زيارة الأئمة(ع)من شعائر الله
- المجموعة: 2014
- 12 كانون1/ديسمبر 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 12078
أكد الإسلام بشكل خاص على زيارة بعض القبور كقبر النبي (ص) وأضرحة الأئمة (ع) وحثت الروايات على السفر وشد الرحال إلى مقاماتهم الشريفة بقصد زيارتهم وإعلاء شأنهم, وجعلت التوجه إليهم شعيرة من شعائر الله.
خلاصة الخطبة:
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الحشود المليونية التي تجتمع في كربلاء لزيارة أبي عبد الله(ع) رسالتها الأساسية للتكفيريين: أن كل تهديداتكم وتفجيراتكم وقتلكم وإرهابكم لن يخيفنا ولن يثنينا عن حب الحسين(ع), ولن يخيف شعوب هذه المنطقة , وأنتم لا مستقبل لكم فيها ,ولن تستطيعوا ان تستبيحوا بلادنا .
وشدد: على أن التكفريين وبالرغم من انهم وضعوا لبنان في دائرة الاستهداف الا انهم لم يستطيعوا استباحة ارضنا وقرآنا على الحدود الشرقية مع سوريا بفضل دماء الشهداء وسواعد المجاهدين وبفعل معادلة المقاومة والشعب والجيش التي حمت لبنان.
وختم مخاطباً التكفيريين: لن نسمح لكم لا الآن ولا في المستقبل أن تستبيحوا بلدنا وحدودنا .
نص الخطبة:
يقول تعالى: [ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب].
نعزي صاحب العصر والزمان وولي أمر المسلمين وعموم المؤمنين والموالين بذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) التي تصادف في العشرين من شهر صفر الهجري.
لا شك أن زيارة قبر الحسين (ع) في كربلاء وقبور الأنبياء والأئمة (ع) والأولياء والصديقين والشهداء والعلماء من الشعائر الإلهية، لأنها تذكر الناس بالقيم الإلهية وبالمعاني السامية التي جسدها هؤلاء في حياتهم.
وقد أجمع المسلمون بكل مذاهبهم إلا من شذ (كالوهابية) على استحباب زيارة القبور والأضرحة والمقامات المقدسة والمراقد المطهرة، ودأبوا منذ عهد النبي (ص) وإلى يومنا هذا على التبرك بأصحابها والدعاء عندهم وطلب الشفاعة منهم إلى الله.
وقد فعل النبي (ص) ذلك وكذلك الأئمة (ع)، حيث روي أن النبي (ص) كان يقصد قبر أمه آمنة بنت وهب فيزوره ويبكي عنده ويُبكي من حوله، كما أنه كان يزور البقيع ويخرج لزيارة شهداء أحُد .
وكان يقول (ص): زوروا القبور فإنها تذكركم الموت أو تذكركم الآخرة.
وبالعودة الى النصوص المروية عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) نجد تأكيداً واضحاً على أهمية زيارة القبور والدعاء عندها.
وقد أمرت بعض الروايات بزيارة قبرالوالدين والأقارب وعموم المؤمنين لا سيما في يوم الجمعة , وقبل طلوع الشمس.
فقد ورد عن الامام الصادق(ع): اذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم, واذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم.
كما ورد في بعض الروايات أن الموتى في عالم البرزخ يعلمون بمن يأتي لزيارتهم ويفرحون ويأنسون به.
فقد روى محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): الموتى نزورهم؟ قال: نعم، قلت: فيعلمون بنا إذا آتيناهم؟ فقال: إي والله إنهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم. وفي رواية اخرى: انهم يحزنون بعد انصرافكم عنهم.
وقد أكد الإسلام بشكل خاص على زيارة بعض القبور كقبر النبي (ص) وأضرحة الأئمة (ع) وحثت الروايات على السفر وشد الرحال إلى مقاماتهم الشريفة بقصد زيارتهم وإعلاء شأنهم, وجعلت التوجه إليهم شعيرة من شعائر الله.
فقد روي عن النبي (ص) في فضل زيارته (ص): من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي, وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة.
وفي حديث آخر عنه (ص): من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي.
وفي استحباب زيارة مرقد علي أمير المؤمنين (ع) ورد عن الإمام الصادق (ع) انه قال: زيارة أبي علي (ع) تعدل حجتين وعمرتين.
وفي فضل زيارة الإمام الرضا (ع) يقول الإمام الرضا (ع): من زارني على بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً , وعند الصراط , وعند الميزان.
أما فضل وقيمة وعظيم ثواب وأجر زيارة الحسين (ع) في كربلاء فهو كبير جداً , وقد جُعلت زيارته(ع) في ذكرى الأربعين من علامات المؤمن.
وبالرغم من منع السلطات الأموية والعباسية في بعض المراحل من زيارة قبر الحسين (ع) في كربلاء، فقد كان الأئمة (ع) يرغبون ويحثون الناس على زيارة قبر الحسين (ع) ويوصون بعدم تركها, ويعتبرون ذلك من علامات الانتماء الصادق لخط أهل البيت (ع).
يقول الإمام الصادق (ع): من لم يأت قبر الحسين وهو يزعم أنه لنا شيعة حتى يموت فليس هو لنا بشيعة.
وعن الإمام الباقر (ع): مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (ع) فإن اتيانه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مواقع السوء، واتيانه مفترض على كل مؤمن يُقر له بالإمامة من الله.
وفي رواية عن ابن بكير - وهو أحد أصحاب الإمام الصادق (ع)- انه شكى للإمام كيف انه يظل خائفاً مرعوباً من جواسيس السلطة كلما أراد الذهاب لزيارة الحسين في كربلاء حتى يرجع! فقال له الإمام الصادق (ع): يا ابن بكير! أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين (ع) تحت العرش، وآمنه الله من افزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزغ، فإن فزع وقرته الملائكة وسكّنت قلبه بالبشارة.
إن دعوة الأئمة شيعتهم لزيارة الحسين (ع) حتى في الظروف الصعبة وفي حالات الخطر والخوف وانعدام الأمن، دليل على الآثار والنتائج المهمة التي تتركها زيارة الحسين (ع) في نفس الإنسان وفي حياته على المستوى التربوي والروحي والمعنوي والأخلاقي, حيث إنها تُحي في الانسان قيم عاشوراء, وحماسة عاشوراء , وتدفعه للقيام بواجباته ومسؤولياته, وتبعث فيه روح التضحية في سبيل الحق والدين.
وكانت زيارة كربلاء في بعض المراحل محفوفة بالمخاطر والخوف وعدم الآمان, لأن كربلاء كانت مكاناً لتجمع الأحرار والثوار, ومنطلقاً لكل نهضة حرة ولكل حركة تحرر صادقة.
ففي سنة 121هـ وبعد ثورة زيد بن علي في الكوفة واستشهاده , منع الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك من زيارة كربلاء, ونشر الجواسيس والشرطة على طول الطريق لكربلاء لمنع الناس من زيارة الحسين (ع).
وفي زمن هارون الرشيد والمتوكل العباسي (أي في العصر العباسي) خرّبوا قبر الحسين (ع) ومنعوا الناس من زيارته.. حتى أنهم أزالوا كل العلامات التي تدل على قبر الحسين (ع) حتى يضيع مكان القبر فلا يجتمع الناس عنده.
وينقل بعض المؤرخين أن العباسيين خربوا قبر الحسين سبع عشر مرة بأمر من المتوكل, بل انه في بعض المرات نبش القبر وحرث أرضه حتى تضيع كل معالمه.
لكن كل هذا الحصار والتشدد والعنف والإرهاب المتواصل على زوار أبي عبد الله الحسين (ع) لم يستطع أن يقطع علاقة الناس مع مرقد سيد الشهداء في كربلاء.
واليوم كما في الماضي والتاريخ بالرغم من كل التهديد والوعيد والتفجيرات التي تحصل ضد الزوار في العراق، وبالرغم من سيطرة التكفيريين على بعض المناطق العراقية وتهديدهم بالوصول إلى كربلاء واستهداف الزوار, فإن الملايين من عشاق الحسين(ع) لا تزال تتدفق إلى كربلاء من كل حدب وصوب من العالم الاسلامي ومن خارج العالم الاسلامي ,غير مبالين بكل التهديد والوعيد الذي يطلقه التكفيريون ضد زوار الحسين(ع), وهم يرددون في مواجهة هؤلاء مع الحسين(ع) مقولته المشهورة : أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء, فإن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. ومقولته الخالدة في وجه يزيد: ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين , بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة.
إن الحشود المليونية التي تجتمع في كربلاء لزيارة أبي عبد الله(ع) رسالتها الأساسية للتكفيريين: أن كل تهديداتكم وتفجيراتكم وقتلكم وإرهابكم لن يخيفنا ولن يثنينا عن حب الحسين(ع) ولن يخيف شعوب هذه المنطقة , وأنتم لا مستقبل لكم فيها ولن تستطيعوا ان تستبيحوا بلادنا .
وهنا في لبنان بالرغم من انكم وضعتم لبنان في دائرة الاستهداف إلا انكم لم تستطيعوا ان تستبيحوا بلدنا وقرآنا على الحدود الشرقية مع سوريا بفضل دماء الشهداء وسواعد المجاهدين وبفعل معادلة المقاومة والشعب والجيش التي حمت لبنان , ولن نسمح لكم لا الآن ولا في المستقبل أن تستبيحوا بلدنا وحدودنا .
والحمد لله رب العالمين