كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 15 أيلول/سبتمبر 2024
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1109
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنه "إذا كان العدوّ يظن أنه بقتل مجاهدينا واغتيال بعض الكوادر والقادة واستهداف المخازن والمنصات يمكنه من أن ينجح في إضعاف حزب الله أو تصفية كوادره
أوالقضاء على القدرات العسكرية للمقاومة فهو واهم"، مؤكدًا أن "كل محاولاته لتحقيق ذلك ستفشل، كما فشلت محاولاته في منع تراكم هذه القدرات خلال كلّ اعتداءاته السابقة".
وخلال كلمة له في الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات (ملاك) في بلدة بيت شاما البقاعية، قال الشيخ دعموش إن "العدو فشل في إضعاف الكادر القيادي للمقاومة، وفشل أيضًا في منع تراكم القدرات العسكرية والصاروخية للمقاومة"، لافتًا إلى أنه "أضفنا إلى كلّ هذا الفشل، فشله في تحقيق أهدافه في غزّة ولبنان، ونحن امام فشل شامل للعدو وعلى كلّ الصعد".
وأضاف: "يجب أن يعرف العدوّ أنه مهما تمادى وتوسع في عدوانه لن يتمكّن من النيل من قدرات المقاومة ولا من تدمير "عماد - 4" وغيره من المواقع التي تحتوي صواريخ إستراتيجية دقيقة ما زالت في مخازن المقاومة وتنتظر إشارة قيادة المقاومة لاستخدامها حين يتطلب الأمر ذلك".
ولفت الشيخ دعموش إلى أنه في مقابل التصعيد الذي يمارسه العدوّ والتوسع في اعتداءاته على لبنان، تتوسع المقاومة في ردودها وتُدخل مستوطنات جديدة لم يتم اخلائها في دائرة استهدافاتها، وتسدد ضربات نوعية لقواعد العدوّ ومواقعه التجسسية والعسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة، مشددًا على أن "المقاومة مصممة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية على بلدنا باستهدافات موازية، وأي اعتداء على قرانا وبلداتنا وأهلنا لن يمر من دون رد مناسب يدفع فيه العدوّ ثمنًا موازيًا لعدوانه".
وأكد أن "الفشل الشامل بات يلاحق العدوّ وحكومته وجيشه، والسمة العامة المتلبسة بنتنياهو هي الإحباط والعجز والارباك والمرواحة وانعدام الخيارات، ولذلك هو يلجأ إلى التهديد والتهويل علينا بالحرب، لكن أي حرب على لبنان لن تعيد المستوطنين إلى الشمال، ولن تجلب الأمان لبقية المستوطنات، بل ستوسع من دائرة التهجير، وسيدفع فيها العدوّ ثمنًا كبيرًا، ولن يخرج منها إلا مهزومًا بإذن الله تعالى".
وتضمن الحفل الذي حضره نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، ومسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر ومسؤول القطاع الأول سماحة الشيخ بلال عواضة ومدير مراكز الإمام الخميني (قدس سره) في لبنان سماحة الشيخ نزار سعيد، ولفيف من العلماء والفعاليات السياسية والبلدية والاختيارية والحزبية، آيات من الذكر الحكيم وعرض فيديو عن حياة الشهيد وكلمة لراعي الحفل سماحة الشيخ علي دعموش، وتلى الكلمة زيارة عاشوراء ومن بعدها انتقل المجتمعين لزيارة روضة الشهداء في البلدة لقراءة السورة المباركة الفاتحة على ضريح الشهيد.
نص الكلمة
(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
شهيدنا هو مصداق حقيقي للذين قتلوا في سبيل الله .
لم يقتل في سبيل شيء من حطام الدنيا ولا من أجل الحصول على مكاسب وامتيازات خاصة، ولا في معركة عبثية، جاهد وقتل من أجل أهداف مقدسة وفي معركة الدفاع عن المظلومين والمستطعفين وفي معركة الدفاع عن بلدنا وأهلنا
قتل في سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).
ولأنهم مصداق حقيقي للذين قتلوا في سبيل الله فقد فازوا، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، يرزقون من جوده وكرمه ونعمه، ويرزقون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
شهداؤناهؤلاء في جوار الله وفي رضوان الله وصلوا الى الغاية والهدف، لأن غاية الخلق وغاية الحياة وهدف الجهاد عندهم هو الوصول الى الله والقرب من الله والعيش في جوار الله والحصول على رضوان الله، وقد حصلوا على غايتهم وحصلوا على الرضوان، ومن حصل على رضوان الله فقد حصل على كل شيء ومن خسر رضوان الله فقد خسر كل شيء .
ولأنهم ربحوا الله وحصلوا على رضوانه وجناته ونعيمه، كنا ولا زلنا نرى الطمائنينة والراحة والهدوء في وجوه عوائل الشهداء، في وجوه آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وأقاربهم ،ونرى الطمائنينة والبشرى والثقة في الناس الذين خرج الشهداء من بين صفوفهم.
وشهداؤنا ليسوا مجرد حملة سلاح يندفعون بعصبية أوعاطفة أو بلحظة حماسة، شهداؤنا ليسوا متهورين ولا زاهدين بحياتهم وليسوا هواة دخول في كل صراع، ولا هواة قتل وقتال، شهداؤنا ليسوا شباباً بسطاء سذج أو جاهلين أو مغرر بهم، شهداؤنا:
أولاً: هم أهل العلم والمعرفة والوعي والبصيرة، يعرفون ويفهمون تكليفهم ودورهم ورسالتهم ويعرفون الهدف ويعرفون الطريق ويعرفون العدو والصديق والأولويات والزمان والمكان والمحيط وهذه هي البصيرة.
وثانياً: هم أهل اليقين والإيمان والإلتزام الذي لا تزلزله ولا تهزه الشبهات والأهواء والشهوات والضغوط والتحديات، فكثير ممن يملكون علماً أو معرفة لا يملكون يقيناً بما يعلمون، أما الشهداء فهم أهل اليقين والثقة والايمان.
وثالثاً: هم أهل الإرادة والعزم وأهل العمل والفعل وأهل الجود والعطاء وأهل الشجاعة والثبات.
كلنا يتذكر كيف كان العالم كله يقف إلى جانب الاسرائيلي في عدوان 2006 وكيف كانت المعنويات محبطة. ولكن وقف المقاومون بكل شجاعة. كانوا على استعداد للمواجهة منفردين كما كان علي (ع): "والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي وإني إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر راج).
هذه هي الروح التي حملها المجاهدون والشهداء في هذه المقاومة، لم يستوحشوا لقلة الناصر والمعين أو لكثرة العدو ومؤيديه ومناصريه ولا للمراهنين عليه ، بل كان كل واحد يقول للصهاينة (لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت).
ورابعاً: لم يفرض عليهم أحد اختيار هذا الطريق، هم اختاروا هذا الطريق بملء إرادتهم وحريتهم واختيارهم . ولذلك كان بعضهم يتوسل لدى المسؤولين المعنيين للمشاركة هي هذه العملية او تلك وفي هذه المواجهة او تلك.
وخامسا هم معايير للحق، فأحد أهم ميزات الشهداء انهم معايير للحق ونماذج محسوسة تستهدي بهم البشرية، وتميز بهم الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي الناس بالانبياء والكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .
هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين، فيهتدون بمواقفهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.
هؤلاء سكوتهم وكلامهم, وحركاتهم وسكناتهم, وقيامهم وقعودهم, وإقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.
وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم نماذج معتدلة ومستقيمة لا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله، فهم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل والخير من الشر.
إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والأسوة والحجة والقدوة.
لكن هذه القدوة تتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي, وتتجلى في العطاءوالتضحية, فالشهيد قدوة للأجيال في هذين الأمرين.
هذا الوعي وهذا اليقين يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء على طريق القدس فهؤلاء الشهداء كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي معهم، وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا من معركة الاقصى ومن عطاءها وتضحياتها من موقع الوعي واليقين بعدالة هذه القضية
نحن أما قيمة إنسانية يجسدها هؤلاء الشهداء من خلال معرفتهم وبصيرتهم ويقينهم وإرادتهم وعزمهم وفعلهم وعملهم وتضحياتهم، نحن أمام إنجاز إنساني يصنعه الشهداء بجهادهم ودماءهم وتضحياتهم. هذا الانجاز وهذه القيمة الانسانية يملكها من مضى ويملكها المجاهدون المقاومون الذين نفتخر بهم ونراهن عليهم ونقابل بهم ونحمي بلدنا من خلالهم
اليوم إذا كان العدو يظن انه باغتيال بعض الكوادر والقادة واستهداف بعض المخازن ومنصات الصواريخ يمكنه ان ينجح في اضعاف حزب الله او تصفية كوادره اوالقضاء على القدرات العسكرية للمقاومة فهو واهم، وكل محاولاته لتحقيق ذلك ستفشل كما فشلت محاولاته في منع تراكم هذه القدرات خلال كل اعتداءاته السابقة.
لقد اغتال العدو العديد من قادة وكوادر المقاومة خلال السنوات الماضية والى الآن ولم تتأثر المقاومة وبقيت حاضرة في الميدان وازدادت قوة واقتدارا كما ونوعا وبشريا وعسكريا وسياسيا وشعبيا ولم تتراجع .
إغتال العدو أميننا العام سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد عباس والقائد الجهادي الكبير الحاج عماد وغيره من القادة الجهاديين والميدانيين الكبار وصولا الى اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر لكن لم تضعف المقاومة ولم يتمكن العدو من ان ينال من قدرات المقاومة وكادرها بل ان كل قائد من هؤلاء القادة ترك وراءه مئات بل الاف القادة والمقاتلين الذين يواصلون درب المقاومة بكل قوة واقتدار دون ارتباك او خلل. وهذا يعني ان العدو فشل في اضعاف الكادر القيادي للمقاومة.
وفشل ايضا فشلا كبيرا في منع تراكم القدرات العسكرية والصاروخية للمقاومة
فبعد هزيمة العدو في حرب تموز العام ٢٠٠٦ وعلى مدى سنوات قبل طوفان الأقصى شن حربا سماها معركة بين الحروب كانت تستهدف منع حزب الله من امتلاك صواريخ دقيقة وأسلحة "كاسرة للتوازن"، من شأنها أن تغير المعادلات وتضعه أمام مآزق إستراتيجي ووجودي ولكنه رغم طول أمد تلك الحر ب والاعتـ.ـداءات المتكررة التي كانت تستهـ.ـدف أي مواقع أو قوافل يشك الـ.ـعـ.ـدو بتصنيعها أو نقلها لصوا ريخ بالستية دقيقة فشل ولم يتمكن من تحقيق اهدافه في هذه المعركة ، بدليل ان المقاومة أطلقت حتى الان في جبهة الإسناد الاف الصواريخ والمسيرات ولم تستخدم إلا اليسير من قدراتها فكيف يكون العدو قد حقق اهدافه في المعركة بين الحروب ؟! هذا فشل عسكري كبير للعدو يضاف إلى فشله في تصفية القدرات القيادية والبشرية للمقاومة، واذا اضفنا الى كل هذا الفشل فشله في تحقيق اهدافه في غزة ولبنان فنحن امام فشل شامل للعدو يعمق مأزقه الذي يتخبط فيه.
اليوم كل هذا الاستهداف والقتل الذي يقوم به العدو في لبنان لن يعطل قدرات المقاومة ولن يضعفها بل سيجعلها أقوى واشد واكثر صلابة في الميدان بفضل دماء اشهداء وثبات المجاهدين ووعي الناس الذين يحتضنون هذه المقاومة .
يجب ان يعرف الـ.ـعـ.ـدو انه مهما تمادى وتوسع في عدوانه لن يتمكن من النيل من قدرات المقاومة ولا من تدمير عماد 4 وغيره من المواقع التي تحتوي صوا ريخ إستراتيجية دقيقة ما زالت في مخازن المقاومة وتنتظر إشارة قيادة المقاومة لاستخدامها حين يتطلب الامر ذلك.
واليوم في مقابل التصعيد الذي يمارسه العدو والتوسع في اعتداءاته على لبنان تتوسع المقاومة في ردودها وتدخل مستوطنات جديدة لم يتم اخلائها في دائرة استهدافاتها وتسدد ضربات نوعية لقواعد العدو ومواقعه التجسسية والعسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة، لان المقاومة مصممة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية على بلدنا باستهدافات موازية واي اعتداء على قرانا وبلداتنا واهلنا لن يمر من دون رد مناسب يدفع فيه العدو ثمنا موازيا لعدوانه.
نحن امام عدو قاتل ومتوحش لا نملك في مواجهته الا القوة والارادة والشجاعة والمقاومة التي نستطيع من خلالها حماية بلدنا ووجودنا، أما الرهانات الأخرى فلا تجدي مع هذا العدو المجرم وهي رهان على سراب وأوهام.
اليوم الفشل الشامل بات يلاحق العدو وحكومته وجيشه، والسمة العامة المتلبسة بنتنياهو هي الاحباط والعجز والارباك والمرواحة وانعدام الخيارات ولذلك هو يلجأ الى التهديد والتهويل علينا بالحرب ، لكن اي حرب على لبنان لن تعيد المستوطنين الى الشمال ولن تجلب الامان لبقية المستوطنات بل ستوسع من دائرة التهجير وسيدفع فيها العدو ثمنا كبيرا ولن يخرج منها الا مهزوما باذن الله تعالى .