الامام الرضا(ع) وإظهار الأناقة والجمال
- المجموعة: 2017
- 04 آب/أغسطس 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 737
الاهتمام بالمظهر الخارجي والشكل والتزين والإهتمام بالنظافة والجمال على المستوى الشخصي، وكذلك البروز بمظهر حسن وجميل أمام الناس هو أمر أكد عليه الاسلام وأكدته التشريعات الاسلامية.
خلاصة الخطبة
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : أن الصهاينة والتكفيريين ومشاريعهم في المنطقة الى زوال، ولا يمكن أن يكون لهم وجود أو مستقبل في لبنان طالما هناك مقاومة تقاتل وتجاهد وتقدم التضحيات ويقف الى جانبها جيش وطني وشعب وفي وأبي لا يزال يعبر عن حضوره واحتضانه والتزامه خيار المقاومة في كل محطة وعند كل استحقاق .
ولفت: الى أنه مع خروج إرهابيي جبهة النصرة من جرود عرسال واستعادة جثامين الشهداء وتحرير الأسرى وعودتهم الى وطنهم وأهلهم وبلداتهم يكتمل مشهد إنتصار لبنان ومشهد الاندحار الذليل والمدوي لإرهابييجبهة النصرة من لبنان .
وأضاف: لقد شاهد اللبنانيون والعالم كله ملامح الذل والخيبة والهزيمة والبؤس واليأس في وجوه الإرهابيين وهم يخرجون من أرضنا مطأطأي الرؤوس يحيط بهم المجاهدون المقاومون الذين صنعوا هزيمتهم وذلهم وتحيط بهم ومن فوقهم أعلام المقاومة وأعلام الوطن .
وأشار: الى أن هزيمة إرهابيي النصرة يجب أن تكون عبرة ودرسا لإرهابيي داعش الذين لا يزالون يحتلون ارضا لبنانية في جرود القاع وراس بعلبك، والعبرة والدرس هو أن هؤلاء إن لم يخرجوا من أرضنا ويطلقوا سراح العسكريين المخططفين لديهم فإن ما ينتظرهم سيكون أسوء وأمر وأذل مما لحق بإرهابيي جبهة النصرة، لأنه لايمكن أن نقبل ببقائهم واحتلالهم لأرض لبنانية. مشددا: على أن هذه المنطقة يجب أن تعود الى السيادة اللبنانية لترفرف عليهاالاعلام اللبنانية وأعلام المقاومة كما رفرفت على جرود عرسال.
وقال: لقد رأينا مشهد الذل في وجوه الإرهابيين المندحرين المهزومين من جبهة النصرة ، ورأينا في المقابل في وجوه أهلنا وشعبنا ملامح البشرى والفرحة والبهجة والحرية والإعتزاز والإفتخار والشعور بالعزة والكرامة وشاهدنا أعراس النصر والتحرير تحرير الأرض وتحرير الأسرى التي أقيمت بالأمس في البلدات والقرى اللبنانية إحتفاءا بهذا الإنجاز الوطني الجديد الذي ما كان ليحصل لولا دماء الشهداء وجهاد المجاهدين والتفاوض البناء من موقع القوة التي تفرضها المقاومة .
وأوضح: ان مشهد اندحار التكفيريين الإرهابيين بذل من جرود عرسال يشبه مشهد اندحار الصهاينة وعملائهم أذلاء من أرضنا في العام الفين، كما أن مشاهد أعراس النصر والإحتفالات الشعبية بعودة الأسرى بالأمس يذكرنا بالإنتصارات التي حققتها المقاومة في العام 2000 و2006 .
وأكد الشيخ دعموش: أن التضامن والإلتفاف الرسمي والسياسي والإعلامي والشعبي الواسع وهذا الإحتفاء الوطني الكبير الذي شهدناه وشهده العالم بإنجازات المقاومة وانتصارها على الإرهاب التكفيري يدل على أن كل محاولات أميركا واسرائيل والسعودية لإبعاد الناس عن المقاومة وتخلي الشعب اللبناني عن المقاومة فشلت.. وأثبت الشعب اللبناني من جديد من خلال هذا التضامن الكبير مع المقاومة أنه متمسك بهذا الخيار ولن يتخلى عنه، لأنه الخيار الذي أثبت خلال كل المراحل صحته وجدواه في مواجهة الصهاينة والإرهاب التكفيري، وأنه الى جانب الجيش والشعب الوفي والمضحي قادر على صنع الإنتصارات للبنان.
نص الخطبة
هذا اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة يصادف ذكرى ولادة الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت(ع)، وهو الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، هذا الامام الذي كان تجسيدا حيا للايمان والطهر والعصمة، ومظهرا للاخلاق والكمال الانساني، وكما كان يهتم بالجانب الروحي والباطني والمعنوي فقد كان يهتم بحسن مظهره الخارجيّ ويحرص على الظهور بهيئة حسنة وجميلة أمام الناس، كان حسن المظهر في زينته ، ولباسه ، وعطره وطيبه، وخاتمه الذي كان يتختم به،
فقد كان يضع في يده خاتما منقوشا عليه: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وينقل عن الامام الجواد (عليه السلام):أن أباه ـ علي بن موسى الرضا(ع) ـ أمر ، فعمل له مسك بسبع مائة درهم، فكتب إليه الفضل بن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك.
فكتب إليه : يا فضل، أما علمت أن يوسف (صلى الله عليه) وهو نبي كان يلبس الديباج مزرداً بالذهب ، ويجلس على كراسي الذهب ، فلم ينقص ذلك من حكمته شيئا ؟
وعن أبي عباد قال : كان لبسه( اي الرضا) الغليظ من الثياب ، حتى إذا برز للناس تزين لهم .
وعن سليمان الجعفري قال :رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يصلي في جبة خز .
وورد عن البزنطي قال: قال لي الإمام الرضا (عليه السلام): "ما تقول في اللباس الخشن؟" فقلت: بلغني أنَّ الحسن (عليه السلام) كان يلبس وإنَّ جعفر بن محمّد كان يأخذ الثوب الجديدَ، فيأمُر به فيغمسُ في الماء، فقال لي: "إِلْبِسْ وَتَجَمَّل... وتلا الآية: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾.
وكان أئمة أهل البيت (ع) كلهم وليس الامام الرضا (ع) يهتمون بمظهرهم الخارجي وبأناقتهم الشخصية.
فقد كان الإمام الحسن بن علي(ع) إذا قام إلى الصلاة لبس أحسن ثيابه، فقيل له: يا بن رسول الله، لِمَ تلبس أجود ثيابك؟ فقال: إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي.
ولمّا دخل كامل بن إبراهيم المدني على إمامنا العسكري (صلوات الله عليه) وجده يلبس ثيابا بيضاء ناعمة! فقال في نفسه: ”وليّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله“! فتبّسم الإمام (عليه السلام) وحسر عن ذراعيه فإذا ثوب خشن أسود كان قد لبسه في الباطن على جلده! فقال: ”هذا لله وهذا لكم“! أي هذا الثوب الخشن الداخلي لبسته لله تعالى زُهدا، أما هذا الثوب الناعم الخارجي فلبسته لكم. (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي) ص247.
وعن سفيان الثوري قال: ”دخلت على جعفر بن محمد( الصادق(ع)) وعليه جبة خز وكساء خز دُخاني، فقلت: يا بن رسول الله؛ ليس هذا من لباس آبائك! قال: كانوا على قدر إقتار الزمان، وهذا زمان قد أسبل عزاليه. ثم حسر عن جبة صوف تحت! وقال: يا ثوري؛ لبسنا هذا لله وهذا لكم، فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه“. (تذكرة الحفاظ للذهبي) ج1 ص167.
إن الاهتمام بالمظهر الخارجي والشكل والتزين والإهتمام بالنظافة والجمال على المستوى الشخصي، وكذلك البروز بمظهر حسن وجميل أمام الناس هو أمر أكد عليه الاسلام وأكدته التشريعات الاسلامية، ففي الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة من كبر) فقال رجل: يا رسول الله إنه ليعجبني أن يكون ثوبي جديدًا، وراسي دهينًا، وشراك نعلي جديدًا. قال: وذكر أشياء حتى ذكر علَاقة سوطه، فقال(ص (ذاك جمال، والله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس.
وروي عن عبدالله بن عمرو قال: قلت يا رسول الله، أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال (ص)(ع): إن الله جميل يحب الجمال.
بل إن الله تعالى قد ذم الذين حرموا على أنفسهم ما أحله الله تعالى لهم فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ امَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْاياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون﴾، فإذا كان الله تعالى قد أحل لنا هذه النعم، فليس لأحد أن يحرمها على نفسه؟، بل إن الله تعالى يحب أن يرى أثر النعمة على من أنعم عليه، ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده"3.
فإذ كان هذا هو حال أهل البيت (عليهم السلام) فإن علينا أن نتبعهم في ذلك، لا أن نظهر حالة البؤس على أنفسنا وفي أيدينا نعم الله ونحن قادرون على تحسين مظهرنا، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن الله يحب الجمال والتجمل، و يكره البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل : وكيف ذلك؟ قال (عليه السلام): ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق".
اذن الترتيب والأناقة والجمال يحبه الله ويحب أن يرى ذلك في عبده، ولذلك لا بد حتى يظهر المؤمن بمظهر حسن ولائق، وحتى تُرى آثار النعم عليه لا بد من مراعاة عدد من الأمور:
أولا: النظافة:
والنظافة هي النقاوة والطهارة، بمعنى الخلو من الوسخ والدرن والدنس والقذارة والرائحة الكريهة ، نظافة الجسم ونظافة اللباس ونظافة البيت والمكتب ومحل العمل ونظافة كل الأشياء التي يستخدمها الانسان في حياته ويومياته.
وعلى الإنسان أن يواظب على ان يكون جسمه وثيابه ومكان تواجده والأدوات التي يستعملها في شؤونه نظيفة وطاهرة، ليعيش الانسان نظيفًا نقيًا في محيط نظيف نقي.
وقد عدَ الإسلام النظافة جزءًا لا يتجزأ من الإيمان وحالة التدين والالتزام.
فقد روي عن رسول الله (ع) أنه قال: النظافة من الإيمان والإيمان وصاحبه في الجنة.
وعنه (ص: ("تنظّفُوا بكلِّ ما استطعْتُم، فإنَّ الله تعالى بنى الإسلامَ على النّظافةِ ولنْ يدخلَ الجنّةَ إِلّا كُلَّ نظيفٍ"
والانسان النظيف يرتاح الناس إلى مجالسته والاقتراب منه، بينما ينفرون ويشمئّزون من الشخص الذي تنبعث منه روائح كريهة، أو يرونه في منظر كريه.فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): "إنَّ الله يُبْغِضُ الرَّجُلَ القاذورةَ، فقيلَ وما القاذورةُ يا رسولَ الله: قال: الذي يتوقَّفُ (يَتَأَنَّفُ) بِهِ جَليسُهُ".
ومن أهم وسائل نظافة الجسم غسله بالماء، لإزالة الأوساخ عنه، ولذلك أوجب الإسلام على الإنسان غسل جميع جسمه في عدد من الموارد، وهي ما يطلق عليه الفقهاء الأغسال الواجبة، كغسل الجنابة وغسل مسّ الميت وغسل الحيض والاستحاضة والنفاس، بالنسبة للمرأة، وهناك أغسال مستحبة حث عليها الاسلام وجعل لها ثوابا عظيما كغسل الجمعة.
ومن مظاهر النــّظافة إضافة الى غسل الجسد: تقليم الأظافر، وتنظيف الأسنان وقص الشعر وحلاقته واستحباب تسريحه وتمشيطه ودهنه، وكذلك شعر اللحية والشارب، مرورًا بنظافة العين وكحلها، وتنظيف الأنف، والتشديد على نظافة الفم وتنظيف الأسنان بالسواك، والذي كاد رسول الله (ص) أن يجعله فريضة واجبة عند كل صلاة، لولا خوف المشقة على الناس، حيث ورد عنه (ص) أنه قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة.
ثانيا:الأناقة والتجمل فالأحاديث كما تؤكد على النظافة بمعنى النقاوة وإزالة الأوساخ والأدران تطالب الإنسان بالارتقاء من مستوى النظافة إلى مستوى الأناقة والتجمل واستخدام وسائل الزينة، فالله تعالى يأمر عباده بأن يتزينوا وأن يظهروا زينتهم وأناقتهم في أماكن العبادة ومواقع اجتماع الناس، فيقول تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.
وردًّا على الأفكار المتخلفة التي تصوّر الدين وكأنه يعني عدم الاهتمام بشؤون الحياة، والإبتعاد عن متعها ومباهجها ومظاهرها، وترك الأناقة والزينة والتجمل، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾.
ومن مظاهر الأناقة والزينة والجمال.اللباس المناسب الجميل والمرتب، فمن قول الامام الصادق (ع) لعبيد بن زياد: (إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها فإياك أن تتزين إلاَّ في أحسن زيّ قومك)، قال: فما رئي عبيد إلاَّ في أحسن زيّ قومه حتى مات .
وعنه (ع) قال: أبصر رسول الله (ص) رجلا شعثًا شعر رأسه، وسخة ثيابه، سيئة حاله، فقال (ص: (من الدين المتعة.
وجاء في مكارم الأخلاق للطبرسي عن النبي (ص) أنه كان ينظر في المرآة، ويمتشط، وكان يتجمل لأصحابه فضلا عن تجمله لأهله، وقال: إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل.
فالإسلام أحلّ للمسلم أن يلبس ما يشاء من اللباس الذي يكسبه جمالاً ومظهراً حسناً، ولكن حرّم عليه بعض أنواع اللّباس، من ذلك مثلا:
1ـ لبس الرجل لباس المرأة وبالعكس: فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "لَعَنَ الله... المُتَشَبِّهينَ مِنَ الرّجالِ بالنساءِ والمتشبِّهات منَ النساءِ بالرّجالِ".
2- التشبـّه بالكافرين: بعض الشبّان والشابّات يقلّدون الكفّار والمطربين وغيرهم في لباسهم وحلاقة الشعر وتسريحه وغير ذلك، وهذا العمل يدخل الثقافة المعادية إلى بيوتنا حتّى نتخلّى شيئاً فشيئاً عن ثقافتنا وتقاليدنا، وهذا ما عبّر عنه الإمام القائد بالغزو الثقافيّ.
3ـ لبس الحرير للرجال: فقد ورد النّهي عنه ، فلبسه محرم، وإذا صلّى به الرّجل بطلت صلاته.
محافظة الشاب والشابة على مظهرهما المتدين، هو حاجز يمنعان من خلاله الثقافة الغربية الغازية لأمتنا من الانتشار، لا سيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال إلهاءهم عن أهدافهم الحقيقية، بأمور سطحية وهامشية، كالموضة ووسائل الترفيه الإعلامية المغرضة التي تبعد الناس عن الإسلام وأهدافه العظيمة، ومن هنا لا بد من الإنتباه جيدا الى أنه:
ـ لا يجوز لبس الثياب التي تحمل شعاراتٍ ودعايات للخمر والمسكر.
ـ ولا يجوز لبس وشراء اللباس الذي فيه ترويج وتقليد للثقافة الغربيّة، من حيث الخياطة أو اللون أو غير ذلك، أو تقوية لاقتصادهم المعادي.
ـ ولا يجوز للرجال لبس ما يختصّ بالنساء.
ـ وكذلك فإن لبس الذهب أو تعليقه على الرقبة حرام على الرّجال مطلقاً .
كما أنه إذا كان قص الشعر بطريقة معينة وأسلوب خاص يعتبر تشبُّها بأعداء الإسلام وترويجا لثقافتهم فإن أي عمل من هذا النوع يكون محرماً، لأنه لا يجوز التشبه بأعداء الدين، فعن الإمام الرضا (ع) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
الأعداء أعداء القيم وأعداء الوطن وأعداء الناس هؤولاء لا يمكن أن نتشبه بهم لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى العملي فهؤلاء أعمالهم وسلوكهم وارهابهم و وحشيتهم لايمكن أن نتشبه بها ، هؤلاء الأعداء لا سيما الصهاينة والتكفيريين ومشاريعهم في المنطقة الى زوال، لا يمكن أن يكون لهم وجود أو مستقبل في بلدنا ولا في منطقتنا طالما هناك مقاومة تقاتل وتجاهد وتقدم التضحيات ويقف الى جانبها جيش وشعب وفي وأبي لا يزال يعبر عن حضوره واحتضانه والتزامه خيار المقاومة في كل محطة وعند كل استحقاق .
مع خروج إرهابيي جبهة النصرة من جرود عرسال واستعادة جثامين الشهداء وتحرير الأسرى وعودتهم الى وطنهم وأهلهم وبلداتهم يكتمل مشهد إنتصار لبنان ومشهد الاندحار الذليل والمدوي لإرهابييجبهة النصرة من لبنان .
لقد شاهد اللبنانيون والعالم كله ملامح الذل والخيبة والهزيمة والبؤس واليأس في وجوه الإرهابيين وهم يخرجون من أرضنا مطأطأي الرؤوس يحيط بهم المجاهدون المقاومون الذين صنعوا هزيمتهم وذلهم وتحيط بهم ومن فوقهم أعلام المقاومة وأعلام الوطن .
هؤلاء يجب أن يكونوا عبرة ودرسا لإرهابيي داعش الذين لا يزالون يحتلون ارضا لبنانية في جرود القاع وراس بعلبك، والعبرة والدرس هو أن هؤلاء إن لم يخرجوا من أرضنا ويطلقوا سراح العسكريين المخططفين لديهم فإن ما ينتظرهم سيكون أسوء وأمر وأذل مما لحق بإرهابيي جبهة النصرة، لأنه لايمكن أن نقبل ببقائهم واحتلالهم لأرض لبنانية. هذه المنطقة يجب أن تعود ايضا الى السيادة اللبنانية لترفرف عليهاالاعلام اللبنانية وأعلام المقاومة كما رفرفت على جرود عرسال.
لقد رأينا مشهد الذل في وجوه الإرهابيين المندحرين المهزومين من جبهة النصرة ورأينا في المقابل في وجوه أهلنا وشعبنا ملامح البشرى والفرحة والبهجة والحرية والإعتزاز والإفتخار والشعور بالعزة والكرامة، وشاهدنا أعراس النصر والتحرير تحرير الأرض وتحرير الأسرى التي أقيمت بالأمس في البلدات والقرى اللبنانية إحتفاءا بهذا الإنجاز الوطني الجديد الذي ما كان ليحصل لولا دماء الشهداء وجهاد المجاهدين والتفاوض البناء من موقع القوة التي تفرضها المقاومة .
ان مشهد اندحار التكفيريين الإرهابيين بذل من جرود عرسال يشبه مشهد اندحار الصهاينة وعملائهم أذلاء من أرضنا في العام الفين، كما أن مشاهد أعراس النصر والإحتفالات الشعبية بعودة الأسرى بالأمس يذكرنا بالإنتصارات التي حققتها المقاومة في العام 2000 و2006 .
هذا التضامن والإلتفاف الرسمي والسياسي والإعلامي والشعبي الواسع وهذا الإحتفاء الوطني الكبير الذي شهدناه وشهده العالم بإنجازات المقاومة وانتصارها على الإرهاب التكفيري يدل على أن كل محاولات أميركا واسرائيل والسعودية لإبعاد الناس عن المقاومة وتخلي الشعب اللبناني عن المقاومة وهم الذين أنفقوا أموالا طائلة خلال السنوات الماضية من أجل ذلك فشلت.. وأثبت الشعب اللبناني من جديد من خلال هذا التضامن الكبير مع المقاومة أنه متمسك بهذا الخيار ولن يتخلى عنه لأنه الخيار الذي أثبت خلال كل المراحل صحته وجدواه في مواجهة الصهاينة والإرهاب التكفيري وأنه الى جانب الجيش والشعب الوفي والمضحي قادر على صنع الإنتصارات للبنان.