الصيام فريضة الهية على المسلمين (1)
المشهور ان الصوم فرض على المسلمين بالمدينة المنورة في السنة الثانية للهجرة ،فانهعندما حلت السنة الثانية من الهجرة النبوية نزل الوحي على رسول الله في شهر شعبان معلناً بدأ فرض صيام شهر رمضان على المسلمين بقوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
الصوم في الامم السابقة (2)
فريضة الصوم ليست شيئاً اختصت به الشريعة الاسلامية ،اوشيئاً فُرض على المسلمين خاصة ،وانما هي عبادة الهية فرضت على اتباع الديانات الماضية التي نُسخت بالشريعة الاسلامية .وهذا ما كشف عنه قوله تعالى في الآية (كما كتب على الذين من قبلكم ) فالصيام فرض عليكم كما فرض على الأمم الماضية التي سبقتكم وسبقت ظهور الاسلام كأُمة موسى وعيسى وغيرهم .
فلسفة الصوم .. غايته التقوى (3)
فرض عليكم الصوم رجاء ان تتقوا ومن اجل ان تحصلوا على التقوى . والتقوى هي عبارة عن ملكة نفسانية توجب قدرة النفس الانسانية على إمتثال ما أمر الله به،والابتعاد عما نهى الله عنه من المعاصي والذنوب.فالصوم اذا اخلصتم فيه يدفعكم الى تجنب المحرمات واتقاء الوقوع فيها.
فوائد الصوم ونتائجه الاجتماعية والصحية (4)
التقوى ليست هي الفائدة الوحيدة التي يحصل عليها الانسان من خلال ممارسة هذه العبادة ،فان للصوم فوائد اخرى اجتماعية وصحية ونفسية بالاضافة الى فائدته التربوية.ونحن هنا نشير الى اهم تلك النتائج الاجتماعية والصحية كما اشارت اليها بعض النصوص والروايات الواردة عن النبي (ص) وعن أئمة اهل البييت عليهم السلام .
أشكال الصوم وأنواعه (5)
عن الإمام الصادق (ع) انه قال : إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح، ودع المراء وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام،ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .ج 4 /87
أحكام الصوم في القرآن (6)
ان فقرة (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) تشير الى حكم اخر من الاحكام المتعلقة بالصوم وهو حكم اولئك الذين يستطيعون الصوم ولكن لا يستطيعونه إلا بجهد ومشقة وتعب كبير بحيث يستنفد الصوم جميع قواهم وطاقتهم، كالطاعنين في السن والمصابين بمرض العطاش الذين يجهدهم الصوم ، فان مثل هؤلاء لا يجب عليهم الصوم
نزول القرآن في شهر رمضان (7)
عن الإمام الصادق (ع) انه قال : نزلت التوراة في ست مضين من شهر رمضان، ونزل الانجيل في اثنتي عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ثماني عشرة من شهر رمضان ،ونزل الفرقان في ليلة القدر .
فضل تلاوة القرآن (8)
عن الباقر (ع) ان رسول الله قال : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب الذاكرين ، ومن قرأ مئة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مئتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين.
الدعاء علاقة بين العبد وربه (9)
اكد القرآن ان قيمة العبد عند الله انما هي بدعائه (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) اي لا يعتني بكم ربي ولا يقيم لكم وزناً لولا دعاؤكم ، ويؤكد القرآن من جهة اخرى ان الامتناع عن الدعاء هو إعراض عن الله واستكبار عن عبادة الله (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ).
ماذا ينبغي ان نطلب من الله في الدعاء؟ (10)
الدعاء يأتي نتيجة شعور الانسان بفقره الى الله وحاجته اليه وما ينبغي ان نعرفه هنا هو انه ليس هناك حد لفقر العبد وحاجته وضعفه وقصوره وتقصيره،كما انه ليس هناك حد لغنى الله وسلطانه وقوته وجوده وكرمه واحسانه.
ما لا ينبغي ان نطلبه في الدعاء؟ (11)
مما لا يجوز في الدعاء ،ان يتمنى الانسان ان ينقل الله النعمة من الآخرين الى نفسه ،فان الله لا يرضى من عبده ان يقف بين يديه في الدعاء والمناجاة ليطلب منه ان يسلب النعمة عن الآخرين وينقلها اليه.سأل الصادق (ع) عن قول الله عزوجل " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " فقال (ع) لا يتمنى الرجل إمراة الرجل ولا ابنته ولكن يتمنى مثلها" .
شروط استجابة الدعاء (12)
ان اهم العوائق والعقبات التي تحبس الدعاء عن الصعود الى الله هي الذنوب والمعاصي ، فكلنا نقرأ في دعاء كميل : ( اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ) ونقرأ فيه ( فاسألك بعزتك ان لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي ).فالذنوب وسوء الاعمال ،تحجب الدعاء وتمنع الاجابة.
الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (13)
المعاصي الكبيرة هي المعاصي التي ورد النهي عنها بشدة وإصرار وتم التهديد عليها بالعذاب ودخول النار ، والمعاصي الصغيرة هي ما عدا ذلك .. مما نهى الله عنه ولم يوجب عليه العذاب بالنار، كحلق اللحية والنظر الى اعراض الناس والاستماع الى الغناء والموسيقى وما اشبه ذلك .
القنوط واليأس ونتائجهما السلبية (14)
اليأس من رحمة الله وفقدان الامل بمغفرته وعفوه ،كالكفر بالله ، ولهذا السبب اذا افسد الشيطان شخصاً ويأس هذا الشخص من رحمة الله يصبح من خلال ذلك كحميد بن قحطبة لا يصوم ولا يصلي ويرتكب اي جريمة تسنح له الفرصة للقيام بها .
العفو الالهي العام (15)
لا يستطيع احد ان يقول : إن الله لن يرحمني لأن ذنوبي كبيرة او ان الله لن يغفر لي لأني مثقل بالذنوب ،فانك مهما كنت مثقلا بالذنوب الكبيرة والعظيمة فان الله اعظم منها فهو يغفر الذنب العظيم حتى ولو كان مثل ذنب ذلك الرجل الذي كان ينبش القبور في زمن النبي ويرتكب ابشع الاعمال
المغفرة مشروطة بالتوبة (16)
إن ابواب المغفرة والرحمة مفتوحة أمام الجميع من دون استثناء ولكن بشرط ان يعودوا الى الله ويتوبوا اليه من ذنوبهم وآثامهم ،وأن يستسلموا لاوامر الله ونواهيه،وأن يظهروا صدق توبتهم وإنابتهم واستسلامهم بالعمل والممارسة .
شروط قبول التوبة (17)
الانسان الذي يرتكب الذنب عن جهل وغفلة وعدم وعي نتيجة سيطرة اهوائه وشهواته تقبل توبته. واما الانسان الذي يرتكب الذنب من دون ان تكون هناك جهالة ،وغلبة للشهوة،وانما يرتكبه عناداً للحق وانكاراً لحكم الله،بمعنى انه يعرف ان العمل الذي يفعله هو ذنب ومعصية ولكنه مع ذلك يفعله عمداً وعناداً و تحدياً وتمرداً على الله وعلى احكامه،ان ارتكاب مثل هذا الذنب ينبيء عن الكفر ،فلا تقبل التوبة منه، إلا أن يتخلى عن عناده وعدائه وانكاره وتمرده على الله.
من لا تقبل توبته (18)
بعض العصاة يندمون ويتوبون عندما يشاهدون العذاب الالهي في الاخرة ولكنهم يتندمون في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم، فقد حدثنا الله عن موقف المجرمين يوم القيامة في سورة السجدة حيث يقول تعالى : (ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون )الاية 12.
نتائج التوبة وآثارها الايجابية (19)
اذا تحققت التوبة من الانسان وقبل الله توبته ،فان أولى ثمرات التوبة التي يحصل عليها الانسان التائب هي ان الله يغفر له ذنوبه ويعفو عنه ويدخله ساحة رحمته.وليست هذه هي النتيجة الوحيدة التي يحصل عليها الانسان التائب بل ان هناك نتائج اخرى للتوبة دلت عليها الايات القرآنية
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (20)
الولي في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا )بمعنى الذي له حق التصرف في أموركم وأدارة شؤونكم الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها..وهذه الولاية كما انها ثابتة لله ولرسوله فهي ثابتةٌ لعلي عليه السلام
المزيد من المقالات...
مجموعات فرعية
-
هدى القرآن
هدى القرآن