الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الرسول (ص) قائد في الميدان وفي السياسة(84)

سلوكه(ص) القيادي - (84)الرسول (ص) قائد في الميدان وفي السياسة
كما كان رسول الله (ص) عظيماً في أخلاقه الشخصية والاجتماعية فقد

كان عظيماً في خلقه السياسي كقائدٍ وكرجل دولة. ونستعرض في هذه المقالة بعضَ ملامح سلوكهِ القيادي وأخلاقهِ السياسية في عدة نقاط :

 

النقطةُ الأولى: العدلُ والتدبير: فقد كان (ص) عادلاً حكيماً مُدبّراً، وقد رَوىَ الشيخ الكليني في كتاب الكافي الشريف عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: كان رسول الله (ص) يقسّمُ صدقةَ أهلِ البوادي في أهل البوادي، وصدقةَ أهل الحضر في أهل الحضر. واستطاع بحكمته وتدبيره الحدَّ من العَدَاوات والأحقاد والبغضاء والحروب التي كانت سائدةً بين القبائل والجماعات السياسية العربية.

النقطةُ الثانية: هي حمايةُ القوانين والحرصُ على تطبيق التشريع وإجراء الحدود الإلهية: فقد كان (ص) حريصاً على حفظ النظام العام ورعاية التشريعات الإلهية وحمايتها وعدم مخالفتها، ولم يجامل أحداً فيما يعني تطبيقَ الشريعة وإنزالَ العقوبة بالمذنب كائناً من كان.

ففي فتح مكة ارتكبت امرأةٌ من بني مخزوم جريمةَ السرقة، وثَبَتَتِ السرقةُ عليها من الناحية القضائية، لكنَّ قومَها الذين كانت الترسباتُ القبليةُ والجاهليةُ لا تزال تعشش في عقولهم رأَوا أن إنزال العقابِ بها يخدش مكانتهم وموقعَهم، الاجتماعي ويُلحقُ العارَ بشرفهم، فبذلوا جهدهم وتوسطوا لعلهم يستطيعون رفع العقاب عنها، فأرسلوا أسامةَ بنَ زيد الذي كان موضع احترام وتقدير عند النبي (ص) مثلَ أبيه، وسيطاً يتشفّعُ لها عند النبي (ص) فغضب النبي (ص) وقال له: ما هذا محلُ شفاعة، وأصدر أمره (ص) بإنزال العقوبة بها وإجراءِ حدود الله عليها.

ولكي يزيل من أذهان الناس فكرةَ المحاباة في تطبيق التشريع وإقامة حدود الله، خطب (ص) في الناس في ذلك اليوم مشيراً إلى هذه الحادثة فقال (ص): إنما هَلكَ من كان قبلَكُم بمثل هذا.. كانوا يُقيمون الحدودَ على ضعفائهم ويتركون أقوياءَهم وأشرافَهم فهَلَكُوا، أي إن الأمم السابقة قد هَلَكَتْ وبادتْ لأنها كانت تُقيمُ الحدَ على الضعيف وتترُكُ الشريفَ حتى لو سرق أو ارتكب جرماً يستحق العقاب.

ولم يكن النبي (ص) يرى نفسه أنه فوق التشريع أو القانون بل إنه التزم وطبقَ بدقةٍ ما ألزمَ به الجميع، فقد أعطى القَوَدَ من نفسه، وعرضَ القِصَاصَ منها. مسجلاً بذلك نقطةً ناصعةً بيضاءَ لم يشهدِ التاريخ مثيلاً لها. فقد رُويَ أن النبي (ص) كان يُعدِّلُ صفوف أصحابه يوم بدر وبيده قِدْحٌ (أي سهم) يُعدّلُ به القوم، فمرَّ سوادُ بنُ غُزيمة وهو متقدمٌ من الصف، فضربه النبي (ص) على بطنه بالسهم وقال له: إستوِ يا سواد.

فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني من نفسك فكشفَ رسولُ الله (ص) عن بطنه ليقتصَ الرجلُ منه وقال: إستقد. فاعتنقَه سوّادُ وقبَّلَ بطنه فقال (ص): ما حملك على هذا يا سواد فقال: حضرَ ما ترى (أي من الحرب) فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يَمَسَّ جلدي جلدُك.. فدعا له رسول الله (ص) بخير.

النقطةُ الثالثة: الالتزامُ بالعهود والمواثيق: فلم يحدث إطلاقاً أن أخلَّ النبيُ (ص) بعهوده التي أبرمها مع أعدائه، وقد أخلّتْ قريشٌ بعهدها معه وأخلَّ اليهودُ بعهودهم ومواثيقهم، ولكنه لم يُخِلَّ أبداً بعهده مع أحد.

النقطةُ الرابعة: الالتزامُ بمبدأ احترام الآخرين، وهو المبدأ الأخلاقي الذي اتبعه النبي (ص) مع زعماء العالم الذين لم يكونوا على دينه، ففي الرسائل التي بعث بها الرسولُ الأعظمُ (ص) إلى زعماء العالم آنذاك نجد أنه (ص) برُغْم تصلبه وتشدده في ذات الله، قد طبق مبدأ الاحترامِ مع هؤلاء، وذلك عندما خاطب كسرى بعظيم فارس وقيصر بعظيم الروم، وذلك من أجل أن يكشف لهم أن الإسلام هو الدينُ الذي جمع كلَّ المبادىء السامية والقيمِ الإنسانية والأخلاقية.

اليهود نقضوا العهد مع الرسول أكثر من مرةالنقطة الخامسة: بُعْدُ النظر الذي كان يمتلكُهُ النبيُ (ص)، فالدارسُ لسيرة النبي  (ص) يرى أن الله تعالى أعطاه من بُعْدِ النظرِ ما لم يعط غيرَه، لقد رأينا بُعدَ نظره يومَ وضعتْ قريشٌ الشروط لصلح الحديبية، فقد رأى بعضُ أصحابه في هذه الشروط إجحافاً بحق المسلمين، ورأى فيها رسولُ الله (ص) بما آتاه اللهُ من بُعدِ النظر النصرَ والعزةَ والرفعةَ للمسلمين، ورأى أن قريشاً بوضعها هذه الشروط إنما تحفر قبرَهَا بيدها وتكتبُ دمارَ أطروحتها بقلمها.

ورأينا بُعدَ نظره (ص) أيضاً في احتوائه وتسامحه مع عبدِ الله بنِ أُبي زعيمِ المنافقين عندما حاول مساعدة بني قينقاع وبني النضير وعندما حاول إثارةَ الفتنة بين المهاجرين والأنصار في غزوة بني المصطلق. إذ لم يقبل عرضاً لقتله كان قد عرضه بعضُ أصحابه عليه ، رفض النبي(ص) قتله وبقي يتألفُهُ ويستوعبُهُ حتى انكشف نفاقُ عبدِ الله بنِ أُبيٍّ لكل الناس، وظهرتْ عدَاوتُهُ للإسلام والمسلمين، فكان قومُهُ بعد ذلك إذا أساءَ أو ارتكب مخالفةً هم الذين يعاتبونَهُ ويعنفونَه، وعندها قال رسول الله (ص) لعمر بنِ الخطاب: كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلتُهُ يومَ قلتَ لي أُقتله، لارتعدتْ له أُنُفٌ لو أمرتُهَا اليومَ بقتله لقتلته، فقال عمر: قد والله علمتُ أن أمر رسولِ الله أعظمُ بركةً من أمري.

النقطةُ السادسة: إن النبي (ص) كان يقدِّمُ أهلَ بيته وأقرباءَه في الحروب إلى ساحة القتال قبل أن يقدّمَ أصحابَه الآخرين. ففي معركة بدر قدّمَ حمزةَ وعلياً وعبيدةَ بنَ الحارث للمبارزة وأمرهم بالخروج إلى ساحة القتال وهم جميعُهُم من أهل بيته وأقربائه، وقد أرجع ثلاثةً من أصحابه من الأنصار كانوا قد برزوا للقتال قبلهم.

وقد رُويَ عن علي (ع) في حديث له عن سيرة النبي (ص) في الحرب أنه قال: كان إذا حضرَ البأس، وأحجمَ أصحابُهُ، ودُعيتْ نَزَال(أي تنازلوا للحرب) قدَّمَ – يعني النبيُ (ص) – أهلَ بيته فوقىَ بهم أصحابَهُ حرَّ السيوف والأسنة، فقُتلَ عبيدةُ يومَ بدر، وحمزةُ يومَ أُحد، وجعفرٌ يومَ مؤتة..

الرسول (ص) قائد في الميدان وفي السياسةومن المعلوم أن النبي (ص) حين يبدأُ الحربَ بأهل بيته فإنه يكون بذلك قد أثبت بالفعل لا بالقول فقط لكل أصحابه: أنه ليس فقط لا يريد أن يجعلَهُم وسيلةً للوصول إلى أهدافه، ويدفعَ بهم الخطر عن نفسه وأقربائِه، وإنما ثمةَ هدفٍ أسمى لا بد من أن يساهم الجميعُ في العمل من أجله وفي سبيله وهو شريكٌ لهم في كل شيء في السراء  والضراء والشدةِ والرخاء، وهو يضحّي ويقدّمُ في سبيل تلك الأهداف التضحيات قبل أن يطلبَ ذلك من غيره، بل يحاول أن يدفع عن غيره ولو بأهل بيته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وذلك هو ما يجب أن يكون المثلُ الأعلى لكل صاحب هدف وقضية، ولكل قائد وسياسي، فإن عليه أن يقدّمَ هو أولاً التضحيات فإذا احتاج إلى مساعدة غيره، فإن طلبه منهم يكون له مبرراتُه، ويراه كلُ أحد أنه صادقٌ ومحقٌ في طلبه ذاك، وليس له أبداً أن يجلس في برجه العاجي، ثم يصدر أوامره للآخرين، من دون أن يرى نفسه مسؤولاً عن التحرك في اتجاه الهدف إلا في حدود الكلام والمواقف وإصدار الأوامر، فإن الكلام لن يكون كافياً في تحقيق الأثر المطلوب في التحرك نحو الهدف، مهما كان ذلك الهدف مقدساً وسامياً.

الشيخ علي دعموش