مظاهر الخوض في الباطل
- المجموعة: 2016
- 08 كانون2/يناير 2016
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1603
إن من مظاهر الخوض مع الخائضين الدخول في مجالس الغيبة، والنميمة، والإنتقاص من الآخرين، والسخرية منهم، والاستهزاء بهم، والتهكم عليهم, والنيل من سمعتهم وكرامتهم وحرمتهم, وإفشاء عيوب الناس وسلبياتهم وأخطائهم.
خلاصة الخطبة
لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن الجريمة التي ارتكبها بنو سعود بإعدامهم للشهيد الشيخ نمر النمر لم تكن الجريمة الأولى التي يرتكبها بنو سعود بحق الدين وعلماء الدين ورموز الدين، فقد قتلوا علماء كثيرين في السابق, ليس من الشيعة فقط, بل من السنة أيضاً.. لمجرد أنهم كانوا يعارضون أفكارهم وتوجهاتهم وجرائمهم وسلطانهم الجائر والظالم.
ونقل عن السيد إبراهيم الراوي الرفاعي في كتابه رسالة الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية ص 3 ط تركيا 1976 ما نصه :
(إن عدداً من العلماء قتل في غارات الوهابيين على الحجاز من بينهم السيد عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة المكرمة، والشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة، والشيخ سلمان بن براد قاضي الطائف, والسيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر وغيرهم وغيرهم..).
وقال: لقد ارتكب بنو سعود جريمتهم عن عمد وعن سابق إصرار وتصميم رغم كل المساعي والمناشدات للملك بعدم إعدام الشيخ النمر, وأخذوا القرار بالإعدام وهم يعرفون التداعيات لأنهم يريدون أخذ الأمور إلى المشكل والى التصعيد مع إيران وافتعال الأزمات في المنطقة.
وأضاف: هم أرادوا من هذه الجريمة:
أولاً: التغطية على مشاكلهم الداخلية حيث التنافس بل الصراع على السلطة في اوجه. وهم يريدون أن يوجهوا رسالة إلى الداخل , الى داعش والى الشيعة والى بعضهم البعض بأن كل من يعارض سيلقى هذا المصير.
وثانياً: التغطية على فشلهم في كل ملفات المنطقة , في اليمن وسوريا والعراق, ومحاولة الالتفاف على الاتفاق النووي الإيراني بعد فشل مساعي السعودية وإسرائيل في تعطيل هذا الاتفاق, خصوصاً مع اقتراب بدء تنفيذ بنود هذا الإتفاق, ومحاولة محاصرة إيران بمجموعة من المشاكل والأزمات الإقليمية ومع جيرانها, ولذلك ذهب بنو سعود بعد الجريمة مباشرة إلى التصعيد .
ورأى: أن بني سعود يتصرفون بجنون وبحقد وبلا تعقل, في الوقت الذي تصرفت فيه إيران بعقل وحكمة ودراية ووعي وحرص على استقرار المنطقة ووحدة الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي والحيلولة دون خلق صراعات جديدة في المنطقة.
وأكد: أن التصعيد المفتعل الذي يمارسه بنو سعود لن يغطي فظاعة الجريمة التي ارتكبوها بإعدامهم للشيخ النمر,وأن الانتقام الإلهي لهذه الجريمة سيأتي عاجلاً أو آجلاً.
وختم بالقول: عليهم أن يعتبروا بما جرى لكل الطغاة والمستكبرين والظالمين والقتلة من قبلهم ليتعظوا وليتعقلوا.. عليهم ان يتعظوا مما جرى لصدام حسين ولمعمر القذافي و لكل القتلة في التاريخ وفي الحاضر لعلهم يعودون الى عقولم وصوابهم.
نص الخطبة
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾. المدثر/38-47.
يستفاد من هذه الآيات أن التواصل بين أهل الجنة وأهل النّار ليس منقطعاً، فيمكن لأهل الجنة مشاهدة أهل النّار والإطلاع على أحوالهم والتحدث معهم، وعندما سأل أهل الجنة المجرمين من أهل النار عن سبب وجودهم في سقر وعن ما سلك بهم الى هذا المكان وجعلهم يلاقون هذا المصير؟ أجاب المجرومون عن سؤال أصحاب اليمين بأنّهم كانوا قد ارتكبوا أربع خطايا كبيرة وان هذه الخطايا هي التي سلكت بهم الى سقر وأودت بهم في نار جهنم:
أولاً: قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وثانياً: وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
وثالثاً: وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ
ورابعاً: وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
ولا أريد أن أتحدث عن كل هذه الأسباب وإنما أود أن أتحدَّث عن السبب الثالث الذي جعلوه بمثابة ترك الصلاة وترك الزكاة وبمثابة التكذيب بيوم الدين وإنكار القيامة وهو الخوض مع الخائضين ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾فما معنى الخوض مع الخائضين الذي يودي بالإنسان الى سقر =جهنم؟ .
الخوض مع الخائضين يعني: الدخول في مجالس أهل الباطل ومشاركتهم في باطلهم وانحرافهم وفسادهم وبعدهم عن القيم والأخلاق.
والخوض في الأصل: يعني الغور في الشيء والولوج فيه، وكثيراً ما يُستعمل في خوض القدم في الماء والطين والوحل وفي المستنقعات.
فكأنَّ القرآن الكريم أراد من التعبير عن الدخول في مجالس الباطل بكلمة (الخوض) تشبيه من يخوض في الباطل بمن يدخل في مستنقعٍ ملوَّثٍ , فيلوّث قدميه وثيابه بأوساخ وقاذورات ذلك المستنقع أو يلوثهم بوحوله وطينه، فالدخول في مجالس أهل الباطل يشبه الخوض والدخول في المستنقعات القذرة، فكما أنَّ كلَّ من يخوض في مستنقَعٍ فإنَّه لابدَّ وأن يعلُق في قدميه شيءٌ من تلك القاذورات والأوساخ، أو شيءٌ من الوحول والطين فيتلوَّث جسده، وتتسخ ثيابه, فكذلك مَن يخوض في الباطل لابد وأن تتلوَّث نفسُه وروحه، وتتلوَّث أخلاقه، ويتلوث إيمانه وسلوكه بذلك الباطل الذي خاض فيه.
وقد استعمل القرآن الكريم كلمة الخوض في آية أخرى في نفس هذا المعنى أو قريب من هذا المعنى, كما في قوله تعالى: ﴿ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ الذي يتحدث فيه عن اليهود ولهوهم واستهزائهم بآيات الله, فهم يتوهَّمون أنَّ ولوجهم في الباطل ودخولهم في مجالس اللهو فيه ترويح للنفس, وتنفيس عن الطغوط التي يعيشها الإنسان في العمل وفي الوظيفة وفيه أُنس للخواطر وفيه منافع كثيرة، وهذا توهُّم ووهم وخيال لا صحة له، لذلك ذرهم في غفلتهم فسوف يلاقون نتيجة ما يفعلون يوم القيامة.
وللخوض في الباطل, والخوض مع الخائضين مظاهر ومصاديق كثيرة :
أولاً: من مظاهر الخوض في الباطل: الدخول والمشاركة في مجالس اللهو والطرب واللعب، والقمار، وشرب الخمر، والغناء، وما أشبه ذلك،، فحينما يتردد الإنسان أو الشاب أو الشابة على الأماكن والمطاعم والمسارح التي يُقام فيها الغناء، والطرب، والموسيقى، ولعب القمار، وشرب الخمر، ويحضره المغنون والراقصات وغير ذلك فهو ممَّن يخوض مع هؤلاء في فسقهم وانحرافهم, لأن أهل الطرب واللهو والفسوق هم من أوضح المصاديق المعنيَّة من وصف الخائضين . وارتياد هذه الأماكن والمشاركة فيها هو مظهر من مظاهر الخوض في الباطل، وبالتالي هو سببٌ من أسباب دخول المجرمين في سقر.
وثانياً: مجالس الغيبة والسخرية:فإن من مظاهر الخوض مع الخائضين الدخول في مجالس الغيبة، والنميمة، والإنتقاص من الآخرين، والسخرية منهم، والاستهزاء بهم، والتهكم عليهم, والنيل من سمعتهم وكرامتهم وحرمتهم, وإفشاء عيوب الناس وسلبياتهم وأخطائهم.
هناك مجالس تتعاطى مثل هذا السلوك المشين، وقد لا يكون الهدف من هذه المجالس والسهرات والجلسات إرتكاب مثل هذه المعاصي ولكنَّهم ينجرُّون إلى ذلك ويستدرجون إليه ويؤخذ البعض أحياناً بالحياء والإحراج، فيكونون مصداقاً للخوض في الباطل والخوض مع الخائضين, فيجلسون ويذكرون هذا، ويعيبون على ذاك، ويتهكَّمون من هذا، ويسخرون من ذاك، ويستصغرون هذا ويحتقرون ذاك، ولا يكاد يسلم من سُخريتهم واستنقاصهم واستهزائهم وتهكُّمهم أحد.
مثل هذه المجالس يصدق عليها انَّها من مجالس الباطل، فارتيادها والمشاركة فيها يُعدُّ من مظاهر الخوض مع الخائضين أيضاً.
ثالثاً: التردد على المجالس والأماكن التي يكثر فيها التلفظ بكلمات فاحشة وبذيئة, ولا يخجل روادها من تلك الكلمات النابية والخادشة للحياء ،المجالس التي يتمّ فيها الحديث حول مسائل لا تليق بالعفيف الذي يحمل في نفسه صفة الحياء، هناك من يأنس بهذه الأحاديث الفاضحة والمخلَّة بالآداب ، والتي يتنزَّه العقلاء عن تناولها حتى مع زوجاتهم، هناك مجالس تُعقد ويكون غالب أحاديث روَّادها حول هذه البذاءات المعبِّرة عن خلو المتلفِّظ بها من أدنى مراتب الأدب، فارتياد المجالس التي يمتهن روادها الحديث عن النساء والزوجات والبنات, أو التي يتم فيها القيام بأفعال وحركات مشينة وخادشة للحياء, أو التي يتم فيها تناول أعراض الناس وخصوصياتهم, ارتياد مثل هذه المجالس يُعدُّ من الخوض مع الخائضين.
لا يليق بالمؤمن-والذي لا يستحق وسام الإيمان إلا أن يكون واجداً لصفتي الحياء والعفة- لا يليق به أن يتردد على مثل هذه المجالس والأماكن, أو أن يتفوَّه بمثل هذه الأحاديث، أو يتلفَّظ بألفاظ الفحش التي يتنزَّهُ عن التلوُّثِ بها أهلُ الدين والعفاف.
مثل هذه الممارسات كانت واحداً من أسباب غضب الله وسخط الله عزوجل على قوم لوط, حيث كانوا يجلسون في مجالس المنكر ويتناولون أعرض الناس.. فقذفهم الله من السماء بحجارةٍ من سجيل، ثم خسف بمدينتهم فجعل عاليَها سافلها، فكانت هذه الممارسات هي أحد مناشئ ما أوقعه بهم من عذاب كما قال تعالى : ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ﴾.
ولهذا فالحضور إلى هذه المجالس والأُنس بها يُعدُّ من الخوض مع الخائضين والذي هو من أسباب استحقاق دخول جهنم.
والمجالس التي تتعاطى مثل هذه الأمور لا تختصُّ بالمجالس التي يجتمع فيها الناس على الهيئة المتعارفة في المطاعم والمسارح ودور السينما والكزينوهات وغيرها، بل هي تصدق على مثل المنتديات والمواقع والصفحات الإلكترونية أيضاً التي تتعاطى مثل هذه المسائل، فالدخول إلى هذه المواقع يُعدُّ من الخوض في الباطل, وكلُّ محفلٍ أو منتدى أو موقع الكتروني يخوض في مثل هذه المسائل هو من الخوض في الباطل ولا يجوز الدخول فيه.
ورابعاً:من مظاهر الخوض بالباطل ومع الخائضين الدخول الى المجالس التي يتم فيها الإستهزاء بآيات الله عزَّ وجل ودين الله , فيستهزئون بأحكام الله، وبمعالم دين الله، ومفاهيم الدين، والمسائل الاعتقادية، ويُثيرون الشبهات والأضاليل, ويوهنون دين الله تعالى وقرآنه, ويطعنون بآيات الله أو بأولياء الله ورموز الدين, كالنبيِّ (ص) والأئمة المعصومين(ع) أو علماء الدين والذين يبلغون الدين فيتم النيل من حرمتهم وسمعتهم ومكانتهم , فإن مثل هذه المجالس التي يتم فيها التوهين لدين الله تعالى ولرموز الدين، هي مما حذر الله سبحانه من التردد اليها والخوض فيها فقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَفِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾فحقُّ هذه المجالس أنْ تُهجر وأنْ يتمَّ الإعراض عنها والمجافاة لها، فليس للمؤمن الملتزم الذي يخشى الله ويخاف الله تعالى أن يرتاد مثل هذه المجالس ويخوض في الأحاديث التي تخاض فيها.
اليوم قتل علماء الدين الذين يصدحون بالحق ويواجهون الطغاة والمستكبرين والظالمين وأعداء الدين هو إضعاف للدين وتوهين للدين وطعن برموز الدين.
الجريمة التي ارتكبها بنو سعود بإعدامهم للشهيد الشيخ نمر النمر لم تكن الجريمة الأولى التي يرتكبها بنو سعود بحق الدين وعلماء الدين ورموز الدين، فقد قتلوا علماء كثيرين في السابق, ليس من الشيعة فقط, بل من السنة أيضاً.. لمجرد أنهم كانوا يعارضون أفكارهم وتوجهاتهم وجرائمهم وسلطانهم الجائر والظالم.
يقول السيد إبراهيم الراوي الرفاعي في كتابه رسالة الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية ص 3 ط تركيا 1976 يقول ما نصه :
(إن عدداً من العلماء قتل في غارات الوهابيين على الحجاز من بينهم السيد عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة المكرمة، والشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة، والشيخ سلمان بن براد قاضي الطائف, والسيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر وغيرهم وغيرهم..
هذا ما فعلوه عندما احتلوا مكة وعندما دخلوا إلى المدينة المنورة والى الطائف وبقية مدن الحجاز وهذا التاريخ أمامنا وسجل كل جرائمهم بحق أهل السنة أولاً حيث ارتكبوا المجازر وقتلوا كل من كان يخالفهم الرأي ولا ينصاع لأفكارهم ومذهبهم, وهدموا المساجد وقبور الأولياء والصالحين وكل الآثار الإسلامية التي كانت تذكر الناس بتاريخ الإسلام ونبي الإسلام محمد بن عبدالله(ص).
الوهابية هي ملهمة الفكر التكفيري المعاصر وملهمة كل التيارات والحركات التكفيرية الإرهابية التي ترفض الآخر وتكفر الآخر الذي لا يقبل أفكارها حتى ولو كان من السنة, ولذلك يجب التفريق بين الوهابية وبين سائر السنة, والمشكلة هي مع الوهابية وليست مع عموم السنة.
واليوم يقدمون على هذه الجريمة الجديدة وهم يعرفون تماماً فظاعة ما يرتكبون.
لقد ارتكب بنو سعود جريمتهم عن عمد وعن سابق إصرار وتصميم رغم كل المساعي والمناشدات للملك بعدم إعدام الشيخ النمر.
بنو سعود درسوا كل ما يمكن أن يصدر من ردود فعل على هذه الجريمة وأخذوا القرار بالإعدام وهم يعرفون التداعيات, لأنهم يريدون أخذ الأمور إلى المشكل والى التصعيد مع إيران وافتعال الأزمات في المنطقة.
صحيح أنهم جهلة ومتخلفون ومتحجرون ولا يحسبون العواقب ويتصرفون-خصوصاً مؤخراً- بجنون وتوتر وحقد.. لكنهم في هذه الجريمة حسبوا كل شيء وكانوا يعرفون تماماً حجم الجريمة التي يرتكبونها وحساسية التوقيت والتداعيات التي يمكن أن تحصل.
هم أرادوا من هذه الجريمة:
أولاً: التغطية على مشاكلهم الداخلية حيث التنافس بل الصراع على السلطة في اوجه. وهم يريدون أن يوجهوا رسالة إلى الداخل , الى داعش والى الشيعة والى بعضهم البعض بأن كل من يعارض سيلقى هذا المصير.
وثانياً: التغطية على فشلهم في كل ملفات المنطقة , في اليمن وسوريا والعراق, ومحاولة الالتفاف على الاتفاق النووي الإيراني بعد فشل مساعي السعودية وإسرائيل في تعطيل هذا الاتفاق, خصوصاً مع اقتراب بدء تنفيذ بنود هذا الإتفاق, ومحاولة محاصرة إيران بمجموعة من المشاكل والأزمات الإقليمية ومع جيرانها.
ولذلك ذهب بنو سعود بعد الجريمة مباشرة إلى التصعيد .
لقد انكشف للعالم كله كيف أن بني سعود يتصرفون بملف حساس جداً كملف العلاقة مع ايران بجنون وبحقد وبلا تعقل في الوقت الذي تصرفت فيه إيران بعقل وحكمة ودراية ووعي وحرص على استقرار المنطقة ووحدة الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي والحيلولة دون خلق صراعات جديدة في المنطقة.
التصعيد المفتعل الذي يمارسه بنو سعود لن يغطي فظاعة الجريمة التي ارتكبوها بإعدامهم للشيخ النمر.
والانتقام الإلهي لهذه الجريمة سيأتي عاجلاً أو آجلاً لأن الله يمهل ولكنه لا يهمل أبداً, وعليهم أن يعتبروا بما جرى لكل الطغاة والمستكبرين والظالمين والقتلة من قبلهم ليتعظوا وليتعقلوا.. عليهم ان يتعظوا مما جرى لصدام حسين الذي قتل العلماء وأبناء العلماء والمراجع في العراق وفي مقدمهم الشيد السيد محمد باقر الصدر والشهيد السيد محمد الصدر, عليهم أن يتعظوا مما جرى لمعمر القذافي الذي غيب الإمام موسى الصدر وأخويه , وأن يتعظوا مما جرى لكل القتلة في التاريخ وفي الحاضر لعلهم يعودون الى عقولم وصوابهم , عليهم أن ينتظروا نقمة الله وغضب الله ومكر الله, أليس الصبح بقريب؟.
والحمد لله رب العالمين