اليقظة من مكائد العدو
- المجموعة: 2015
- 27 تشرين2/نوفمبر 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2785
المطلوب أن يكتشف الإنسان المكائد والمؤامرات قبل أن تقع, وأن يكتشف المجرمين والقتلة قبل أن ينفذوا مخططاتهم الإجرامية وقبل أن يحققوا مكائدهم وجرائمهم, لأنه لا ينفع الأسف بعد وقوعها أو عند حصولها وهجومها, لا يُجدي أن يقول الإنسان يا ليتني كنت يقظاً، او يا ليتني كنت حذراً...
خلاصة الخطبة
أشاد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: بالعملية النوعية التي نفذها مجاهدو المقاومة مع جهاز الأمن السوري وأدت إلى قتل من نقل الانتحاريين اللذين فجرا في برج البراجنة. وقال:المقاومة ليست نائمة, ولن تسكت عن القتلة, أو تتفرج عليهم من دون أن تُنزل العقاب سريعاً بهم ..
وشدد: على أن المقاومة لن تدع من يعين على قتل أهلنا طليقاً وحراً.. بل ستلاحق كل من يدعم ويساند ويسهل عمل الإرهابيين أينما كانوا وأينما وجدوا حتى ولو كانوا في أماكن بعيدة ويظنون أنهم في مأمن.. كل مكان يتواجد فيه قتلة وأعوان قتلة ومجرمين من هذا النوع سواء كانوا ينتمون إلى داعش أو غير داعش سيكون هدفاً للمقاومة.
ونوها: بالأجهزة الأمنية اللبنانية التي عملت سريعاً على كشف المتورطين في تفجير برج البراجنة, والتي تعمل بتنسيق وبمسؤولية على كشف الشبكات الإرهابية التي تخطط لأعمال إرهابية من هذا النوع في لبنان.
وأشار الى القرار الذي اصدره الكونغرس الأمريكي قبل أيام ضد حزب الله ومؤيديه ومؤسساته الإعلامية والقرار السعودي الذي صدر بالأمس وجاء استجابة للإملاءات الأمريكية فاعتبره اعتداء جديد من قبل أمريكا والسعودية على أهلنا وشعبنا وأمتنا وسيادتنا, وهو تدخل سافر مرفوض بشؤوننا وشؤون بلدنا.
وقال: هذا الاستهداف هو ثمن طبيعي لالتزامنا بالمقاومة.. المقاومة التي تواجه الإرهاب الذي تدعمه وترعاه أمريكا والسعودية سواء الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة أو الإرهاب التكفيري الذي تغلغل في أكثر من دولة برعاية أمريكية سعودية وبمساندة أمريكية وسعودية ليخرب دول هذه المنطقة ويدمر قدراتها وطاقاتها، ويزرع بين شعوبها الفتنة, ويدفعها نحو الاقتتال والاحتراب الداخلي.
وأضاف: كان الأجدر بآل سعود وبدل أن يحذو حذو الأمريكي في النيل من المقاومة والشرفاء أن يكتسبوا ذرة شرف من المقاومين في لبنان وفلسطين علهم يرتقون إلى مصاف الرجال ولو لمرة واحدة فيواجهون الصهاينة المحتلين بدل أن يقتلوا أطفال اليمن ونساء اليمن ويدمروا هذا البلد الفقير والمستضعف.
وأكد: أن المقاومة مستمرة في حماية بلدنا من الإرهابين الصهيوني والتكفيري وفي مواجهة هذين الإرهابين مهما كانت الأوصاف والنعوت, فليقولوا عنا ما شاؤوا, لن يثنينا ذلك عن متابعة الطريق والتزام المقاومة والإستمرار في استئصال الإرهاب.
نص الخطبة
قال الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) النساء71.
في الزمن الذي تكثر فيه الأخطار ويتربص بنا العدو بمكائده وإرهابه ويحاول النفاذ إلى داخل مجتمعاتنا ومناطقنا متخفياً من أجل النيل منا ومن أرواحنا وأرزاقنا وحياتنا وممارسة القتل والتفجير والتدمير, يصبح الحذر مطلوباً ولازماً من كل طبقات المجتمع وليس فقط من الأجهزة الأمنية المولجة حماية الأمن وتتبع المجرمين والقتلة وشبكات الإرهاب.
الحذر الذي يعني أن على الإنسان أن يفتح عينيه جيداً, وأن يكون صاحب بصيرة, وأن يكون يقظاً وفطناً ومتنبهاً لما يجري من حوله ولما يمكن أن يدبره العدو من مكائد وما يضمره من شر، خصوصاً عندما يكون العدو مهزوماً في بعض المواقع، حيث يريد التعويض عن هزائمه والانتقام ممن أفشل مشروعه وألحق به الهزائم, فإن العدو في مثل هذه الحالات يحاول النفوذ بأساليب متعددة إلينا ليقتل وليفجر، ولينال حتى من الأبرياء، لأن العدو عندما لا يستطيع أن يحقق شيئاً في ميادين المواجهة, وعندما يعجز عن تحقيق أهدافه , وحينما يفشل في النيل من المجاهدين في ميادين القتال فإنه يلجأ للنيل من الناس الأبرياء الآمنين ليعوض عن فشله وعجزه وهزائمه في الميدان..
وهذا ما يفعله اليوم التكفيريون الإرهابيون الذين يلجؤون إلى إرسال السيارات المفخخة والانتحاريين إلى المناطق الآهلة بالسكان الأبرياء في لبنان وفي غير لبنان, في الضاحية وفي غير الضاحية ليعوضوا عن هزائمهم أمام مجاهدينا الأبطال في سوريا والعراق.
الحذر في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه الأوضاع وعدم الغفلة عن العدو مطلوب من الجميع, من أجل تفويت الفرصة على العدو, ومن أجل كشف مكائده قبل وقوعها.
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول: من لم يتحرز من المكائد قبل وقوعها لم ينفعه الأسف عند هجومها.
يعني المطلوب أن يكتشف الإنسان المكائد والمؤامرات قبل أن تقع, وأن يكتشف المجرمين والقتلة قبل أن ينفذوا مخططاتهم الإجرامية وقبل أن يحققوا مكائدهم وجرائمهم, لأنه لا ينفع الأسف بعد وقوعها أو عند حصولها وهجومها, لا يُجدي أن يقول الإنسان يا ليتني كنت يقظاً، او يا ليتني كنت حذراً, أو يا ليتني اتخذت الإجراءات المناسبة للحؤول دون نفوذ المجرمين إلى هذه النقطة أو تلك أو إلى هذه المنطقة أو تلك..
رسول الله (ص) يقول: المؤمن كيس فطن حذر.
فمن صفات المؤمن أنه نبيه فطن متيقظ حذر وليس مغفّل أو مقفل أو مسترخي لا يبالي بما يدور من حوله, أو من النوع الذي تجري المياه من تحت رجليه من دون أن يشعر بها نتيجة غفلته.
عن علي (ع): لا تستصغرن أمر عدوك إذا حاربته، فإنك إن ظفرت به لم تحمد، وإن ظفر بك لم تعذر، والضعيف المحترس من العدو أقرب إلى السلامة من القوي المغتر بالضعيف.
وعنه (ع): من نام عن عدوه انبهته المكائد.
وهذا يعني أنه لا بد وأن تطلع على أحوال عدوك وتحركاته بحيث تستطيع من خلال معرفتك به أن تسدد له الضربة القاضية في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.
والمطلوب الحذر من العدو الداخلي ومن العدو الخارجي.. العدو الخارجي كالصهاينة والجماعات التكفيرية الإرهابية التي تتواجد خارج الحدود ولها أطماع في السيطرة على بلدنا أو استباحة قرانا.
العدو الداخلي كالمنافقين والعملاء والجماعات الداعمة للإرهابيين في الداخل أو البيئة التي تحتضن الإرهابيين وتؤيدهم وتقدم لهم التسهيلات وتمكنهم وتساعدهم على تحقيق اهدافهم وجرائمهم في الداخل.
فقد أمر الله بأخذ الحيطة والحذر من العدو الخارجي بقوله تعالى في سورة النساء/ 102: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا).
فهذه الآية تأمر المسلمين بالحذر من الكفار والمشركين لئلا يميلوا عليهم ميلة واحدة في لحظة غفلة.
وأمر الله بأخذ الحيطة والحذر من العدو الداخلي, اي من المنافقين وأمثالهم ممن يضمر العداء للمؤمنين بقوله تعالى في سورة المنافقون الآية 4: (إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
فهذه الآية تأمر النبي (ص) أن لا يغتر بالمنافقين وأشكالهم وأحاديثهم وكلماتهم ومواقفهم المؤيدة في الظاهر.. وأن يحذر منهم لأنهم العدو الذي يعيش في داخل المجتمع الإسلامي.
والحذر من العدو كما يقتضي التنبه من مكائده وجرائمه يقتضي أيضاً أولاً: كتمان الأسرار والمعلومات عنه, وعدم البوح بها أمامه او امام من يوصلها له، لأنه قد يكون للعدو عملاء ونفوذيين متسترين يحاولون الحصول على معلومات حساسة, عن مواقع معينة أو نقاط معينة او شخصيات معينة، وهؤلاء قد يسألون اسئلة تبدو في الظاهر أنها بريئة وعفوية ولكنها تكون أسئلة ذات مغزى يراد من خلالها كشف بعض الأسرار أو التعرف على بعض المواقع الحساسة أو الإطلاع على تحركات خاصة لشخصيات أو جهات أو تيارات أو ما شاكل ذلك.
لذلك ينبغي للإنسان أن يكون حذراً وفطناً ويقظاً من هذه الجهة.. فلا يصح أن يكون فضولياً أو ثرثاراً وكثير الكلام بحيث يدلي ويفشي بمعلومات قد يستفيد منها العدو أو عملاؤه.. وقد نهى النبي(ص) عن الثرثرة والتكلم بكل ما يسمعه الإنسان فقال (ص): كفى بالمرء إثماً أن يُحدث بكل ما يسمع.
وثانياً: الحذر يقتضي من كل أبناء المجتمع أن يكونوا العيون الساهرة التي ترقب وترصد كل حركة مريبة وكل تصرف مشبوه وأن يبلغوا عنه للجهات المعنية, وأن لا يهملوا ذلك أو يستخفوا به أو يسكتوا عنه, الحذر يقتضي مراقبة المشبوهين وأعوان الأعداء وعدم إطلاعهم على الأسرار والمعلومات والمعطيات التي نملكها.
كل فرد من أفراد المجتمع له دور هام وحاسم في أمن المجتمع وسلامة المجتمع وحماية المجتمع, كل فرد معني بأمن المجتمع ومعني بتقديم النصح والنصيحة ومكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فإن رأى منكراً أشار إليه ونبه إليه, وإن رأى سلوكاً منحرفاً أو مشبوهاً لم يسكت عنه, لان الفرد ومن خلال موقعه في المجتمع قد يعرف الكثير من الأسرار والمعلومات التي إذا باح بها أو أدلى بها قد يكون سبباً في إلحاق الضرر والأذى بالمجتمع وأبناء المجتمع أو بالدولة وكيانها ومؤسساتها, وفي الحد الأدنى قد يعرض الدولة أو المجتمع للتهديدات والأخطار.
وثالثاً: الحذر يدعو كل أبناء المجتمع إلى التنبه من الحالات التي يعرض فيها أشخاص أموالاً معينة من أجل القيام بعمل فيه مخالفة معينة, كأن يدفع أحد مالاً من أجل تهريبه من منطقة إلى منطقة, أو من أجل الحصول على معلومات معينة, أو من اجل تقديم خدمة مشبوهة.
والذي يقدم خدمات وتسهيلات معينة مقابل مال أو مصلحة أو منفعة وهو يعلم أن هذه التسهيلات التي يقدمها إنما يستفيد منها الأعداء للنيل منا أو من أهلنا أو من بلدنا فهو خائن, وهو شريك في الجريمة التي تقع وفي الإرهاب والقتل الذي يحصل جراء ذلك.
من يقدم معلومات أو تسهيلات من أي نوع كان لعدو أو لعملاء العدو من أجل النيل من المجاهدين والمؤمنين وعموم الناس الأبرياء هو خائن وشريك في القتل والجريمة.
والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون). الأنفال/ 27.
ويقول تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق). الممتحنة/ 1.
ولذلك المؤمن لا يوالي الأعداء ولا يصاحبهم ولا يخلص لهم, ولا يُشعرهم بالمودة, ولا يقدم لهم التسهيلات.
الخونة والقتلة لا مكان لهم في قلوب المؤمنين ومحبتهم ومودتهم هؤلاء مصيرهم القتل والخزي ولو بعد حين.
ولذلك العملية النوعية التي قام بها مجاهدو المقاومة مع الجيش السوري في عقر دار التكفيريين الإرهابيين وأدت إلى قتل من نقل الانتحاريين اللذين فجرا في برج البراجنة يعنى: أن المقاومة ليست نائمة, وانها لن تسكت عن القتلة, أو تتفرج عليهم من دون أن تُنزل العقاب سريعاً بهم..
المقاومة لن تدع من يعين على قتل أهلنا طليقاً وحراً.. ستلاحق كل من يدعم ويساند ويسهل عمل الإرهابيين إينما كانوا وأينما وجدوا حتى ولو كانوا في أماكن بعيدة ويظنون أنهم في مأمن.. كل مكان يتواجد فيه قتلة وأعوان قتلة ومجرمين من هذا النوع سواء كانوا ينتمون إلى داعش أو غير داعش سيكون هدفاً للمقاومة.
وهنا لا بد من الإشادة بالأجهزة الأمنية اللبنانية التي عملت سريعاً على كشف المتورطين في تفجير برج البراجنة, والتي تعمل بتنسيق وبمسؤولية على كشف الشبكات الإرهابية التي تخطط لأعمال إرهابية من هذا النوع في لبنان.
أما القرار الذي اصدره الكونغرس الأمريكي قبل أيام ضد حزب الله ومؤيديه ومؤسساته الإعلامية والقرار السعودي الذي صدر بالأمس وجاء استجابة للإملاءات الأمريكية فهو جريمة جديدة يرتكبها الأمريكي والسعودي بحق لبنان واعتداء جديد على أهلنا وشعبنا وأمتنا وسيادتنا, وهو تدخل سافر مرفوض بشؤوننا وشؤون بلدنا.
هذا الاعتداء وهذا الاستهداف هو ثمن طبيعي لالتزامنا بالمقاومة.. المقاومة التي تواجه الإرهاب الذي تدعمه وترعاه أمريكا والسعودية سواء الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة أو الإرهاب التكفيري الذي تغلغل في أكثر من دولة برعاية أمريكية سعودية وبمساندة أمريكية وسعودية ليخرب دول هذه المنطقة ويدمر قدراتها وطاقاتها، ويزرع بين شعوبها الفتنة, ويدفعها نحو الاقتتال والاحتراب الداخلي.
وكان الأجدر بآل سعود وبدل أن يحذو حذو الأمريكي في النيل من المقاومة والشرفاء أن يكتسبوا ذرة شرف من المقاومين في لبنان وفلسطين علهم يرتقون إلى مصاف الرجال ولو لمرة واحدة فيواجهون الصهاينة المحتلين بدل أن يقتلوا أطفال اليمن ونساء اليمن ويدمروا هذا البلد الفقير والمستضعف.
في كل الأحوال نحن نحن مقاومة مستمرة في حماية بلدنا من الإرهابين الصهيوني والتكفيري، سنستمر في مواجهة هذين الإرهابين والقيام بمسؤولياتنا في حماية وطننا وأهلنا ومقدساتنا وأمتنا مهما كانت الأوصاف والنعوت, فليقولوا عنا ما شاؤوا, لن يثنينا كل ذلك عن متابعة الطريق والتزام المقاومة والإستمرار في استئصال الإرهاب .
والحمد لله رب العالمين