الأحد, 05 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

المتقون بين الإيمان بالديانات واليقين بالآخرة (12)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولائك هم المفلحون).

قلنا بأن القرآن الكريم طرح في بداية سورة البقرة خمس صفات من صفات وخصائص المتقين، وقد تحدثنا فيما سبق عن الخصوصية الأولى والثانية والثالثة وهي الإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله مما رزقهم الله (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).

وفي هذه الآية (والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) بين الله تعالى الخصوصية الرابعة والخامسة من خصائص المتقين.

 اما الخصوصية الرابعة للمتقين فهي: الإيمان بجميع الأنبياء ورسالاتهم الإلهية وبالكتب التي أُنزلت عليهم.

والخطاب في الآية لنبينا محمد (ص) والمقصود (بما أُنزل إليك) هو الوحي المنزل على النبي (ص) أي القرآن والسنة النبوية معاً، لأنه (ص) (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).

فالمتقون هم الذين يؤمنون برسالة النبي محمد (ص) وبالوحي الذي أُنزل عليه, وبالقرآن الذي جاء به من عند الله, لينسجموا في إيمانهم مع كل مفهوم من مفاهيم الإسلام ومع كل حكم من أحكام الإسلام.

 والمقصود (بما أنزل من قبلك) الرسالات الإلهية السابقة والكتب التي أُنزلت على جميع الأنبياء السابقين.

فالمؤمنون هم الذين يؤمنون بنبوتك وبرسالتك يا محمد وبالوحي الذي أُنزل عليك, ويؤمنون أيضاً بنبوة جميع الأنبياء السابقين وبرسالاتهم السابقة وبالكتب التي أنزلت عليهم التي هي وحي منزل من الله سبحانه وتعالى، كزبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى.

إذن: فالمتقون يؤمنون بتوراة موسى(ع) وبإنجيل عيسى (ع) ولكن التوراة والإنجيل الحقيقيين اللذين أوحى الله بهما على موسى وعيسى قد لا يكون لهما وجود اليوم إلا بمقدار ما نقله القرآن عنهما وبحدود ما نقلته السنة النبوية الصحيحة من بعض فقراتهما وكلامهما, وأما ما هو موجود اليوم من التوراة والإنجيل المتداولة فهي محرفة ومزورة وليست هي التوراة الحقيقية التي أُنزلت على النبي موسى (ع)، كما أن الأناجيل المتداولة لا يمثل اي واحد منها الإنجيل الذي هو وحي منزل من الله على النبي عيسى (ع)، ولذلك فليس المقصود من الإيمان (بما أُنزل من قبلك) هو الإيمان بهذه الكتب المتداولة والتي جُمعت مؤخراً تحت عنوان (الكتاب المقدس). فإن هذا الكتاب المشتمل على العهد القديم (أي التوراة) والعهد الجديد (أي الأناجيل الأربعة) محرفٌ كما قلنا حتى بشهادة المسيحيين أنفسهم.

فقد أعلن مجمع الفاتيكان الثاني الذي عقد فيما بين عام 1962 و 1965 فيما يختص بالعهد القديم ما نصه: "تسمح أسفار العهد القديم لكل إنسان بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان، غير أن هذه الكتب (يعني أسفار العهد القديم) تحتوي على خصاص وأباطيل ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي.

وتفيد الترجمة الفرنسية المسكونية للكتاب المقدس TOBفيما يتعلق بنصوص أسفار العهد الجديد: "إن نص العهد الجديد تبدل نتيجة النسخ طوال قرون كثيرة, بحيث لم يعد بالإمكان الوصول إلى النص الأصلي".

وتقول دائرة المعارف البريطانية التي اشترك في تأليفها خمسمائة من علماء المسيحية تقول عن إنجيل يوحنا الذي هو أحد الأناجيل الاربعة المعتمدة في الكتاب المقدس ما نصه: "أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضهما لبعض وهم القديسان يوحنا ومتى".

فهذه النصوص صريحة في أن العهدين القديم والجديد محرفان وبالتالي فلا يمكن أن يكون المقصود من الإيمان بكتب الأنبياء السابقين الإيمان بمثل هذه الكتب.

والخلاصة: إن المتقين يؤمنون بالله, وبما بعث من الرسل, وبما أُنزل من الكتب السماوية التي تمثل الوحي الإلهي، وبما فيها من مبادئ ومفاهيم من دون فرق بين رسول وآخر، أو بين رسالة ورسالة، وبين ديانة وديانة أخرى.

وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم ليس في هذه الآية فقط بل في اكثر من آية من آيات القرآن.

يقول تعالى في سورة البقرة آية 285 (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله).

وقال تعالى: (يا ايها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورُسُله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً) النساء / 136.

إذن فالإسلام لا يرفض الديانات الأخرى، والرسالات الاخرى، بل يدعو المؤمنين به إلى الإيمان بكل الأديان السماوية الاخرى, لانه لا يجد اختلافاً في المبادئ التي جاء بها الأنبياء ولا في اسس رسالاتهم, لانهم جميعاً جاؤوا لهداية الناس الى الصراط المستقيم ودين التوحيد وعبادة الله وحده، وكل واحد من الانبياء جاء ليكمل الدور الذي قام به النبي السابق إلى أن جاء الإسلام الذي يُعتبر امتداداً للرسالات السابقة ومكملاً لها.

فقد ورد عن المسيح (ع) قوله: إنما جئت لأكمل الناقوس. وورد عن النبي (ص) قوله: إنما بعثت لأتمام مكارم الاخلاق.

هذا الفهم وهذه الرؤية التي يحملها المؤمنون عن كل رسالات الله وعن جميع الاديان السماوية، تجعلهم في طليعة المنفتحين على كل أتباع الديانات الاخرى، وتجعلهم يرفضون ان تكون الرسالات الإلهية وسيلة للتفرقة والشقاق والنفاق.

هؤلاء الذين يحملون مثل هذا الإدراك يطهرون نفوسهم من روح التعصب, فلا يعانون من اية عقدة نفسية تجاه الديانات الاخرى، ولا يعيشون الروح الطائفية المعقدة تجاه أتباع الرسالات الأخرى.

بل على العكس من ذلك قد نجد الآخر هو الذي يعيش العقدة النفسية تجاه الإسلام كدين وكرسالة أراد الله لكل الناس أن يؤمنوا به ويسيروا على هديه في الفكر والعمل, باعتباره آخر حلقة من السلسلة التكاملية للأديان كلها.

ولذلك فقد حدثنا الله عن أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى بأنهم لا يؤمنون إلا بما أُنزل عليهم, فقال تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أُنزل علينا ويكفرون بما وراءه)البقرة/ 91.

ويقال: لما نزلت هذه الآية (الذين يؤمنون بالغيب) قالت اليهود والنصارى: نحن آمنا بالغيب. فلما قال تعالى: (ويقيمون الصلاة) قالوا: نحن نقيم الصلاة. فلما قال: (ومما رزقناهم ينفقون) قالوا: نحن ننفق ونتصدق، فلما قال: (والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك) نفروا من ذلك. لأنهم يعانون من عقدة تجاه الأديان الأخرى.

وأما الصفة الخامسة من صفات المتقين فهي: انهم يوقنون بوجود الآخرة, أي بيوم الجزاء والحساب والثواب والعقاب (وبالآخرة هم يوقنون).

إنهم يوقنون بأن الحياة في هذا العالم ليست هي الهدف النهائي بل هي تمهيد وإعداد لحياة اخرى ولعالم آخر.

الحياة في هذا العالم شبيهة بحياة الجنين في بطن أمه، فحياة الجنين في الرحم ليست هي الهدف النهائي لخلق الإنسان بل هي مرحلة إعدادية من أجل حياة أخرى خارج الرحم, وهكذا حياتنا نحن في هذا العالم فهي ليست هدفاً نهائياً بل هي مرحلة نستفيد فيها من أجل حياة أخرى في عالم أسمى وأرفع من هذا العالم.

المؤمنون يقرون بأن عدالة الله المطلقة في انتظار الجميع، وانه لا شيء من أعمال الإنسان في هذه الدنيا يبقى بدون جزاء، بل كل الأعمال التي تصدر عن الإنسان في هذه الدنيا سيحاسب عليها في الآخرة وسينالُ الجزاء الذي يستحقه.

هذا اللون من الاعتقاد يجعل الإنسان يتحمل مسؤولية ما امر الله به وما نهى عنه، ويدفعه نحو تصحيح مواقفه وأعماله التي يمكن أن يطالب بها ويحاسب عليها.

الإيمان بيوم القيامة يصون الإنسان من ارتكاب الذنوب والمعاصي ويجعله يشعر بأن عليه أن يقوم بما فرضه الله عليه, وبما اراده الله منه, وبما حمله الله من مسؤولية في هذه الحياة.

الإيمان بيوم القيامة يهب الإنسان الشجاعة والشهامة، ويجعله يعشق الشهادة، لأن أسمى وسام يتقلده الإنسان في هذا العالم هو وسام الشهادة في سبيل الله وفي سبيل هدفٍ إلهي مقدس، والشهادة أحب شيء للإنسان المؤمن, وهي بداية لسعادة أبدية خالدة.

ونلاحظ في الآية أن الله عبر بكلمة (يوقنون) عندما تحدث عن الاعتقاد بالآخرة، بدل التعبير بكلمة يؤمنون كما فعل عندما تحدث عن الاعتقاد بالغيب والإيمان برسالات الأنبياء, فهناك قال: (الذين يؤمنون بالغيب.. والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما انزل من قبلك) وهنا قال تعالى: (وبالآخرة هم يوقنون). وكأن التعبير بالإيقان للإشارة إلى أن المطلوب هو اليقين بالآخرة، اليقين الذي هو مرتبة خاصة من الإيمان والاعتقاد، اليقين الذي يعني رسوخ وثبات الشيء في القلب بالإضافة إلى رسوخه في العقل والفكر، فإذا صدق القلب بالإضافة إلى تصديق العقل, فذلك هو اليقين, وليس كل مؤمن بالآخرة هو من أهل اليقين بالآخرة.

فالعدول عن تعبير (يؤمنون) إلى (يوقنون) كأنه للإشارة إلى أن التقوى لا تتم إلا مع اليقين بالآخرة. لان اليقين بالآخرة لا يجتمع ولا يلتقي مع نسيان الآخرة، فالذي يوقن بالآخرة لا ينسى الآخرة, بخلاف الذي يؤمن بالآخرة بدون يقين وبدون أن يصل إلى مرتبة اليقين، فإن الذي يؤمن بالآخرة بدون يقين قد ينسى الآخرة فيرتكب أعمالاً وممارسات تتنافى مع إيمانه بالآخرة, فيتمرد على  الله ويعصي الله ويرتكب الذنوب ولا يقوم بما فرضه الله عليه ولا ينتهي عما نهاه الله عنه، لكن إذا كان الإنسان على يقين بالآخرة وذاكراً لليوم الذي يحاسب فيه على أعماله الكبيرة والصغيرة، فإنه لا يرتكب المعاصي والذنوب ولا يقدم على الشيء الذي حرمه الله ولا على أي شيء يتنافى مع ذكر الآخرة، يقول تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديد بما نسوا يوم الحساب) ص/ 36.

فالضلال عن سبيل الله إنما هو بنسيان الآخرة, اي ان الذي ينسي الآخرة ضال عن سبيل الله, بينما الذي على يقين بالآخرة وهو ذاكر للآخرة مع اليقين بها فهو من أهل التقوى.

(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).

هذه الآية تشير إلى النتيجة التي ينالها المؤمنون الذين يملكون الصفات الخمس المذكورة.

الله تعالى ضمن لهؤلاء هدايتهم وفلاحهم.

واستعمال حرف (على) في عبارة (على هدى من ربهم) يوحي بأن الهداية الإلهية مثل سفينة يركبها هؤلاء المتقون لتوصلهم إلى السعادة والفلاح, لأن حرف (على) يوحي غالباً بمعنى الاستعلاء.

واستعمال كلمة (هدى) في حالة الفكرة يشير إلى عظمة الهداية التي شمل الله بها المتقين، وتعبير (هم المفلحون) يفيد الحصر, اي أن الطريق الوحيد للفلاح والوصول إلى السعادة الحقيقية هو طريق هؤلاء المتقين المفلحين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين