبك, فاعلم بأنه ليس المقصود منها الهداية العامة للإنسان المسلم الذي استسلم لله واهتدى إلى الحق وآمن وصدق بالله وبالرسالة، وإنما المقصود الهداية الخاصة حيث يطلب المؤمن دائماً من ربه أن يهديه الصراط المستقيم, وأن يثبت الإيمان في قلبه حتى لا يوسوس له الشيطان بالغواية والإنحراف.

وبعد أن وصلته الرسالة وقرأ ما فيها رجع النصراني إلى الإسلام بعد أن أدرك أن طلب الهداية من الله هو أن يثبته في مواجهة التحديات فلا يهتز إيمانه ولا يتزلزل في مقابلها.

أما إذا انقطعنا عن طلب الهداية وأحسسنا بعدم الحاجة إليها، فإننا بذلك نكون قد قطعنا صلتنا بالله واصبحنا هدفاً للأهواء والشهوات والشياطين والطغاة والمستكبرين، ولقمة سائغة لهم.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين