الشيخ دعموش في احتفال ذكرى القادة الشهداء في بنعفول 14-2-2016:المقاومة باتت تشكل مظلة أمان للبنان في مواجهة إسرائيل والإرهاب التكفيري.
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 14 شباط/فبراير 2016
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2769
رأى مسؤول وحدة العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال احتفال في ذكرى القادة الشهداء أقامه حزب الله في بلدة بنعفول: ان المقاومة أثبتت خلال كل السنوات الماضية أنها قادرة على حماية لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره، وفرض المعادلات التي تجعل الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل الاعتداء على لبنان..
واعتبر: أن المقاومة باتت تشكل مظلة أمان للبنان في مواجهة إسرائيل والإرهاب التكفيري.
وقال: للمرة الأولى في تاريخ لبنان منذ قيام إسرائيل يشعر اللبنانيون وخصوصاً في الجنوب بالطمأنينة والهدوء والأمن والاستقرار.
ولفت إلى أن الخطر التكفيري كان خطراً داهماً على لبنان وخاصة على حدوده الشرقية مع سوريا لكن المقاومة استطاعت إبعاد هذا الخطر ولولا المقاومة والجيش اللبناني لكانت الجماعات الإرهابية التكفيرية استباحت لبنان واحتلت أرضه وقتلت شعبه..
وأكد: أن خيارنا هو مواصلة المقاومة من أجل حماية بلدنا ومنع إسرائيل والإرهابيين التكفيريين من استباحة لبنان.
وفي الشأن السوري أشار الشيخ دعموش: أن السعودية هي من أبرز المتضررين من التقدم الميداني الذي يحرزه الجيش السوري وحلفاؤه في أكثر من موقع في سوريا معتبراً: أن الحديث السعودي عن إرسال قوات برية إلى سوريا ليس هدفه قتال داعشي بل إنقاذ الفصائل الإرهابية التكفيرية المتهاوية والحفاظ عليها بعدما بدأت بالتقهقر والتراجع والإنهيار أمام التقدم الميداني العسكري للجيش السوري وحلفائه.
ورأى: أن محاولات السعودية الظهور بمظهر من يحارب داعش لن يبرئها من تهمة دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما لن ينفعها في حماية الفصائل الإرهابية المتهاوية لأن هناك تصميماً على استئصال هذه الجماعات من سوريا والعراق ولا مكان للتراجع في هذه المعركة، مؤكداً: أن قتال المقاومة في سوريا هو لحماية لبنان وأن أي تقدم ميداني وسياسي في سوريا هو لمصلحة استقرار لبنان وأمنه.
نص الكلمة
قال الله تعالى:[فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى]
في ذكرى القادة الشهداء نستحضر عطاءاتهم وإنجازاتهم وانتصاراتهم وتضحياتهم التي جعلت منهم كباراً وقادة وعظماء, فالإنسان يكون كبيراً بعطائه المتواصل وتفانيه من أجل رفعة دينه ووطنه وشعبه وأهله، وكلما كبر عطاء الإنسان كلما كبر حجمه وموقعه ومكانته ومنزلته عند الله وعند الناس.
العطاء الذي يكون بدافع ذاتي وبدافع اختياري وطوعي.
العطاء الذي يقدمه الإنسان للآخرين أو للمبادئ أو للوطن بكامل اختياره عن حب وقناعة ورضا دون أن يفكر بمكافأة أو مقابل.
العطاء الذي يقدمه الإنسان في سبيل سعادة الآخرين ونجاتهم وحريتهم وكرامتهم وعزتهم ومصالحهم ورفع الحرمان عنهم.
هذا النوع من العطاء هو الذي يجعل الإنسان كبيراً وعظيماً, لأنه يعبر عن سمو إنسانية الإنسان وأنه لا يفكر بذاته فقط وإنما يفكر ويهتم بالآخرين, بسعادتهم وحريتهم وحياتهم.
البعض قد يهتم بأن يأخذ ويستفيد هو, ويحفظ مصالحه وأهدافه وطموحاته الشخصية وقضاياه وقضايا عائلته وأولاده وأقربائه والمحسوبين عليه الخاصة, ولا يهتم بأن يعطي الآخرين، وهذا النوع من الناس لا يحب إلا ذاته ونفسه، ويعيش الانانية ويصبح عبداً لحب الذات. هناك من لا يهتم إلا بنفسه وبمصالحه الشخصية, وهمه ذاته وعائلته وأولاده وأقربائه والمحسوبين عليه, فلا يفكر إلا بنفسه ولا يهتم إلا بحياته, أما الآخرون ومصالحهم وقضاياهم ومشكلاتهم وأزماتهم فآخر همه.
بينما نجد البعض الآخر ممن يتحمل مسؤولياته يكرس كل حياته في خدمة الآخرين.
هناك أنبياء ورسل وأولياء وقادة وعلماء أوفياء ومجاهدون وشهداء كرسوا كل حياتهم من أجل قضايا أمتهم, فضحوا بأوقاتهم وأعمارهم وأموالهم وأنفسهم من أجل عزة أهلهم وشعبهم ورفعتهم وحريتهم وسيادة أوطانهم.
وأعظم الناس عطاءاً وتضحية هم الشهداء فهم قمة العطاء, لأنهم لم يبخلوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الله وفي سبيل كرامة وحرية شعبهم وأوطانهم.
القادة الشهداء الذين نجتمع في ذكراهم العطرة عندما نبحث في شخصياتهم وسيرتهم وسلوكهم ونبحث عن الصفات المشتركة لديهم سنجد أن هناك صفات وخصائص وميزات مشتركة كثيرة، كالإيمان والتقوى والورع والإخلاص والصدق والعلم ومحبة الناس والتواضع لهم.
ولكن من أبرز صفاتهم المشتركة الملازمة لحياتهم هي صفة العطاء والتضحية، عطاء العمل والجهاد والدم, فقد أعطى كل واحد منهم وطنه وشعبه والمقاومة كل ما يملك.. وكانوا منذ الصبا رجالاً معطائين.
لقد أعطى الشيخ راغب من عمله وجهده الكثير من أجل توعية الشباب والناس واستنهاضهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فكان عنوان الانتفاضة الشعبية في مواجهة الاحتلال, وعنوان التحدي والصمود والثبات الشعبي, ورمز المقاومة المدنية الذي رفض أن يصافح العدو أو يبتسم في وجهه, وعنوان انتصار المقاومة في سنة 1985.
وكان السيد عباس سيد شهداء المقاومة في قمة العطاء عطاء الوقت والجهد والعلم والدم, كان له موقعه في تأسيس المقاومة والجهاد والتنظيم، وموقعه في قيادة المقاومة وعملياتها وتثبيت نهجها ومدرستها, وأسست شهادته لانتصار 2000م.
أما الحاج عماد فقد كان عماد العطاء المتميز على مستوى القيادة والميدان, وقمة العمل الجاد والدؤوب والمتقن والدقيق, كان قائد الساحة والميدان في مواجهة الصهاينة وكان بحق قائد الإنتصارين...
هؤلاء القادة أمضوا شبابهم وعمرهم في المقاومة في مختلف مواقعها، فكانوا كما كل الشهداء قمة العطاء والتضحية, وأنجزوا مع كل الشهداء تحرير الأرض والأسرى وفرضوا احترام لبنان على العالم وأسسوا للمدرسة والخيار الذي يحمي لبنان ويحفظ اللبنانيين.
وصية هؤلاء الشهداء هي أن نحفظ إنجازاتهم التي هي ثمرة عطائهم وجهادهم وتضحياتهم ودمائهم الزكية, والإنجاز الذي تركوه لنا هو المقاومة.
وصيتهم أن نحفظ المقاومة وروحها وثقافتها وفكرها وقوتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات وفرض المعادلات التي تحمي لبنان من الأعداء والتحديات.
اليوم لبنان يواجه خطرين أساسيين هما: الخطر الإسرائيلي والخطر الإرهابي التكفيري. ولا بد في مواجهة هذين الخطرين أن نتحصن بالوحدة وأن نتمسك بخيار المقاومة.
المقاومة التي أثبتت خلال كل السنوات الماضية أنها قادرة على حماية لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره وفرض المعادلات التي تجعل الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يفكر بالاعتداء على لبنان...
اليوم نحن نعيش الإطمئنان والأمان في الجنوب وعلى الحدود الجنوبية ببركة دماء الشهداء.
للمرة الأولى في تاريخ لبنان منذ قيام إسرائيل يشعر اللبنانيون وخصوصاً في الجنوب بالطمأنينة والهدوء والأمن والاستقرار, وباتت إسرائيل هي الخائفة والقلقة والمرعوبة من حزب الله والمقاومة الإسلامية .
اليوم المقاومة باتت تشكل مظلة أمان للبنان في مواجهة الخطر الإسرائيلي وفي مواجهة الإرهاب التكفيري أيضاً.
ففيما يتعلق بالتكفيريين الإرهابيين فالمشهد الميداني والسياسي بدأ ينقلب لمصلحة النظام والمقاومة وحلفائهما في سوريا.
ففي لبنان كان الخطر التكفيري خطراً داهماً على لبنان وخاصة على حدوده الشرقية لكن المقاومة استطاعت إبعاد هذا الخطر ولولا المقاومة لكانت الجماعات التكفيرية اجتاحت لبنان واحتلت أرضه وقتلت أهله.
أما في سوريا فمع دخول الروسي على خط المواجهة بدأ المشهد الميداني يتبدل حيث تمت حتى الآن استعادة العديد من المدن والأرياف في ريف حلب الجنوبي والشمالي واليوم يتقدم الجيش السوري وحلفاؤها إلى الحدود التركية.
هذه الإنجازات أدت إلى خلل وتضعضع في موازين القوى الدولية والإقليمية، وأبرز المتضررين هي الدول التي دعمت الإرهابيين أي النظام السعودي والعدو الصهيوني الذي لا يزال يعتبر حتى الآن أن سقوط النظام في سوريا هو مصلحة استراتيجية له لأنه يعتبر أن إسقاط النظام في سوريا سيشكل ضربة استراتيجية لإيران ولحزب الله.
ولأن السعودية هي من أبرز المتضررين مما يجري في السعودية وقد فشلت كل محاولاتهم في إسقاط النظام يهددون اليوم بإرسال قوات برية إلى سوريا من أجل قتال داعش. والحقيقة أنهم لا يريدون قتال داعش هم يحاولون تبييض صفحتهم والحصول على براءة لأنفسهم من تهمة دعم داعش حيث إن العالم بات يعرف تماماً أن السعودية وحلفائها هم من يدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا فهم يريدون تبييض صفحتهم من هذه التهمة بالقول إنهم يقاتلون داعش وأيضاً هدفهم الحفاظ على الجماعات الإرهابية المتهاوية في سوريا بعدما بدأت هذه الجماعات بالتقهقر والتراجع والإنهيار أمام التقدم الميداني العسكري الذي يحرزه الجيش السوري والمقاومة.
لكن ظهور السعودي بمظهر من يحارب داعش لن يجديها نفعاً ولن يبرئها من تهمة دعم الجماعات الإرهابية ولا ينفعها في حماية الجماعات الإرهابية المتهاوية لأن هناك تصميماً على استئصال هذه الجماعات من سوريا والعراق ولا مكان للتراجع في هذه المعركة.
قتال المقاومة في سوريا هو لحماية لبنان وأن أي تقدم ميداني وسياسي في سوريا هو لمصلحة استقرار لبنان وأمنه.
والحمد لله رب العالمين