الخميس, 02 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الطلاق وآثاره الشرعية (64)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُرُوء، ولا يحِلُ لهن أن يكتُمن ما خلق الله في أرحامهن إن كُنَّ يؤمِن بالله واليوم الآخر وبُعُولتُهن أحق بردِهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجةٌ والله عزيزٌ حكيم) ـ البقرة/ 228.

هذه الآية تشيرُ إلى عدة أحكام ومفاهيم تتعلق ببعض أوضاع النساء والمطلقات, ولا بد لنا من الحديث عما تشير إليه الآية في عدةٍ نقاط:

النقطة الأولى: إنه من الواضح ان الإسلام جوز الطلاق وانفصال الزوجين عن بعضهما, باعتبار أن الطلاق هو الإجراءُ الأخير لتفادي تفاقم المشكلات والخلافات التي قد تحدثُ في داخل البيت الزوجي والتي يعجز الزوجان أو الأقارب والمصلحون عن حلها, فيكون الطلاق هوالحل النهائي لمشكلة الرجل والمرأة معاً.

وما نريدُ أن نؤكد عليه في هذه النقطة هو أن الطلاق ليس حلاً تعسفياً غير طبيعي ولا عقلاني، بل هو حلٌ طبيعيٌ ينسجم مع طبيعة الأشياء وينسجمُ مع طبيعة أية علاقة إنسانية، تتعرض للاهتزاز والمشاكل اليومية، وتفقِدُ عناصر بقائها واستمرارها.

العلاقة بين الزوج وزوجته تشير في بعض خصائصها الى العلاقة بين اثنين في شراكة تجارية مثلاً، ومن الطبيعي أنه إذا حدثت خلافاتٌ بين الشريكين فإن من الصعب بقاء العلاقة فيهما بشكلٍ طبيعي ومعقول، خاصة إذا فقدت هذه العلاقة التجارية، العناصر التي تكفلُ استمرارها كالثقة والانسجام والتطابق في التفكير والهدف والطموح وما اشبه ذلك، فمثلاً لو أن هذين الشريكين اختلت ثقتهما ببعضهما البعض بحيث إن أحدهما لم يعد يثقُ بالآخر أو اكتشفا أنهما لا ينسجمان لا تفكيرهما ولا في أهدافهما ولا في طموحاتهما ولا في أي شيء فإنهما لو استمرا في شراكتهما وهما على هذه الحالة من الاختلاف وعدم الانسجام، فإن ذلك بالتأكيد سوف يتسبب للشركة بمشاكل وحوادث يومية, وقد يؤدي ذلك إلى وقوع بعض الخسارات والأضرار، ولذلك فإن الحل الطبيعي المعقول في مثل هذه الحال أن تُفسخ الشراكة بينهما وأن يذهب كل واحد منهما في طريقه، لئلا تتحول شراكتهما إلى جحيم لا يطاق لكل من الطرفين, هذا في الشراكة التجارية.

وهنا إذا جئنا إلى الشراكة الزوجية والعلاقة الزوجية فإننا نجد أن العلاقة بين الزوج وزوجته ترتكزُ على عنصرين أساسيين: على المودة وعلى الرحمة، أي على المحبة وعلى التعامل الرحيم فيما بينهما، فإذا استمرت العلاقة بين الزوج والزوجة على اساس المودة والرحمة يمكن لهذه العلاقة ولهذه الحياة أن تستمر بشكل طبيعي وسعيدٍ وهادئ, لكن إذا فُقدت الرحمة والمودة بين الزوجين وتحولت حياتهما مع بعضهما إلى مشاكل يومية مستمرة، وإلى جحيمٍ لا يطاق، بحيث بدل أن يعيشا المحبة والمودة، أصبحا يعيشان العداء والكره، وبدل أن يتعاملا مع بعضهما بشكل رحيم أصبحا يتعاملان بقسوةٍ وجفاء وأذية، وبحيث اكتشف أحدُ الزوجين أو كلاهما أن الانسجام بينهما مفقودٌ في أكثر من جهة، فإنه في مثل هذه الحالة إذا بُذلت محاولاتٌ للإصلاح بينهما وفشلت، يكون أمامنا أحدُ حلين:

إما أن نقول للزوجين استمرا على هذه العلاقة وعلى هذا النمط من الحياة، وليصبر كلُ واحدٍ على الآخر، وليرضى كلٌ منكما بحياته، وهذا حلٌ غيرُ عملي، لأن مسألة الزواج هي مسألة حياة يومية، والزوجان على احتكاك واتصال دائم ويومي ببعضهما فليس من الطبيعي أن نفرض على الزوجين الاستمرار في تحمل المشكلات والخلافات والضغوط النفسية إلى آخر العمر، لأن ذلك قد يؤدي إلى الانفجار وإلى تفاقم المشكلة أو حدوث ما لا تحمدُ عقباه، ولذلك لا يبقى أمامنا إلا الحل الثاني: وهو أن نقول للزوجين إن بإمكانهما أن ينفصلا وينطلق كلٌ منهما في طريقه، وهكذا يكون هذا الحلُ هو الحل الطبيعي والمعقول في مثل هذه الحالة.

ولكن لا بد من التأكيد هنا على أن الطلاق وإن كان حلالاً من الناحية الشرعية، إلا أنه اعتُبر من أبغض الحلال إلى الله كما ورد في الحديث، ولذلك فلا بد للإنسان الذي يريد أن يمارس هذا الحق أن لا يمارسه بشكل مزاجي وتعسفي ومن دون مبررات معقولة ولأدنى خلاف يحدث بينه وبين زوجته، لأنه وإن كان حلالاً إلا أنه الحلال الذي يبغضه الله, بمعنى أنه مكروه بحيث يصل في كراهته إلى أن يقترب من العمل المحرم، ومن الطبيعي أن الإنسان المؤمن الذي يرغب في الحصول على رضا الله ومحبته والقرب منه، لا يبادر إلى الطلاق نتيجة نزوة أو نتيجة حالة مزاجية طارئة أو لاسباب تافهة، بل لا بد أن يتروى قبل أن يُقدم على هذه الخطوة، وأن لا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن يستنفذ كل الوسائل التي تحفظ العلاقة الزوجية، وتكفل استمرارها وبعد أن يصل إلى طريق مسدود بحيث يكون الطلاق هو الحل النهائي للمشكلة بين الزوجين، تماماً كما هي العملية الجراحية التي لا يلجأ إليها الإنسان إلا بعد وصول المرض إلى حدّ الخطر الذي لا يمكن أن يتفاداه الإنسان إلا بالعمل الجراحي.

النقطة الثانية: إنه إذا حصل الطلاق بين الزوجين، فإن المطلقة المدخول بها لا بد لها من العدة قبل أن تتزوج من إنسانٍ آخر، وعدتُها أن تنتظر ثلاثة قروءٍ بعد الطلاق، فإذا انتهت من القرء الثالث جاز لها أن تتزوج، وهذا ما أشارت إليه الفقرة الأولى من الآية: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء).

فإن التربص بمعنى الانتظار، والقروء جمع قرءٍ، وقد اختلف المفسرون في معنى القرء فقال البعض: إن المقصود من القرء هو الحيض، وبناءاً على هذا المعنى، يكون معنى الآية انه لا بد للمطلقة من أن تنتظر ثلاث حيضات بعد الطلاق، فإذا انتهت من الحيضة الثالثة بعد الطلاق خرجت من العدة، وبالتالي جاز لها أن تتزوج، وقال البعض الآخر: إن المقصود بالقرء هو الطهر، والطهرُ يعني الأيام التي تكون فيها المرأة نقيةً وطاهرةً من العادة الشهرية، وعلى هذا المعنى يكون المراد من الآية أن المطلقة تنتظر بعد الطلاق إلى انقضاء الطهر الثالث فلا يحل لها أن تتزوج إلا بعد انتهاء أيام الطهر والنقاء الثالث, فتخرج من العدة عند بداية العادة الشهرية الثالثة بعد الطلاق، ولا يجب أن تنتظر حتى انتهاء الحيضة الثالثة.

إذن المطلقة لا بد لها من العدة والعدة هي المدة التي ذكرتها الآية وهي ثلاثة قروء. وما ينبغي أن نعرفه هنا هو أنه ما هي الحكمة من تشريع العدة؟ ولماذا يُفرض على المطلقة ان تعتدَّ هذه المدة قبل أن تُقدم على أي زواج آخر؟؟

والجواب: إنه قد تكون الحكمة من ذلك هي أن الله يريد أن يصون الأنساب ويحافظ على الأنساب من أجل أن لا تختلط، لأنه خلال هذه المدة مدة العدة يمكن أن يتضح وضع المرأة ماذا كانت حاملاً أو غير حامل، فإنه إذا مرت على المرأة ثلاث عادات شهرية بعد الطلاق يحصل اليقين بأنها غير حامل، وحينذٍ لا يبقى هناك مجالٌ للاشتباه, بينما اذا سُمح للمرأة أن تتزوج مباشرةً بعد الطلاق، فإن ذلك يؤدي إلى اشتباه المولود بين أن يكون من الزوج الأول وبين أن يكون من الزوج الثاني لأنه يمكن أن تكون حاملاً من الأول من غير معرفة بذلك. فلذلك قرر الإسلام رعاية للدقة والاحتياط وحفاظاً على الأنساب أن تعتد المرأة بعد الطلاق بهذه المدة ليحصل اليقين بعدم الحمل.

وقد تكون هناك حكمةٌ أخرى، لتشريع العدة وهي: أن الإسلام أراد أن يعطي فرصةً للزوجين خلال هذه المدة ليعيد النظر في قرار الطلاق ومن أجل أن يفكرا بهدوء في حسنات وإيجابيات اللقاء وفي مشاكل وسلبيات الطلاق والافتراق، بعيداً عن حالات التوتر والمشاكل، لأن الإنسان عندما يعيش في جو المشكلة ويكون فيها قد لا يستطيع أن يفكر بطريقةٍ سليمة فيحاول أن يتخلص من المشكلة بأية طريقةٍ ولا يفكرُ في نتائج قراره, لكن إذا انفصل عن المشكلة ولو لفترة بسيطة خلال العدة فإنه قد يستطيع أن يفكر بشكل هادئ وموزون وبعقل منفتح، فيعود إلى اتخاذ القرار السليم، فلأجل ذلك تأمر الآية أن تعتد المرأة المطلقة تلك المدة، من أجل أن يأخذ فرصةً للتفكير والتفاهم والإصلاح وتعود إلى القرار السليم.

ومن هنا فقد قرر الإسلام عدم إخراج المرأة المطلقة من مسؤولية الرجل خلال فترة العدة، وفرض عليه أن يُنفق عليها وأن لا يخرجها من بيتها وذلك من أجل أن يوفّر الأجواء اللازمة لعودة الحياة الزوجية كما كانت.

إن تشريع العدة هو تأكيدٌ آخر على أن الإسلام ارد للعلاقة الزوجية بين المرأة والرجل ان تستقر وأن تدوم ولم يشجع على الطلاق إلا بعد استنفادِ كل الوسائل المؤدية إلى التفاهم والإصلاح واستمرار الحياة الزوجية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين