السبت, 23 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

المسيح رسول الله وكلمته

  نحن نؤمن إيمانًا مطلقًا بما قرّره القرآن بشأن المسيح عيسى بن مريم(ع)، من أنه نبي الله ورسوله الى الناس﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [سورة النساء، الآية: 171]

خلاصة الخطبة

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : الى أن القرار الامريكي المتعلق بالقدس هو انتهاك للاديان وللمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية.

واعتبر: أن الولايات المتحدة بقرارها الأحمق وإصرارها عليه باتت معزولة عن العالم، حيث يقف العالم بمعظمه ضد قرارها، وتقف وحيدة على المستوى الدولي نتيجة غطرستها وعنجهيتها وعنادها وتحديها للقوانيين الدولية ، وقد تلقت خلال الاسبوع الماضي صفعتين وانتكاستين الأولى من خلال الإجماع الذي حصل في مجلس الأمن الدولي على رفض القرار الأمريكي حيث صوت 14 عضوا ضد القرار ووحدها اميركا تمسكت به واستخدمت حق الفيتو، والثانية من خلال ما جرى بالأمس في الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث إن 128 دولة رفضت القرار الامريكي بينما قبلت به 9 دول فقط بالرغم من تهديد ترامب وهايلي بقطع المساعدات وفرض العقوبات على الدول التي تصوت ضد القرار .

 وقال: ما جرى هو انتكاسة وخيبة أمل ليس لأميركا وحدها بل لإسرائيل أيضا التي يجب أن تشعر بالعزلة وأن تحاسب على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وخصوصا تلك الجرائم التي ترتكبها بحق الاطفال والنساء والمقعدين.

ولفت: الى أن على العالم ان يعرف حقيقة الولايات المتحدة وانها دولة ترعى الارهاب وتقف في وجه الارادة الدولية وتريد ان تفرض قراراتها على العالم بالتهديد والوعيد.

ورأى: أن على العالم الذي رفض اعلان الرئيس الاميركي حول القدس أن يترجم رفضه بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني، وأن يسانده لتحريرالقدس وفلسطين من الاحتلال، وعلى الشعوب والدول وفي مقدمتها الشعوب العربية والاسلامية أن تتحمل مسؤوليتها وتقف بقوة وجدية الى جانب الشعب الفلسطيني ، لأنه في الوقت الذي ظهرت فيه مواقف متقدمة لبعض الدول ضد القرار الامريكي، وفي الوقت الذي تحركت فيه المظاهرات والإحتجاجات على نطاق واسع في بعض العواصم الاسلامية، بقي الموقف العربي دون المستوى المطلوب ودون المستوى الذي يتطلبه الحدث وحجم التحدي ، واذا استثنينا لبنان والعراق وبعض الدول العربية الأخرى فان الموقف العربي وخصوصا الرسمي بدا ضعيفا وخجولا وظهر ان هناك دولا ان لم تكن  متواطئة فهي راضية بقرار ترامب وغير مبالية لما يجري في القدس وفلسطين .

ودعى: الشعوب العربية والإسلامية الى تصعيد تحركها دعما للشعب الفلسطيني في انتفاضته بوجه الصهاينة، فلا يجوز أن يشعر الشعب الفلسطيني أنه وحده في معركة الدفاع عن القدس، بل على الأمة كلها أن تكون الى جانبه في هذه المعركة وأن تقدم له كل أشكال الدعم.

 

 

نص الخطبة

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا.

  نحن نؤمن إيمانًا مطلقًا بما قرّره القرآن بشأن المسيح عيسى بن مريم(ع)، من أنه نبي الله ورسوله الى الناس﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [سورة النساء، الآية: 171]،  بل هو من أولي العزم الذين أرسلهم الله الى البشرية جمعاء والإيمان به وبنبوته جزءٌ لا يتجزّأ من العقيدة الإسلامية، وتقديسه واحترامه واجب إسلامي وقراني تمامًا كما نؤمن ونقدّس سائر الأنبياء والرسل، كما قال تعالى: ﴿آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾[سورة البقرة، الآية: 285]. بل إن للسيّد المسيح وأمّه العذراء مريم بنت عمران قدسية خاصة حيث جعل القران سورة خاصة باسمها وهناك العديد من الآيات التي تحدثت عنها وعن إبنها وسيرتهما وأخلاقهما ومواقفهما.

ولذلك فإنّ ديننا في الوقت الذي لا يمنع من التفاعل مع أتباع الديانات الأخرى ومع المسيحيين تحديدا في مناسباتهم الدينية والاجتماعية، التي أصبحت جزءا من هويتهم وعاداتهم فإنه يريد منا ان لا ننساق مع عاداتهم وتقاليدهم وشعائرهم التي لا تنسجم مع قيمنا وعاداتنا وأخلاقنا وسلوكنا، وأن نحافظ على هويتنا وشخصيتنا الخاصة،  الاسلام في الوقت الذي لا يمنع من إظهار الفرح والسرور بمولد نبي الله عيسى(ع) ولا يدعو الى القطيعة مع ما يقوم به المسيحيون في هذه المناسبة من مظاهر للفرح.. الا انه يمنع المؤمنين من الذوبان في مثل هذه العادات ويدعو المسلمين الى الحفاظ على آدابهم وأخلاقهم وهويتهم لا أن يقلدوا الآخرين في كل شيء أو أن يكونوا تبعا للآخرين في كل ما يفعلونه أو يكونوا مسحوقين أمام عادات الآخرين وتقاليدهم وبلا شخصية أمامهم كما يفعل البعض في هذه الأيام بمناسبة الميلاد وأعياد رأس السنة.

الآية التي تلوتها تحذر أهل الكتاب والمقصود بهم هنا المسيحيين من المغالاة والتطرف في دينهم، وتدعوهم الى أن لا يقولوا على الله الا الحق، حيث إن المسحيين يعتقدون بالتثليث وبأن المسيح عيسى بن مريم إبن الله، تقول الآية: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إِلاّ الحق...).

ثم تشير الآية الكريمة إِلى عدّة نقاط:

أولا أن الآية حصرت بنوة السيد المسيح(عليه السلام) بمريم(عليها السلام) (إنّما المسيح عيسى بن مريم)، وإِشارة البنوة - هذه الواردة في ستة عشر مكاناً من القرآن الكريم - إِنّما تؤكّد أنّ المسيح(عليه السلام) هو إنسان كسائر الناس، خلق من بطن اُمّه، كما يولد أبناء البشر من بطون اُمهاتهم ومرّ بفترة الرضاعة وتربى في حجر اُمّه، ممّا يثبت بأنّه امتلك كل الصفات البشرية فكيف يمكن - وحالة المسيح(عليه السلام) هذه - أن يكون إِلهاً.. 

وأداة الحصر"إنّما" الواردة في الآية تحصر بنوة المسيح(عليه السلام)بمريم(عليها السلام) وتؤكّد على أنّه وإِنّ لم يكن له أب، فليس معنى ذلك أن أباه هو الله، بل هو فقط ابن مريم(عليها السلام). 

ثانيا: تؤكّد الآية الكريمة أنّ المسيح(عليه السلام) هو رسول الله ومبعوث إِلى البشرية لهداية الناس الى الله. ومعظم كلمات المسيح(عليه السلام) الواردة في الأناجيل المتداولة تؤكّد نبوته وبعثته لهداية الناس، وليس فيها دلالة على ادعائه الألوهية والربوبية.

 

ثالثا: تبيّن الآية أن عيسى المسيح(عليه السلام) هو كلمة الله التي ألقاها إِلى مريم(عليها السلام)حيث تقول: (وكلمته ألقاها إِلى مريم).والمقصود أن عيسى خلق من غير أب وخارج الأسباب الطبيعية بكلمة من الله هي: "كن فيكون" تماما كما خلق آدم {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران:59].

فوصف عيسى بالكلمة، لأن وجوده انطلق من كلمة الإيجاد المتمثلة في قوله تعالى: {كُن} من دون توسط الأسباب الطبيعية وخلافاً للناس الآخرين.

رابعا: تشير الآية إِلى أنّ عيسى المسيح(عليه السلام) هو روح مخلوقة من قبل الله، حيث تقول (وروح منه) ومعنى أنه روح من الله يعني : أن الله تعالى نفخ في عيسى الروح وهي نسمة الحياة كما قال الله تعالى عن خلق آدم:( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين) (الحجر : 29) .وفي قصة مريم وعيسى يقول تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ ءَايَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:91].

  فالله تعالى نفخ في عيسى نسمة الحياة كما نفخ بآدم نسمة الحياة، ولأن عيسى كلمة وروح من الله نفخها في أُمه وخلق خارج الأسباب الطبيعية فهو مظهر قدرة الله وسر إبداعه وخلقه.

وعلى الرغم من أنّ البعض فسّر الآية بأنّ المسيح(عليه السلام) هو جزء من الله سبحانه وتعالى واعتبرها دليل على انه ابن الله وبعض من الله، مستنداً إِلى عبارة "منه" الا ان  الواضح أن كلمة "من" ليست للتبعيض، بل تدل على مصدر ومنشأ وأصل وجود الشيء.

وقد قيل: أنّه كان لهارون الرشيد طبيب نصراني، دخل يوماً في نقاش مع "علي بن الحسين الواقدي وهو أحد المسلمين المفكرين انذاك، فقال له هذا الطبيب: "توجد في كتابكم السماوي آية تبيّن أنّ المسيح (عليه السلام) هو جزء من الله... " وتلا هذا النصراني هذه الآية (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ) فرد عليه "الواقدي" مباشرة تالياً هذه الآية: (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه...) وقال له: لو كانت كلمة "من" تفيد التبعيض لإقتضى ذلك أن تكون جميع موجودات السماء والأرض جزءاً من الله، ولا احد يقول بذلك، فلما سمع الطبيب النصراني كلام الواقدي أسلم حالا واقتنع بأنه كان على خطأ.  

ثم تؤكّد الآية على ضرورة الإِيمان بالله الواحد الأحد وبأنبيائه، ونبذ عقيدة التثليث، مبشرة المؤمنين بأنّهم إِن نبذوا هذه العقيدة فسيكون ذلك خيراً لهم حيث قالت الآية: (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم... إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا. ).

إن القران دائما يدعو الى التوحيد باعتباره المبدأ الذي ينبغي ان يكون العنصر المشترك بين البشر واتباع الديانات كلها (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)

اليوم ما تمارسه بعض الدول المستكبرة يراد من خلاله ضرب الأديان والمقدسات الدينية

القرار الامريكي المتعلق بالقدس هو انتهاك للاديان وانتهاك للمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية.

اليوم الولايات المتحدة بقرارها الأحمق وإصرارها عليه باتت معزولة عن العالم، حيث يقف العالم بمعظمه ضد قرارها، وهناك اجماع في مجلس الأمن على رفض القرار حيث صوت على الرفض 14 دولة ووحدها اميركا تمسكت واستخدمت حق الفيتو.

وتعبيرا عن حجم الغضب والاستياء قالت مندوبة واشنطن هايلي عن ما جرى في مجلس الأمن: انها اهانة وصفعة لن ننسى هذا الأمر أبدا.

والصفعة الثانية هي ما جرى بالأمس في الجمعية العامة للامم المتحدة، فهناك شبه اجماع دولي على رفض القرار ايضا، حيث إن 128 دولة رفضت القرار الامريكي بينما قبلت به 9 دول فقط بالرغم من التهديد بقطع المساعدات وفرض العقوبات على الدول التي تصوت ضد القرار .

هايلي كانت قد هددت وقالت بانها ستسجل اسماء الدول الرافضة .

وترامب نفسه قال عن الدول التي تصوت ضده: انهم ياخذون مئات الملايين وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا، حسنا سنراقب هذا التصويت، دعوهم يصوتون ضدنا سوف نوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك.

 ما جرى هو انتكاسة وخيبة أمل ليس لأميركا وحدها بل لإسرائيل أيضا التي يجب أن تشعر بالعزلة وأن تحاسب على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وبحق الاطفال والنساء والمقعدين..

يجب ان يعرف العالم حقيقة الولايات المتحدة وانها دولة ترعى الارهاب وتقف في وجه الارادة الدولية وتريد ان تفرض قراراتها على العالم بالتهديد والوعيد.

اليوم اميركا تقف وحيدة على المستوى الدولي نتيجة عطرستها وعنجهيتها وعنادها زاستكبارها وتحديها للقوانيين الدولية .

اليوم العالم الذي رفض اعلان الرئيس الاميركي حول القدس، يجب أن يترجم رفضه بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني، وأن يسانده لتحريرالقدس وفلسطين من الاحتلال، وعلى الشعوب والدول وفي مقدمتها الشعوب العربية والاسلامية أن تتحمل مسؤوليتها وتقف بقوة وجدية الى جانب الشعب الفلسطيني ، لأنه في الوقت الذي ظهرت فيه مواقف متقدمة لبعض الدول ضد القرار الامريكي، وفي الوقت الذي تحركت فيه المظاهرات والإحتجاجات على نطاق واسع في بعض العواصم الاسلامية، بقي الموقف العربي دون المستوى المطلوب ودون المستوى الذي يتطلبه الحدث وحجم التحدي ، واذا استثنينا لبنان والعراق وبعض الدول العربية الأخرى فان الموقف العربي وخصوصا الرسمي بدا ضعيفا وخجولا وظهر ان هناك دولا إن لم تكن  متواطئة فهي راضية بقرار ترامب وغير مبالية لما يجري في القدس وفلسطين .

ودعى: الشعوب العربية والإسلامية الى تصعيد تحركها دعما للشعب الفلسطيني في انتفاضته بوجه الصهاينة، فلا يجوز أن يشعر الشعب الفلسطيني أنه وحده في معركة الدفاع عن القدس، بل على الأمة كلها أن تكون الى جانبه في هذه المعركة وأن تقدم له كل أشكال الدعم.

 

                                                         والحمد لله رب العالمين