مرتبة فاطمة (ع) ومكانتها العظيمة
- المجموعة: 2015
- 27 آذار/مارس 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 588
هناك روايات تضمنت وبيًّنت أنها هي ورسول الله (ص) وعلي والحسن والحسين (ع) قد خُلقوا قبل الخلق، وأنه لولاهم لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن.ونقرأ في حديث الكساء: لولا فاطمة وأبوها وبعلها وبنواها ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضاً مدحية، ولا قمراً منيراً, ولا شمساً مضيئة، ولا فًلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فُلكاً تسري, إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء.
وأضاف: في اليمن هناك شعب صنع ثورة حقيقية, وهو يريد أن يصنع مستقبله ويأخذ قراره بعيداً عن وصاية السعودية التي طالما استضعفت هذا البلد وسلبت منه قراره , والى الأمس كانت الوهابية هي المسيطرة على اليمن وعلى الشعب اليمني ذي الغالبية الزيدية, وكل ما فعله الشعب اليمني أنه أراد أن يستعيد هويته الزيدية وقراره المستقل بعيداً عن وصاية إقليمية أو دولية.
وأكد: أن العدوان على اليمن يكشف بشكل واضح لا لبس فيه: إن السلاح العربي المكدّس في بعض الدول العربية وظيفته الأساسية تدمير دول المنطقة ما عدا إسرائيل, واستخدامه في كل المشاريع التي تؤدي إلى تفتيت المنطقة ونشر الفتنة فيها.
وليست وظيفته عدم المس بإسرائيل فقط بل وظيفته أن يساهم إلى جانب إسرائيل في خدمة الأهداف الإسرائيلية والأمريكية..
واعتبر: ان المستفيد الوحيد من السلاح الذي تدفق إلى التكفيريين ودمر سوريا والعراق, ومن العدوان على اليمن اليوم هو إسرائيل.. التي عبرت عن سرورها وارتياحها لما يجري في اليمن.
ورأى: انه ليس أمام اليمنيين سوى امتصاص هذه الضربات, ومواجهة هذا العدوان بالتوحد والتضامن الداخلي, وتوظيف ما يجري في خدمة أهدافهم السياسية, فما نعرفه عن الشعب اليمني وعزته وقوته ورفضه للذل يجعلنا نعتقد بان هذا الشعب قادر على تجاوز العدوان وسينتصر ان شاء لله في مواجهة هذا التحدي الجديد.
نص الخطبة:
نعزي رسول الله (ص) وأمير المؤمنين(ع) والحسنين (ع) والتسعة المعصومين من ذرية الحسين(ع) وصاحب العصر والزمان(عج) وولي أمر المسلمين, وعموم المسلمين والموالين, بمناسبة شهادة سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء(ع) التي تصادف هذه الأيام ذكرى شهادتها.
وفي ذكرى شهادة الزهراء(ع) نقف عند بعض القضايا والحقائق المرتبطة بشخصية وحياة هذه السيدة العظيمة (ع) من أجل تعميق معرفتنا بشخصيتها وتصحيح ارتباطنا وعلاقتنا بها.
نقف عند قضية تتعلق بمكانتها ومقامها ومرتبتها العالية ، وهل أن مرتبتها ومكانتها تفوق مكانة ومرتبة الأئمة(ع) جميعاً أم بعضهم؟ أم أن الأئمة (ع) يفوقونها في المرتبة والمقام والدرجة؟
نحن لا نستطيع أن نعرف مقام الزهراء(ع) ولا حدود مرتبتها العالية والعظيمة بالاعتماد على عقولنا وأفهامنا , فالإمام الخميني قدس سره يقول: نحن لا نستطيع إدراك وفهم مكنونات وأسرار الوجود المقدس للسيدة فاطمة الزهراء(ع) لأن عقولنا وأفهامنا عاجزة وقاصرة عن ذلك .
نعم, نحن لا نستطيع أن نعرف مقام الزهراء(ع) إلا بالرجوع والعودة إلى رسول الله(ص) والأئمة الأطهار (ع) الذين ينطقون عن الله سبحانه, ويطلعونا ويعرفونا على بعض من مقاماتهم وأسرارهم وفضائلهم, فقد أشار أئمتنا(ع) في أحاديث كثيرة إلى مقام السيدة فاطمة(ع) ومكانتها وفضلها وسمو رتبتها ومنزلتها ودرجتها.
ونحن نشير هنا إلى بعض عناوين تلك الأحاديث وما جاء فيها:
1 ـ فقد روى أبو بصير عن الإمام الصادق (ع) انه قال في حديث: ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله تعالى، من الجن والإنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة.
2 ـ وعن الإمام الجواد (ع): إن الله لم يزل متفرداً بوحدانيته، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة (سلام الله عليهم أجمعين) فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها.
3 ـ وعن الإمام الصادق (ع): لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفوء على وجه الأرض (أي من يوازيها في الفضل والمقام) آدم فمن دونه.
4 ـ وعن النبي (ص): على ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله.
5 ـ هناك روايات تضمنت وبيًّنت أنها هي ورسول الله (ص) وعلي والحسن والحسين (ع) قد خُلقوا قبل الخلق، وأنه لولاهم لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن.
ونقرأ في حديث الكساء: لولا فاطمة وأبوها وبعلها وبنواها ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضاً مدحية، ولا قمراً منيراً, ولا شمساً مضيئة، ولا فًلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فُلكاً تسري, إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء.
ونقرأ في الحديث القدسي: لولاك (يا محمد) ما خلقت الأفلاك, ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تبين فضل فاطمة وكرامتها ومقامها ومقام الأئمة (ع) جميعاً.
وخلاصة كل هذه الأحاديث: أنها تشير إلى مجموعة من القضايا والحقائق المرتبطة بالزهراء وبالأئمة (ع) فهي تشير الى:
أولاً: أن طاعتها (ع) مفروضة حتى على الأنبياء والرسل.
ثانياً: أن طاعتها مفروضة على جميع الأشياء .. على الجن والطير والوحوش وليس على الناس فقط.
ثالثاً: أنه ليس لها (ع) كفوء سوى علي بن أبي طالب (ع)، بمعنى انه ليس هناك من يوازيها في الفضل والمكانة والمقام سوى علي (ع).
حتى الأنبياء ليسوا بمستوى منزلتها ومقامها, حتى نوح وحتى إبراهيم شيخ الأنبياء، مقام فاطمة هو أعظم وأسمى من جميع الأنبياء باستثناء محمد (ص).
لأن أباها محمد (ص) أفضل منها وكذلك زوجها علي (ع) الذي هو نفس رسول الله (ص), فهي أفضل الخلق باستثناء النبي (ص) وعلي (ع).
رابعاً: ان الروايات تضمنت أيضاً: ان الله لولا هؤلاء الخمسة لم يخلق الخلق ولا الأفلاك.
ففي الحديث القدسي: لولاك(يا محمد) ما خلقت الأفلاك, ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما.
ففي هذا الحديث شقان:
الشق الأول: (لولاك (يا محمد) لما خلقت الأفلاك..) فما هي حقيقة هذه المعادلة؟
لا شك أن الله حكيم وعليم، لا يفعل إلا ما يوافق الحكمة ويوافق الهدف والغرض والغاية.
وهذا معناه أن الله لا يخلق الخلق عبثاً [أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون]. المؤمنون/ 115.
فالله لا يخلق الخلق عبثاً, بل لا بد من وجود غاية وهدف يتناسب مع عظمة الله سبحانه وتعالى ومع عظمة هذا الخلق ومع دقة صنع الله، فالله الحكيم العليم القادر لا يخلق الخلق ليجسد فيه النقص والعيب والفساد, بل ليتجلى ويظهر فيه الكمال بأبهى صوره وأتم تجلياته.
ومن الواضح أن الكمال الذي يستحق أن يظهر ويبرز بواسطة هذا الخلق ليس هو إلا كمال رسول الله(ص) وأهل بيته الأطهار (ع)، إذ ليس في الفراعنة ولا في الشياطين والأبالسة ولا في المجرمين والأشرار والمستكبرين أي كمال، فلا يعقل أن يخلق الله الخلق والوجود من أجل هؤلاء, فهذه المخلوقات لا تستحق كل هذا الوجود، من يستحق خلق هذا الوجود هو الكمال البشري المطلق وهو رسول الله وأهل بيته (ص) , وكل كمال دون كمال رسول الله (ص) لا يستحق الاهتمام لأنه مشوب بالنقص. فالكون مخلوق لأجلهم ولتجسيد معرفتهم وكمالهم، وهذا هو معنى: لولاك لما خلقت الأفلاك,وهو أيضاً معنى حديث: ما خلقت سماء مبنية, ولا أرضاً مدحية, ولا قمراً منيراً, ولا شمساً مضيئة، ولا فًلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فُلكاً تسري, إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء.
والشق الثاني: (ولولا علي لما خلقتك, ولولا فاطمة لما خلقتكما) فان هذا المقطع لا يدل على أفضلية الزهراء(ع) على النبي(ص) وعلي(ع) كما قد يفهم البعض, وليس هذا سياق الحديث، هذا الحديث لو وضع في سياقه الطبيعي لما كان مستهجناً، وليس في هذا الحديث أي إشكال لو فهم في سياقه الطبيعي.
والسياق الطبيعي للحديث والفهم الصحيح له هو: اننا لو نظرنا إلى جسد إنسان, فسنرى أنه لولا الرأس فإن الجسد لا يقدر على أداء وظيفته رغم وجود القلب والرئتين, وإذا فقد القلب فلا يفيد وجود الرأس شيئاً في تمكين الجسد من تأدية وظيفته, وكذلك إذا فقدت الرئتان, فإن الجسد لا يستطيع تأدية وظيفته حتى مع وجود الرأس، فلا بد من وجود الرأس إلى جانب القلب والرئتين , أي لا بد من وجود الثلاثة معاً حتى يتمكن الجسد من الاستمرار وتأدية وظائفه.
وهذا نفسه يقال بالنسبة للحديث المذكور.. فإن عمل النبي (ص) لا يكتمل ولا يحقق الأهداف الإلهية بدون وجود الإمام علي (ع) والسيدة الزهراء (ع), لأن الإمامة والولاية هي امتداد للنبوة واستمرار للرسالة, وأيضاً عملهما وجهادهما ودورهما (ع) وحده لا يكفي لتحقيق الأهداف الإلهية.. بدون وجود رسول الله (ص).
فالحكمة الإلهية تقتضي وجود الثلاثة: النبي(ص) والإمام علي(ع) والسيدة فاطمة (ع) لتحقيق الأهداف الإلهية والوصول إلى الغايات الربانية.
فلولا علي(ع) لما اكتمل عمل رسول الله, ولولا فاطمة لما اكتمل عمل علي والنبي(ص) ووجود علي وفاطمة(ع) بدون رسول الله(ص) لا يكفي لتحقيق الأهداف, فلا بد من وجودهم جميعاً.
هذا هو معنى الحديث, وهو لا يدل على أفضلية الزهراء(ع) على النبي(ص) وعلي(ع), كما أن أفضلية الزهراء(ع) على الأنبياء والرسل حتى على ابراهيم(ع) لا تدل على ان لها مقام النبوة , لأن النبوة شيء والأفضلية والمقام والمرتبة شيء آخر, فالنبوة هي مهمة رسالية يختار الله اليها أنبيائه ورسله, أما المقام فهو منزلة وشأنية ودرجة ومرتبة يمنحها لمن شاء من خاصة عباده ويمكن أن يكون من يمنحه الله هذا المقام أفضل من الأنبياء حتى ولو لم يكن نبياً.
وفي كل الأحوال , فإن النهج الذي استهدف الزهراء (ع) وظلمها وظلم شيعتها وأتباعها في محطات تاريخية متعددة لا يزال موجوداً وقائماً حتى اليوم, وهو يمارس في بعض الأحيان نفس الدور في منطقتنا..
العدوان السعودي الأمريكي الذي يستهدف اليمن وشعبه وجيشه ومقدراته هو عدوان سافر وظالم لأنه يستهدف شعباً فقيراً مستضعفاً, ذنبه الوحيد أنه يريد أخذ قراره بشكل مستقل من دون وصاية من أحد.
ومن أجل شد العصب الطائفي والمذهبي لشعوب المنطقة يوحون لهم بأن الصراع الدائر في بعض دول المنطقة هو صراع مذهبي وأنه صراع بين السنة والشيعة ! حتى العدوان التي تقوم به السعودية على اليمن يراد أخذه بهذا الاتجاه وذلك عندما تقوم السعودية بحشد دول سنية اساسية في المنطقة في هذه الحرب الظالمة كمصر وباكستان وغيرها, مع ان الصراع لم يكن ولا في أي مرحلة صراعاً مذهبياً, لا في سوريا ولا في العراق ولا في ليبيا ولا في اليمن ولا في غيرها.
في اليمن هناك شعب صنع ثورة حقيقية, وهو يريد أن يصنع مستقبله ويأخذ قراره بعيداً عن وصاية السعودية التي طالما استضعفت هذا البلد وسلبت منه قراره , والى الأمس كانت الوهابية هي المسيطرة على اليمن والشعب اليمني ذي الغالبية الزيدية.
كل ما فعله الشعب اليمني أنه أراد ان يستعيد هويته الزيدية وقراره المستقل بعيداً عن وصاية إقليمية أو دولية.
هذا العدوان يكشف بشكل واضح لا لبس فيه: إن السلاح العربي المكدّس في بعض الدول العربية وظيفته الأساسية تدمير دول المنطقة ما عدا إسرائيل, واستخدامه في كل المشاريع التي تؤدي إلى تفتيت المنطقة ونشر الفتنة فيها.
وليست وظيفته عدم المس بإسرائيل فقط, بل وظيفته أن يساهم إلى جانب إسرائيل في خدمة الأهداف الإسرائيلية والأمريكية..
فالمستفيد الوحيد من السلاح الذي تدفق إلى التكفيريين ودمر سوريا والعراق, ومن العدوان على اليمن اليوم هو إسرائيل.. التي عبرت عن سرورها وارتياحها لما يجري في اليمن. وتحدثت بعض التقارير الصحافية من مشاركة إسرائيلية فعلية في الضربات الجوية.
ليس أمام اليمنيين سوى امتصاص هذه الضربات, ومواجهة هذا العدوان بالتوحد والتضامن الداخلي, وتوظيف ما يجري في خدمة أهدافهم السياسية, فما نعرفه عن الشعب اليمني وعزته وقوته ورفضه للذل يجعلنا نعتقد بان هذا الشعب قادر على تجاوز العدوان وسينتصر انشالله في مواجهة هذا التحدي الجديد.
والحمد لله رب العالمين