الوظائف والواجبات التربويّة (10)
- المجموعة: الحديث الرمضاني 1438 هـ
- 13 حزيران/يونيو 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 3136
الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 13-6-2017: للوالدين دورٌ أساس في تربية أولادهم وتوجيههم نحو المسائل الدينيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة.
يتأثّر الأبناء - عادة - بوالديهم أكثر من الآخرين، فيتقبّلون دينهم ومذهبهم وأخلاقهم وتوجّهاتهم. والرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم بيّن هذا الدور الواسع والنافذ للأبوين حيث قال: إنّ كلّ مولود يُولَد على الفطرة حتى يكون أبواه يهوّدانه وينصّرانه.
فالوالدان لهما دورٌ أساس في تربية أولادهم وتوجيههم نحو المسائل الدينيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة، بل هما القدوة بأعمالهما وسلوكيّاتهما؛ لأنّ الأطفال لديهم عيون حسّاسة وثاقبة - مثل آلة تصوير - دقيقة تلتقط وتسجّل كافّة حركات وسكنات الوالدين ومشاهد الحياة العائليّة.
من هنا، يصبح من الضروريّ مراعاة الوظائف والواجبات التربوية عند تسنّم الوالدين مقام القدوة والأنموذج بهدف تربية أبنائهما تربية دينيّة، وهذه الوظائف هي على النحو التالي:
التزام الوالدين بالأوامر الدينيّة
الطِّفل عادةً ما يتعلَّم المحادثة، آداب العشرة، مراعاة النظام أو الفوضى، الأمانة أو الخيانة، الصدق أو الكذب، الخير أو الشر والآداب والسنن الدينيّة من محيط عائلته. وعندما يولي الأب والأمّ أهمّيّة خاصّة للأوامر الدينيّة، ويكونان من أهل العبادة، والصلاة، والدعاء، وتلاوة القرآن، ويهتمّان بعالم المعنويّات، ويراعيان الموازين الأخلاقية؛ فإنّهما بلا شكٍّ سيتركان أثراً بالغاً في الأبعاد الروحية والدينيّة عند الولد.
ولهذا السبب، عندما يشاهد طفل ذات الثلاث أو الأربع سنوات والديه يصليان، فإنّه سوف يرغب في الصلاة، فيركع ويسجد مثلهما، ويتعلّم منهما الكثير من الآداب الإسلامية والدينية الأخرى.
وفي هذا الصدد يؤكِّد الإمام الصادق عليه السلام على حقيقة أثر الأب في توجيه أسرته: "لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنّة جميعاً حتى لا يفقد فيهامنهم صغيراً ولا كبيراً، ولا خادماً ولا جاراً، ولا يزال العبد العاصي يُورث أهل بيته الأدب السيّء حتى يدخلهم النار جميعاً، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً، ولا خادماً ولا جاراً"2.
كما أنّ مرافقة الأطفال أمّهاتهم وآبائهم إلى المساجد والحسينيّات، ومشاركتهم في مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام والبكاء عليه مثلما يبكي عليه والداه، يعبّر عن التأثير العمليّ للوالدين على السلوك الدينيّ للأبناء.
وللأم الدور الأكبر من بين أفراد الأسرة في تربية الولد، فهي أوّل شخص له علاقة مباشرة مع الطِّفل؛ تؤمّن احتياجاته، وتلبّي طلباته. ومن هنا، فإنّ الطِّفل يتأثّر أكثر بإحساسات الأمّ وعواطفها وأفكارها. وعلى هذا الأساس، تعدّ وظيفة الأمّ تجاه التربية الدينية للطفل أثقل.