الخميس, 25 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

محاضرة القيت بمناسبة ولادة النبي (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع)

نبارك لولي الله الأعظم صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)  ولولي أمر المسلمين، آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي (دام ظله الوارف) ولكل المجاهدين ولعموم المسلمين ذكرى ولادة رسول الإنسانية سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع) سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من اتباعهما الصادقين في جميع مجالات حياتنا.                 

      بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أب القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.

نبارك لولي الله الأعظم صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)  ولولي أمر المسلمين، آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي (دام ظله الوارف) ولكل المجاهدين ولعموم المسلمين ذكرى ولادة رسول الإنسانية سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع) سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من اتباعهما الصادقين في جميع مجالات حياتنا.

 من المعلوم أن نسب النبي (ص) يعود إلى هاشم بن عبد مناف الذي تنتسب إليه أشرف وأنبل أسرة في مكة هي اسرة بني هاشم.

فالنبي هو ابو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إسماعيل بن النبي إبراهيم (عليهما السلام). فأبوه عبد الله، وجده عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، والمشهور عندنا أن النبي (ص) ولد بمكة المكرمة يوم الجمعة في السابع عشر من شهر ربيع الأول، في العام الذي غزا فيه ابرهة ملك اليمن مدينة مكة بهدف هدم الكعبة. وهو العام المعروف بعام الفيل الموافق لسنة 570 ميلادية.

وحسب اشهر الروايات فإن والده توفي وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه. فهو ولد (ص) يتيم الأب.

ويذكر المؤرخون:أن النبي (ص) لم يرتضع من أمه سوى ثلاثة أيام ثم حظيت بشرف إرضاعه حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب من بني سعد وكانت هذه المرأة تعيش في البادية.

فقد رأى عبدالمطلب (جد النبي (ص)) أن يرسل حفيده معها إلى البادية، ليكمل رضاعه هناك، وينشأ ويترعرع فيها ليتعلم اللغة الصحيحة ويكتسب القوة والمناعة.

أما لماذا في البادية بالذات؟ فقد كان من عادة اشراف مكة وزعمائها انذاك أن يرسلوا أطفالهم إلى البادية للرضاع فيها، لآنهم كانوا يرون انه من خلال ذلك ينشأ اطفالهم أصح أبداناً وأفصح لساناً وأصفى فكراً. لأنهم في البادية يعيشون في بيئة معروفة بطيب هوائها وعذوبة مائها، ويواجهونمصاعب الطبيعة، فتصبح لديهم مناعة طبيعية تجاه مختلف المتغيرات. وفي البادية يصانون من خطر الأمراض والوباء الذي يصيب الأطفال في المدينة عادة، وفيها أيضا يبتعدون عن هموم المدينة وعلاقاتها ولا يتأثرون بالأفكار والمفاهيم التي تفرضها الحياة المعقدة في المدينة عادة.

وفي البادية أيضاً يخالطون أهل القبائل الساكنة في البوادي فيتعلمون منهم اللغة الصحيحة والنطق السليم.

لأجل ذلك كله رأى عبد المطلب أن يرسل حفيده محمد بن عبد الله (ص) مع حليمة السعدية إلى البادية ليكمل رضاعه فيها.

ويروي المؤرخون عن حليمة أنها قالت وهي تتحدث عن تلك المرحلة التي  قضاها النبي (ص) معها في البادية، تقول : قدمنا منازل بني سعد ومعي يتيم عبد المطلب، ولا أعلم ارضا أجدب من أرضنا. فكانت غنمي تجيء حين حل محمد فينا شباعا فنحلب منها ونشرب، ويتدفق الخير علينا، وأصبح جميع من في الحي يتمنى ذلك اليتيم الذي يسَّر الله لنا ببركته الخير ودفع عنا الفقر والبلاء.

وكانت حليمة طيلة تلك الفترة التي قضاها النبي (ص) ترعاه هي وزوجها خير رعاية. وتقدمه حتى على أولادها. وقد بقي النبي (ص) مع حليمة إلى أن بلغ سن الخامسة. حيث عادت به إلى أهله ليكون في كفالة ورعاية جده عبد المطلب. لأنه (ص) فقد أمه بعد عودته من البادية وله من العمر انذاك ست سنوات على أشهر الروايات، واصبح بذلك يتيم الأبوين. فعاش في كفالة جده عبد المطلب الذي كان يرعاه خير رعاية، وكان يفضله على سائر ابنائه،ولا يأكل طعاما إلا إذا حضر. وكأنه كان عارفاً بنبوته وما تحمله له السنوات الآتية من مستقبل زاهر وحافل بالكرامات والاحداث الكبيرة. حتى أن بعض النصوص التاريخية تنقل لنا أنه كان يوضع لعبد المطلب فراش مرتفع في ظل الكعبة يجلس عليه يحيط به ابناؤه وأشراف مكة. فكان النبي (ص) يأتي وهو غلام يدرج فيجلس على فراش جده، فيستعظم أعمامه (من ابناء عبد المطلب) ذلك، فيأخذونه ليصرفوه عنه، فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله إن له لشأناً عظيماً. إني أرى أنه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم، إني أرى غرته غرةً تسود الناس، ثم يحمله فيجلسه معه ويمسح ظهره ويقبله ويقول: ما رأيت قبلة أطيب منه ولا أطهر قط،ولا جسدا ألين منه ولا أطيب، ثم يحمله على عنقه ويطوف به سبع مرات حول الكعبة.

ويبدو ان عبد المطلب كان يعرف نبوة حفيده وما سيكون من أمره وشأنه من خلال أمرين:

أولاً: من الصفات والملامح التي كانت تظهر على النبي (ص) والبركات والأحداث التي رافقته منذ ولادته وفي احضان امه ومرضعته.

ثانيا: من البشائر والأخبار التي كانت تنبيء بمستقبله ونبوته.

فإن البشائر وخصوصا تلك التي كان يطلقها اليهود والنصارى عن قرب ظهور نبي عربي في المنطقة، كانت قد رسخت في نفس عبد المطلب الاعتقاد بنبوة حفيده وجعلت له (ص) مكانة خاصة عنده، بحيث كان يعطيه من الحب والعطف والحنان والاهتمام والرعاية ما لم يعطيه لأحدٍ غيره. إلا أن هذا الحنان الدافق وتلك الرعاية الكريمة التي لمسها النبي (ص) من جده لم تدم له طويلا فقد توفي عبدالمطلب والنبي(ص) في الثامنة من عمره، فانتقل بعده إلى دار عمه ابي طالب.

فقد اختار عبد المطلب من بين ابنائه العشرة أبا طالب ليكون هو من يكفل محمدا (ص) بعده ويقوم برعايته وذلك لسببين:

الأول: أن أبا طالب كان اخا لوالد النبي من أمه، فإن امهما هي فاطمة بنت عائد المخزومية،وطبيعي أن يكون أبو طالب اكثر حنانا وعطفا وحبا لأبن أخيه من أبيه وأمه، من بقية اخوانه كالحارث والعباس وغيرهما الذين كانوا من امهات شتى..

الثاني: أن ابا طالب كان انبل اخوته واكرمهم واعظمهم مكانة في قريش واجلهم قدرا، وقد ورث زعامة ابيه عبد المطلب وخضع لزعامته القريب والبعيد بالرغم من فقره.

ولذلك ورد عن علي (ع) أنه قال: إن أبي ساد الناس فقيراً وما ساد فقير قبله.

وقد قام أبوطالب برعاية النبي خير رعاية، وأدى الأمانة، وحفظ الوصية، وبقي محمد شغله الشاغل الذي شغله هو وزوجته فاطمة بنت أسد حتى عن أولادهما في اشد المراحل ضيقا وحرجا حتى النفس الأخير من عمر حياتهما.

وعندما بلغ النبي الخامسة والعشرين من عمره الشريف تزوج بخديجة بنت خويلد، ونكاد نقطع بسبب كثرة النصوص، أن خديجة هي التي بادرت أولاً وابدت رغبتها في الزواج من محمد (ص) بعدما رأت فيه من الصفات النبيلة ما لم تره  في غيره.

ونحن نستعرض هنا في هذا اللقاء بعض هذه الصفات ونماذج من اخلاق النبي الفردية والاجتماعية، من اجل أن نقتد ونتأسى به (ص).

فقد امتاز رسول الله (ص) بخلق إنساني رفيع وسلوك اجتماعي مميز مع الناس على اختلاف شرائحهم وانتماءاتهم مما جعله يمتلك عقول الناس وقلوبهم ويكسب محبتهم ويجذبهم إلى طريق الله.

ونستعرض هنا نماذج من خلقه الاجتماعي وآداب معاشرته للناس، كما في الأحاديث، عن اهل البيت (ع) الذين هم أعرف الناس بسيرة النبي (ص)، وشخصيته وسلوكه الفردي والاجتماعي.

فقد امتازت شخصية رسول الله(ص) بالاخلاق الانسانية السامية مع الجميع،وحسن معاشرة الناس ومعاملتهم بالرفق واللين والرحمة والقدرة على تحمل الآلام والمصاعب والأذى.

فقد كان رسول الله (ص) طلق الوجه، دائم البشر، يواجه الناس بالابتسامة، ويحسن لقاءهم ويعاملهم بالرفق واللين،ولم يكن يبدو على وجهه العبوس أو الحزن أو الانقباض، بل كان بشوشا ويخفي احزانه وآلامه.

فقد روي عن الإمام الحسن (ع) عن أبيه علي (ع) قال: كان رسول الله (ص) دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخـاب ( من الصخب وهو شدة الصوت ) ولا فحاش ولا عياب ولا مداح.

وكان يخاطب قومه ويقول: يا بني عبد المطلب، انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر.

وكان أمير المؤمنين (ع) إذا وصف رسول الله (ص) قال: كان اجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، واكرمهم عشرة، ومن رآه بديهة (لأول مرة) هابه ومن خالطه فعرفة أحبه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده.

       وكان شديد المداراة للناس وأرأف الناس بالناس، وخير الناس للناس، وانفع الناس للناس، حتى لقد روي أنه قال: (أمرني ربي بمداراة الناس كما امرني بالفرائض. وقال (ص): أعقل الناس اشدهم مداراة للناس وأذل الناس من اهان الناس.

       وكان (ص) يتفقد احوال الناس، ويسأل الناس عما في الناس، أي يسأل عن احوالهم، ليطلع على اوضاعهم، بل لقد روي أنه (ص): كان إذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة ايام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده.

        ومن مصاديق رفقه بالآخرين ومعاملته لهم بالحسنى، ما رواه يونس الشيباني قال :قال ابو عبد الله الصادق (ع) : كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت: قليل. فقال (ع) فلا تفعلوا (اي تقللوا من المداعبة)، فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على اخيك ، ولقد كان رسول الله يداعب الرجل يريد أن يسره أي أن يدخل السرور عليه.

       وعن علي(ع) قال: كان رسول الله (ص) ليسر الرجل من اصحابه إذا رآه مغموما بالمدعبة.

       وكان (ص) يفشي السلام بين الناس، فيسلم حتى على الصغيرمنهم، والمرأة، بل كان يبادر كل من لقيه بالسلام والمصافحة، فيسلم حتى  على الصغير منهم ويصافحه.

       وكان (ص) من سأله حاجة قضاها له إن قدر على ذلك، وإلا واجه صاحب الحاجة، بكلمة طيبة أو دعاء ٍ أو نصيحة أو توجيه.

وكان لا يأتيه أحد حُرّ أو عبد او أمة إلا قام في حاجاته يسعى معه لقضائها.

وعن علي (ع): ما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل الذي ينصرف، وما نازعه الحديث احد حتى يكون هو الذي يسكت.

وكان لا يذم احداً، ولا يعير أحدا، ولا يكلم احدا بشيء يكرهه، بل كان شديد الحياء حتى لقد ورد أنه (ص) كان إذا أراد لوم أحد أو عتابه يعاتبه بكل حياء.

وقد كان رسول الله (ص) بقدر ما يحث على التزام فضيلة التواضع في التعامل والعلاقات الاجتماعية فإنه من ناحية عملية كان المتواضع الأول في المسلمين، بل النموذج المثالي الرائع في التواضع وحسن التعامل مع الآخرين.

وعلى عظمته وعلو مقامه ومع احتلاله مركز قيادة الأمة فإنه (ص) كان يبدو فردا عاديا من الناس، لم يحط نفسه بهالة خاصة، ولا بزخرفة الملك ولا بألقاب خاصة، فقد كان يجلس بين اصحابه كواحد منهم.فيأتي الغريب فلا يدري أيهم رسول الله(ص) حتى يسأل عنه، وكان قريبا من قلوب الناس سهلا هينا، يلتقي بأبعد الناس وأقربهم: اصحابه واعدائه واهل بيته والسفراء والوفود بلا تصنع ولا تكلف، فكل شيء كان يصدر منه كان طبيعيا على سجيته.

ومن تواضعه (ص) أنه كان يسلم على الجميع على الكبير والصغير، وعلى الحر والعبد والخادم وكان ينصرف إلى محدثه بكله مصغيا إلى حديثه سواء كان محدثه صغيرا أو كبيرا ، إمرأة أو رجلاً.

ولم يكن النبي (ص) يستكبر عن القيام بأي عمل يقوم به اصحابه وجنده، فقد ساهم في بناء المسجد في المدينة، فكان ينقل الحجارة مع اصحابه، وفي ايام حفر الخندق في غزوة الأحزاب كان الرسول الأعظم (ص) يضرب أروع الأمثلة بمشاركة المسلمين همومهم وأعمالهم من دون أي تميز عليهم، كان معهم كواحد منهم، يعمل في حفر الخندق،.

 فقد روى العلامة المجلسي رضوان الله عليه في كتاب البحار، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله (ص) ينقل معنا التراب يوم الاحزاب وقد وارى التراب بياض بطنه.

ومن أروع ما ضربه مثلا في التواضع والتعاون مع اصحابه أنه (ص) كان في سفر مع اصحابه فأمر بذبح شاة للطعام. فقال رجل: يا رسول الله علىّ ذبحها، وقال آخر: عليّ سلخها. وقال ثالث: عليّ طبخها، فقال رسول الله (ص) وعليّ جمع الحطب. فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك ذلك، أي نقوم به عنك، فقال (ص): قد علمت انكم تكفوني ولكن اكره ان اتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين اصحابه وقام فجمع الحطب.

وقد كان رسول الله (ص) في فضيلة الحلم عن المسيء نموذجا رائعا كسائر اخلاقه فهو لا يعرف الغضب، إلا حين تنتهك للحق حرمته، أما سوى ذلك فإنه كان ابعد الناس عن الغضب والانفعال، فهو احلم إنسان عمن اساء إليه بكلمة أو تصرف خاطئ أو سلوك مشين.

يقول انس بن مالك: خدمت رسول الله (ص) سنين فما سبني سبة قط ولا ضربني ضربة، ولا انتهرني ولا عبس في وجهي، ولا امرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني عليه احد من اهله، قال دعوه، فلو قُدر شيء كان.

وروي: ان  النبي (ص) ما ضرب إمرأة قط، ولا ضرب خادما قط، ولا ضرب بيده شيئا قط. إلا أن تجاهد في سبيل الله عز وجل، ولا نيل منه فانتقم من صاحبه، إلا أن تنتهك محارمه فينتقم.

وكما كان (ص) في صفة الحلم، فقد كان في صفة العفو ايضاً.

فمن عظيم عفوه ما تجلى يوم فتح مكة، فبرغم القسوة والوحشية اللتين عومل بهما جسد عمه الحمزة بن عبد المطلب في معركة أحد لم يلجأ إلى الانتقام من وحشي قاتل حمزة ولا من هند زوجة ابي سفيان التي مثلت في جسده، مع انهما كانا في قبضته، وكان يستطيع معاقبتهما والاقتصاص منهما.

كما أنه (ص) عفا عن اهل مكة يوم الفتح ووقف منهم موقفا رحيما على الرغم من كل العذاب والإرهاب والمعاناة والآلام وأنواع الأذى الذي صبته قريش عليه وعلى المسلمين في مكة قبل الهجرة وبعدها، بالرغم من من مؤامراتها وحروبها وإرهابها فإنه (ص) وقف على باب الكعية يوم الفتح مخاطبا اهل مكة: ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن اخ كريم.

قال: فإني اقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الرحمين، إذهبوا فأنتم الطلقاء.

وعندما قال أحد اصحابه: اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة. قال (ص) اليوم يوم المرحمة، اليوم تراعى الحرمة.

بهذه النفس الرحيمة، وبهذا الخلق الإسلامي الرفيع والسلوك الإنساني الحضاري الذي لم يعرف التاريخ له نظيرا، يعامل رسول الله (ص) اشد الناس عداوة له، بعد أن تمكن منهم ومن رقابهم.

وهكذا كانت سيرة رسول الله (ص) مع اصحابه ومجتمعه وامته، لقد كان يتعامل مع جميع الناس بعاطفة أبوية تتفجر حبا وعطفا وحنانا  وقد كان ذلك من اهم العوامل في انتصاره وانتصار رسالته فهل نقتدي به وبسيرته وأخلاقه وسلوكه (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

والحمد لله رب العالمين.