كلمة في وضع حجر الاساس للمركز الصحي في الزرارية 3-11-2018
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 03 تشرين2/نوفمبر 2018
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1823
لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال احتفال أقامته جمعيةالزرارية الخيرية بمناسبة وضع حجر الاساس لمركز الزرارية الصحي إلى أن "القوة الاساسية التي نستند اليها في مواجهة العدو الاسرائيلي بالاضافة الى القوة المعنوية، الايمان والصدق والاخلاص الذي يجعل من مجاهدينا يسطرون الانتصارات".
وأشار إلى أن "اليوم العدو الاسرائيلي يهددلبنان بزعمه وجود مصانعصواريخ في لبنان، وهذا التهويل شكل من اشكال الحرب النفسية"، واكد ان "كل هذا التهويل هدفه ان نلقي سلاحنا وان نستسلم وان تمتلئ قلوبنا خوفا ورعبا لتنهار ارادتنا، ولكن خفي على هذا العدو ان الزمن الذي كنا نخاف فيه قد ولى الى غير رجعة".
وأضاف: "اليوم ليس نحن من يخاف العدو، هو الذي يخافالمقاومة ويرتعب من تعاظم قدراتها التي باتت احدى اهم عناصر الردع".
نص الكلمة
نلتقي هنا لنضع سويا حجر الاساس لمركز طبي واجتماعي في هذه البلدة المؤمنة والطيبة والمجاهدة والمقاومة، بلدة الزرارية .
هذا النوع من الأعمال التي فيها نفع للناس هو من اهم الأعمال الصالحة التي يرفعها الله ويمنح الله اصحابها المكانة التي يستحقونها في الدنيا والآخرة.
أجمل ما في هذه الدنيا هوأن يُنجز الانسان فيها أعمالا للخير، فالدنيا هي الساحة والفرصة التي يُظهر فيها الانسان ما أودع الله فيه من ملكات وصفات جميلة وحسنة ، وهي الساحة التي يسجل فيها إسمه في سجل اهل الخير، ويصبح من أهل الخير، تماما كما لو جسد في حياته ملكة الصبر او العطاء او التسامح فانه يصبح من الصابرين وأهل العفو وأهل الكرم، والعطاء والتضحية ..
الجمعيات والمؤسسات الخيرية كلها ايجابيات لأنها تخدم المجتمع وتصنع الخير لهم
السلبية هي في هذا النظام في هذه التركيبة في لبنان، السلبية في هذه السلطة السياسية التي تعجز عن تقديم الخدمات المطلوبة لمواطنيها، نعم ايجابية عجزها وفشلها هي الإيجايبة تجعل المجتمع نفسه يُبادر إلى القيام بمسؤوليات المطلوب من الدولة أن تقوم بها. هذه الجمعية وغيرها من المؤسسات والجمعيات الخيرية اصبحت هي البديل وهي التي تملأ الفراغ وتسد عجز الدولة وفسادها ، وهذا عمل عظيم وجبار.
اهمية هذه الاعمال وهذه المشاريع تكمن في انها:
اولا: تقدم خدمة حقيقية للناس هم بامس الحاجة اليها وتخفف عن الناس الكثير من الأعباء.خصوصا في الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
وثانيا: انها تعزز من صمود الناس وثباتهم في ارضهم ومناطقهم وبلداتها، لان هذا النوع من المراكز سواء كانت مركز طبية او اجتماعية او تربوية او ثقافية او دينية هو جزء من المعركة التي نخوضها في مواجهة الاحتلال والعدوان والأطماع الصهيونية ببلدنا ،هو جزء من خطة المواجهة، لأن معركتنا كما هي بحاجة الى السلاح والعتاد والعدة والعدد والامكانات المادية والمعنوية المختلفة هي بحاجة الى كل ما يعزز من صمود الناس وثباتهم وبقائهم بارضهم .
نحن نعرف ان أعداء هذه الامة ومنذ عقود من الزمن يملكون تفوقا هائلا وليس تفوقا عاديا وليس تفوقا بسيطا، يملكون تفوقا هائلا في العدة والعتاد والآلة العسكرية والتكنولوجيا العسكرية المتطورة وعدد الجيوش وإمكانات الحرب والقوة الاقتصادية والمال ووسائل الاعلام وأجهزة المخابرات وامكانيات الحرب النفسية والخ... وليست لدينا شبهات حول هذا الموضوع. نحن لا نستهين بأعدائنا، ولم نستهن بامكانات العدو "الاسرائيلي"، ولم نقل بأن "إسرائيل" ليس لديها قوة أو عتاد أو عدة أو تكنولوجيا ابدا. ونحن في نظرتنا الى هذه المعركة والى الدفاع عن هذه الامة لا نتطلع الى تفوق مادي على هذا العدو، لاننا لو اردنا ان نجمد معركتنا ودفاعنا ومقاومتنا وصمودنا بانتظار ان يحصل لنا هذا التفوق او هذا التوازن فعلينا ان ننتظر ليس لعقود من الزمن وانما لقرون من الزمن، لمئات السنين، وليس من المعلوم ان نصل الى ذلك الحد.
القوة الاساسية التي نستند اليها اضافة الى القوة المعنوية من ايمان وصدق واخلاص وارادة وعزم وشجاعة، هي قدراتنا والاعمال التي تمكن أهلنا من الصبر والثبات والبقاءوالاستمرار، هذه هي القوة التي نستند اليها، وهي التي انتصرنا بها في المقاومة في لبنان، وهي التي نصمد بها في المقاومة في لبنان، وهي التي نراهن عليها للمستقبل.
اذا نحن هنا في الحقيقة نبني متراسا جديدا، وموقعا جديدا في المعركة، ولكنه متراس وموقع للصبر والثبات والصمود التي نحتاج اليها في هذه المواجهة.
اليوم العدو الصهيوني يهدد لبنان بالتدمير والخراب على خلفية زعمه وجود مصانع للصواريخ في لبنان وهذا تهويل وشكل من أشكال الحرب النفسية التي طالما شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان، لطالما رأينا ألواناً وأشكالاً من التهويل والتهديد والإرهاب النفسي، وكل ذلك هدفه أن نلقي السلاح ونستسلم، وأن يمتلئ قلبنا رعباً وخوفاً وهلعاً، لتنهار إرادتنا ويسقط عزمنا..
ولكن خفي على العدو ان الزمن الذي كنا نخاف فيه قد ولىّ، اليوم العدو هو الذي يخاف المقاومة ويرتعب من تعاظم قدراتها التي باتت احد اهم عناصر الردع.
العدو اعجز من ان يشن حربا جديدة على لبنان لانه يعرف كلفة الحرب وهو ليس جاهزا حتى الان لتحملها حتى لو سانده المطبعون من العرب.
اليوم المسار التطبيعي ليس منفصلاً عن صفقة القرن لأن صفقة القرن فيما يبدو ليست مشروعاً تفاوضياً وإنما هي مشروع تنفيذي يجري فرضه كوقائع سياسية وقانونية وميدانية بمعزل عن النقاش الدائر حوله.
وأصبح مؤكداً أن بعض الأنظمة العربية وخاصة الخليجية منخرطة في الصفقة بالكامل من دون إعلان رسمي ومن دون ضجيج.
وهذا يدل على المستوى الذي وصلت إليه بعض الدول العربية في التخلي عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وعن المدى الذي يمكن أن يصلوا إليه في الحرص على المصالح الإسرائيلية.
وكل ذلك يؤكد من جديد أن الرهان على الدول العربية في إستعادة الأرض والحقوق والمقدسات هو رهان على سراب، وأنه لم يعد هناك أمل في كل هذه الأنظمة.
الرهان هو على الشعوب وعلى المقاومة، وبالتالي ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى مواصلة طريق المقاومة لأنها وحدها القادرة على ردع العدوان وإستعادة الأرض والحقوق والمقدسات وهذا ما أكدته كل التجارب الماضية.