الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

المقالات

المسيح(ع)الصفات والرسالة

 إن ذكرى ولادة نبي الله عيسى(ع) ومناسبة رأس السنة الجديدة يجب ان تكونا مناسبة لتأكيد التلاقي والتعايش والاحترام بين أتباع الديانات السماوية وخصوصاً بين المسلمين والمسيحيين, ومع الأسف أن البعض حوّل مناسبتي الميلاد ورأس السنة إلى مناسبة للهو والفسق والفجور والعادات السيئة والممارسات القبيحة وفرصة للتفلت من القيم والضوابط الأخلاقية والإنسانية في الوقت الذي يجب أن تكون مناسبة للتأمل والمراجعة واكتساب القيم.

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: الحفاظ على الاستقرار الداخلي من خلال الحوار بين المستقبل وحزب الله مكسب كبير للبنان.

رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن من الإيجابيات التي حصلت مؤخراً قبول تيار المستقبل بالحوار مع حزب الله بعدما كان يرفض ذلك ويشترط للدخول في أي حوار معه مجموعة شروط, كالانسحاب من سوريا ووضع السلاح على الطاولة وغير ذلك.

وقال: لا شك أن التطورات الحاصلة في المنطقة, والحرص الدولي على الاستقرار في لبنان, وفشل الطرف الآخر  في حساباته السياسية وفي رهانه على التغيير في سوريا, وحاجته لتمييز نفسه عن التيارات التكفيرية التي باتت تهدد لبنان، كل هذه الأمور وغيرها دفعت الطرف الآخر للقبول بالحوار وتفضيله على المواجهة المفتوحة مع حزب الله التي لم تنتج لهذا الفريق سوى المزيد من الخسائر السياسية.

وأضاف: نحن منذ البداية كنا نقول: هذا البلد لا يقوم إلا بالحوار والتلاقي والتعايش والتفاهم والتعاون بين كل مكوناته، وأيدنا أي فرصة للحوار بين القوى السياسية في لبنان ولا زلنا نؤيد أي حوار يقوم بين طرفين أو أكثر , واليوم ندخل في الحوار مع تيار المستقبل انطلاقاً من حرصنا على صيانة الاستقرار الداخلي, وضبط الخطاب التحريضي , وتنفيس الاحتقان والتشنج المذهبي, واحتواء مناخات التوتر في البلد, ونزع فتيل أي فتنة مذهبية، وإبقاء الصراع الداخلي في إطاره السياسي, لأنه لم يكن ولا في يوم صراعاً مذهبياً.

وأكد: أن الحفاظ على الاستقرار الداخلي وإراحة الأجواء في البلد, هو مكسب كبير للبنان وللبنانيين خصوصاً في هذه المرحلة التي يواجه فيها لبنان تهديدات التيارات التكفيرية ويحتاج إلى تعاون الجميع لمواجهة هذا الخطر الداهم.

نص الخطبة:

يقول الله تعالى: [إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين].

المسيح الذي يحدثنا عنه القرآن هو غير المسيح في العقيدة المسيحية، وهو يختلف  عنه في الجوهر وفي الدور, فالمسيح في العقيدة المسيحية: إله وابن الله واقنوم من الاقانيم الثلاثة المكونة للذات الإلهية! بينما المسيح (ع) في القرآن إنسان من بني البشر اصطفاه الله نبياً ورسولاً كما اصطفى غيره من الأنبياء والرسل, بل هو من الأنبياء أولي العزم الخمسة الذين كرمهم الله وفضلهم على سائر الأنبياء حيث جعل رسالتهم عامة لكل البشر وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص).

والفرق بين عيسى وبين غيره من البشر أن الله خلقه من غير أب , وليس ذلك بعزيز أو مستحيل على الله, فقد خلق الله آدم من قبل من غير أب ولا أم , يقول تعالى: [إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون].

وأود هنا أن أتحدث عن نسب عيسى (ع) وبعض صفاته, وعن دعوته ورسالته حسبما جاء في القرآن الكريم من أجل أن نكون صورة حقيقية وصحيحة عن هذا المولود المبارك..

أما اسمه ونسبه:

فقد ذكر الله سبحانه وتعالى اسمه في القرآن الكريم وأطلق عليه اسم عيسى تارة, واسم المسيح أخرى.

ولم يزد نسبه على كونه ابن مريم عليها السلام.

قال تعالى: [إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين].

وإنما سمي بالمسيح لأنه كان (ع) إذا مسح على أحدٍ من ذوي العاهات بُريء وشُفي بإذن الله وبقدرة الله.

وأما صفاته التي ذكرها القرآن فهي:

أولاً: إنه عبد من عباد الله, جعله الله نبياً مرسلاً, وجعله مباركاً [قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً].

والقران الكريم يؤكد في العديد من الآيات بشرية عيسى المسيح(ع) , ويتحدث عن خصائصه الإنسانية والبشرية , وينفي الوهيته أو بنوته لله, بل ينفي أساساً ان يكون لله ولد او زوجة او شبيه, القران يبين ويؤكد كل ذلك في قبال من يقول بألوهيته أو بأنه ابن الله أو انه جزء من تركيبة الذات الإلهية والعياذ بالله .

فعيسى(ع) عبد نبي مبارك ومكلف بأداء الفرائض والواجبات , مكلف بالصلاة والزكاة والعبادات كسائر عباد الله.

ثانياً: إنه وجيه في الدنيا والآخرة، له مكانة ومنزلة ودرجة مميزة عند الله في الدنيا والآخرة، [إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين].

ثالثاً: إنه من الصالحين ومن المقربين كما في الآية السابقة وكما في قوله تعالى: [ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين].

رابعاً: إنه بار بوالدته ومحسن إليها [وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً] فهو ليس جباراً ولا فظاً ولا غليظاً ولا قاسياً.. إنه رحيم بار مشفق.. صانع للمعروف والإحسان مع والدته ومع ومع الناس .

أما رسالته ودعوته: فيقرر القرآن الكريم إن الله أرسله إلى بني إسرائيل, وعلمه التوراة والإنجيل, وأن دعوته مكملة لشريعة موسى وموضحة لها ومصححة لما طرأ عليها من انحرافات وتشويه.

قال تعالى: [وقضينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة]. وقال تعالى: [ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون].

كما بين القرآن انه أتى ببعض التخفيفات والتسهيلات لبني إسرائيل. قال تعالى حكاية عن عيسى (ع): [ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حُرم عليكم].

كما كانت من أهداف دعوته التبشير بالنبي الآتي من بعده محمد (ص) , وقد قام بذلك كما أخبر القرآن: [وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول من بعدي اسمه أحمد].

ويبين القرآن أن دعوة عيسى كانت التوحيد وعبادة الله سبحانه. [وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم].

وهكذا فإن رسالته كانت الدعوة إلى الله وتوحيده وعبادته, والتصديق بمن سبقه من الأنبياء والرسل, والتبشير برسول يأتي من بعده يخلص الناس من الضلال.

وقد أيده الله بالعديد من المعجزت الدالة على صدق نبوته ورسالته, منها: إبراء الأكمه والأبرص، ومنها: إحياء الموتى، ومنها إخبارهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم.

قال تعالى: [ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص، وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين]. آل عمران ـ 49.

 

لقد اعترف الاسلام بالديانات السماوية وأمر المسلمين أن يؤمنوا بالمسيح عيسى بن مريم كما يؤمنون بسائر الأنبياء, بل الإسلام يأمر بتقديس كل الرسالات والأديان ويأمر المسلمين بالإيمان بالكتب والصحف التي أنزلت على الأنبياء والرسل , ويعتبر الايمان بالانبياء والرسل السابقين وكتبهم السماوية جزءاً من الإيمان الاسلام ومحمد(ص), يقول تعالى:[آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا إليك المصير]. البقرة ـ 285.

ولذلك لما هاجر المسلمون الأولون إلى الحبشة هرباً من إرهاب المشركين ولجأوا إلى ملك الحبشة المسيحي بأمر من رسول الله (ص) الذي قال لهم: إن فيها ملكاً لا يظلم عندخ أحد, وأرادت قريش استرداد هؤلاء المسلمين الى مكة, أرسلت الداهية عمرو بن العاص وكان لا يزال مشركاً، فحاول هذا الداهية أن يوقع بين المسلمين وبين النجاشي امبراطور الحبشة فقال له: هؤلاء المسلمين يقولون في مريم وعيسى قولاً عظيماً مشيناً، فاستدعاهم النجاشي إلى قصره وسألهم عن رأي الإسلام في عيسى ابن مريم وأمه فتلا جعفر بن أبي طالب المتحدث باسم المهاجرين بصوته الجميل سورة مريم فلما سمعها النجاشي بكى حتى اخضبت لحيته, وبكى أساقفته وقال قوله المشهور: إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة.

بهذه الروحية تعامل المسلمون الأولون مع المسيحيين وبهذه الروحية تعامل المسيحيون مع المسلمين المضطهدين , وبهذا يجب ان يتعامل اليوم المسلمون والمسيحيون فيما بينهم، أن يتعاملوا مع بعضهم على اساس الاحترام والالتقاء حول القضايا المشتركة والتوجه نحو الكلمة السواء بأن نعبد الله الواحد الأحد وأن لا نشرك به شيئاً.

 إن ذكرى ولادة نبي الله عيسى(ع) ومناسبة رأس السنة الجديدة يجب ان تكونا مناسبة لتأكيد التلاقي والتعايش والاحترام بين أتباع الديانات السماوية وخصوصاً بين المسلمين والمسيحيين, ومع الأسف أن البعض حوّل مناسبتي الميلاد ورأس السنة إلى مناسبة للهو والفسق والفجور والعادات السيئة والممارسات القبيحة وفرصة للتفلت من القيم والضوابط الأخلاقية والإنسانية في الوقت الذي يجب أن تكون مناسبة للتأمل والمراجعة واكتساب القيم.

المسيح(ع) كان على تلك الصفات النبيلة التي ذكرناها وقد جسد تلك الصفات والقيم في حياته، واتباعه ومحبوه والمؤمنون به يجب أن يتعلموا منه ذلك, أن يتعلموا منه الإيمان والالتزام والاستقامة والتقيد بأحكام الله وشريعة الله وأخلاقها وقيمها ومعانيها النبيلة والسامية.

مناسبة رأس السنة هي أيضاً مناسبة للتأمل ومراجعة النفس, مناسبة للقيام بجردة حساب للسنة الماضية كلها, والوقوف على ثغراتها وسلبياتها وإيجابياتها, من أجل أن يقوي الإنسان الإيجابيات ويعززها، ويتلافى السيئات والسلبيات.

رأس السنة فرصة ليعود الإنسان إلى الله ويتوب إليه من كل ذنب ارتكبه, وليفتح صفحة جديدة مع الله.. وليصحح مواقفه وعلاقاته وأسلوبه وطريقة تعامله مع الآخرين. من الإيجابيات التي حصلت مؤخراً قبول تيار المستقبل بالحوار مع حزب الله بعدما كان يرفض ذلك ويشترط للدخول في أي حوار معه مجموعة شروط, كالانسحاب من سوريا ووضع السلاح على الطاولة وغير ذلك. فما الذي عدا مما بدا حتى يتنازل المستقبل عن شروطه ويدخل في حوار مباشر مع الحزب؟

لا شك أن التطورات الحاصلة في المنطقة, والحرص الدولي على الاستقرار في لبنان, وفشل الطرف الآخر في حساباته السياسية وفي رهانه على التغيير في سوريا, وحاجته لتمييز نفسه عن التيارات التكفيرية التي باتت تهدد لبنان، كل هذه الأمور وغيرها دفعت الطرف الآخر للقبول بالحوار وتفضيله على المواجهة المفتوحة مع حزب الله التي لم تنتج لهذا الفريق سوى المزيد من الخسائر السياسية.

نحن منذ البداية كنا نقول: هذا البلد لا يقوم إلا بالحوار والتلاقي والتعايش والتفاهم والتعاون بين كل مكوناته، وأيدنا أي فرصة للحوار بين القوى السياسية في لبنان ولا زلنا نؤيد أي حوار يقوم بين طرفين أو أكثر , واليوم ندخل في الحوار مع تيار المستقبل انطلاقاً من حرصنا على صيانة الاستقرار الداخلي, وضبط الخطاب التحريضي , وتنفيس الاحتقان والتشنج المذهبي, واحتواء مناخات التوتر في البلد, ونزع فتيل أي فتنة مذهبية، وإبقاء الصراع الداخلي في إطاره السياسي, لأنه لم يكن ولا في يوم صراعاً مذهبياً.

ولا شك أن الحفاظ على الاستقرار الداخلي وإراحة الأجواء  في البلد هو مكسب كبير للبنان ولكل اللبنانيين خصوصاً في هذه المرحلة التي يواجه فيها لبنان تهديدات التيارات التكفيرية ويحتاج إلى تعاون الجميع لمواجهة هذا الخطر الداهم.

 

والحمد لله رب العالمين