السبت, 23 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

قيمة العمر في حياة الانسان

  العمر كالمدرسة، فكما أنّ الطالب في المدرسة عليه أن يغتنم اليوم والساعة والدقيقة، ويستفيد من كلِّ المعلِّمين والفرص المتاحة له قبل يوم الامتحان، كذلك الإنسان في الدنيا عليه أن يغتنم كلّ فرصة متاحة له قبل يوم الحساب، بحيث لا تذهب أيّ دقيقة هدراً من عمره قبل ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ 

خلاصة الخطبة

عدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الإنجازات التي حققها محور المقاومة في العام 2017 في كل من سوريا والعراق ولبنان وصولاً الى فلسطين، فاعتبر أن محور المقاومة حسم المعركة مع داعش في العراق حيث تم القضاء على الوجود العسكري لهذا التنظيم الإرهابي واستعاد كل المناطق التي أحتلها ، مسجلا  للمرجع آية الله السيد علي السيستاني وللحشد الشعبي وللجيش العراقي وللشعب العراقي دورهم الكبير في تحقيق هذا الانجاز التاريخي للعراق.

 وقال: أما في سوريا فلم يستطع الأمريكي ومعه كل حلفائه إسقاط النظام بالرغم من كل أشكال الدعم الذي قُدم للمجموعات الإرهابية على مدى أكثر من ست سنوات، بل هناك تقدم لمصلحة النظام على المستويين الميداني والسياسي: ففي الميدان حسم الجيش السوري وحلفاؤه في كثير من المناطق وتم تحرير العديد من المدن الأساسية من حلب الى دير الزور وصولا الى البوكمال والغوطة الغربية ، وتم القضاء على معظم داعش في سوريا، ويمكننا ان نعتبر هذا العام 2017 هو عام القضاء على داعش وأحلامه ودولته المزعومة في العراق وسوريا، وقد سجّل التاريخ أن الذي هزم داعش واسقطه وأسقط مشروعه ودولته في المنطقة هو محور المقاومة وليس أميركا كما يتبجح الرئيس ترامب، أما في السياسة فهناك مؤشرات عديدة على تبدل المزاج تجاه سوريا، كما هناك مبادرات ومساعي سياسية عديدة لحل الأزمة مع بقاء الرئيس الأسد.

وأشار: الى أن المقاومة في لبنان استطاعت خلال العام الماضي في مواجهة العدو الإسرائيلي تثبيت معادلة الردع، وفي مواجهة الإرهاب التكفيري استطاعت استناداً الى معادلة الجيش والشعب والمقاومة أن تحرر الجرود الشرقية مع سوريا من الجماعات الإرهابية، من النصرة وداعش، وان تصنع للبنان نصرا جديدا وتحريرا ثانيا، وأن تحمي لبنان من الجماعات الإرهابية، كما استطاع لبنان أن يتجاوز أزمة سياسية كبيرة افتعلتها السعودية لضرب الإستقرار فيه، حيث استطاع تجاوز هذه الأزمة بوحدته الوطنية وتماسكه الداخلي وشجاعة وحزم رئيس الجمهورية ومؤازرة رئيس مجلس النواب وحكمة الأمين العام لحزب الله.

ورأى الشيخ دعموش: أن قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وبالرغم من خطورته وعدوانيته إلا أنه كشف الموقف العدائي الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وفضح بعض الأنظمة العربية المتواطئة مع ترامب، وأعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة والى دائرة الإهتمامات والأولويات، واستنهض شعوب المنطقة من جديد، وأشعل في الداخل الفلسطيني هبة شعبية عارمة نأمل أن تتواصل وتستمر لأنها الى جانب المقاومة هي الخيار الإستراتيجي لمواجهة الإحتلال واستعادة القدس وكل حبة تراب من أرض فلسطين.

 

نص الخطبة:

من وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذرّ قال:يا أبا ذرّ، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحّة والفراغ.يا أبا ذرّ, اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك. يا أبا ذر, إيّاك والتسويف (المماطلة) بأملك، فإنّك بيومك ولستَ بما بعده.

يا أبا ذرّ, إذا أصبحت فلا تُحدِّث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحّتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً... يا أبا ذرّ, كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك".البحارج 74، ص 75

بعد يومين نودع سنة ونستقبل سنة ميلادية جديدة وهذا يعني أنه مضى من أعمارنا سنة كاملة وها نحن على مشارف الدخول في سنة أخرى من عمرنا فكيف نتعامل معها؟

 المقطع الذي قرأناه من وصيّة النبي(ص) لأبي ذر يُشير إلى قيمة العمر وأهمّيّة الوقت في حياة الإنسان، حيث يؤكّد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على ضرورة الاستفادة من النعم التي بين أيدينا قبل فقدها وزوالها، من نعمة العمر ونعمة الصحّة ونعمة الوقت والفراغ والشباب والغنى، وبشكل عامّ الاستفادة من فرصة هذه الحياة التي جعلها الله دارا للعمل نزرع فيها الخير والبر والاخلاق والطاعة والعمل الصالح قبل ان ننتقل إلى عالم الآخرة، الى عالم الحصاد والنتيجة والثواب أو العقاب ، فان ما نزرعه في الحياة الدنيا سنحصده في الآخرة لأن الدنيا هي مزرعة الآخرة.

وقد قسّمت الآيات القرآنية الناس يوم القيامة إلى صنفين رئيسَيين، صنف يكون فرحاً ومستبشراً، وصنف آخر يكون حزيناً ومتحسراً ونادماً

 الصنف الأول هو الذي يأتي يوم القيامة حاملا كتابه بيمنه وقد استفاد من نعم الدنيا وامتلىء بالطاعات والأعمال الصالحة: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْإِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ  *  فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ  * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾.

وأمّا الصنف الآخر فهو الذي يأتي يوم القيامة وكتابه بشماله ولم يستفد من نعم الدنيا للآخرة ولم يملىء كتابه بالطاعات بل بالمعاصي والمحرمات﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ*وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ* يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ *خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾. هذا حال من ضيع عمره وأهدر وقته ولم يستيقظ من غفلته ولم يستفد من أيامه.

  العمر كالمدرسة، فكما أنّ الطالب في المدرسة عليه أن يغتنم اليوم والساعة والدقيقة، ويستفيد من كلِّ المعلِّمين والفرص المتاحة له قبل يوم الامتحان، كذلك الإنسان في الدنيا عليه أن يغتنم كلّ فرصة متاحة له قبل يوم الحساب، بحيث لا تذهب أيّ دقيقة هدراً من عمره قبل ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ 

 كذلك نحن نأسف على من يفرط بثروة ضخمة حصل عليها فيهدرها في غير مصلحته ونحزن عليه لأنه ستسوء أحواله في المستقبل نتيجة ما جنت يداه ولكننا لا نتأسّف ولا نُعيرُ أيّ أهمّيّة إتجاه التبذير والإسراف في ثروةٍ هي أهمّ بكثير من المال، ألا وهي الوقت والعمر. وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّنا نُعطي أهمّيّة كبيرة للمال ونُقدِّر قيمته، ولا نعطي أهمّيّة ولا نُقدِّر قيمة الوقت والعمر الا بعد فوات الآون.

 هناك الكثيرين في حياتنا يتورعون عن أخذ حقوق الآخرين ، ويتجنّبون أيّ شبهة في أكل أموال الناس، ولكنهم لا يهتمون بوقت الآخرين، فيهدرون أوقات الآخرين بأعذارٍ مختلفة، فالبعضٌ يعد ولا يفي وهو يعلمٍ أنّه سوف لن يفي بالموعد فيهدر وقت الآخرين،  وبذلك يكون قد وقع في محرّمين اثنين، فهو من جهةٍ وقع في الكذب ومن جهة أخرى أتلف وقت الآخرين وهم ينتظرونه.

 البعضٌ يأتي الى الآخرين في أوقات عملهم فيهدرها سدى، أو يجلس مع رفاقه واصدقائه مساءا وصباحا ويهدر وقته ووقت الآخرين على جلسات لا طائل منها بالمزاح واللّعب والضحك وشرب النرجيلة، هذا إن لم تجرّهم الأحاديث إلى النكات الفاضحة وغيبة الناس ومحرّمات أخرى

يُشير القرآن الكريم إلى أولئك الذين ضيّعوا أعمارهم في هذه الدنيا دون الاستفادة منها بما ينفعهم، ودون الاستفادة منها بما يكون خيراً لهم في آخرتهم، بقوله تعالى تعبيراً عن حالة الندم عندهم﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير﴾ .

ويُشير القرآن الكريم في موضع آخر إلى حالة ندم هذا الشخص عند سكرة الموت﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾.

يقول الإمام عليّ (عليه السلام) في نهج البلاغة: (فسابقوا - رحمكم الله - إلى منازلكم التي أُمرتم أن تعمّروها، والتي رُغّبتم فيها ودُعيتم إليهاواستتمّوا نِعَم الله عليكم بالصبر على طاعته، والمجانبة لمعصيته فإنّ غداً من اليوم قريب. ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيّام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر).

كثيرٌ من الناس لا يلتفت إلى تقصيره في عبادته، وأنّه عليه أن يقوم بالدعاء وقراءة القرآن، وبعض المستحبّات وغيرها من الأعمال الصالحة، ومنهم من عليه قضاء بعض الصلوات وبعض أيّام الصيام، وبعض الواجبات الأخرى، ولو سألته لمَ لا تبادر لقضاء ما فاتك من هذه الواجبات لتذرّع بضيق الوقت، وعدم الراحة، وانشغال البال، وكثرة الهموم، وغير ذلك... ثمّ يختم بأنّه ينوي إن شاء الله القيام بكلّ هذه الأعمال.

الأعذار التي يختلقها الانسان لنفسه ليست إلّا وسوسات شيطانيّة لتبقى النفس مرتاحة من هذه الواجبات، وليبقى إبليس يُسيطر على نفسه يوسوس فيها بالتسويف والتأجيل والتأخير و... فهل سأل هذا الإنسان نفسه أنّه هل سيعيش إلى الغد؟ ومن يضمن له أنّه باقٍ إلى السنوات المقبلة ليتمكّن من كلِّ هذه الأمور قبل أن يُباغته الأجل؟

قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أطال عبد الأمل إلّا أساء العمل، وكان يقول: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا.

 وكثيرٌ من الناس يفرح ويحتفل برأسِ السنةٍ ومن الناس من يحتفل بعيد ميلاده كل سنة ويدعو الناس للاحتفال بيوم مولده ويصرف الأموال والهدايا، وبعض آخر تزيد عنده العادات المستحدثة، كلُّ ذلك وهو غافل عن أنّ عمره قصرَ، وأنّه اقترب أكثر من القبر، وأنّه يستطيع عدّ هذه السنوات والأيّام، ولكن هناك من يعدّ له أنفاسه ويحسبها له، وأنّه سوف يُحاسب على كلِّ نَفَس في هذه الدنيا كيف أطلقه، هل في طاعة الله أم في معصيته؟! فعن عبد الأعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عزّ وجلّ﴿... إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ ؟ قال: "ما هو عندك؟ قُلت: عدد الأيّام، قال: إنّ الآباء والأمّهات يُحصون ذلك، لا، ولكنّه عدد الأنفاس" .

  لذلك علينا أن نبادر ونحن على مشارف سنة جديدة لمحاسبة أنفسنا وتصحيح أعمالنا وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى، فالسنة الجديدة هي فرصة جديدة يمنحها الله لعباده ليستيقظوا من غفلتهم ومناسبة رأس السنة هي فرصة للجميع ليتأملوا فيما صنعوه في السنة الماضية فما أخطأوا فيه صححوه وما أصابوا فيه عززوه وأكدوه وثابروا عليه، وبدلا من ان يختم الانسان في ليلة راس السنة سنته باللهو والعبث واطلاق المفرقعات وإطلاق النار وغيرذلك من الأعمال المضرة أو غير النافعة فليختم سنته بالطاعة والعبادة وليبدأ سنته الجديدة بالطاعة والعبادة وليصلي ركعتين لله يودع فيها السنة الماضية ويستقبل السنة الجديدة.

اننا في بداية السنة الجديدة لا بد ان نقوم بجردة حساب سياسية سريعة للعام الماضي.

عندما نقوم بجردة حساب لنتائج المواجهة القائمة بين المحور الأمريكي الاسرائيلي ومحور المقاومة سنجد أن هناك إنجازات عديدة حصلت حتى الآن في كل من سوريا والعراق ولبنان وصولاً الى فلسطين.

في العراق تم حسم المعركة مع داعش وتم القضاء على الوجود العسكري لهذا التنظيم  الإرهابي واستعادة المناطق التي أحتلها بالكامل وسجل العراق ومحور المقاومة انتصارا  كبيرا على الإرهاب الذي ضرب العراق والمنطقة، وهنا لا بد ان نسجل للمرجع آية الله السيد علي السيستاني ولبقية المراجع وللحشد الشعبي وللجيش العراقي وللشعب العراقي دورهم الكبير في تحقيق هذا الانجاز التاريخي للعراق.

 أما في سوريا, فلم يستطع الأمريكي ومعه كل حلفائه إسقاط النظام بالرغم من كل أشكال الدعم الذي قُدم للمجموعات المسلحة، بل هناك تقدم لمصلحة النظام على المستويين الميداني والسياسي: ففي الميدان حسم الجيش السوري وحلفاؤه في كثير من المناطق وتم تحرير العديد من المدن الأساسية من حلب الى دير الزور وصولا الى البوكمال والغوطة الغربية ، وتم القضاء على معظم داعش في سوريا ويمكننا ان نعتبر هذا العام 2017 هو عام القضاء على داعش وأحلامه ودولته المزعومة في العراق وسوريا، وقد سجل التاريخ ان الذي هزم داعش واسقطه وأسقط مشروعه ودولته هو محور المقاومة وليس أميركا كما يتبجح الرئيس ترامب.

أما في السياسة فهناك مؤشرات عديدة على تبدل المزاج تجاه سوريا، كما هناك مبادرات ومساعي سياسية عديدة لحل الأزمة مع بقاء الرئيس الأسد.

 أما لبنان فقد استطاعت المقاومة خلال السنة الماضية في مواجهة العدو الإسرائيلي من تثبيت معادلة الردع مع هذا العدو , وفي مواجهة الإرهاب التكفيري استطاعت المقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة أن تحرر الجرود الشرقية مع سوريا من الجماعات الإرهابية من النصرة وداعش، وان تصنع للبنان نصرا جديدا وتحريرا ثانيا، وأن تحمي لبنان من الجماعات الإرهابية، كما استطاع لبنان ان يتجاوز أزمة سياسية كبيرة افتعلتها السعودية لضرب الإستقرار فيه  حيث تجاوزها بوحدته الوطنية وتماسكه الداخلي وشجاعة وحزم رئيس الجمهورية ومؤازرة رئيس مجلس النواب وحكمة الأمين العام لحزب الله.

اما في فلسطين فإن قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني بالرغم من خطورته وعدوانيته إلا أنه كشف الموقف العدائي الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وفضح بعض الأنظمة العربية المتواطئة مع ترامب على القدس وفلسطين، وأعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة والى دائرة الإهتمامات والأولويات، واستنهض شعوب المنطقة من جديد، وأشعل في الداخل الفلسطيني هبة شعبية عارمة نأمل أن تتواصل وتستمر، لأنها الى جانب المقاومة هي الخيار الإستراتيجي لمواجهة الإحتلال واستعادة القدس وكل حبة تراب من أرض فلسطين.

                                                              والحمد لله رب العالمين