الصفحة الرئيسية
الأمانة عنوان المؤمن
- 27 تشرين1/أكتوير 2017
- الزيارات: 941
الأمانة تشمل كل ما يتحمل الإنسان مسؤوليته سواء كان أمراً دينياً أودنيوياً، إلا أنها تطلق في الغالب على الأمانة المالية والمادية, فعند الحديث عن الأمانة فإنّ أغلب النّاس يتبادر إلى أذهانهم الأمانة في الأمور الماليّة، إلّا أنّ الأمانة بمفهومها الواسع تستوعب جميع المواهب والنعم الإلهيّة التي أنعم الله بها على الإنسان والتي يتحمل الإنسان مسؤوليتها في الحياة.
خلاصة الخطبة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن أهلنا في الضاحية الجنوبية كما في بقية المناطق يجب أن يكونوا أحرص الناس على الإلتزام بتطبيق القوانين والحفاظ على النظام العام وعدم التعدي على الأملاك العامة وتقديم صورة حضارية عن مناطقهم كما قدموا صورة مشرقة بتضحياتهم لحماية بلدهم.
وقال: نحن نتفهم أوجاع الناس في بعض الأحياء ومعاناتهم نتيجة غياب الدولة وتقصيرها في انماء مناطقهم وأهمالها لمشكلاتهم وعدم قيامها بسؤولياتها في هذه المناطق مما دفع ببعض المواطنين الى ارتكاب مخالفات وتعديات من أجل تحصيل لقمة العيش، ونقدر صبر أهلنا وتحملهم للأوضاع المعيشية الصعبة إلا أن ذلك لا يبرر التعديات والتجاوزات بما يضر بمصالح الناس وحياتهم، داعيا" الجميع أن يتعاونوا مع اجراءات تطبيق القانون وأن يرفضواالمخالفات التي تضر بالناس ،لافتا الى أن مطلب حزب الله الدائم كان ولا يزال هو تطبيق القانون، وازالة التعديات الخارجة على القانون، والإلتزام بالقيم الاخلاقية، وأن تحضر الدولة في كل المناطق من أجل ان تتحمل مسؤولياتها على كافة الصعد.
واعتبر الشيخ دعموش: أن التوظيف السياسي والاعلامي لما حدث في حي السلم كان رخيصا ومعيباً مشيراً: الى أنه اذا كانت بعض الأبواق المحرضة تراهن من خلال ذلك على اهتزاز ثقة اللبنانيين بالمقاومة وسيدها فهي انما تراهن على سراب وأوهام، فثقة شعبنا بالمقاومة وقائدها وسيدها أقوى وأشد وأرسخ وأعمق من أن يهزها أو ينال منها شرزمة من الجاهلين والشتامين او بعض السياسيين والإعلاميين المحرضين ممن يتناغمون مع حملة التحريض والعداء التي تقودها أميركا واسرائيل والسعودية ضد المقاومة ولبنان .
وشدد على أن قانون العقوبات المالية ضد حزب الله الذي أقره مجلس النواب الأمريكي هو عدوان على لبنان وشعبه، وتدخل سافر مرفوض في الشأن اللبناني الداخلي ، موضحا: أن الهدف الامريكي من الحملة العدوانية التي تقودها الإدارة الأمريكية ضد المقاومة ولبنان هو اخضاع لبنان وفرض الوصاية عليه واثارة الفتنة فيه وحرمان شعبه من التطوير، داعيا: الدولة بكل مؤسساتها الى رفض السياسة الأمريكية العدوانية تجاه لبنان وعدم الإستسلام لها أو الخوف منها والوقوف بقوة لمواجهتها بسياسات سيادية مناسبة، فلبنان كان عصياً على المؤامرات والمخططات الأمريكية السابقة وهو اليوم أكثر حصانة لمواجهات المخططات والإجراءات العدائية الجديدة.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا).
نتقدم من جميع المسلمين بالعزاء لمناسبة شهادة الإمام الحسن المجتبى(ع) وبالتبريك لمناسبة ولادة الإمام موسى الكاظم (ع) في السابع من شهر صفر.
ما يجمع بين هذين الإمامين(ع) هو قيم الإيمان والتقوى والعصمة والصدق وكل الصفات والقيم الإلهية والإنسانية وفي مقدمة ذلك صفة الأمانة.
والأمانة هي من الصفات الأخلاقية والإجتماعية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن ويجعلها جزءا من سلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين.
وبالعود الى النصوص والأحاديث نجد تركيزاً كبيراً على هذه الصفة بحيث اعتبرت الأمانة من أهم منظومة القيم الأخلاقية في الإسلام، وأنها عنوان الإنسان المسلم والمؤمن الحقيقي، بل جعلت في بعض الأحاديث معياراً للإيمان والتدين والإلتزام، كما في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام:( لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإنّ ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش لذلك, ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
وعن النبي(ص) قَالَ: لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ .
والأمانة تشمل كل ما يتحمل الإنسان مسؤوليته سواء كان أمراً دينياً أودنيوياً، إلا أنها تطلق في الغالب على الأمانة المالية والمادية, فعند الحديث عن الأمانة فإنّ أغلب النّاس يتبادر إلى أذهانهم الأمانة في الأمور الماليّة، إلّا أنّ الأمانة بمفهومها الواسع تستوعب جميع المواهب والنعم الإلهيّة التي أنعم الله بها على الإنسان والتي يتحمل الإنسان مسؤوليتها في الحياة.
إنّ جميع النعم المادّيّة والمواهب المعنويّة التي انعم الله بها على الإنسان في دينه ونفسه هي في الحقيقة أمانات إلهيّة بيد الإنسان، فالإسلام أمانة ، والأعضاء والجوارح أمانة، والأموال والثروات المادّيّة أمانة والمواقع والمناصب الاجتماعيّة والسياسيّة والعسكرية وغيرها هي أمانات بيد النّاس، ويجب عليهم مراعاتها وحفظها وأداء المسؤوليّة تجاهها.
الأولاد أمانة أيضاً بيد الوالدين، والطلّاب أمانة بيد المعلِّمين، والكائنات الطبيعيّة أمانة بيد الإنسان لا ينبغي التفريط فيها، كل هذه الأمور هي أمانات.. إلا أن ابرز أنواع ومصاديق الأمانات هي:
1- الأمانة الماليّة والأمانة في الودائع:فحفظ الأمانات المالية والمادية والودائع وأداؤها لأصحابها واجب عندما يطلبونها كما هي, ولا يحق للإنسان ان يتصرف بها، أو يتهاون في حفظها وصونها, سواء كانت مالاً او عقاراً أو ملكاً أو أي شيء آخر حتى الخيط والمخيط. تماماً كما فعل رسول (ص(مع المشركين عندما هاجر الى المدينة ، فقد كانوا يتركون ودائعهم عند النبي (ص)ليحفظها لهم,وهو الذي كان معروفاً عندهم بالصادق الأمين, فلما هاجر أمر علياً(ع) بأن يؤدي الأمانات الى أهلها, وقد يكون فيهم من عادى النبي(ص) ووقف في وجهه ووجه دعوته ورسالته.
فالأمانة المالية والودائع التي نؤتمن عليها يجب أن نؤديها الى أهلها: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾
وورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "أُقسم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي قبل وفاته بساعة مراراً ثلاثاً:يا أبا الحسن أدِّ الأمانة إلى البرّ والفاجر في ما قلّ وجلَّ حتّى في الخيط والمخيطِ".
البعض قد يظن أن له أن يتهاون في حفظ أمانة الفاجر طالما هو فاجر, وأن له أن يخون أمانته وأن يسلبها ولا يؤديها اليه, خصوصاً اذا كان الفاجر من غير ملته وعلى غير دينه.. فيستحل ماله وأمانته! وهذا غير صحيح, لأن ذلك خيانة كخيانة المؤمن , فكون المؤتَمِن فاجراً أو كافراً أو فاسقاً لا يبرر لك أن تستبيح ماله وأمانته.
الإمام زين العابدين عليه السلام: "عليكم بأداء الأمانة فوالّذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحقّ نبيّاً لو أنّ قاتل أبي الحسين بن عليّ (عليه السلام) ائتمنني على السيف الّذي قتله به لأدّيته إليه".
2- الأمانة في العمل: فالعمل الذي يؤتمن عليه الإنسان هو أمانة في عنقه يتحمل مسؤوليته وعليه أن يقوم به على أكمل وجه.
فالمسؤول عن العمل والعامل والموظف عليه أن يتقن عمله ويؤديه بجودة وجد واجتهاد وأمانة،, أن يراعي دوامات العمل فيواظب على الحضور والخروج في الوقت المحدد, وأن يحفظ أموال العمل الموضوعة بين يديه ولا يتصرف بها خارج الإطار المجاز به, ويراعي تجهيزات العمل وممتلكاته ويحافظ عليها لأنها أمانة بين يديه, فليس له أن يتصرف بها كما يحلو له أو يعرضها للتسيب أو التلف.
فقد ورد عَنْ النَّبِيَّ (صَ): إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً للأشعث بن قيس: "وإنّ عملك ليس لك بطعمة ولكنّه في عنقك أمانة. يعني عملك ليس ملك خاص لك تتصرف به كما تريد ، وإنما هو أمانة يلزمك الحفاظ عليه.
3- الأمانة في البيع والشراء والمعاملات : أن يكون المؤمن أميناً عندما يبيع أو يشتري أو يجري أي معاملة مالية وتجارية, وذلك بأن لا يغِشُّ أحدًا، ولا يحتال على أحد, ولا يغدر بأحد ولا يخون أحداً، ولا يكذب ولا يراوغ ولا يخالف التزاماته ووعوده..
في الحديث؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) مَرَّ بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا فَأَعْجَبَهُ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ طَعَامٌ مَبْلُولٌ( يعني فاسد) ، فَقَالَ النَّبِيُّ (ص): لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا.
4- أمانة الأسرار:الأسرار أياً كان نوعها سواء كانت شخصية أو متعلقة بالعمل أو كانت اسرارا أمنية أو عسكرية أو سياسية أو غير ذلك هي أمانة عند من يطلع عليها , بعض الأحيان يطلع الإنسان بحكم القرابة أو بحكم الجيرة على بعض الأسرار الشخصية الداخلية لهذه العائلة أو لتلك ولهذا البيت أو لذاك, كأن يطلع على أخطاء الزوج أو الزوجة أو الأولاد وسلبياتهم وزلاتهم, أو في بعض الأحيان الزوج يفضي لزوجته أو لأولاده بسر أو الزوجة (تفضفض) لزوجها بأسرار معينة, أحياناً الشخص بحكم موقعه ومسؤوليته يطلع على بعض الأسرار السياسية أو العسكرية, أحياناً الإنسان يكون في مجلس أو في محفل أو في سهرة أو في مقهى فيسمع بعض المعلومات والأسرار, كل ذلك أمانة بيد الإنسان ويجب عليه حفظها وعدم خيانتها وإفشائها والبوح بها في أي ظرف من الظرف, فالمؤمن يجب أن يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره الشخصية، ويجب أن يحفظ أسرار العمل, ويحفظ الأسرار العسكريةَ والسياسية وغيرها حتى ولو سمعها في أماكن عامة أو كان يتم التداول بها في المجالس او على وسائل التواصل الاجتماعي..
فقد ورد عن النبي(ص)أنّ: "المجالس بالأمانات" لأنّ في المجالس أسراراً وخصوصيّات لا ينبغي إفشاؤها.
وعنه(ص): إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ (أي خيانة الأمانة) عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا.
5- وأخيرا أمانة النظام العام الذي تنتظم به حياة الناس والممتلكات العامة والأقسام المشتركة وكل ما يتصل بشؤون الناس العامة ويعتبر أمرا عاما يشترك فيه الجميع، مثل الطرقات الأرصفة الحدائق المشاعات الأقسام المشتركة في المباني المياه الكهرباء مواقف السيارات الخ كل هذه الأمور هي أمانات بين أيدي الناس يجب الحفاظ عليها وعدم التعدي عليها وعدم استعمالها بما يلحق الضرر بالآخرين .
اليوم أهلنا في الضاحية الجنوبية كما في بقية المناطق يجب أن يكونوا أحرص الناس على الإلتزام بتطبيق القوانين والحفاظ على النظام العام وعدم التعدي على الأملاك العامة وتقديم صورة حضارية عن مناطقهم كما قدموا صورة مشرقة بتضحياتهم لحماية بلدهم .
نحن نتفهم أوجاع الناس في بعض الأحياء ومعاناتهم نتيجة غياب الدولة وتقصيرها في انماء مناطقهم وأهمالها لمشكلاتهم وعدم قيامها بسؤولياتها في هذه المناطق مما دفع ببعض المواطنين الى ارتكاب مخالفات وتعديات من أجل تحصيل لقمة العيش، ونقدر صبر أهلنا وتحملهم للأوضاع المعيشية الصعبة إلا أن ذلك لا يبرر التعديات والتجاوزات بما يضر بمصالح الناس وحياتهم، داعيا" الجميع أن يتعاونوا مع اجراءات تطبيق القانون وأن يرفضواالمخالفات التي تضر بالناس ،لافتا الى أن مطلب حزب الله الدائم كان ولا يزال هو تطبيق القانون، وازالة التعديات الخارجة على القانون، والإلتزام بالقيم الاخلاقية، وأن تحضر الدولة في كل المناطق من أجل ان تتحمل مسؤولياتها على كافة الصعد.
أما التوظيف السياسي والاعلامي لما حدث في حي السلم فقدكان رخيصا ومعيباً لأنه استغل أوجاع الناس ومعاناتهم بشل رخيص في البازر السياسي والإعلامي.
اذا كانت بعض الأبواق المحرضة تراهن من خلال ذلك على اهتزاز ثقة اللبنانيين بالمقاومة وسيدها فهي انما تراهن على سراب وأوهام، فثقة شعبنا بالمقاومة وقائدها وسيدها أقوى وأشد وأرسخ وأعمق من أن يهزها أو ينال منها شرزمة من الجاهلين والشتامين او بعض السياسيين والإعلاميين المحرضين ممن يتناغمون مع حملة التحريض والعداء التي تقودها أميركا واسرائيل والسعودية ضد المقاومة ولبنان .
أما قانون العقوبات المالية ضد حزب الله الذي صوت عليه مجلس النواب الأمريكي فهوعدوان على لبنان ووعلى اللبنانيين ، وتدخل سافر مرفوض في الشأن اللبناني الداخلي .
والهدف الامريكي من الحملة العدوانية التي تقودها الإدارة الأمريكية ضد المقاومة ولبنان هو اخضاع لبنان وفرض الوصاية عليه واثارة الفتنة فيه وحرمان شعبه من التطوير.
ولبنان بكل مؤسساته مدعو الى رفض السياسة الأمريكية العدوانية تجاه لبنان وعدم الإستسلام لها أو الخوف منها والوقوف بقوة لمواجهتها بسياسات سيادية مناسبة، فلبنان كان عصياً على المؤامرات والمخططات الأمريكية السابقة وهو اليوم أكثر حصانة لمواجهات المخططات والإجراءات العدائية الجديدة.
والحمد لله رب العالمين