رعاية حفل اعلان نتائج مسابقة أفضل قصيدة في الرثاء 13-6-2023
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 13 حزيران/يونيو 2023
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2106
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنّ السيناريوهات المرسومة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية باتت معروفة للجميع، لافتًا خلال رعايته حفل إعلان نتائج مُسابقة أفضل قصيدة في الرثاء الفاطمي
اقامته جمعية المعارف الاسلامية في مركزها في بيروت: إلى أنّ كل طرف يتمسك بالطريقة والسيناريو الذي يريده ويخدم أهدافه وتطلعاته.
وأكد: أنّ كل السيناريوهات المحتملة في الجلسة لن تؤدي إلى نتيجة، وما يؤدي إلى النتيجة المطلوبة له طريق وحيد هو الحوار والتفاهم، والتوافق على مرشح جامع، يلمّ اللبنانيين، ويكون قادرًا على معالجة الملفات التي ُتُهمّهم، ومنفتح على الجميع في الداخل والخارج.
واعتبر: أنّ العناد ومنطق الفرض والمواجهة لا يؤدي إلى حل بل سيُطيل أمد الفراغ، ويُعمّق الإنقسام، ويزيد في التوتر، وربما يؤدي إلى الفوضى التي لا يريدها أحد من اللبنانيين.
نص الكلمة
في البداية ارحب بكم جميعا، ونبارك للفائزين بالمسابقة فوزهم ونجاحهم كما نبارك لغير الفائزين ايضا ولكل الشعراء الحاضرين مشاركتهم وعطائهم وانجازهم ونتاجهم الشعري، ونسأل الله للجميع المزيد من التوفيق والتسديد .
اذا لاحظنا حجم الانتاج الشعري في رثاء الحسين بوجه خاص وفي ثورة الحسين في كربلاء بوجه عام، سنجد ان أغنى انتاج شعري في الأدب العربي هو شعر الرثاء الحسيني.
فمن المؤكد ان ما قيل من شعر في الحسين(ع) واهل بيته واصحابه، وما قيل من شعر في واقعة كربلاء عموما، هو أكثر وأغزر مما قيل في اي موضوع آخر على الاطلاق
ولا يختص الشعر الرئائي بالعربية الفصحى، فان ما قيل من الشعر الرثائي الحسيني بالعامية العراقية والخليجية واللبنانية يعد تراثا ضخما ونتاجا كبيرا جدا.
والادب الفارسي كالادب العربي في الشعر الرثائي الحسيني، بل لعل ما قيل من شعر رثائي في الحسين (ع)وثورته في الادب الفارسي يفوق ما قيل في ذلك في الادب العربي، فقد اشتمل الشعر الفارسي على اعمال كثيرة جدا في رثاء الحسين(ع) وتمجيد ثورته باساليب متنوعة.
الشعراء من اتباع ائمة اهل البيت(ع) انشدوا ونظموا في هذا المجال بلغات متعددة ، عربية وفارسية وتركية واردية وغيرها، وما انتجوه باللغات المتعددة يتجاوز في حجمه ما نظموه في مجالات اخرى.
كل هذا التراث الادبي هو بفعل الجهود الكبيرة التي بذلها الشعراء لا سيما شعراء اهل البيت منذ التاريخ والى الان، وهي جهود مباركة وعظيمة.
الشعر الرثاي الحسيني الذي قاله الشعراء من اتباع اهل البيت لم يكن شعر مناسبات، بل كانت له منطلقات ودوافع عاطفية ودينية. كان بدافع العاطفة وبدافع الدين فهو شعر دفعت اليه العاطفة ودفع اليه الدين وليس لانه كان مطلوبا في المناسبات
دفعت اليه العاطفة من جهة العلاقة الحميمة بين الشاعر الموالي وبين امامه المظلوم.
ودفع اليه الدين من خلال النصوص والروايات الكثيرة الداعية الى نظم الشعر في الحسين واهل البيت، ومن خلال المواقف التي كان يتخذها اهل البيت من الشعراء الحسينيين الذين كانوا بسبب انشادهم للشعر بحق اهل البيت يتعرضون للملاحقة والمتابعة والاعتقال والسجن والتنكيل والتعذيب من قبل الحكام المناوئين.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما قال فينا قائل بيتا من الشعر حتى يؤيد بروح القدس.
وعنه في حديث اخر: من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة .
وعنه في حديث اخر: من أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى وأبكى خمسة كتب له الجنة، ومن أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى وأبكى واحدا كتب لهم الجنة.
شعر الرثاء الحسيني مرّ بمراحل عديدة وفي كل مرحلة كان يعبر عن خصائص وظروف تلك المرحلة والمواقف النفسية والسياسةلاتباع اهل البيت. كان الشعر يعكس الواقع السائد في كل مرحلة.
في العد الاموي كان الطابع العام للرثاء الحسيني طابع الحزن واللوعة والأسى لكن كان قويا يبثروح العزيمة والثورة وروح الثأر من قتلة الحسين. كان حافلا بمعاني القوة والتهديد والتحريض ضد السلطة الاموية التي ارتكبت جريمة كربلاء .
في العهد العباسي خفت لغة التهديد والتحريض والثأر.
حاول بعض الشعراء ان يعكس الواقع الجديد الذي تسلم فيه العباسيون السلطة ، فكان طابع الرثاء طابع الحزن واللوعة ولكن في الفرح والسرور بزوال الامويين وسقوط دولتهم الظالمة والقاتلة.
ربما حاول العباسيون الذين كانت شعاراتهم يا لثارات الحسين كما هو معروف إنشاء تيار رثائي يتبنى فكرة ان الثأر من قتلة الحسين قد حصل علي يد العباسيين وان الامر انتهى الا ان هذه المحاولة فشلت ونحن نعتقد ان الثأر لم يتحقق حتى الان وسيحصل على يدي الامام المهدي(ع) فهو الذي ينتقم ويثأر من قتلة الحسين(ع).
في مراحل اخرى دخلت افكار اخرى على الرثاء الحسيني كالزهد ، وذم الدنيا وغير ذلك من الافكار التي كانت تنشاء حسب طبيعة الاوضاع والظروف السائدة في كل مرحلة.
الشعر الرثائي يجب ان يعكس الواقع ويتفاعل مع الظروف والاوضاع والتحديات في مرحلة
يجب ان يعكس الشعر الحسيني البطولات والتضحيات الحقيقية وليست الخيالية
اليوم يجب ان يربط الشعر الحسيني بين ثورة كربلاء وقيمها وبين المقاومة في لبنان .
يجب بيان حجم استلهام المقاومة ومجاهديها من الثورة وقيمها ومواقفها وشجاعة وثبات الحسين واصحابه .
التشبيه والمقارنة بين الوقائع والشخصيات والمواقف والشجاعة والايثار والفداء..وو..الخ
الشعر الذي يعكس حجم التحديات والضغوط التي يحاول الاعداء فرضها علينا والمواجهة المحتدمة بيننا وبينهم .
الشعر الذي يبث الروح الثورية وروح المقاومة والوقوف بو الاستكبار والطغاة والمحتلين.
وكل هذا بحمد الله موجود بنسبة كبيرة في الشعر الرثائي الحسيني المعاصر.
الشعراء كانوا موضع اطراء ومدح وثناء واعجاب واحترام وتقدير ائمة اهل البيت(ع) الذين كانوا يكرمون ويمدحون ويحتفون احتفاءا كبيرا بالشعراء الذين كانوا ينظمون شعرا في رثاء اهل البيت والحسين وكربلاء
اهل البيت(ع) بينوا المكانة الرفيعة والمنزلة العظيمة عند الله والجزاء الاوفى في الاخرة لمن يساهم بالشعر في رثاء الحسين واهل البيت
كان اهل البيت يكرمون الشعراء ويدعون لهم ويغمرونها بالحب والرعاية والاحترام والتقدير.
ونحن على خطى اهل البيت(ع) نقف هنا في هذا المحفل لنحتفي بكم وبكل شعراء الحسين واهل البيت ونكرمهم ولكن مهما فعلنا لا نستطيع ان نفي حقكم .
جهودكم في اظهار وتبيين حقيقة الاحداث والوقائع والمواقف والقيم والمظلومية هي جهاد حقيقي لايقل اهمية عن اي عمل جهادي اخر سواء كان ثقافيا او إعلاميًا او سياسيا او عسكريا او امنيا .
ونحن نعلن عن جهوزيتنا واستعدادنا الدائم للتعاون معكم ومع كل الشعراء الحسينيين من اجل اثراء الادب لعربي بالشعر الهادف والموجه، ونتطلع الى شعراء يلهبون روح المقاومة في قلوب وعقول الناس من اجل ان نبقى اقوياء بمقاومتنا واعزاء في بلدنا .
لا اريد ان اتحدث بالسياسة خصوصا اننا على بعد يوم واحد من الجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لكن اريد ان احدد موقفا مختصرا مما سيجري غدا.
السيناريوهات المرسومة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية باتت معروفة للجميع، وكل طرف يتمسك بالطريقة والسيناريو الذي يريده ويخدم أهدافه وتطلعاته.
إن كل السيناريوهات المحتملة في الجلسة غدا لن تؤدي إلى نتيجة، وما يؤدي إلى النتيجة المطلوبة له طريق وحيد هو الحوار والتفاهم، والتوافق على مرشح جامع، يلمّ اللبنانيين، ويكون قادرًا على معالجة الملفات التي ُتُهمّهم، ومنفتح على الجميع في الداخل والخارج.
اما العناد ومنطق الفرض والمواجهة فلا يؤدي إلى حل، بل سيُطيل أمد الفراغ، ويُعمّق الإنقسام، ويزيد في التوتر، وربما يؤدي إلى الفوضى التي لا يريدها أحد من اللبنانيين.