موقف في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 28 أيار 2024
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1339
الشيخ دعموش: لولا المقاومة ومعادلات الردع لتمادى العدوّ في عدوانه.
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنه: "لولا المقاومة ومعادلات الردع التي تصنعها في الميدان، لكانت "إسرائيل" تمادت في عدوانها على لبنان بشكل أوسع ممّا يجري اليوم".
وخلال رعايته حفل التكليف السنوي الذي أقامته مدارس الإمام المهدي (عج) في بيروت - ثانوية شاهد، شدد الشيخ دعموش على أن:" قصف البلدات والبيوت والتعرض للمدنيين ما هو إلّا محاولة يائسة من العدو للخروج من المأزق الذي يتخبط فيه، وللضغط على المقاومة لإيقاف جبهة لبنان، ولكن رد المقاومة هو في الميدان من خلال العمليات النوعية التي تقوم بها، والتي تكرّس معادلات الردع، وتزيد من خسائره، وتعمّق من مأزقه".
وأكد سماحته أن: "كل الضغوط والقصف والتدمير واستهداف المجاهدين لن يغيّر من موقف المقاومة، وستمضي في عملياتها إلى أن يتوقف العدوان على غزة ولبنان".
خلاصة الكلمة
نبارك للفتيات المكلفات بلوغهن سن التكليف ونسأل الله لهن حياة عامرة بالايمان والطاعة والنجاح في الدنيا والاخرة كما نبار للاهل الاعزاء بلوغ بناتهم هذا المرحلة العمرية التي هي مرحلةهامة وحساسة في حياة الانسان.
هذه المرحلة العمريت ترتب مسؤوليات على الانسان، على الفتيات وعلى الاهل.
اما مسؤوليات الفتيات فهي:
اول: التفقه في الدين ومعرفة الاحكام والحلال والحرام وايضا التعرف على الدين وفهم الدين بكل ابعاده العقائدية والتشريعية والاخلاقية والسلوكية لان التفقه في الدين لا يعني فقط ان يعرف الانسان الاحكام والحلال والحرام بل ان يفهم ويعي الدين بكل ابعاده لان التفقه في الدين يعني فهم الدين بكل جوانبه وابعاده فهم مبادئه وعقائده واحكامه وقيمه واخلاقه وكل ما دعا اليه.
ثانيا:اتخاذ القدوة الحسنة التي تجسد الدين في سلوكها وحركتها وخطواتها وكل ابعاده في العمل والسلوك والتعامل مع الاخرين.
القران وجه لاتخاذ الانبياء قدوة من ادم الى نبينا محمد(ص).
يقول تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ )
(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا).
(وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ، وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَٰنَ ٱلَّتِىٓ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَٰنِتِينَ).
اما مسؤوليات الاهل:
الالتزام اولادهم بالحكام الدين وبالقيم والاخلاق والسلوك ، الانسان والاولاد يتعلمون من اهلهم.
حسن اختيار المدرسة والمربين والمعلمين،لان لها تأثير مباشر على الاولاد كالاهل.
حسن اختيار البيئة والاصدقاء والرفقاء والمساعدة على ذلك.
تعليمهم المعارف الدينية وبناء شخصيتهم الرسالية.
العائلة القدوة:
اذا استطعنا القيام بهذه المسؤوليات، فنحن نبني عائلة قدوة واسرة قدوة للاسر الاخرى.
يقول تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
قرة العين هم الاشخاص الذين يكون وجودهم باعثا وموجبا للاستقرار والنفسي والطمأنينة وباعثا على الفرح والسرور والبهجة.
الزوجة الصالحة والذرية الصالحة تورث الاستقرار والامن والطمأنينة .
ايضا الاسرة هي مظهر الانسان ومرآة الانسان، الزوجة والذرية هم مظره وثوبه ولباسه وصورته امام الناس(هن لباس لكم وانتم لباس لهن).
فاذا كانت الزوجة والذرية صالحةتكون قد حصلت على صورة جميلةومظهرا جميلا امام الناس ، وهذه قرة عين لانها مبعث على الفرح والسرور والهدوء والاستقرار والامن داخل الاسرة .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيعتني، وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك؟! إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل لك به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا. وفي رواية : إن الله عزوجل عمالا وهذه من عماله ، لها نصف أجر الشهيد.
عندما تكون الزوجة جميلة باخلاقها وفانها تعكس المال الحقيقي، والولد الجميل باخلاقه يعكس جمال الاسرة التي ينتمي اليها.
عندما تكون الاسرة على هذا المستوى من جمال الايمان والاخلاق تصبح قدوة واماما للمتقين ويصبح البيت بيت قدوة (للمتقين اماما) قدوة في ايمانها وقيمها واخلاقها وسلوكها وسيرتها وطهرها وصفائها واستقرارها.
الله عزوجل يريدنا ان نتطلع للتخطيط لبناء الاسرة القدوة ويعلمنا ان ندعوه ونقول (يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
التخطيط لبناء المجتمع الانساني والحضارة الانسانية لان المجتمع يتكون من العائلة.
القرآن ذكر بيتين: بيت العنكبوت (وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت ) وبيت قرة العين.
يجب ان يحذر الانسان من ان يبني بيته على الوهن والضعف اي على التحلل الاخلاقي والتدين الضعيف المتزلزل وعلى ضعف القيم والاخلاق.
المطلوب ان يبني الانسان بيت قرة العين الذي يبنى على اساس التقوى، وليس على اساس الترف والبزخ ووالتحلل والميوعة والتفلت من الضوابط . اليوم هناك حرب مركبة وحروب حروب متنوّعة تشن علينا، سياسية وعسكرية وأمنيّة وإعلاميّة واقتصاديّة واجتماعيّة وثقافية. ولكن أخطر هذه الحروب هي الحرب الثقافية والاخلاقية
هناك مخطط ممنهج لإفساد مجتمعنا أخلاقيا وثقافيا .. هناك قوى كبرى ومؤسسات ومراكز دراسات ومؤتمرات تخطط وتضع أساليب وتطوّر وسائل من أجل إفساد مجتمعاتنا، وليس آخرها المؤتمر الذي عقد في الامارات قبل شهرين تحت عنوان فك شيفرة حزب الله حيث خرج بتوصيات أهمها العمل على إفساد مجتمعنا مجتمع المقاومة أخلاقيا،
وجدوا أن أهل هذه المنطقة رجالها ونسائها؛ الكل مستعدّ أن يتحمّل ويقاتل ويصبر ويتحمّل تضحيات، ويرون المقاتلين وصبر زوجات المقاتلين، الشهداء وصبر أمّهات الشهداء، والناس مستمرة ولن تستسلم ولن تنصاع. إذاً، يريد أن يدخل إلينا ليضرب هذا المجتمع من داخله ويدمّره. إذا لم يقدر أن يدمّره أمنياً وعسكرياً وإقتصادياً يريد أن يدمّره معنويا وثقافيا كي ينهار.
وهم يركزون في هذه الحرب على عدة أمور أهمها:
1-إغراق الأشخاص وخاصة الشباب والشابات بالملذّات والشهوات. ويصبح شغله الشاغل ـالشاب والشابة والرّجل والمرأةـ هو كيف يريد أن يحضر أفلام ويتابع قصص بلا فائدة. هّمه الأكل والشّرب وشمّ الهوا وإشباع غرائزه: أمّا ماذا يحصل للناس لا يعنيه. وماذا يحصل للبلد لا يعنيه. فهم يأخذونا إلى الاهتمامات التي لا تمتّ إلينا بصلة، لا تمتّ إلى حاجات الناس ولا مصيرهم ولا كرامتهم ولا مقدّساتهم ولا مستقبلهم ولا علمهم ولا عملهم ولا رزقهم بصلة.
2- يعملون على نزع حياء المرأة وسلب عفتها
3- يروجون المخدرات في كل مكان، في الجامعات وفي المقاهي والمطاعم والشوارع مخدرات يتم بيعها وتسهيلها وترويجها. وأحيانا ترويجها بكل الوسائل والاساليب.
4-يفككون العائلة؛ قلب المجتمع من خلال الطلاق والتحلل الأخلاقي .
كل هذه التحديات تدعونا الى التمسك بالقيم والأخلاق واعتبار الأخلاق اساس في التربية وتحملنا جميعا مسؤولية.
مسؤوليتنا كأهل وكمدارس وكبيئة وكمؤسسات هي:
1- صيانة الأولاد من الإنحراف الخلقي والإجتماعي فالشباب والشابات لم يعد بالإمكان تركهم كما في الماضي، بل لا بد من متابعتهم وملاقتهم بالتربية والتحصين باستمرار .
ب- الآباء والأمهات مسؤولان عن دنيا وآخرة أولادهم، فكما تفكر الأم والأب بمدرسة الاولاد وتعليمهم وبثيابهم وأكلهم، عليكم أن تفكّروا بآخرتهم. مسؤولية الأباء والأمهات هداية اولادهم الى دين الله وطاعة الله والالتزام بالاخلاق والقيم .
المجاهدون والشهداء الذين سلكوا طريق المقاومة انما صاروا مجاهدين ومضحين نتيجة تربية صالحة سليمة ونتيجة حضورهم في المساجد ومجالس ابي عبدالله ومجالس شهر رمضان من هنا تخرجوا وتحملوا المسؤوليات.
اليوم لولا المقاومة ومعادلات الردع التي تصنعها في الميدان، لكانت اسرائيل تمادت في عدوانها على لبنان اوسع مما يجري اليوم".
قصف البلدات والبيوت والتعرض للمدنيين ما هو الا محاولة يائسة من العدو للخروج من المأزق الذي يتخبط فيه، وللضغط على المقاومة لايقاف جبهة لبنان، ولكن رد المقاومة هو في الميدان من خلال العمليات النوعية التي تقوم بها والتي تكرس من خلالها معادلات الردع، وتزيد من خسائره، وتعمق من مأزقه. وكل الضغوط والقصف والتدمير واستهداف المجاهدين لن يغير من موقف المقاومة وستمضي في عملياتها الى ان يتوقف العدوان على غزة ولبنان".