السبت, 18 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

مبدأ التاريخ الهجري

التأريخ الهجري قد وضع من زمن النبي(صلى الله عليه وآله)، وهو الذي اعتمد الهجرة مبدأ وأساسا للتاريخ الاسلامي وليس عمر، وقد كان في اوّل شهر ربيع الأول، أي في اليوم الذي هاجر به النبي(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة.. وما حدث في زمن عمر هو فقط: أنه جعل مبدأ السنة شهر محرم بدلاً من ربيع الأوّل، فأرخ من المحرم بدلاً من ربيع الاول .

خلاصة الخطبة

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: إلى أن هناك محاولات عديدة جرت وتجري لزعزعة دين الشباب من خلال الحرب الناعمة والغزو الثقافي ومن خلال الجماعات الإرهابية التكفيرية التي جييء بها الى المنطقة لتشويه صورة الإسلام واسقاطه من عقول وقلوب الشباب ودفعهم نحو الانحراف والالحاد والبعد عن الدين والقيم.

وقال: إن أعداء الإسلام انفقوا ملايين الدولارات من اجل ابعاد الشباب عن دينهم وعن التزامهم الروحي، ومن أجل التخلي عن مسؤولياتهم وعن المقاومة، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وحفظ الله دين الشباب وازدادوا تمسكا بخيار المقاومة رغم الإغراءات والتهديدات والضغوط وذهب كل ما انفقه الأعداء هباءا منثورا وتحسروا على اموالهم التي انفقوها بلا جدوى كما قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) .

ورأى الشيخ دعموش: أن مشروع المقاومة وبالرغم من كل المحاولات التي جرت لضربه واسقاطه والتحريض عليه وتشويه صورته يسجل حضورا شعبيا واسعا حول خياراته، ويحقق المزيد من الإنجازات والإنتصارات الإستراتيجية في المنطقة|، ويفرض على المحور الآخر الإنكفاء والتسليم بالأمر الواقع الميداني والسياسي الجديد في هذه المنطقة، بينما في المقابل يشعر أعداء المقاومة وخصومها بالإحباط والفشل والعجز وضيق الخيارات وصعوبتها بدأ من الأمريكي ومرورا بالإسرائيلي وانتهاءا بالسعودي .

ولفت: الى أن من أراد ان يعرف حجم الضيق الذي يشعر به الأمريكي والإسرائيلي من فشل مشروعهم ومن الحضور القوي الذي يحققه محور المقاومة في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا بفضل الإنجازات الميدانية الأخيرة.. فليقرأ الخطاب الموتور للرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة، وليطلع على ما يقوله الإسرائيليون عن سوريا وحزب الله وايران وانتصاراتهم في المنطقة، حيث يشتم من خطاباتهم ومواقفهم رائحة الفشل والعجز والهزيمة.

وختم بالقول: نحن نعدهم بالمزيد من خيبات الأمل وبالمزيد من العجز والفشل، لأن ما يفصلنا عن السقوط الكامل والنهائي لمشروعهم وومشروع أدواتهم الإرهابيين من داعش والنصرة واخواتهما في المنطقة هو مسألة وقت ليس أكثر.

نص الخطبة

قال الله تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) 

ويقول تعالى : ( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ ظَـٰلِمِى أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى ٱلأرْضِ قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وٰسِعَةً فَتُهَـٰجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً )

هذا اليوم هو اليوم الأول من السنة الهجرية سنة 1439 وهذا التاريخ مرتبط بهجرة النبي من مكة الى المدينة بعد ثلاثة عشر سنة قضاها النبي بعد مبعثه في مكة. يدعو إلى الله سبحانه وتعالى ويواجه تحديات المشركين 

وقد عانى النبي(ص) من قومه في هذه السنين أشد المعاناة وتحمل الأذى والأساءة الشخصية والمقاطعة والحصار والضغوط .

وبالتأكيد لم تكن هذه الهجرة ردّ فعل لاضطهاد قريش وآذاها، أو للتخلص من التعذيب والقهر والقتل، الذي كانوا يتعرضون له من المشركين ومن قريش فقط، وإنما كانت الهجرة إلى المدينة فعلاً تأسيسيا خطط له النبي (ص) وقام به لضمان مستقبل الإسلام، واستنادا لإرادته وقناعته.

ويمكن تلخيص أسباب هذه الهجرة بثلاثة اسباب:


أولا : إن مكة المكرمة لم تعد مكاناً صالحاً للدعوة الإسلامية، فلقد حصل النبي (ص) منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه، خلال ثلاثة عشر سنة، فقد أسلم من أسلم وعاند من عاند، ولم يبق فيها بعد أي أمل في ظهور جماعات أو جهات جديدة يمكن العمل عليها في المستقبل القريب على الأقل. خصوصا أن قريشا حشدت كل طاقاتها لمواجهة الإسلام. فكان لا بد من الهجرة إلى مكان آخر يكون صالحا لنشر الإسلام فكانت الهجرة الى المدينة، لأن النبي (ص) شعر أن المدينة يمكن أن تكون مركزاً قوياً صلباً للدعوة الإسلامية، خاصة بعدما أسلم أهلها وبايعوا النبي (ص) على الطاعة والنصرة.

ثانيا : إن الإسلام كما نعلم ليس مجرد عبادات، من صوم وصلاة وحج وغيرها، إنما هو دين شامل ونظام يستوعب بأحكامه وتشريعاته وتعاليمه جميع مجالات الحياة، الاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها. فهو يدعو، إضافة إلى عقيدة التوحيد وبناء الروح، إلى بناء مجتمع إنساني سياسي تطبق فيه أحكام الله سبحانه وتشريعاته في السلوك والمعاملات والأخلاق والسياسة وفي كل ميدان. وتجربة النبي في مكة بعد ثلاثة عشر سنة، وكل التحديات التي كانت تواجهه لا تمكّنه من بناء المجتمع الإسلامي الذي يرغب فيه، والقادر على استلام السلطة وتطبيق الشريعة الإسلامية، كنظام اجتماعي وسياسي. لأجل ذلك كان لا بد من الانتقال إلى ساحة يستطيع النبي (ص) فيها بناء مثل هذا المجتمع والدولة.

ثالثا : هو استمرار المشركين في الضغط بكل الوسائل على المسلمين، بالتعذيب والتهجير والحصار والمقاطعة، لإجبارهم على التراجع عن دينهم وعقيدتهم، ولم يكن باستطاعة النبي (ص) توفير الحماية لهم من قريش وغيرها، فكان لا بد من إيجاد حلّ مناسب لهؤلاء المعذبين والمضطهدين، يأمنون من خلاله على أنفسهم وحياتهم وأعراضهم. فكانت الهجرة إلى المدينة هي الحل. ولذلك نجد أن الرسول (ص) حين أمر المسلمين بالهجرة قال لهم :"إن الله عزّوجل قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها". أي داراً تعيشون فيها الأمن والهدوء والاستقرار بعيداً عن اضطهاد قريش وملاحقاتها لهم ولأسرهم.

والخلاصة، إنه كان لا بد للنبي (ص) ولمن معه من المسلمين، من الخروج من مكة المكرمة إلى مكان يبعدهم عن الضغوط والاضطهاد ويملكون فيه حرية العبادة يعلنون فيه عن إسلامهم ويمارسون شعائرهم الدينية بالعلن، إلى جانب حرية التخطيط لبناء مجتمع ودولة إسلامية ويكون فيه النبي (ص) قادراً على القيام بهذه المهمة العظمى. فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة من أجل كل هذه الأهداف.

واستنادا الى هذه الهجرة التي تعتبر حدثا هاما وكبيرا ومفصليا في تاريخ الاسلام تأسس التاريخ الاسلامي وتم اعتماد التاريخ الهجري كتاريخ اسلامي.

  والنبي(صلى الله عليه وآله) هو أوّل من أرّخ بالهجرة، واعتمد هذا الحدث الكبير تاريخا للمسلمين، استنادا الى ما رواه الزهري والحاكم النيشابوري وابن عساكر وغيرهم من المحدثين والمؤرخين.

وهناك من يقول بأن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو الذي وضع التأريخ في أيام خلافته ويقولون: إن السبب الذي دفع عمر الى ذلك هو أنّه رفع إلى عمر صك مكتوب لرجل على آخر بدين، يحلّ عليه في شعبان؟ ولم يعرفوا أيحل عليه في شعبان من هذه السنة، أم من التي قبلها، أم التي بعدها؟ فجمع الناس ولا سيما أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) وقال لهم: ضعوا للناس شيئاً يعرفون به حلول ديونهم، فاختلفوا؟، فأشار بعضهم أن يؤرخوا بتاريخ الفرس أو الروم، وأشار آخرون: الى أن يأرّخوا من مولد رسول الله(صلى الله عليه وآله) او من مبعثه، وأشار علي بن أبي طالب(عليه السلام) وآخرون: أن يؤرّخ من هجرته إلى المدينة لظهوره لكل أحد، فإنّه أظهر من المولد، والمبعث ، فاستحسن عمر والصحابة ذلك، فأمر عمر: أن يؤرّخ من هجرة رسول الله(صلى الله عليه وآله).

لكن الصحيح هو ما قلناه: من أن التأريخ الهجري قد وضع من زمن النبي(صلى الله عليه وآله)، وهو الذي اعتمد الهجرة مبدأ وأساسا للتاريخ الاسلامي وليس عمر، وقد كان في اوّل شهر ربيع الأول، أي في اليوم الذي هاجر به النبي(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة.. وما حدث في زمن عمر هو فقط: أنه جعل مبدأ السنة شهر محرم بدلاً من ربيع الأوّل، فأرخ من المحرم بدلاً من ربيع الاول .

 ويفهم من كلام بعض المؤرخين ان عمر إنما ارتأى جعل محرّم أوّل السنة، لتكون الأشهر الحرم في سنة واحدة.

والخلاصة: ان النبي (صلى الله عليه واله) هو اول من ارخ بالهجرة وكان التاريخ يبدأ من ربيع الاول لأن الهجرة كانت فيه، ولكن عمر غيره في عهده من ربيع الاول الى محرم لكي تكون الاشهر الحرم في سنة واحدة، وجرى الناس على هذا الامر وشاع وأصبح عرفا وقد التزم به الناس كبداية للتاريخ الهجري.. وقوة السلطة أحيانا تفرض أشياءا معينة فتصبح أمرا واقعا وثابتا على مر الزمن وهو ما ربما حصل بالنسبة لبداية السنة الهجرية.

وفي كل الاحوال فان بداية السنة هي مناسبة للمحاسبة والمراجعة والتأمل وتصحيح الأعمال والسلوك والأخلاق والمواقف والعلاقات .

والهجرة هي درس للإنتقال ليس من مكان الى مكان، بل للإنتقال من حالة الى حالة، ومن وضعية الى وضعية أخرى.. الإنتقال من حالة العصيان والتمرد على الله الى حالة الإيمان والإلتزام بالقيم والأخلاق.. الإنتقال من وضعية التلبس والإنغماس والإستغراق في المعاصي والسيئات الى وضعية هجر المحرمات والإبتعاد عنها والتمسك بدل ذلك بما أحله الله، فان ما أحله الله للناس في الحياة الدنيا يفوق بأضعاف مما حرمه عليهم فيها فلماذا يلجأ الإنسان الى الحرام ويترك الحلال وفي الحلال ما يغنيه عن الحرام؟

ففي الحديث عن النبي(ص): "المهاجر من هجر السيئات". 

وعنه(ص): المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ".

ومن معاني الهجرة أيضاً: أن الله حفظ رسوله والمؤمنين وأنقذهم ونصرهم وأعلا شأنهم وشأن دينهم بعد أن كانوا مضطهدين ومعذبين جراء محاولات المشركين للقضاء على دينه .

 وما يحدث هذه الأيام من محاولات لزعزعة دين الشباب من خلال الحرب الناعمة والغزو الثقافي ومن خلال الجماعات الإرهابية التكفيرية التي جييء بها الى المنطقة لتشويه صورة الاسلام واسقاطه من عقول وقلوب الشباب ودفعهم نحو الانحراف والالحاد والبعد عن الدين والقيم يأتي في هذا السياق، وقد انفقوا ملايين الدولارات من اجل ابعاد الشباب عن دينهم وعن التزامهم الروحي، ومن أجل التخلي عن مسؤولياتهم وعن المقاومة، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وحفظ الله دين الشباب وازدادوا تمسكا بخيار المقاومة رغم الإغراءات والتهديدات والضغوط وذهب كل ما انفقه الأعداء هباءا منثورا وتحسروا على اموالهم التي انفقوها بلا جدوى كما قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) .

اليوم مشروع المقاومة وبالرغم من كل المحاولات التي جرت لضربه واسقاطه والتحريض عليه وتشويه صورته يسجل حضورا شعبيا واسعا حول خياراته، ويحقق المزيد من الإنجازات والإنتصارات الإستراتيجية في المنطقة، ويفرض على المحور الآخر الإنكفاء والتسليم بالأمر الواقع الميداني والسياسي الجديد في هذه المنطقة، بينما في المقابل يشعر أعداء المقاومة وخصومها بالإحباط والفشل والعجز وضيق الخيارات وصعوبتها بدأ من الأمريكي ومرورا بالإسرائيلي وانتهاءا بالسعودي .

 ومن أراد ان يعرف حجم الضيق الذي يشعر به الأمريكي والإسرائيلي من فشل مشروعهم ومن الحضور القوي الذي يحققه محور المقاومة في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا بفضل الإنجازات الميدانية الأخيرة.. فليقرأ الخطاب الموتور للرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة، وليطلع على ما يقوله الإسرائيليون عن سوريا وحزب الله وايران وانتصاراتهم في المنطقة، حيث يشتم من خطاباتهم ومواقفهم رائحة الفشل والعجز والهزيمة، ونحن نعدهم بالمزيد من خيبات الأمل وبالمزيد من العجز والفشل، لأن ما يفصلنا عن السقوط الكامل والنهائي لمشروعهم وومشروع أدواتهم الإرهابيين من داعش والنصرة واخواتهما في المنطقة هو مسألة وقت ليس أكثر.

                                                                والحمد لله رب العالمين