صفات الزوج (3)
- المجموعة: الحديث الرمضاني 1438 هـ
- 31 أيار 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2504
الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 31-5-2017:"زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"
من تختار الفتاة من الرجال؟ (صفات الزوج) كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوافر فيشريك المستقبل،ومن هذه الصفات هي:
1- المتدين الملتزم:
فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"
فتدين الرجل من أول الشروط التي ينبغي النظر فيها من قبل المرأة، لأن التدين يحفظها على كل حال وفي مختلف الظروف وسواء أحبها أو كرهها وسواء أكان على تفاهم معها أو على خلاف، وهذا ما أشار له الإمام الحسن(ع)، فقد روي أنه جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"
وعندما نتحدث عن التدين فمن البديهي أن لا يكون من أهل الخمر والسكر، فقد أكدت الكثير من الروايات أن لا يزوج الرجل ابنته من شارب للخمر، كالرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهلٍ أن يزوج إذا خطب".
وعلى المرأة أن تلتفت إلى خطورة هذا الزواج، لأن تعليق الآمال على أنه بعد الزواج يصلح أمره، وأنها تستطيع أن تهديه وتقنعه بعدم شرب الخمر ، هذا أمر غير معلوم وغالباً لا يتحقق والوعود التي تعطى من قبل الخاطب في هذا المجال عادة لا تتحقق فالتعويل على هذا أمر لا طائل منه.
فقد حذرت الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام أشد التحذير: "إياك أن تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا"، والإمام يلفت بهذا إلى آثار وتداعيات مثل هذا الزواج.
2- حسن الخُلق:
إذا فسرنا التديّن أنه الإيمان النظري الذي يُترجم في مظهر الإنسان من خلال القيام بالعبادات وبعض التصرفات (الصلاة، الصوم، اللحية، الخ...)، فإن هذا لن يكون كافياً، وعلينا أن نلتفت إلى أخلاقه التي تظهر من خلال عمله وسلوكه ويبرز في العلاقات مع الناس وعند الاختبار، يجب ملاحظة التدين والأخلاق في آن معاً، لأن ذلك يساعد على الاطمئنان إجمالاً إلى أن هذا الزواج يمكن أن يكون ناجحاً وموفقاً.
وفي الرواية عن حسين البشار قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: إن لي ذا قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ فقال: "لا تزوجه إن كان سيئ الخلق".
هذه المواصفات التي ينبغي للفتاة أن تراعيها بشكل اساسي أما موضوع المال والشغل وأن يكون قد أمن مستقبله وما شاكل ذلك فهذا ليس شرطاً ولا ينبغي أن يكون الفقر حجة لرفض الرجل، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.
والآية إخبار من اللَّه تعالى الذي وسعت قدرته كل شيء وهو عالم بكل شيء، إنه عز وجل يمنَّ بفضله وكرمه على أولئك الذين يقدمون عن الزواج، وبالتالي فالحالة المادية للرجل قبل الزواج ليست هي الحالة النهائية، بل يتأمل أن يوفّق بعد الزواج، كما تفيد الآية الكريمة، ولو أنها فتشت عن الشاب الغني وتزوجته لغناه فليس من المعلوم أن يبقى غنياً فقد يدخل في صفقة خاسرة ويخسر كل ماله بعد الزواج ويصبح زوجاً فقيرا، فتقع فيما هربت منه.
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ﴾ وقال: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾"