منهج الزهراء(ع) في التربية
- المجموعة: 2020
- 31 كانون2/يناير 2020
- اسرة التحرير
- الزيارات: 5752
"يقول الامام الحسن(ع)رأيتُ أمي فاطمة قائمةً في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدةً حتى انفلق عمودُ الصبح.. سمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتُسمّيهم وتُكثر الدعاءَ لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت: يا أمّاه، لَمْ لا تدعي لنفسِكِ كما تدعين لغيرِكِ؟ قالتْ: يا بُنيّ، الجار، قبل الدار.
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 31-1-2020:الموقف اللبناني الرافض لصفقة القرن هو عنصر قوة للبنان سيتمسك به في الجامعة العربية انطلاقا من ثوابته القومية والوطنية.
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي فيحزب الله الشيخعلي دعموشفي خطبة الجمعة: ان السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة هو الادارة الامريكية التي تقدم الدليل تلو الدليل على عدائها لشعوب المنطقة وعلى انحيازها الكامل للكيان الصهيوني، فاميركا التي دعمت تأسيس الكيان الصهيوني وإحتلاله لفلسطين والاراضي العربية وارهابه ومجازره وإعتداءاته المتواصلة بحق الشعوب العربية، تتوج عدوانها اليوم، بمحاولة فرض صفقة القرن والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني .
ولفت الى ان الصفقة ما كان ليتم الاعلان عنها لولا تواطوء بعض الانظمة الخليجية وتآمرها علنا وبلا خجل على تصفية القضية الفلسطينية والتزامها سياسيا وماليا ومعنويا بموجبات هذه الصفقة، وقد كشفت الصحف الاسرائيلية انَ وليَّ العهد السُعوديَ محمد بن سلمان شريك اساسي في اعداد هذه الصفقة، ومُطلع على كامل تفاصيلها، وهو تولى تهديد الفلسطينيين والضغط عليهم للقَبولِ بها، لكن الشعب الفلسطيني بسلطته وفصائله وقواه الحية ووحدته الداخلية والوطنية، التي تجلت في الموقف الموحد من صفقة القرن، كفيل بتعطيل هذه الصفقة واسقاطها وتحطيمها، وكسر كل المؤامرات والأخطار التي تواجه فلسطين والقدس حتى لو اجمع العالم كله عليها .
وقال: طالما الشعب الفلسطيني متمسك بارضه وبحقوقه التاريخية والشرعية وطالما هناك مقاومة تواجه الاحتلال والعدوان الصهيوني لن تكتب لهذه الصفقة الحياة.
وشدد على ان الشعب الفلسطيني وكل القوى الحرة في العالم العربي يأست من الانظمة العربية ولم يعد اي أمل بالانظمة العربية ،معتبرا: ان اجتماع وزراءِ الخارجيةِ العربِ غدا لن يأتي بمواقف جديدة عدا المواقف المعلنة بل سيفضح الانظمة المتآمرة أكثر ويكشف حجم تواطوء البعض مع الامريكيين والاسرائيليين في صفقتهم .
واوضح ان الامل يبقى في شعوبنا العربية والاسلامية التي عبّرت على مدى الأيام الماضية في أكثر من بلد عربي وفي فلسطين والشتات عن رفضها لصفقة القرن ، ونأمل أن يعم الرفض وبكل الأشكال كل الدول العربية والإسلامية ليشعر المتآمرون أنهم في عزلة حقيقية .
واعتبر ان مواقف القوى السياسية في لبنان التي أجمعت على رفض الصفقة تعبر عن الموقف الوطني الثابت للبنان من القضية الفلسطينية والقدس وحق العودة، لأن الجميع يدرك مخاطر وتداعيات هذه الصفقة على لبنان لا سيما فيما يتعلق بتوطين الفلسطينيين الذي يرفضه الفلسطينيون واللبنانيون جميعاً إيماناً منهم بحق العودة الذي هو حق مقدس لا يجوز التنازل عنه.
ووختم بالقول: الموقف اللبناني الرافض لصفقة القرن ولتوطين اللاجئين هو عنصر قوة للبنان سيتمسك به في الجامعة العربية انطلاقا من ثوابته القومية والوطنية وسيساهم في اسقاط الصفقة وتعطيل مفاعيلها.
نص الخطبة
لقد أنجبت السيدة الزهراء ستة أطفال هم: الحسن والحسين وزينب واُمّ كلثوم في حين اسقط جنينها المحسن قبل ولادته.
وقد قدّر الله سبحانه وتعالى أن يكون نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وذرّيّته من فاطمة عليها السلام، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: " إنّ الله جعل ذرّيّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذرّيّتي في صلب عليّ بن أبي طالب".
هذه الذرية الطيبة مكلثلا تدانيها ذرية إنسانية أخرى في الطهر والقداسة والأصالة والصلاح على مدى التاريخ، فهي النموذج والقدوة والأسوة والمثل الأعلى في الايمان والطاعة والاستقامة والعبادة والصدق والاخلاص والجهاد والشجاعة والتضحية والعطاء في سبيل الله
.وهنا اريد ان اتحدث عن منهج الزهراء في تربية اولادها لنتعلم منها قواعد وأصول وضوابط التربية الصحيحة لاولادنا والاجيال؛ فكيف ربّت الزهراء (ع) أبناءها وبناتها ؟.
فالزهراء عليها السلام أنشأت بطريقتها التربوية أعظم مدرسة في التربية ؛ هذه المدرسة تخرّج منها الحسنان وزينب عليهم السلام.
فهي اولا: كانت تحرص كلّ الحرص على تربية اولادها على الايمان والتقوى والعبادة، كانت تصطحب أولادها إلى محراب عبادتها لله وتجعلهم الى جانبها أثناء تهجدها في الليل وفي النهار لتعلمهم بذلك كيف يقفون بين يدي الله، وكيف يتوجهون الى الله بخضوع وخشوع وإقبال ، وكيف يدعون للآخرين في صلواتهم وعبادتهم، حيث يروي الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أن والدته الزهراء (ع) أجلسته إلى جانبها في إحدى الليالي وهي تصلي وتتضرع إلى الله تعالى فدعت للمؤمنين والمؤمنات من جيرانها واصحابها وعموم الناس ، ولم تدعو لنفسها ولأولادها ، فسألها الإمام الحسن عن سر ذلك ، فأجابته بنظرة ملؤها العطف والحنان : يا بني الجار ثم الدار.
"يقول الامام الحسن(ع)رأيتُ أمي فاطمة قائمةً في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدةً حتى انفلق عمودُ الصبح.. سمعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتُسمّيهم وتُكثر الدعاءَ لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت: يا أمّاه، لَمْ لا تدعي لنفسِكِ كما تدعين لغيرِكِ؟ قالتْ: يا بُنيّ، الجار، قبل الدار.
وهي بذلك تريد ان تقول لنا ولكل الامهات والآباء انه لا يكفي ان نهتم بشؤون اولادنا الحياتية بأكلهم وشربهم ولبسهم وصحتهم ومدرستهم واشغالهم ومستقبلهم ولا نلتفت الى التزامهم الديني والى عبادتهم وادائهم للفرائض وتقيدهم باحكام الله الى اخلاقهم وسلوكهم والى مدى حبهم للآخرين وشعورهم والتفاتهم للآخرين فهي تريد ان تربي اولادها وتربينا ايضا على حب الآخرين والالتفات اليهم والاهتمام بأمورهم وشؤونهم قبل الاهتمام بشؤوننا وشؤون ابنائنا واقرب الناس الينا .
وثانيا: كانت تهتم يتعليم اولادها وتحرص على ان يكتسبوا المعرفة والوعي الكامل منذ الصغر، كانت تعلم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما لما يبلغا الخامسة من العمر بعد ، حيث كانت تطلب إليهما ـ كطريقة من طرق التعليم ـ إعادة ما سمعاه من خطب رسول الله(ص) التي كان يلقيها على الناس على مسامعها ، ثم إنها كانت تعيد الكرّة بحضور أمير المؤمنين عليه السلام ليطمئنّ قلبه على سيرتهما التربوية.
وكانت الزهراء أيضاً تصحب ابنتها زينب معها إلى مسجد أبيها رسول الله لتواجه الردّة والعناد والطمع الذي أصاب نفوس البعض بعد وفاة الرسول ؛ ولتدافع عن حق امير المؤمنين وعن حقها في فدك فكانت الزهراء عليها السلام بذلك تنمي قابليات ابنتها زينب لتتحدي الطغاة والظالمين الذين سيواجهون الإمام الحسين عليه السلامفي كربلاء.
ولقد شاهد التاريخ المستوى الفريد من نوعه الذي بلغه الإمامان الحسن والحسين وزينب في العبادة والخطابة ، وعندما نقرأ خطابات الحسن وكذلك الحسين وزينب نجد مهارة الكلام والبيان والبلاغة والفصاحة حتى أن أعبد أهل زمانهم وأفضلهم خطابة وفصاحة كانوا يقرّون لهم بالفضل والعلم والبلاغة في الكلام. فعندما كان معاوية يدفع بأمثال عمرو بن العاص ومروان بن الحكم والمغيرة بن شعبة لإيقاع الإمام الحسن(ع) في المطبات الكلامية ، لم يكن يجد منه سوى الحكمة والعلم والأخلاق والبلاغة في الكلام ورباطة الجأش ، حتى يقول أحدهم : لقد زُقَّ الحسنَ بن علي العلمَ زقّاً ، وأن الله أعلم حيث يجعل رسالته.
اما الامام الحسين عليه السلام فلم يكن احد يجاريه في قوة خطابه وبيانه وإلقاء الحجة على اولئك الذين وقفوا لقتاله في كربلاء مما اضطرهم في نهاية المطاف إلى رميه بالحجارة والنبال عن بعد لاسكاته .
اما خطابات عقيلة بني هاشم السيدة زينب عليها السلام في مسجد الكوفة امام الطاغية عبيد الله بن زياد، وفي الشام في عقر دار يزيد بن معاوية، فالتاريخ سجلها بأحرف من نور لقوة منطقها وبلاغتها وفصاحتها وتأثيرهاثيرهاأثيرها، كما ان التاريخ لا ينسى خطاباتها الأخرى التي ألقتها في شوارع الكوفة ودمشق امام عامة الناس ، تلك الخطب التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مستوى الوعي والحكمة والعظمة التي تربت عليها زينب حتى استطاعت ان تخوض تلك المعركة السياسة في مواجهة الحكم الاموي والتي كشفت من خلالها فساده وجرائمه بحق الدين والامة وخلدت ثورة الحسين(ع).
ثالثا: كانت تربي اولادها على الشعور بحاجات الفقراء والمسكين وتحسس جوعهم وآلامهم، فقد كان بيت السيدة الزهراء (عليها السلام) بيت خير وعطاء وعطف على الفقراء والمساكين. وكانت (صلوات الله عليها) تبيت هي وزوجها وأولادها بلا طعام حتى يظهر أثر الجوع على وجوههم ، لأنهم كانوا يؤثرون الفقراء والمساكين بطعامهم، وهناك آيات كثيرة نزلت في حق السيدة الزهراء (عليها السلام) وهي تدل على عظيم إيثارها ومنها قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) حيث نزلت في أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
حينما تصدقوا بطعامهم على االفقراءواليتامى والمساكين وباتوا جائعين.
رابعا: كانت تتعامل مع ابنائها وبناتها على قدر المساواة في الحب والعطف والحنان ولم تكن تفرق بين الأبناء او تفضل احدهم على الاخر في التعامل، فالتفضيل والتفريق يسبّب البغض والحقد بين الأبناء ويؤدي إلى مشاكل نفسية عديدة كالقلق والاكتئاب، لذلك علينا أن نظهر الحب والعدل بشكلٍ متساوٍ لكل الأبناء بلا فرق بين البنت والصبي.
نعم، ينبغي التركيز على البنت في التربية وان تعطى عناية خاصة ليس على اساس التفضيل، بل لما ينتظر البنت من دور مستقبلي على مستوى الامومة وتربية الاولاد، فالبنت ستكون أُما في المستقبل ولا بد ان تتربى على ثقافة الامومة منذ البداية فدور الام حساس ودقيق ولا بد للبنت ان تتقن دور الامومة لتكون تربيتها لاولادها تربية صحيحة. والزهراء عليها السلام كانت على درجة رفيعة للغاية في امتلاكها لثقافة الأمومة.
البنت عليها ان تتعلّم أسس التربية وكيف تربي اطفالها وكيف تعلمهم ، وما هي القواعد الصحية والروحية والعاطفية التي لابد تغذي الطفل حتىلا يتعرض للأزمات النفسية التي تجرّ إلى مشكلات اجتماعية.
إن معاملة السيدة الزهراء (عليها السلام) لأبنائها هي حجة على كل الأمهات، فكل أم مسؤولة أمام الله عن تربية أبنائها، وكما إن الأب مسؤول فهي مسؤولة، واذا تحققت التربية الصحيحة للأبناء فان الأسرة تصبح اكثر استقرارا وكذلك المجتمع، فيشيع فيه الأمن والأمان والاطمئنان، وهذا ما لا يتوافر في المجتمعات التي تحللت من الروابط الأسريةحيث لا زالت تلك المجتمعات تتخبط في مشاكل فردية واجتماعية لها بداية وليس لها نهاية.
اليوم السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة هي الادارة الامريكية التي تقدم الدليل تلو الدليل على عدائها لشعوب المنطقة وعلى انحيازها الكامل للكيان الصهيوني، فاميركا التي دعمت تأسيس الكيان الصهيوني وإحتلاله لفلسطين والاراضي العربية وارهابه ومجازره وإعتداءاته المتواصلة بحق الشعوب العربية، تتوج عدوانها اليوم، بمحاولة فرض صفقة القرن والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني .
هذه الصفقة ما كان ليتم الاعلان عنها لولا تواطوء بعض الانظمة الخليجية وتآمرها علنا وبلا خجل على تصفية القضية الفلسطينية والتزامها سياسيا وماليا ومعنويا بموجبات هذه الصفقة وقد كشفت الصحف الاسرائيلية انَ وليَّ العهدِ السُعوديَ محمد بن سلمان شريكٌ اساسيٌ في اعدادِ هذه الصفقة، ومُطلع على كاملِ تفاصيلِها، وهو تولى تهديدَ الفلسطينيينَ والضغط عليهم للقَبولِ بها، لكن الشعب الفلسطيني بسلطته وفصائله وقواه الحية وحدتهم الداخلية ووحدتهم الوطنية، التي تجلت في الموقف الموحد من صفقة القرن كفيلةٌ بتعطيل هذه الصفقة واسقاطها وتحطيمها، وكسر كل المؤامرات والأخطار التي تواجه فلسطين والقدس حتى لو اجمع العالم كله عليها .
طالما الشعب الفلسطيني متمسك بارضه وبحقوقه التاريخية والشرعية وطالما هناك مقاومة تواجه ااحتلال والعدوان الصهيوني لن أتكتب لهذه الصفقة الحياة
الشعب الفلسطيني وكل القوى الحرة في العالم العربي يأست من الانظمة العربية ولم يعد اي أمل بالانظمة العربية ،معتبرا: ان اجتماع وزراءِ الخارجيةِ العربِ غدا لن يأتي بمواقف جديدة عدا المواقف المعلنة بل سيفضح الانظمة المتآمرة أكثر ويكشف حجم تواطوء البعض مع الامريكيين والاسرائيليين في صفقتهم .
نعم الامل يبقى في شعوبنا العربية والاسلامية التي عبّرت على مدى الأيام الماضية في أكثر من بلد عربي وفي فلسطين والشتات عن رفضها لصفقة القرن ، ونأمل أن يعم الرفض وبكل الأشكال كل الدول العربية والإسلامية ليشعر المتآمرون أنهم في عزلة حقيقية .
اما مواقف القوى السياسية في لبنان التي أجمعت على رفض الصفقة فهي تعبر عن الموقف الوطني الثابت للبنان من القضية الفلسطينية والقدس وحق العودة، لأن الجميع يدرك مخاطر وتداعيات هذه الصفقة على لبنان لا سيما فيما يتعلق بتوطين الفلسطينيين الذي يرفضه الفلسطينيون واللبنانيون جميعاً إيماناً منهم بحق العودة الذي هو حق مقدس لا يجوز التنازل عنه.
الموقف اللبناني الرافض لصفقة القرن ولتوطين اللاجئين هو عنصر قوة للبنان سيتمسك به في الجامعة العربية انطلاقا من ثوابته القومية والوطنية وسيساهم في اسقاط الصفقة وتعطيل مفاعيلها.