الجمعة, 17 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

الإختبارات الإلهية بين الصبر والتسليم

الاختبارات التي يتعرض لها الإنسان متعددة ومتنوعة، فهي لا تحصل مرة واحدة ثم تنتهي القضية , ولا تأخذ شكلاً واحداً أو مستوى واحداً أو مساراً واحداً أو منحىً واحداً، وإنما قد تشتد وتضعف وتأخذ أشكالاً متنوعة، فقد يكون البلاء في بعض الأحيان فتنة دينية وقد يكون الاختبار سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو غير ذلك..

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: دماء شهداء القنيطرة تشعل من جديد جذوة وروح المقاومة في مواجهة الصهاينة.

خلاصة الخطبة

لفت الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن شهادة شهداء القنيطرة تأتي في السياق الطبيعي وفي الإطار المتوقع..لإننا مع العدو الصهيوني نحن في معركة مفتوحة وفي مواجهة حقيقية ولسنا في نزهة.

وقال: نحن أمام عدو متوحش وغدّار ، طبيعته وعقليته عدوانية ووحشية ، وديدنه الغدر والقتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر.

وكل مجاهدينا عندما اختاروا طريق المقاومة كانوا يعرفون أنهم أمام عدو من هذا النوع وفي مواجهة دموية من هذا النوع، كانوا يعرفون انهم قد يسقطون شهداء، بل بعضهم يعشق الشهادة ويتمناها ويسعى إليها ويندفع نحوها.

وأضاف: في كل مرة كان يسقط لنا فيها شهداء, كانت تكبر المقاومة ويتصاعد فعلها وانجازها وانتصارها, وتقوى ارادتها وعزمها, ويشتد ساعدها..

ورأى: ان دماء الشهداء تزيدنا قوة وتماسكاً وصلابة ووحدة وحافزاً لمواصلة الطريق, وتشعل من جديد جذوة وروح المقاومة في مواجهة الصهاينة، وتعيد الصراع معهم إلى الواجهة من جديد بعد محاولات التكفيريين حرف الصراع عن الاسرائيلي .

واعتبر: أن الدماء الزكية للشهداء صنعت من جديد وحدة وطنية والتفافاً شعبياً ووطنياً حول المقاومة , وأعادت الوهج من جديد إلى حزب الله والمقاومة وسلطت الضوء على دورها الاستراتيجي في مواجهة العدو. وعززت ايضاً من قوة الحضور الشعبي الى جانب المقاومة , وهذا ما شهدناه خلال تشييع الشهداء وخلال مراسم تقبل التبريك بشهادتهم .

وشدد: على أن ما جرى في القنيطرة يؤكد: ان الصورة الحقيقية للصراع الدائر في سوريا هو صراع مع اسرائيل وأدواتها ومشروعها , ويكشف عن مدى العلاقة والترابط الميداني بين العدو الاسرائيلي وبين الجماعات التكفيرية, ويؤكد أيضاً أننا في مواجهة عدو واحد ولكن بوجهين , وجه تكفير ووجه اسرائيلي , وأننا نقاتل عدواً واحداً على جبهتين ، جبهة صهيونية وجبهة تكفيرية.

وأكد: أن ما جرى لن يخيف المقاومة, ولن يثني المقاومة عن متابعة عملها وجهادها وتحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها على صعيد المواجهة المفتوحة مع الصهاينة والتكفيريين..معتبراً: الخائف والقلق اليوم هو العدو الاسرائيلي وليس المقاومة ,ويكفي أن تسمعوا ماذا يقول الصهاينة عن الورطة التي دخلوا فيها بعد هذه العملية لتعرفوا حجم القلق والاضطراب والارباك الذي يعيشه الصهاينة بعد جريمتهم .

 وختم بالقول: لأول مرة يشعر الاسرائيلي انه في مواجهة خصم يحسب له ألف حساب, لأنه يعرف انه أمام مقاومة جادة وصادقة وشجاعة , وأمام مقاومة قوية وجدية لا وهن فيها ولا ضعف ولا خلل.. أمام مقاومة هي اليوم أقوى وأشّد وأمّنع وأكثر إرادة وعزماً على مواجهة العدوان من أي زمن مضى.. مقاومة لا تسكت على ضيم ولو بعد حين ..

نص الخطبة

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153 البقرة)

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ(154)

الابتلاء هو أمر واقع وقانون ثابت في الحياة الدنيا .. والانسان في كل مراحل حياته هو في دائرة الابتلاء والاختبار الالهي يواجه تحديات وضغوط وأزمات ومصائب وحوادث مفجعة, ويمر بمراحل قاسية وظروف صعبة ,ويخضع لامتحانات عسيرة, ويُفتتن وتُقدم له المغريات وتزين له الشهوات والأهواء ..

والمؤمنون مهما كانت درجة ايمانهم عالية هم ليسوا بمنأى عن الابتلاء ولا هم خارج دائرة الاختبار بل هم مشمولون بهذا القانون.

 

من الاخطاء الكبرى ان يظن المؤمنون انهم في الحياة الدنيا لن يمروا بامتحانات ومصائب ولن يتعرضوا لاختبارات صعبة.

 

يقول تعالى: وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. (آل عمران / 179)

 أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ

وسُئل رسول الله (ص) أي الناس أشد بلاءً ؟

قال: الانبياء ثم الاولياء ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلى الناس على قدر دينهم, فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه, ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه .

وفي حديث آخر : ما زال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة. لأن البلاء يزيل الخطايا ويمنح الثواب والأجر.

والله سبحانه وتعالى يبتلي الانسان لا لأنه يجهل ما في داخله ويريد ان يعلم بذلك عن هذا الطريق , او لأجل انه يريد يميز الصادق من الكاذب والطيب من الخبيث والمؤمن من المنافق,فالله عالم بما في دخائل الناس واسرارهم وحقائقهم منذ الأزل, فليس بحاجة الى اختبارهم لمعرفة حقيقتهم ومكنوناتهم ومدى صدقهم او كذبهم .. وإنما يختبرهم ويبتليهم ليبرهن الانسان على صدق ايمانه واخلاصه وثباته وصبره , وليكشف الانسان ما في نفسه وداخله وباطنه , لأن الانسان لا تظهر حقيقته في الحالات العادية وفي اوقات الرخاء والدعة والعافية, وانما تظهر هوية الانسان في حالات الشدة وعند البلاء ,هنا يكشف الانسان عن مكنوناته وتظهر كمالاته وصدقه او كذبه ونفاقه.

 

وفي مواجهة البلاء المطلوب ايمانياً :

أولاً: الرضا بالقضاء والتسليم بأمر الله سبحانه وتعالى , بأن نعرف موقع البلاء وحجم المصاب ونشعر بألمه  ونحس بمرارته ولكن مع ذلك نرضى به , ونسلم لأمر الله تعالى .

والرضا بالقضاء , من علامات الايمان والالتزام الديني .

 

ولذلك يقال انه جاء قوم إلى رسول الله(ص) فقال لهم : ما أنتم ؟

قالوا: مؤمنون يا رسول الله.

فقال : وما علامة ايمانكم ؟

قالوا: نصبر على البلاء, ونشكر عند الرخاء, ونرضى بالقضاء .

فقال : مؤمنون ورب الكعبة.

ثانياً: الصبر والاحتساب, بان نصبرعند البلاء وعند مواجهة المصاعب والتحديات والضغوط , والصبر هنا ليس بمعنى الاستسلام والسكون والخمول او الجزع والفزع والمذلة او الخضوع أمام التحديات والازمات والأحداث التي يواجهها الانسان ,وإنما الصبر الذي يعني المقاومة والثبات ومواجهة المصاعب والإبتلااءت والظروف الصعبة بمسؤولية وقوة وحكمة , صبر أهل التقوى وأهل العبادة, صبر الواعين والعارفين، الذين يتصورن ويعتقدون بان الله خصهم بالبلاء من دون الناس تكريماً لهم ,بأن نظر اليهم وتطلع فيهم واختارهم لموضع ثوابه وكرمه وفضله, وصاروا ملحوظين بنظرته (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ , الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157البقرة)

فالمؤمنون كغيرهم..هم في دائرة الاختبار والافتتان الإلهي, وعلى الإنسان المؤمن أن يتنبه لذلك دائماً وفي جميع المراحل حتى يكون مستعداً لمواجهة الاختبارات التي يمر فيها في حياته ليفوز فيها بجدارة.

والاختبارات التي يتعرض لها الإنسان متعددة ومتنوعة، فهي لا تحصل مرة واحدة ثم تنتهي القضية , ولا تأخذ شكلاً واحداً أو مستوى واحداً أو مساراً واحداً أو منحىً واحداً، وإنما قد تشتد وتضعف وتأخذ أشكالاً متنوعة، فقد يكون البلاء في بعض الأحيان فتنة دينية وقد يكون الاختبار سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو غير ذلك..

ألم نتعرض نحن هنا في لبنان لاختبارات أمنية في مراحل وحقبات متعددة..؟ لقد ابتلينا بالاحتلال، وواجهنا عدوان تموز وآب 2006، وسقط لنا آلاف الشهداء خلال مراحل الصراع مع العدو الصهيوني, وسقط لنا قادة شهداء وكوادر شهداء ,وصبرنا وبرهنّا وبرهن أهلنا في كل المراحل عن إيمانهم وثباتهم وصبرهم وتسليمهم والتزامهم خيار المقاومة مهما كانت التضحيات.

 

لقد سقط لنا في الأسبوع الماضي شهداء أعزاء كرام في القنيطرة, اختارهم الله لمواضع الكرامة عنده, فاكرمهم بالشهادة .

يجب ان نعرف ان هذه الشهادة المباركة تأتي في السياق الطبيعي وفي الإطار المتوقع..لإننا مع العدو الصهيوني نحن في معركة مفتوحة وفي مواجهة حقيقية ولسنا في نزهة.

نحن أمام عدو متوحش وغدار ، طبيعته وعقليته عدوانية ووحشية ، وديدنه الغدر والقتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر.

وكل مجاهدينا عندما اختاروا هذا الطريق كانوا يعرفون أنهم أمام عدو من هذا النوع وفي مواجهة دموية من هذا النوع، كانوا يعرفون انهم قد يسقطون شهداء، بل بعضهم من عشاق الشهادة يعشقها ويسعى إليها ويندفع نحوها, كاندفاعة ذلك الصحابي الذي كان في معركة أُحد وقد احتدمت المعركة واشتد القتال, فنظر الى تمرات كان يأكلها بيده وقال: لا يفصلني عن الجنة سوى هذه التمرات, فرماها من يده وانخرط في القتال حتى نال شرف الشهادة.

هذه الارادة .. ارادة الشهادة في سبيل الله, وجدناها في كل شهدائنا , في القادة والكوادر وكل الشهداء الذين مضوا على طريق المقاومة .

وفي كل مرة كان يسقط لنا فيها شهداء, كانت تكبر المقاومة ويتصاعد فعلها وانجازها وانتصارها, وتقوى ارادتها وعزمها, ويشتد ساعدها..

الصهاينة  والتكفريون لا يعرفون ماذا تصنع دماء الشهداء بحزب الله ومجاهديه وأهله وشعبه, هم لا يعرفون ان دماء الشهداء تزيدنا قوة وتماسكاً وصلابة ووحدة وحافزاً لمواصلة الطريق بأفق أوسع وأكبر.

هم لايعرفون الروح التي تصنعها دماء الشهداء في داخل جسد المقاومة, والوحدة العاطفية والروحية التي تصنعها لشعبها وأهلها.

هذه الدماء تشعل من جديد جذوة المقاومة وروح المقاومة في مواجهة الصهاينة، وتعيد الصراع مع الصهاينة إلى الواجهة من جديد بعد محاولات التكفيريين لحرف الصراع عن الاسرائيلي .

هذه الدماء الزكية تصنع من جديد وحدة وطنية والتفافاً شعبياً ووطنياً حول المقاومة . هذه الدماء تعيد الوهج من جديد إلى حزب الله والمقاومة وتسلط الضوء على دورها الاستراتيجي في مواجهة العدو, وتعزز ايضاً من قوة الحضور الشعبي الى جانب المقاومة , وهذا ما شهدناه خلال تشييع الشهداء وخلال مراسم تقبل التبريك بشهادتهم .

ما جرى في القنيطرة يؤكد:

ان الصورة الحقيقية للصراع الدائر في سوريا هو صراع مع اسرائيل وأدواتها ومشروعها.

لم يعد هناك التباس في ان المعركة التي نخوضها في سوريا هي مع اسرائيل لأنها جزء من المعسكر الذي يسعى لتغيير دور سوريا في المنطقة .

ما جرى يكشف أيضاً عن مدى العلاقة والترابط الميداني بين العدو الاسرائيلي وبين الجماعات التكفيرية, ويؤكد أننا في مواجهة عدو واحد ولكن بوجهين , وجه تكفير ووجه اسرائيلي , وأننا نقاتل عدواً واحداً على جبهتين ، جبهة صهيونية وجبهة تكفيرية.

وكل الذي جرى لن يخيف المقاومة, ولن يثني المقاومة عن متابعة عملها وجهادها وتحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها على صعيد المواجهة المفتوحة مع الصهاينة والتكفيريين..

الخائف والقلق اليوم هو العدو الاسرائيلي وليس المقاومة ,ويكفي أن تسمعوا ماذا يقول الصهاينة عن الورطة التي دخلوا فيها بعد هذه العملية لتعرفوا حجم القلق والاضطراب والارباك الذي يعيشه الصهاينة بعد جريمتهم .

 هم خائفون ومرعوبون ومضطربون وقلقون .. وهذه المخاوف باتت تضرب عميقاً في نفسية العدو ووجدانه وتربك عقله وتوهن وتضعف إرادته.

لأول مرة يشعر الاسرائيلي انه في مواجهة خصم يحسب له ألف حساب , لأنه يعرف انه أمام مقاومة جادة وصادقة وشجاعة , أمام مقاومة قوية وجدية لا وهن فيها ولا ضعف ولا خلل..

أمام مقاومة هي اليوم أقوى وأشّد وأمّنع وأكثر إرادة وعزماً على مواجهة العدوان من أي زمن مضى, مقاومة لا تسكت على ضيم ولو بعد حين ..

                                                                والحمد لله رب العالمين