السبت, 18 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

التسامح مبدأ إنساني

التسامح هو مبدأ أخلاقي وإنساني وهو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين واساءاتهم ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى إيجابياتهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، وقد أمرنا الله بالعفو والتسامح باعتبارهما من مفردات الرحمة ومن أهم القيم الاخلاقية والانسانية الحميدة والجميلة

خلاصة الخطبة

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن كل الانجازات والانتصارات التي يحققها محور المقاومة في المنطقة هي لمصلحة لبنان وتنعكس ايجابا على لبنان لا سيما الانجازات العسكرية والأمنية التي حققها الجيش والمقاومة في مواجهة الإرهاب التكفيري على الحدود الشرقية مع سوريا.

ولفت : الى أن هذه الإنجازات جعلت بلدنا أكثر امنا واستقرارا وتحصينا من الإختراقات، داعياً: الى أن تستتبع بانجازات على صعيد معالجة ملف النازحين وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي والمعيشي.

وقال: لبنان معني بمعالجة ملف النازحين في أسرع وقت لأن التأخير ليس في مصلحة لا النازحين ولا اللبنانيين.

 وشدد: على أن الحكومة معنية اليوم واكثر من اي وقت مضى، لا سيما في ظل ألجواء التوافقية التي يعيشها البلد، بمعالجة الملفات التي تتصل بحياة الناس وحقوقهم وحاجاتهم بروح وطنية مسؤولة، بعيدا عن المناكفات والمحاصصات والمصالح الانتخابية والفئوية والكيد السياسي.

ورأى الشيخ دعموش: أن قانون العقوبات المالية الذي يحضر فيالكونغرس الأميركييستهدف لبنان قبل أن يستهدف حزب الله، ويراد منه إخافة اللبنانيين، وهو يأتي في سياق الضغط على المجتمع اللبناني ليتخلى عن احتضان المقاومة والتمسك بخيارها في مواجهة اسرائيل والارهاب التكفيري،  ولكن هؤلاء جربوا في الماضي تدبير المؤامرات وفرض العقوبات وشن الحملات السياسية والإعلامية للإيقاع بين الدولة وبين المقاومة والفصل بين المقاومة وبين أهلها وشعبها، ومارسوا الكثير من الضغوط لإبعاد الشعب اللبناني عن المقاومة وفشلوا.. بينما أزداد حضور المقاومة شعبيا وسياسيا، واليوم نقول لهم: لا العقوبات ولا أي كيد أخر يمكن أن  يثنينا عن التمسك بالمقاومة ومواجهة الأخطار التي يمكن ان تفرض على لبنان والشعب اللبناني لإخضاعه وإذلاله، فمن لديه الحسين ولديه مقاومة ومجاهدون وشعب وفيّ يتمسك ب(هيهات منا الذلة) لا يمكن أن يخضع أو يرضى بالذل مهما بلغت التحديات والتهديدات.

نص الخطبة

( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

يتعرض الإنسان في حياته أحيانا للإساءات،والعديد من المواقف المحرجة والمشكلات التي تحصل بينه وبين أشخاص آخرين قد يكونون أقاربه أو أصدقائه أو غير ذلك، وهذا ما يدفعه إلى التشاجر معهم، وقد يضطر إلى مقاطعتهم في كثير من الأحيان، وينتج عن ذلك عدد كبير من الآثار السيئة حيث أن كثرة المشالكل والخلافات في حياة الإنسان تجعله متوترا وعصبيا،و انفعاليا وتفقده التركيز، وتقضي على الكثير من العلاقات الطيبة التي تجمع بينه، ومن هنا تأتي أهمية العفو و التسامح ..

فالتسامح هو مبدأ أخلاقي وإنساني وهو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين واساءاتهم ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى إيجابياتهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، وقد أمرنا الله بالعفو والتسامح باعتبارهما من مفردات الرحمة ومن أهم القيم الاخلاقية والانسانية الحميدة والجميلة، و قد جاءت الكثير من الآيات القرآنية ،و الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثنا عن أهمية العفو و التسامح ،و فضلهما ،ونتائج هذا السلوك وآثاره وانعكاساته الإيجابية على الحياة الإجتماعية للناس فهو سلوك يغرس المحبة في نفوس الناس ، ويقرب الناس من بعضهم ويقضي على العديد من المشكلات التي تنشأ بين الناس ويعزز حالة الإلفة والحميمية بينهم ، وهذا ما أشار اليه قوله تعالى في كتابه العزيز : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ).

التسامح والعفو يزيد قدرة من قدرة الانسان على ضبط نفسه والتحكم بمزاجه ،و التخلص من الرغبة في الإنتقام ،ويساعد على الإبتعاد عن الحقد والكراهية والبغضاء والفوز بمحبة الآخرين وتقديرهم، وهو دليل على قوة الشخصية وليس على ضعفها كما يظن البعض .

 وأيضا التسامح يجعل الانسان ينالالفوز بمغفرة الله سبحانه، وتعالى ومحبته وجنته، والفوز بالعزة يوم القيامة، كما قال تعالى: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ،و في آية آخرى : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).

وفي الحديث عن النبي( ص): ( ثلاثٌ – والذي نفسي بيدِه – إن كنتُ لَحالفًا عليهِن: لا يَنقُصُ مالٌ من صدقةٍ؛ فتصدَّقوا، ولا يَعفو عبدٌ عن مَظلمةٍ، إلا زادَه اللهُ بِها عزًّا يومَ القيامةِ، ولا يفتَحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ، إلا فتحَ اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ ) .

ولأجل ذلك كان التسامح صفة ملازمة لرسول الله(ص) بل هو من خصال كل الأنبياء والرسل والعظماء على مر التاريخ وفي مقدمهم محمد بن عبد الله(ص)الذي تسامح مع أشد الناس عداوة له وقال لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء، وابتعد في العديد من المواقف والمحطات عن الإنتقام ومؤاخذة الآخرين بسيئاتهم أو مواجهة عنفهم بالعنف وإساءاتهم  بالإساءة ، فعفى عمن ظلمه واخرجه من دياره ووصفه بالجنون والسحر، وأعاق حركته في الدعوة الى الله وكان ذلك من موقع رحمته ورأفته وسمو أخلاقه وإنسانيته كما قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )

وعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أمرني ربّي بمداراة الناس، كما أمرني بأداء الفرائض"

وعندما واجهته قريش بالقسوة والعنف ولم تترك وسيلة من وسائل التعذيب والإهانة والإفتراء إلا واستخدموها في وجهه كان دعاؤه: ( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون)

وروى عبدالله بن مسعود قال: رايت رجالا من قريش يضربون رسول الله وقد أدموا وجهه الشريف وكان يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون.

 وبهذا السلوك الإنساني الرفيع سبق نبينا كل المواثيق وشرعة حقوق الإنسان وكل المؤتمرات العالمية التي عقدت لتأكيد مبدأ التسامح وأهميته في التعايش بين الشعوب.

ولذلك المطلوب من الانسان المؤمن ان يقتدي برسول الله(ص) وان يترجم هذا المبدأ في سلوكه وتصرفاته وعلاقاته وطريقة تعاطيه مع خصومه وعامة الناس .

فعن الامام الصادق في وصيته لصاحبه عبد الله بن جندب قال: يَا ابْنَ جُنْدَبٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَسَلِّمْ عَلَى مَنْ سَبَّكَ وَأَنْصِفْ مَنْ خَاصَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ كَمَا أَنَّكَ تُحِبُّ أَنْ يُعْفَى عَنْكَ فَاعْتَبِرْ بِعَفْوِ اللَّهِ عَنْكَ أَلَا تَرَى أَنَّ شَمْسَهُ أَشْرَقَتْ عَلَى الْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ وَأَنَّ مَطَرَهُ يَنْزِلُ عَلَى الصَّالِحِينَ وَالْخَاطِئِينَ).

صل من قطعك: مع ان الصلة تكون لمن تواصل معك ولم يقاطعك ، اما من يقاطع ك فغالبا ما تقاطعه ولا تتواصل معه .. لكن الامام يريدك ان تتواصل مع من قطعك سواء كان من الأقارب أو الأباعد لتبتكشف عن سمو اخلاقك واخلاق الاسلام ولتبنال رحمة الله من خلال هذا السلوك الأخلاقي.

 عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول"إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم يُنادي منادٍ: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كُنّا نصل من قطعنا ونُعطي من حرمنا ونعفو عمّن ظلمنا، قال: فقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة".

وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ: اي ان ترد الاساءة بالإحسان.فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

وَسَلِّمْ عَلَى مَنْ سَبَّكَ:فعن النبي : لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم

وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ: الصبر على اذى الاخرين والعفو عمن ظلمك قمة الأخلاق والتقوى(وأن تعفوا أقرب للتقوى) (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

هذا كله على المستوى الشخصي وعندما ينفع العفو والتسامح في ردع الظالم عن الظلم، اما العدوان والقتل والتدمير الذي الذي يقوم به الأعداء ويصر عليه الأعداء ولا يستجيبون للمبادرات فلا ينفع في ردعهم الا القوة .. مثل العدو الصهيوني والاحتلال الاسرائيلي فإنه لا ينفع معه الا القوة، وكذلك الارهاب التكفيري.

اليوم أن كل الانجازات والانتصارات التي يحققها محور المقاومة في المنطقة هي لمصلحة لبنان وتنعكس ايجابا على لبنان لا سيما الانجازات العسكرية والأمنية التي حققها الجيش والمقاومة في مواجهة الإرهاب التكفيري على الحدود الشرقية مع سوريا.

ولفت : الى أن هذه الإنجازات جعلت بلدنا أكثر امنا واستقرارا وتحصينا من الإختراقات، داعياً: الى أن تستتبع بانجازات على صعيد معالجة ملف النازحين وعلى الصعيد السياسي والاقتصادي والمعيشي.

وقال: لبنان معني بمعالجة ملف النازحين في أسرع وقت لأن التأخير ليس في مصلحة لا النازحين ولا اللبنانيين.

 وشدد: على أن الحكومة معنية اليوم واكثر من اي وقت مضى، لا سيما في ظل الأجواء التوافقية التي يعيشها البلد، بمعالجة الملفات التي تتصل بحياة الناس وحقوقهم وحاجاتهم بروح وطنية مسؤولة، بعيدا عن المناكفات والمحاصصات والمصالح الانتخابية والفئوية والكيد السياسي.

أما قانون العقوبات المالية الذي يُحضّر فيالكونغرس الأميركيفهو يستهدف لبنان قبل أن يستهدف حزب الله، ويراد منه إخافة اللبنانيين وترهيبهم، وهو يأتي في سياق الضغط على المجتمع اللبناني ليتخلى عن احتضان المقاومة والتمسك بخيارها في مواجهة اسرائيل والارهاب التكفيري، ولكن هؤلاء جربوا في الماضي تدبير المؤامرات وفرض العقوبات وشن الحملات السياسية والإعلامية لتشويه صورة المقاومة، وللإيقاع بين الدولة وبين المقاومة، والفصل بين المقاومة وبين أهلها وشعبها، ومارسوا الكثير من الضغوط لإبعاد الشعب اللبناني عن المقاومة وفشلوا.. بينما أزداد حضور المقاومة شعبيا وسياسيا، وتعاظمت قدراتها وتراكمت خبراتها. واليوم نقول لهم: لا العقوبات ولا أي كيد أخر يمكن أن  يثنينا عن التمسك بالمقاومة ومواجهة الأخطار التي يمكن ان تفرض على لبنان وعلى الشعب اللبناني لإخضاعه وإذلاله، فمن لديه الحسين ولديه مقاومة ومجاهدون وشعب وفيّ يتمسك بنهج الحسين وب(هيهات منا الذلة) لا يمكن أن يخضع أو يرضى بالذل مهما بلغت التحديات والتهديدات.