الأحد, 05 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الكافرون قمة العناد والتعصب للضلال (13)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم).

التعاليم والمبادئ التي جاء بها الإسلام على نوعين: عقائدية وعملية, أي أصول وفروع، عقيدة وشريعة.

والعقيدة هي الاصول الأساسية التي ينبغي أن ينعقد عليها قلب الإنسان ويؤمن بها في فكره وعقله، كالإيمان بوجود الله وتوحيده والاعتقاد بالنبوة واليوم الآخر.

والشريعة: هي الأحكام والقوانين التي تنظم حياة الإنسان وأعماله وأفعاله.

والمنهج الذي اتبعه الإسلام في دعوة الناس إلى العقيدة، هو منهج الحكمة والموعظة الحسنة كما جاء في قوله تعالى: (ادغُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين) ـ النحل/ 125.

وهذا المنهج يعتمد على العقل الذي يتوصل الإنسان من خلاله إلى الاعتقاد بوجود الله وتوحيده من خلال التأمل في خلقه, كما أنه هو الذي يتوصل من خلاله إلى الإيمان بالنبوة واليوم الآخر.

وأما المنهج لإثبات الشريعة وبيان أحكامها فهو القرآن والسنة النبوية والعقل، وترتكز أحكام الإسلام المأخوذة من هذه المصادر على المصالح والمفاسد، والطيبات والخبائث, فكل ما فيه مصلحة للإنسان أمر الله به واباحه وأحله، وكل ما فيه مفسدة أو خمر نهى عنه وحرمه.

قال تعالى: (ويُحلُّ لهم الطيبات ويحرمُ عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) الاعراف/ 156.

وفي آية أخرى: (يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قل أُحلّ لكم الطيبات) المائدة/ 4.

(وأوحينا إليهم فِعل الخيرات) الأنبياء/73. وقوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) النحل/ 90.

وباختصار فإن العقيدة منها ما يقوم على العقل ومنها ما يقوم على الوحي، وأحكام الشريعة ترتكز على المصالح والمفاسد.

واستجاب للإسلام ودعوته عقيدةً وشريعةً المتقون الذين آمنوا بالغيب وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأعرض عن الإسلام عقيدة وشريعة الكافرون وهم المجموعة الثانية التي تحدث القرآن عن صفاتهم في بداية هذه السورة.

هذه المجموعة مجموعة الكافرون تقف إذن في الخط المقابل تماماً لخط المتقين، والآيتان اللتان قرأناهما في بداية الحديث بينتا صفات هؤلاء وبعض خصائصهم.

الآية الاولى: (إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) تقول إن الإنذار لا يجدي نفعاً مع هؤلاء، كما لا جدوى للوعد والوعيد معهم، فهم مستغرقون في كفرهم ومتعنتون ومعاندون، ولذلك فهم ليسوا على استعداد للاستجابة لدعوة الحق والإيمان, بخلاف المجموعة الاولى التي تستجيب لنداء الحق والهداية.

هذه المجموعة غارقة في ضلالها وانحرافها بل هي بلغت أقصى درجات ومراتب الضلال، وهي ترفض الإنصياع للحق حتى لو اتضح لديها.

ومن هنا فهم لا يتأثرون بالقرآن، ولا يتأثرون بالوعد والوعيد، ولا يتأثرون بحقائق الإيمان وبراهينه وأدلته، لأنهم يفقدون الأرضية اللازمة، لقبول الحق والاستسلام له.

أما الآية الثانية: فهي تشير إلى سبب هذا العناد والتعصب لنهج الكفر والضلال، وتقول: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غِشاوة ولهم عذاب عظيم). ختم القلوب والاسماع بمعنى إقفالها وسدها لأن الختم بمعنى سد الشيء. والغِشاوة هي الغطاء فكأن على أبصارهم غطاء وحجاب يمنعهم من رؤية الحق.

ومعنى الآية أن اجهزة استقبال الحقائق لدى الكافرين معطلة ومعطوبة, العين التي يرى المتقون فيها آيات الله، والأُذن التي يسمعون بها نداء الحق، والقلب الذي يدركون به حقائق الإيمان, كل هذه العناصر تعطلت وتوقفت عن العمل لدى الكافرين.

هؤلاء لهم عيون وآذان وعقول لكنهم فقدوا قدرة الرؤية والإدراك والسمع وقدرة تشخيص الحق, نتيجة استغراقهم في الانحراف وعنادهم وتعصبهم, لأن الإنحراف والعناد والتعصب كلها عناصر تشكل حجاباً وحاجزاً أمام أجهزة المعرفة لدى الإنسان، فتتعطل عنده أجهزة المعرفة، يتعطل عنده القلب والعين والأذن ويفقد قدرة التشخيص وقدرة التمييز بين الحق والباطق وبين الحضارة والجاهلية, فلا يعود يميز لا بين الحق والباطل ولا بين الخير والشر ولا بين النهج الصحيح وبين النهج الخاطئ.

والسؤال الذي يُطرح في هذا المجال أن الظاهر من قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غِشاوة) أن الله هو الذي منعهم من الإيمان واتباع الحق, لأنه هو الذي ختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وعليه يكون الكافر مسيراً ومجبراً في البقاء على الكفر وليس مخيراً, ولا يملك حرية الخروج من حالته هذه؟ وإذا كان مجبراً فلماذا يعاقبه الله ولماذا يعذبه الله؟.

القرآن يجيب على هذه التساؤلات ويقول: إن هذا الختم وهذا الحجاب هما نتيجةُ إصرار هؤلاء وعنادهم وتعنتهم أمام الحق، واستمرارهم في ممارسة الظلم والطغيان والكفر والاستكبار. يقول تعالى عن الكافرين: (بل طبع الله عليها بكفرهم) النساء/ 155. أي أن الله تعالى يطبع على قلوبهم بحيث تفقد قدرة الإدراك والتشخيص بسبب كفرهم وأعمالهم، وفي آية آخر يقول تعالى: (كذلك يطبع الله على كل قلبٍ متكبر جبّار) المؤمنون/ 35. ويقول ايضاً: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غِشاوة) الجاثية/23. ويقول في موضع آخر: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) المطففين/ 14.

كل هذه الآيات تدل على أن السبب في توقف أجهزة الإدراك عن العمل لدى هؤلاء, والسبب في سلب قدرة التشخيص عنهم يعود إلى كفرهم وتكبرهم وتجبرهم واتباعهم الهوى وعنادهم أمام الحق, فالختم والطبع على قلوبهم حاصل من عملهم وإصرارهم على الكفر، والرين الذي يعني الصدأ الذي يغطي القلب كان بسبب كسبهم المعاصي، الذنوب وتلك المعاصي هي التي غطت قلوبهم وسدت نوافذها، فهذه الحالة حالة الختم على القلب التي تصيب الإنسان هي في الحقيقة رد فعل لأعمال الإنسان نفسه, فقد ورد في الحديث عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) انه قال: "الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة لهم على كفرهم".

من المظاهر الموجودة عند البشر، أن الإنسان لو تعود على انحراف معين واستأنس به فإن الانحراف يتخذ في المرحلة الاولى شكلاً وحالة, ثم يتحول إلى عادةٍ, ومع الاستمرار يصبح الانحراف ملكة وجزءً من تكوين الإنسان حتى يبلغ أحياناً إلى درجة معينة لا يستطيع الإنسان أن يتخلى عنها ابداً، لكن الإنسان هو الذي اختار طريق الإنحراف هذا, وهو الذي أوصل نفسه إلى هذه الدرجة عن علم ووعي واختيار، ومن هنا فهو المسؤول عن نتائج أعماله دون ان يكون في المسألة جبر وإكراه، تماماً مثل الشخص الذي فقأ عينيه وسد إذنيه عامداً متعمداً حتى لا يسمع ولا يرى, فهل يمكن أن نقول عن مثل هذا الشخص أنه أُجبر على عدم الرؤية وعدم السماع وهو الذي أوصل نفسه باختياره وبسبب أعماله إلى هذه الحالة؟!.

في حياتنا اليومية نجد صوراً عديدة لأشخاص ارتكبوا عملاً محرماً فتألموا في البداية لما فعلوه واعترفوا بذنبهم، لكنهم استأنسوا تدريجياً بفعلهم وزالت من نفوسهم الحساسية تجاه الذنوب والمعاصي، ووصل بهم الامر في مراحل تالية إلى أنهم أصبحوا يجدون لذةً وانشراحاً في الإنحراف وارتكاب الذنوب.

أليس فينا من كان إذا كذّب أو اغتاب شخصاً يتألم لما فعله وشعر بانه اذنب وأخطأ؟ ثم بعد ذلك ونتيجة تكراره للكذب والغيبة اصبح يستانس تدريجياً بالكذب وبالحديث عن عيوب الناس، وزالت من نفسه حساسيه تجاه هذا الذنب ووصل به الحال إلى أن أصبح يشعر باللذة في الكذب وفي الحديث عن عيوب الناس؟.

أليس فينا من يشعر بان ممارسة بعض المحرمات أصبح شيئاً روتينياً وعادياً جداً بالنسبة له, لأنه اعتاد عليه وأدمن على ممارسته وفعله؟؟

إن الذي أوصل الكافرين إلى حالة الختم على قلوبهم وسمعهم التي فقدوا معها قدرة التشخيص فتوقفت أجهزة المعرفة والإدراك عندهم عن العمل, هو إصرارهم على الانحراف وممارسة الكفر والاستكبار واتباع الهوى وارتكاب الذنوب والمعاصي, بحيث أصبحت الذنوب والمعاصي صفة ثابتة عندهم.

والشيء الذي نستفيده من كل ذلك: أن ارتكاب الذنوب والتمرد على الله والاستغراف في الانحراف يسلب عن الإنسان قدرة تشخيص الموقف الصحيح والاتجاه الصحيح, لأن الذنوب تغطي القلب وتعطل حاسة الإدراك وأجهزة المعرفة لدى الإنسان المذنب, ولأن ممارسة الذنب عندما يصبح شيئاً عادياً نستسهله وكأن شيئاً لم يحصل، يتراكم فيختم على  القلب ويسده ويصبح صفة ثابتة عندنا.

ومن هنا فإن علينا أن نكون على حذرٍ لدى صدور الذنب منا, بأن نسارع إلى غسل الذنب بماء التوبة والعمل الصالح حتى لا يتحول الذنب إلى صفة ثابتة وحالة عادية مختوم عليها في القلب.

ففي الحديث عن الإمام الباقر (ع): ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء, فإذا أذنب ذنباً خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فإذا تاب ذهب ذلك السواد, فإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذ غُطي البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً، وهو قول الله عز وجل: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين