بين حرب الخندق وحرب تموز
- المجموعة: 2015
- 31 تموز/يوليو 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 759
وقف المسلمون الأولون في غزوة الخندق أمامَ كلِ جموعِ وحشودِ اليهودِ والأحزاب بقوةٍ وعزمٍ وثبات, واستطاعوا بوعيهم وثباتهم أن يسقطوا كلَ خططِ الأعداء وأهدافهم ومؤامراتِهم, وفي تموز وآب في مثل هذه الأيام وقف المجاهدون ومعهم أهلهم واللبنانيون في مواجهة أبشع عدوان صهيوني وحشي يتعرض له لبنان
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 31/7/2015:على اسرائيل أن لا تحلم بشيء في لبنان مع وجود المقاومة
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن صمود وثبات وصبر المجاهدين في المقاومة ومعهم أهلهم واللبنانيين في مواجهة أبشع عدوان صهيوني وحشي تعرض له لبنان في مثل هذه الأيام من العام 2006 هو الذي أفشل أهداف العدوان.
ورأى: ان المقاومة في عدوان 2006 يأّستْ العدو من فكرة القضاء على حزب الله, وقضت من خلال انجازاتها وانتصاراتها على المشروع الإسرائيلي في لبنان.
معتبراً: أن على اسرائيل أن لا تحلم بشيء في لبنان مع وجود المقاومة وتنامي قدراتها .
وقال: عظمة المقاومة الإسلا مية في لبنان أنها قضت على أحلام بني اسرائيل في هذا البلد وعلى اطماعهم وأهدافهم وآمالهم فيه, واليوم بات الإسرائيلي يركز تفكيره في كيفية حماية وجوده من هذه المقاومة لأن المقاومة باتت تشكل تهديداًُ وجودياً لإسرائيل.
ولفت: الى أن المناورات التي يقوم بها العدو لن تحمي اسرائيل من صواريخ المقاومة ولا من سواعد المجاهدين فيها, ولن تغير من المعادلات الميدانية والسياسية شيئاً, وهي لن تخيفنا.
وشدد: على أن المطلوبُ اليومَ أن يقف المسلمون في العالم العربي والاسلامي كما وقفت المقاومة في لبنان وفي غزة بكل قوة وعزمٍ وإرادة في مواجهة اسرائيل التي تحتلُ ارضَ المسلمين ومقدساتهم من اجل استعادةِ هذه الارض والمقدسات، وأن يتوجه الجميع نحو العدو الأساسي الذي هو اسرائيل, وأن تكون الأولوية هي مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة.
نص الخطبة
يقول الله تعالى وهو يصف لنا حال بعض الناس في معركة الأحزاب:"إذ جاءوكم من فوقِكم ومن أسفَلَ منكم وإذ زاغتِ الأبصار وبلغتِ القلوبُ الحناجر, وتظنون بالله الظنونا, هنالك ابتُلِيَ المؤمنون وزُلزلوا زلزالاً شديداً" الأحزاب 10/11.
وقال الله تعالى وهو يصف لنا حالَ المؤمنين في هذه المعركة:"ولما رأى المؤمنون الأحزابَ قالوا هذا ما وعدنا اللهُ ورسُولُهُ وصدقَ اللهُ ورسُولُهُ وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً" الأحزاب 22.
في السابع عشر من شهر شوال من السنة الخامسةِ بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة كانت معركةُ الأحزاب والتي تسمى أيضاً معركةُ الخندق, نسبة إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة لمنع الأحزاب والأعداء من اقتحام المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك.
فقد احتشد في هذه المعركةُ كل أعداء الإسلام من الفئاتِ والأحزاب والقوى السياسية المختلفة آنذاك, من قريشٍ واليهودِ والقبائلِ العربية المشركة الذين تعرضت مصالحُهُم ومنافعُهُم وامتيازتهم جميعاً للخطر نتيجةَ توسعِ وانتشارِ الإسلام.
وقد كان اليهودُ هم الذين خططوا لهذه الحرب, وحرّضوا عليها, وأقنعوا المشركين بها, وعقدوا التحالفات من أجلها، وكوّنُوا أكبرَ تجمعٍ عسكريٍ تشهدُهُ المنطقةُ آنذاك بهدف: اجتياح المدينة المنورة, وقتلِ النبي(ص), والقضاءِ على الإسلام والمسلمين.
والأسبابُ التي دفعتهم إلى القيام بهذا الدور العدوانيِ الكبيرِ والخطير ضد الإسلام والمسلمين هي:
أولاً:ان اليهود رأوا وبشكل واضح كيف أن المسلمين يزدادون قوة, وكيف أن الإسلام يزداد اتساعاً وانتشاراً ونفوذا باستمرار ويوماً بعد يوم, ظهور الإسلام كقوة في المنطقة, ونفوذه في المحيط الذي كان يسيطر اليهود عليه على المستوى الفكري والثقافي والإقتصادي والسياسي والعسكري والأمني جعل اليهود يشعرون أنهم بدأوا يفقدون نفوذهم وسيطرتَهم على المنطقة وأهلها, فبدأوا يألبون الرأي العام ضد النبي(ص) ويحرضون القوى والقبائل ضدَ الإسلام والمسلمين.
وثانيا: أن النبي (ص) استطاع أن ينتصر على اليهود في واقعتي بني قينقاع وبني النضير اليهوديتين حيث تم إجلاؤهُم وإخراجُهُم من المدينة إلى منطقة خيبر وبلادِ الشام بعد أن نقضوا العهدَ مع النبي(ص) وأخلّوا بأمن الدول, فأرادوا أن يأخذوا بثأرهم من المسلمين الذين طردوهم من المدينة وسيطروا على جزء من أموالهم وممتلكاتهم, ولكنهم كانوا يدركون جيداً أنهم لن يتمكنوا أن يأخذوا بثأرهم لوحدهم لأنهم أعجزُ من أن يحاربوا المسلمين من دون الاستعانةِ بقوى أخرى, لذلك لجأوا إلى تحريض قريشٍ والقبائلِ العربية المشركة والفئاتِ والأحزابِ المتضررةِ من الإسلام والطامعةِ في الحصول على مكاسبَ ماليةٍ وغيرِ مالية, حرضوا هؤلاء جميعاً على حرب رسول الله(ص) واجتياحِ المدينة مَعْقِلِ المسلمين, وأمدوهم بأموال كثيرة ووعدوهم بأن يقفوا إلى جانبهم حتى النَفَسِ الأخير في الحرب ضد النبي والمسلمين.
وقد ذكر المؤرخون كشاهد على تحريض اليهود ودورِهم في إشعال فتيل حرب الأحزاب ضد المسلمين: أن بعض زعماءِ اليهود من قبيلة بني النضير كسلامِ بنِ أبي الحقيق وحيِ بنِ أخطب وغيرِهم جاؤوا إلى مكة وتكلموا مع زعماء قريش ودعوهم إلى حرب رسول الله(ص) وقالوا لهم: "إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فلقد جئنا لنحالفكم على عداوة محمدٍ وقتالهِ". وعندما سألهم المشركون: أفديننا أهدى أم دينُ محمد؟ أجاب اليهودُ: بل دينُكُم خيرٌ من دينه, وأنتم أولى بالحق!.وفي ذلك يقول تعالى: "ألم تَرَ إلى الذين أُوتُوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً, أولئك الذين لعنَهُمُ الله, ومن يَلعنِ اللهُ فلن تجد له نصيراً) النساء / 51-52.
وهكذا شهد اليهودُ للمشركين عبدةِ الأصنامِ والأوثان.. بأنهم أهدى من محمدٍ سبيلاً! وأن دينهم خيرٌ من دينه! كلُ ذلك من أجل استمالة المشركين نحوَهم, وقد بذلوا أموالا طائلة لبعض القبائل ليدخول في في ذلك التحالف الواسع ضد النبي(ص).. وهكذا التقت مصالحُ هؤلاء الأحزاب والجماعات والفئات المختلفة على حرب النبي(ص) والمسلمين في معركة الأحزاب والخندق.
ومن المعروف تاريخياً أن المسلمين حفروا خَنْدَقاً عظيماً حول المدينة بعدما وصلت إليهم أنباءُ جموع الأحزاب من أجل الدفاع عن المدينة ومنعِ هؤلاء الأعداء من اجتياحها, وعندما وصلت جيوش التحالف إلى حدود المدينة تفاجأوا بوجود الخندق فنزلوا عند حافته من جانبٍ, بينما تموضع المسلمون في الجانب الآخر من جهة المدينة, وهم مشرفون على الخندق بحيث كانوا يستطيعون من خلال الرُماةِ السيطرةَ الكاملةَ على كل تحركات العدو ومنعَهُ من اجتياز الخندق.
وعلى كل حال فإن جيش الكفار استطاع محاصرة المسلمين في المدينة من جميع الجهات, وبقي هذا الحصار عشرين يوماً, وقيل: خمسةً وعشرين يوماً, وفي بعض
الروايات بقي شهراً كاملاً.
ومع أن العدو كان متفوقاً على المسلمين من جهات مختلفة من حيث العددُ والعدة والخبرةُ القتالية وغيرُ ذلك إلا أن المسلمين استطاعوا بتأييد من الله عز وجل الانتصارَ في هذه المعركة وإلحاقَ الهزيمة بكل هذه الحشود وإجبارَهَا على التقهقر والعودةِ من حيث أتت من دون أن تحقق شيئاً من أهدافها.
والأسباب التي ساعدت المسلمين والمجاهدين على تحقيق هذا النصر رُغم عدم وجود تكافؤٍ في القوى بينهم وبين الأعداء؟!.
أولاً :التخطيطُ العسكريُ الدقيقُ الذي تمثل بحفر الخندق وتحصينِ المدينة والحيلولةِ دون اجتياحها.
والمشهورُ بين المؤرخين أن الذي اقترح حفر الخندق حول المدينة هو سلمانُ الفارسي باعتبار أن مسألة حفر الخندق كانت أسلوباً دفاعياً معروفاً ومعتاداً في بلاد فارس آنذاك ولكن بعض المحققين يرى أن النبي (ص) هو صاحبُ فكرةِ حفر الخندق وليس سلمانَ الفارسي. وأن النبي (ص) هو الذي بادر إلى طرح هذه الفكرة أمام المسلمين وأن سلمان الفارسي إنما بيّن لهم وجه الحكمة في اعتماد هذا التدبير العسكري وهذا الإجراءِ الدفاعي المتقن باعتبار أن سلمان هو من بلاد فارس وهذا الإجراء كان إجراء معروفاً في بلاده.
وثانيا:الدورُ البطوليُ الذي قام به الإمامُ عليُ بنُ أبي طالب (ع) في هذه المعركة, حيث تمكن (ع) من قتل عمروِ بنِ عبدِ ود بطل معسكر الأعداء وأحدِ أبرزِ شجعانِ العرب وأبطالِها آنذاك والذي كان يعد بألف فارس, وبقتل هذا الرجل انهارت قوةُ الأعداء فيئسوا وشعروا بالرعب والضعفِ والهزيمة فقرروا الرجوعَ مهزومين من حيث أتوا.
ويذكر المؤرخون في توضيح هذا الدور البطولي لعلي (عليه السلام): ان عناصر من جيش الأحزاب استطاعوا اختراق الخندق والعبورَ بخيولهم إلى الجانب الآخر من خلال نقطة ضيقة فيه, وكان من بينهم عمرُو بنُ عبد ود, فتقدم هذا الرجل بعزة واعتداد بالنفس نحو المسلمين وكانت له خبرة قتالية كبيرة, ورفع صوته طالباً من يبارزه, ولما لم يجرؤ أحد من المسلمين على إجابته, تقدم علي (ع) نحو رسول الله وقال : أنا له يا رسول الله, فقال النبي(ص) : إجلِسْ يا علي إنه عمرو بنُ عبد ود.
وكرر عمرو النداء مرة ثانية فلم يتحرك له أحد من المسلمين سوى علي, والنبي (ص) يأمره بالجلوس, فلما رأى عمرو أن أحداً لا يجيبه إلى المبارزة والقتال, بدأ يسخر من المسلمين ويتحداهم ويقول: أين جنتُكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟ هل فيكم من أُرسلُهُ إلى الجنة, أو يدفعني إلى النار؟.
فقام علي (ع) للمرة الثالثة وقال: أنا له يا رسول الله, فأذن له النبي(ص) وأعطاه سيفه الخاص ذا الفقار, وألبسه درعه وعممه بعمامته, وقال: اللهم أحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شِماله ومن فوقه ومن تحته. فبرز إليه علي (ع), وهنا قال النبي(ص) كلمته المشهورة: برز الإيمانُ كُلُهُ إلى الشرك كُلِهِ.
وعندما تقدم علي (ع) نحوه وتقابلا, قال له عمرو: من أنت؟.
قال: عليُ بنُ أبي طالب.
فقال عمرو: ليبرزَ إليَّ غيرُك فإني أكره أن أقتلك لأن أباك كان صديقاً لي في الجاهلية.
فقال علي: ولكنني أحبُّ أن أقتُلك, وإن قريشاً تتحدثُ عنك أنك تقول: لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاث خِلاَلٍ إلا أجبتُ ولو إلى واحدةٍ منها.
قال: نعم هذا صحيح.
فقال علي(ع): فإني أدعوك إلى الإسلام.
فقال: دعْ عنك هذه.
قال: فإني أدعوك إلى أن ترجِعَ بمن تبعك من قريشٍ إلى مكة.
قال: إذن تتحدثُ عني نساءُ مكةَ أن غلاماً مثلَكَ خدعني.
قال: فإني أدعوك إلى القتال راجلاً.
فقال: إني لا أحبُ أن أقتلك.
فقال علي (ع): ولكنني أحبُّ أن أقتلك, فأخذه الحماس وتقابلا واستطاع عليٌ(ع) أن يضربه ضربة قاضية فقتله.
ويذكر المؤرخون أن علياً توقف عن ضربه لحظةً بعد أن وصل إليه, فتعجب المسلمون من ذلك, فلما رَجَعَ سأله النبيُ(ص) عن ذلك, فقال عليٌ(ع): كان قد شتمَ أمي, وتَفَلَ في وجهي, فخشيت أن أضربه لحظِ نفسي, فتركتُهُ حتى سكنَ غضبي ثم قتلتُهُ في الله.
لقد أبى علي(ع) أن يقتله ثأراً لنفسه وبخلفية شخصية, وأراد أن يكون قتله بدافع الإخلاص لله, وهذا ما ينبغي ان يتعلمه المجاهدون في سبيل الله من علي(ع), أن يكون جهادهم وقتالهم لله وحده.
لقد حطمت ضربةُ علي(ع) لعمروِ بنِ عبد ود معنوياتِ الأعداء وهزمتْهُم نفسياً وبددتْ آمالَهم بالنصر, ولذلك قال النبي (ص) في حقها: ضربةُ عليٍ يومَ الخندق أفضلُ من عبادة الثَقَلين أو أفضلُ من أعمال أمتي إلى يوم القيامة, وذلك لأنه لم يبق بيتٌ من بيوت المشركين إلا وقد دخله ذُلٌ بقتل عمرو, ولم يبق بيتٌ من بيوت المسلمين إلا وقد دخلَه عِزٌ بقتل عمرو.
ثالثا: الذي ساهم أيضاً في الانتصار في هذه المعركة هو العملُ الإعلاميُ والاستخباريُ والأمني الذي قام به بعض اصحاب النبي(ص) بتوجيه من رسول الله (ص) في إيجاد الخلاف والنزاع بين الأحزاب والفئات المشاركة في هذه الحرب وبثِِ الفُرقةِ فيما بينها من خلال خطةٍ أمنيةٍ استخباراتية دقيقةٍ ومتقنة.
وقد نجحت هذه الخطة في تفريقَ الأحزاب المجتمعةِ على حرب المسلمين وإيجادَ الخلاف بينهم لانعدام الثقةِ فيما بينهم, فانهار الحلفُ الذي كان بينهم وخرج بنو قريظة وغيرُهُم من المعركة, فاضطر الباقون إلى الخروج من ساحة المعركة والعودةِ بالهزيمة والذلِ إلى مناطقهم وبلادهم.
ورابعا: الذي ساهم بالانتصار أولا وآخرا هو الإيمانُ بالله والاعتمادُ عليه والثقةُ بوعده بالنصر, والصدق والاخلاص وغيرها من الصفات التي كان يتحلى بها المجاهدون, وصمود المسلمين وثباتهم ، إضافةً إلى التأييد الإلهي الذي تمثل بجنود الله الغيبيين الذين نزلوا ساحة المعركة, والذي تمثل أيضاً بالرياح والعواصف الهوجاء التي أصابت معسكرَ الأعداء فزلزلتْ استقرارَهم وخيامَهم ومزقتْ جيوشَ الأحزاب.
لقد اجتمعتْ كلُ هذه العواملِ والأسباب, ووضعتْ الأحزابَ والأعداء أمامَ خِيَارٍ وحيد هو الهزيمةُ والفرارُ من ساحة الحرب خائبين أذلاء من دون تحقيق شيء.
لقد وقف المسلمون الأولون في غزوة الخندق أمامَ كلِ جموعِ وحشودِ اليهودِ والأحزاب بقوةٍ وعزمٍ وثبات, واستطاعوا بوعيهم وثباتهم أن يسقطوا كلَ خططِ الأعداء وأهدافهم ومؤامراتِهم, وفي تموز وآب في مثل هذه الأيام وقف المجاهدون ومعهم أهلهم واللبنانيون في مواجهة أبشع عدوان صهيوني وحشي يتعرض له لبنان, وثبتوا وصمدوا وصبروا ولم تسقطهم الة الحرب التدميرية, وأفشلوا بصمودهم أهداف العدوان.
المقاومة في حرب تموز يأّست العدو من فكرة القضاء على حزب الله, وخرجت ليفني آنذاك لتبرر هزيمة إسرائيل وفشلها أمام المقاومة وقالت: لو اجتمع العالم كله لما استطاع القضاء على حزب الله.
وقضت المقاومة أيضاًمن خلال انجازاتها وانتصاراتها ولا سيما انتصار 2006 على المشروع الإسرائيلي في لبنان.
ومع وجود المقاومة الاسلامية في لبنان وتنامي قدراتها على اسرائيل أن لا تحلم بشيء في لبنان.
عظمة المقاومة الإسلا مية في لبنان أنها قضت على أحلام بني اسرائيل في هذا البلد وعلى اطماعهم وأهدافهم وآمالهم فيه, واليوم بات الإسرائيلي يركز تفكيره ويفكر أكثر كيف يحمي وجوده من هذه المقاومة لأن المقاومة باتت تشكل تهديداًُ وجودياً لإسرائيل.
ولذلك قامت اسرائيل في الأيام الأخيرة بمناورات جوية وبرية وبحرية واستدعت مئات الآف الجنود لهذه المناورات.. ولكن هذه المناورات لن تحمي اسرائيل من صواريخ المقاومة ولا من سواعد المجاهدين فيها, ولن تغير من المعادلات الميدانية والسياسية شيئاً, وهي لن تخيفنا.
والمطلوبُ اليومَ أن يقف المسلمون في العالم العربي والاسلامي كما وقفت المقاومة في لبنان وفي غزة بكل قوة وعزمٍ وإرادة صلبة في مواجهة اسرائيل التي تحتلُ ارضَ المسلمين ومقدساتهم من اجل استعادةِ هذه الارض والمقدسات، المطلوب ان يتوجه الجميع نحو العدو الأساسي الذي هو اسرائيل وأن تكون الأولوية هي مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة, وأن لا يبالوا بحشود العدو ولا بإمكاناته ولا بتهديداته, وأن لا يزيدَهم ذلك إلا إيماناً بقضيتهم وأرضهم ومقدساتهم, وان يكونوا كما قال الله تعالى: ولما رأى المؤمنون الأحزابَ قالوا هذا ما وعدنا اللهُ ورسُولُهُ وصدقَ اللهُ ورسُولُهُ وما زادَهُمْ إلا إيماناً وتسليماً. الأحزاب / 22.
والحمد لله رب العالمين