الصفحة الرئيسية
أعظم الخيانة خيانة الأمة
- 03 تشرين2/نوفمبر 2017
- الزيارات: 1745
خيانة الأمة تكون بالتعامل مع العدو بالتجسس له والقتال معه وتكون بموالاة أعداء الأمة والارتباط بالاستكبار العالمي الذي يريد أن يسيطر على كل واقعنا وتكون بإثارة الفتنة بين أفراد الأمة، وبخلق العداوات والكراهية والبغضاء بين فئات الأمة، وبإشعال الحروب بين مكونات الأمة.
خلاصة الخطبة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن العالم العربي والإسلامي اليوم في غفلة عن إسرائيل وممارساتها العدوانية في فلسطين وسوريا، لأن الإسرائيلي والأمريكي وحلفائهما استطاعوا أن يجعلوا من هذه الأمة أمة ممزقة يمزق بعضها بعضاً، ويشتم بعضها بعضاً ويتهم بعضها بعضاً ويقتل بعضها بعضاً، ويحرض بعضها على البعض الآخر وتلهو بصراعاتها الداخلية عن القضايا المصيرية والكبرى.
معتبرا: إن أعظم خيانة ترتكب اليوم بحق الأمة من قبل بعض أبناء الأمة هي خيانة وحدة الأمة،والتخلي عن قضاياها المركزية كقضية فلسطين، والتحريض وتأليب العالم ضد بلد مسلم داعم لقضايا الأمة كإيران، الى الحد الذي أصبحت فيه اسرائيل لدى السعودية أقرب من إيران وسوريا وحزب الله، مع أن الله تعالى يقول: (َاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا).
وأشار: الى أن أميركا تقدم إسرائيل لدول الخليج على أنها القوة التي تحميهم من الخطر الإيراني المزعوم ، وأن الطريق إلى مواجهة الخطر الإيراني والنفوذ الإيراني كما يقولون يمر عبر التعاون مع إسرائيل وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.. مشددا على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل أعظم خيانة للأمة ولفلسطين وللقدس وللمسجد الأقصى.
ولفت: الى أن التطبيع مع اسرائيل بالنسبة الى السعودية وبعض الدول الخليجية أصبح أمرا عاديا ففي الإجتماع العسكري الذي جرى مؤخرا في واشنطن خرج قائد الجيش اللبناني - الذي نوجه له التحية على موقفه المشرف- من الإجتماع بسبب وجود مندوب لإسرائيل، بينما مندوب السعودية والمندوب الإماراتي بقيا في الإجتماع بشكل عادي.
وأضاف: ان تطبيع هؤلاء مع اسرائيل وتعاونهم معها وصل الى مستويات كبيرة وهو ما صرح به رئيس وزراء العدوبنيامين نتانياهو الذي أعلن أكثر من مرة عن وجود تعاون في شتّى المستويات مع مجموعة منالدول العربية، مؤكّداً أنّ هذا التعاون لم يسبق له مثيل في تاريخ إسرائيل حتّى بعد توقيعها على اتفاقيات مع بعضها.
وأكد الشيخ دعموش أن التطبيع من قبل الأنظمة الخائنة لن يجعل من اسرائيل كيانا مقبولا لدى شعوب المنطقة بل ستبقى اسرائيل في نظر هذه الشعوب كيانا محتلا غاصبا تأسس بوعد من بلفور البريطاني الذي مكن هذا العدو من إحتلال فلسطين ومن طرد شعب بأكمله، وستبقى اسرائيل بنظر الشرفاء من أبناء هذه الأمة كيانا قائما عل القتل والإرهاب والعدوان وارتكاب المجازر مهما طبع الخائنون وتجب مواجهته حتى إزالة الإحتلال وعودة فلسطين لأهلها. وكل ما عدا ذلك هو باطل وخيانة لفلسطين وللأمة.
وختم بالقول: كل الصراخ الأمريكي والإسرائيلي والسعودي الذي نسمعه ضد المقاومة و للضغط على المقاومة لتخاف وتتراجع و تتخلى عن مواقفها هو في فراغ وهو كمن يصرخ في واد ولا من يسمع, فالصراخ والتهديد والتحريض والعقوبات لن تثنينا عن التمسك بالمقاومة ومواصلة طريقها، بل ستدفعنا الى التمسك اكثر بهذا الخيار لأنه الخيار الوحيد الذي يحمي بلدنا ويحفظ سيادتنا ويستعيد لنا أرضنا ومقدساتنا.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون]. الأنفال/ 27.
هذه الآية تدعو المؤمنين إلى عدم خيانة الله, والرسول, وأمانات الناس.
فأولاً: لا تخونوا الله: وخيانة الله تعني معصيته ومخالفته والتمرد عليه والإنحراف عن خطه وموالاة أعدائه ومعاداة أوليائه، خيانة الله تعني أن لا يفي الإنسان بعهده مع الله وأن ينكث إيمانه والتزامه مع الله، لأن الإيمان هو عهد بين الله وبين عباده [وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً]. النحل/ 91.
فعندما تؤمن بالله يعني انك عاهدت الله على أن توحده ولا تشرك معه أحداً في الربوبية وفي العبادة وفي الطاعة، وعاهدته على أن تؤمن برسل الله وأنبياءه ورسالاتهم واليوم الآخر، وعاهدته على أن تلتزم أوامره وتقوم بما افترضه عليك فعندما تترك الصلاة والصوم والحج وما أمر الله به من العبادات، أو تترك ما فرضه الله عليك من التزامات مالية، فأنت خائن، لأن الله أمرك بذلك ولم تفعله، أو نهاك عنه وأنت تعمله، البعض يغتاب ويكذب وبتجسس ويشرب الخمر ويزني ويؤيد الظالمين، هؤلاء خائنون لما التزموا به، لأن الإيمان التزام بالقلب واللسان والعمل، وهذا ما عبّر عنه الإمام الباقر(ع): "خيانة الله والرسول معصيتهما ـ بأن تترك ما أمراك به، وأن تفعل ما نهياك عنه ـ وأما خيانة الأمانة فكل إنسان مأمون على ما افترض الله عليه" فلايمان عهد بين الانسان وبين الله، فإذا وفيت بعهد الله وعملت بما أمرك الله, فان الله سيفي لك بعهده, فيرحمك في الدنيا والآخرة ويمنحك رضوانه وعفوه ومغفرته ورحمته ونعيمه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وثانياً: لا تخونوا الله والرسول: وخيانة الرسول تكون في مخالفة أوامره، ووصاياه، وتعاليمه، وتكون في خيانة أمانة الإسلام الذي تركه أمانة بين أيدينا، لأن وظيفتنا أن نحفظ الإسلام وأن نحميه وندافع عنه، عن عقيدته وشريعته ومبادئه ومفاهيمه وقيمه، أن نجاهد من أجله، وأن لا ندع أحداً يشوهه أويحرفه أو يضعفه من دون أن نحرك ساكناً ومن دون أن نتحمل مسؤولياتنا في الدفاع عنه.
وثالثاً: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم: فإن للناس أمانات مع بعضهم البعض، فكل عقد من العقود في أي شأن من الشؤون المالية، أو التجارية، أوالزوجية، أو في الشؤون السياسية كالاتفاقات والمواثيق والمعاهدات السياسية أو الاقتصادية أو غيرها.
كل عقد تعقده بينك وبين إنسان آخر إذا كان مستجمعاً للشروط الشرعية فإنه أمانة الله عندك وأمانة الناس عندك. فالله يقول: [يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود].
فإي إنسان التزم معك والتزمت معه باتفاق أو بعقد معين فهو عهد بينك وبينه فلا تنقض عهدك معه إذا أضاع وثيقة العقد، ولا تنكر دينه أو حقه إذا أضاع السند الذي كتبت الدين فيه.
العقود التجارية التزام والالتزام أمانة وعلى الإنسان أن لا يخون أمانات الناس.
عقود البيع أمانة فإذا لم تفِ بها وببنودها التي تم الاتفاق عليها فأنت خائن لأمانات الناس.
التعاقد الزوجي امانة ، لأن هناك كثيراً من الناس من يجبر زوجته من خلال الضرب والتعذيب لتتنازل عن مهرها، والبعض يبتز الزوجة أو أهلها ليطلقها وهذا أمر يخالف الشرع والأخلاق والأعراف، والله تعالى يقول: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}، فالله لم يكتف في مسألة عقد الزواج بأن يسميه "ميثاقا" بل أسماه "ميثاقاً غليظاً".
والسر أيضاً أمانة فإذا وضع إنسان عندك سراً أو اطلعت على سر سواء كان سراً اجتماعياً أو سياسياً أو أمنياً ثم أفشيته كنت خائناً لأماناتك، وربما كانت أمانة السر أخطر من أمانة المال, لأن سر الإنسان قد يقتله إذا افتضح فيه، وبالتالي فإن خيانة السر أعظم من خيانة المال..
وكذلك على الإنسان أن لا يخون حتى من خانه، فإذا أودع عندك إنسان مالاً فليس لك أن تخونه حتى لو خانك.
ففي الحديث عن الإمام الصادق (ع): أن رجلاً قال له: كان لي دين على فلان فجحد دينه ثم استودعني مالاً وقبلت وديعته، فهل لي ان آخذ ماله في قبال مالي؟ قال: إذا خانك فلا تخنه.
وهناك أمانات الأمة، وأعظم الخيانة كما في الحديث عن علي (ع): أعظم الخيانة خيانة الأمة.
وخيانة الأمة تكون بالتعامل مع العدو بالتجسس له والقتال معه وتكون بموالاة أعداء الأمة والارتباط بالاستكبار العالمي الذي يريد أن يسيطر على كل واقعنا وتكون بإثارة الفتنة بين أفراد الأمة، وبخلق العداوات والكراهية والبغضاء بين فئات الأمة، وبإشعال الحروب بين مكونات الأمة.
خيانة الأمة تكون بإشغال الأمة في حروب وصراعات داخلية فيما العدو يستبيح أرضنا ومقدساتنا، وويتوعدنا بالحرب والعدوان.
العالم العربي والإسلامي اليوم في غفلة عن إسرائيل وممارساتها العدوانية في فلسطين وسوريا، لأن الإسرائيلي والأمريكي وحلفائهما استطاعوا أن يجعلوا من هذه الأمة أمة ممزقة يمزق بعضها بعضاً، ويشتم بعضها بعضاً ويتهم بعضها بعضاً ويقتل بعضها بعضاً، ويحرض بعضها على البعض الآخر وتلهو بصراعاتها الداخلية عن القضايا المصيرية والكبرى.
إن أعظم خيانة ترتكب اليوم بحق الأمة من قبل بعض أبناء الأمة هي خيانة وحدة الأمة، والتخلي عن قضاياها المركزية كقضية فلسطين، والتحريض وتأليب العالم ضد بلد مسلم داعم لقضايا الأمة كإيران، الى الحد الذي أصبحت فيه اسرائيل لدى السعودية أقرب من إيران وسوريا وحزب الله، مع أن الله تعالى يقول: (َاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا).
ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ
اليوم أمريكا تقدم إسرائيل لدول الخليج على أنها القوة التي تحميهم من الخطر الإيراني المزعوم ، وأن الطريق إلى مواجهة الخطر الإيراني والنفوذ الإيراني كما يقولون يمر عبر التعاون مع إسرائيل وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.. هذا ما يعملون عليه.
تطبيع العلاقات مع إسرائيل أعظم خيانة للأمة ولفلسطين وللقدس وللمسجد الأقصى.
اليوم التطبيع مع اسرائيل بالنسبة الى السعودية وبعض الدول الخليجية أصبح أمرا عاديا ففي الإجتماع العسكري الذي جرى مؤخرا في واشنطن خرج قائد الجيش اللبناني الذي نوجه له التحية على موقفه المشرف من الإجتماع بسبب وجود مندوب لإسرائيل بينما مندوب السعودية والمندوب الإماراتي بقيا في الإجتماع بشكل عادي.
تطبيع هؤلاء مع اسرائيل وتعاونهم معها وصل الى مستويات كبيرة وهو ما صرح به رئيس وزراء العدوبنيامين نتانياهو الذي أعلن أكثر من مرة عن وجود تعاون في شتّى المستويات مع مجموعة منالدول العربية، مؤكّداً أنّ هذا التعاون لم يسبق له مثيل في تاريخ إسرائيل حتّى بعد توقيعها على اتفاقيات مع بعضها.
لكن التطبيع من قبل هذه الأنظمة الخائنة لن يجعل من اسرائيل كيانا مقبولا لدى شعوب المنطقة ستبقى اسرائيل في نظر هذه الشعوب كيانا محتلا غاصبا تأسس بوعد من بلفور البريطاني الذي مكن هذا العدو من إحتلال فلسطين ومن طرد شعب بأكمله، ستبقى اسرائيل بنظر الشرفاء من أبناء هذه الأمة كيانا قائما عل القتل والإرهاب والعدوان وارتكاب المجازر مهما طبع الخائنون وتجب مواجهته حتى إزالة الإحتلال وعودة فلسطين لأهلها. وكل ما عدا ذلك هو باطل وخيانة لفلسطين وللأمة.
وكل الصراخ الأمريكي والإسرائيلي والسعودي الذي نسمعه ضد المقاومة و للضغط على المقاومة لتخاف وتتراجع و تتخلى عن مواقفها هو في فراغ وهو كمن يصرخ في واد ولا من يسمع, فالصراخ والتهديد والتحريض والعقوبات لن تثنينا عن التمسك بالمقاومة ومواصلة طريقها، بل ستدفعنا الى التمسك اكثر بهذا الخيار لأنه الخيار الوحيد الذي يحمي بلدنا ويحفظ سيادتنا ويستعيد لنا أرضنا ومقدساتنا.