كلمة في اسبوع والد الشيخ حسين شمص في الاوزاعي 31-1-2020
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 31 كانون2/يناير 2020
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2142
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن محاولات كثيرة جرت خلال العقود والسنوات الماضية لتصفية القضية الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني والقضاء على حقوقه التاريخية والمشروعة،
لكن أخطر هذه المحاولات على الإطلاق اليوم هو ما يسمى بصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل ايّام، فهي عدوان اميركي صهيوني ليس على الشعب الفلسطيني وحده وانما على كل الامة، مشيرًا الى أن هذه الصفقة هي أكبر مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية والامة في تاريخها، لأنها مشروع أمريكي صهيوني رسمي وعلني كامل، ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل وللقضاء على كل حركات المقاومة في المنطقة، وضرب كل من يدعم فلسطين والشعب الفلسطيني، وضرب محور المقاومة.
وخلال حفل تأبيني في حسينية الهادي في الأوزاعي، لفت الشيخ دعموش الى أن هذا المشروع تتواطؤ فيه بصورة علنية دول غربية وأنظمة عربية وخليجية وفي مقدمهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي هو شريك اساسي في اعداد هذه الصفقة، ومُطلع على كامل تفاصيلها، وهو تولى تهديد الفلسطينيين والضغط عليهم للقَبولِ بها كما كشفت الصحف "الاسرائيلية" بالامس.
واعتبر الشيخ دعموش أن اليوم واكثر من أي وقت مضى من واجب كل العرب والمسلمين حكومات وشعوبًا أن يعبّروا وبكل الوسائل والاشكال عن تمسكهم بالقدس وفلسطين، وبقضية الشعب الفلسطيني، وأن يعلنوا رفضهم القاطع لهذه الصفقة ولهذا المشروع، وأن يضعوا الخطط العملية والإمكانات اللازمة لمواجهتها وإسقاطها، حتى الدول المتواطئة عليها أن تعيد حساباتها، وعليها أن تعرف أن بتواطئها على فلسطين والشعب الفلسطيني ترتكب أعظم خيانة بحق الاسلام ومقدسات الاسلام وبحق الأمة، وبحق أقدس قضية لديها، وأن المشاركة في اعداد وتنفيذ هذه الصفقة هو خيانة موصوفة لفلسطين والقدس ولكل مقدسات الامة.
وقال: "في الوقت الذي يطلب من الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم لمنع تمرير صفقة القرن يبقى الرهان الاساسي على صلابة الموقف الفلسطيني ومقاومة الشعب الفلسطيني المناضل والعظيم الذي لطالما كان عصيًا -رغم كل الآلام والمعاناة والجراح والقتل والمجازر- على اليأس والإحباط وعلى المؤامرات والصفقات، وبقي في داخل فلسطين وفي الشتات وفي المخيمات وبالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة، متمسكًا بأرضه، وبقضيته، وبمقدساته، وبحقه في العودة، وهو أعلن بكل مكوناته عن موقفه الموحد الرافض لهذه الصفقة والرافض للاستسلام الخضوع ولكل محاولات الضغط والابتزاز.
واوضح أنه طالما أن الشعب الفلسطيني يجمع على رفض هذه الصفقة، ويتمسك بحقوقه المشروعة فإن هذه الصفقة ستفشل وتسقط كما سقط غيرها من المؤامرات والصفقات، وستفشل معها كل أهداف وأحلام وأماني الصهاينة والامريكيين ومن معهم من العرب.
ورأى أن على لبنان أن يبقى محصنًا بوحدته الداخلية وباجماعه الوطني الرافض لهذه الصفقة، لان لبنان اول المستهدفين بعد فلسطين بهذه الصفقة، من خلال فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين، ولذلك على كل القوى السياسية في لبنان دعم الموقف الرسمي الحاسم الذي سيستخذه لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والالتفاف حول الحكومة الجديدة لمواجهة مخاطر هذه الصفقة، وكل المخاطر والتحديات التي يتعرض لها لبنان، بدل التصويب على الحكومة ورفض التعاون معها ومحاولة تعطيل المؤسسات وشل البلد.
وشدد على أن الحكومة الجديدة هي حكومة كل لبنان ولكل اللبنانيين وليست حكومة فريق سياسي معين أو تيار أو حزب، ونأمل أن تكون حكومة منسجمة وفاعلة تعمل كفريق وطني واحد لانقاذ البلد ومنع الانهيار.
واشار الى أن حزب الله بذل أقصى جهد وعمل كل ما يستطيعه من اجل معالجة العقد وتذليل العقبات وقدم كل التسهيلات لكي تكون هناك حكومة، وهو سيقدم كل التسهيلات لنجاح الحكومة لان نجاحها فيه مصلحة لكل اللبنانيين.
واعتبر أن الجميع في لبنان مطالب بالتعاون وتقديم التسهيلات للحكومة واعطائها الفرصة الكاملة والوقت الكافي لنرى افعالها وإنجازاتها والنتائج التي يمكن أن تحققها قبل الحكم عليها.
ودعا الحكومة لكي تكون على قدر آمال اللبنانيين وتتطلعاتهم وصرخاتهم وأن تثبت جديتها وقدرتها على تحمل المسؤولية وهي معنية بتقديم تجربة مختلفة عن تجارب الحكومات السابقة وعليها ان تعتبر ان أولويتها الاولى معالجة الأزمات التي يمر بها البلد اقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا ومعيشيًا فالأوضاع المالية والمعيشية لا تحتمل التأخير او التعاطي غير الجدي، ولذلك ليس امام الحكومة متسع من الوقت للبدء بتقديم إنجازات ملموسة تستطيع من خلالها ارضاء اللبنانيين القلقين على مستقبلهم ومصيرهم.