السبت, 18 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة.

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنّ: "ما قرأناه وشاهدناه في الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة الأميركية على فيتنام وأفغانستان والعراق وسورية وفي غوانتانامو وسجن أبو غريب من قتل للنساء والأطفال والشيوخ وتعذيب للأسرى،

وما نشاهده اليوم من إبادة جماعية في غزّة يقوم بها العدوّ الصهيوني، يؤكد أن الجيشين الأميركي والإسرائيلي اللذين يدّعيان أنّهما الأكثر أخلاقًا في العالم، هما الأكثر انحطاطًا على المستوى الأخلاقي والإنساني، والأكثر وحشية وهمجية في العالم".

وقال الشيخ دعموش خلال خطبة الجمعة: "لقد سقطت أمام ما يجري في غزّة كلّ المنظومة الحقوقية والأخلاقية والإنسانية التي كان يدّعيها الغرب، وكشف الغرب بقيادة أميركا عن انحطاط أخلاقي وإنساني خطير، وعن ازدواجية معايير غير مفهومة". ولفت إلى أنّ "الغرب أباح لـ"إسرائيل" تحت عنوان "حقّ الدفاع عن النفس" بأن تقتل أكثر من 25 ألفًا وتجرح أكثر من 60 ألفًا من المدنيين الفلسطينيين حتّى الآن، معظمهم من الأطفال والنساء، ولكنه لم يعطِ الحق للفلسطينيين بالحياة وبمقاومة القتل والموت".

ورأى سماحته أنّ: "أميركا أعطت الحقّ لنفسها بأن تدعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والصواريخ ليقتل ويدمر ويرتكب المجازر في غزّة، بينما تعمل على منع أيّ دولة أو جهة من دعم الشعب الفلسطيني، وعندما يقف أحد ليساند غزّة ويطالب بإيصال المساعدات لأكثر من مليون ونصف محاصر في غزّة يُدرج على لوائح الإرهاب وتشنّ عليه الحروب".

وأوضح أنّ: "أميركا لم تكتفِ بدعم الكيان الصهيوني بالعتاد والسلاح وآلة القتل وتغطية عدوانه وإجرامه، بل قامت بالاعتداء المباشر على كلّ ‏من يُساند‏ الشعب الفلسطيني المظلوم كما في فعلت في اليمن والعراق، واستخدمت كلّ أساليب التهويل والتهديد وحرّكت الوفود والوساطات كما فعلت في لبنان من أجل الضغط لإقفال جبهة الجنوب وإراحة العدوّ ليتفرّغ بالكامل لغزّة".

ورأى الشيخ دعموش أنّ: "كلّ هذه الاعتداءات والتهديدات والضغوط، لن تُثني حركات المقاومة في المنطقة عن مواصلة دعمها لغزّة ما لم يتوقف العدوان".

وأكد أنّ: "العدوان الأميركي البريطاني المستمرّ على اليمن والاعتداء الأميركي على فصائل المقاومة في العراق والتهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا، ولن يُثني اليمنيين ولا المقاومة في العراق وفي لبنان عن دعم غزّة؛ بل سيزيدهم ذلك قوّةً وعزيمةً وشجاعةً على مواجهة التهديدات والعدوان، كما سيزيدهم إصرارًا على ‏مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته المُحقّة ‏والعادلة".

نص الخطبة

نبارك لكم ولادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) الذي كانت ولادته في جوف الكعبة في الثالث عشر من شهر رجب، سنة 23 قبل الهجرة النبوية، الموافقـ17 اذار سنة 599م.

حياة علي حافلة بالجهاد والعطاء والتضحية والحضور القوي والمباشر في ميادين الجهادوالقتال، لقد خاض علي(ع) حروبا كثيرة، سواء في عهد النبي(ص) ضد المشركين، او وفي خلافته ضد القاسطين والناكثين والمارقين الذين حادوا عن الحق وتمردوا على الشرعية التي يمثلها علي(ع).

ولم تكن حروب علي(ع) عبثية او انتقامية او بهدف الهيمنة والسيطرة والاحتلال والاستيلاء على الثروات أو بهدف تحقيق مكاسب خاصة وشخصية كما هو حال الكثير من الحروب المدمرة التي حصدت ملايين البشر التي قام بها المستعمرون والمستكبرون والمحتلون، التي كانت دوافعهم استعمارية وانتقامية وبهدف السيطرة ونهب الثروات واحتلال المناطق الحساسة والاستراتيجية، وقد مارس المستكبرون والمحتلون للوصول إلى أهدافهم أبشع الجرائم والمجازر، كقصف المدنيين، وقتل النساء والأطفال والشيوخ، وتعذيب الأسرى وحتى قتل بعضهم أحيانا، كما حصل في عصرنا الحاضر من قبل الأمريكيين في فيتنام وافغانستان والعراق واليمن وغيرها من الدول .. وكما يحصل اليوم من قبل الصهاينة في فلسطين المحتلَّة، في غزة والضفة وغيرها.

حروب الامام علي(ع) كانت حروبا مقدسة ولاهداف مقدسة ، كان يريد من محاربة اعدائه انقاذهم من الضلالة، وردع العدوان، ودفع الفتن، وتثبيت قواعد دولته وإعادة الحق إلى اصحابه ، واعادة الامور الى نصابها.

فقد قال (ع) لاصحابه عندما استبطأوا قراره للقتال بصفين وظنوا انه انما يتأنى في اتخاذ القرار لانه يخشى الحرب ويخاف الموت: أما قولكم أكل ذلك كراهية الموت، فوالله ما أبالي أدخلت إلى الموت أو خرج الموت إلي. وأما قولكم شكاً في أهل الشام، فَوَاللَّهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وَأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وَتَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلَالِهَا وَإِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا.

فالهدف من التأني ودراسة قرارالحرب عند علي(ع) هو هداية الناس الى الحق ويقاذهم من غفلتهم ومحاولة تنبيههم الى تداعيات الحرب واعادتهم الىالصواب واستقطابهم الى الحق الذي يمثله، اي اعطاء فرصة للعدوا كي يعود عن تهوره ومغامراته وهدايته الى طريق الحق؟.

وللحرب عند علي(ع) أصول ومبادىء وقواعد شرعية واخلاقية وانسانية وحضارية أهمها:

اولا: تجنّب الحرب ما امكن وعدم البدء بالقتال: ففي جميع الحروب التي خاضها علي كان يكره ان يكون هو البادىء بالحرب والمبادر إليها، كان (ع) ينهى جيشه عن مبادأة العدو بالقتال ، ويوصيه بعدم مباشرة القتال حَتّى يبدأ العدوّ بذلك، لم يكن يريد ان يسجل عليه انه هو من بدأ بالحرب.

قال (ع) مخاطباً جيشه قبل لقاء العدو في صِفِّين : لا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ وتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَؤوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ.

وفي كتابه إلى مالك الأشتر قبل وقعة صفين : إياك أن تبدأ القوم بقتال إلا أن يبدؤوك، حتى تلقاهم، وتسمع منهم، ولا يجرمنك شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والإعذار إليهم مرة بعد مرة!

وعن جندب الأزدي أنّه قال : إنّ علياً كان يأمرنا في كلّ موطن لقينا فيه معه عدوّاً، فيقول: لا تُقاتِلُوا القَومَ حَتّى يَبدَؤوكُم ؛ فَأَنتُم بِحَمدِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ عَلى حُجَّةٍ ، وتَركُكُم إيّاهُم حَتّى يَبدَؤوكُم حُجَّةٌ اُخرى لَكُم.

ثانيا: إقامة الحجّة قبل بدء القتال: فقد بلغ من حرص الإمام على عدم سفك الدماء، أنّه لم يكن يُضيع أيّة فرصة تسنح لهداية العدوّ وإعادته إلى الطريق الصحيح، بل كان يبادر إلى وعظ عدوه وإرشاده؛ ويبين له خطأه ويظهر له الحقائق ويبين حقيقة الامور، وما يمكن ان يترتب على الحرب من نتائج وخيمة وأضرار فادحة، حتى لا يتذرَّع أحد بعد وقوع الواقعة بأنَّه لم يكن يعلم حقيقة الأمور، ولذلك كان(ع) يمارس الهداية حَتّى في ساحة القتال وبين الجيشين وهما على وشك الالتحام ، ويُقيم الحجّة مكرّراً على العدوّ ، ويوصي اصحابه وقادة جيشه بذلك.

قال (عليه السلام) في جملة ما أوصى به معقل بن قيس الرياحي حين أرسله إلى الشام : ( فَإِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً ، ولا تَدْنُ مِنَ الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْحَرْبَ، ولا تَبَاعَدْ عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ، حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، ولا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ قَبْلَ دُعَائِهِمْ وَالإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ .

ثالثاً الترفع عن معاملة العدو بالمثل: فقد ذكر المؤرخون أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما خرج لمحاربة معاوية في صِفِّين ، وكان جند معاوية قد سبقوا جيش الإمام إلى ضفة الفرات؛ بهدف منع الماء عنهم حتى يموتوا عطشاً ، رفض الإمام أن يعامل العدو بالمثل بعدما تمكن جيش الامام من ابعاد جيش معاوية عن طفة النهر ولم يقبل الامام بمعاملتهم بالمثل ومنع الماء عنهم، مع انهم كانوا قادرين على ذلك .

وهكذا لم يكن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) عدوانياً في أي معركة من معاركه ؛ لأنَّه كان واثقاً من نفسه أنَّه على الحق ويقاتل من أجل الحق والعدل، ولذلك كان يتقدَّم نحو أعداءه وخصمه بقَدم ثابتة وبرباطة جأش، لا يأبه معها للحشود التي يستقدمها العدو في مواجهته.

رابعاً: التعامل باخلاق الاسلام في كل مراحل الحرب وعدم التعرض للمدنيين والاسرى والجرحى: فقد كان الإمام يأمر جيشه التعامل باخلاق الإسلام مع جيش العدو المهزوم ويحثّهم على الرفق بالأسرى والجرحى وعدم ملاحقة الفارين من ساحة القتال او التعرض للنساء والضعفاء .

فقد كان من وصاياه لمقاتليه في صفين: أن لا يتبعوا مدبراً ، ولا يجهزوا على جريح ، ولا يدخلوا داراً إلا بإذن ، ولا يأخذوا شيئا من أموال النّاس واملاكهم إلّا ما وجدوه في عسكر القوم ، ولا يتعرضوا إلى النساء بأذىً وإن شتمن الأعراض وسببن الاُمراء والصلحاء .

وقال (ع) في وصية اخرى لجنوده : فَإِذَا كَانَتِ الْهَزِيمَةُ ـ بِإِذْنِ اللَّهِ ـ فَلا تَقْتُلُوا مُدْبِراً، ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً، ولا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ .

وحذر الامام علي(ع) من التعرض للمدنيين انتقاما لفشل هنا او هناك او ثأرا لاستشهاد قائد او مسؤول او تعويضا عن هزيمة او خسارة معينة، كما تفعل الجيوش التي لا اخلاق لها اليوم، حيث انها عندما تتعرض لانتكاسة او هزيمة، او عندما يقتل قائد من قادتها ، أو عندما تخسر الحرب وتعجز عن تحقيق اهدافها، تلجأ الى الانتقام من المدنيين وتتشفى بالنساء والاطفال، وكأنَّ الناس عليهم أن يدفعوا الضريبة رغم بُعدهم عن ساحة الحرب .

وقد لفت أمير المؤمنين (عليه السلام) نظرَ أصحابه وأهل بيته إلى خطورة هذا الأمر ، وحذّرهم من الوقوع فيه ؛ لأنَّ فيه إغضاباً لله تعالى ، وذلك عندما أُلقي القبض على عبد الرحمان بن ملجم بعد أن ضرب الإمام (عليه السلام) في محرابه .

قال (ع) : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً ، تَقُولُونَ : قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ . أَلا لا تَقْتُلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتِلِي ، انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ ولا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلّى الله عليه وآله ) يَقُولُ : إِيَّاكُمْ والْمُثْلَةَ ولَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ .

هذه هي اخلاق رسول الله(ص) واخلاق علي(ع) وسلوك المجاهدين الصادقين المخلصين في الحرب واخلاق الجيش الاسلامي في المواجهة، هذه هي اخلاقهم وسلوكهم الذي يحكم حركتهم في الجهاد والقتال ومواجهة العدو ، اما الاعداء فلا اخلاق لهم، وجيوشهم عديمة الاخلاق والانسانية، لانهم لا يتورعون عن قتل المدنيين بلا هوادة والتشفي بقتل النساء والاطفال عندما يعجزون عن تحقيق اهدافهم، وتدمير كل ما يقع في طريقهم، واستباحة كل شيء.

اليوم ما قرأناه وما شاهدناه في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية على فيتنام وافغانستان والعراق وسوريا وفي غوانتانامو وسجن ابو غريب من قتل للنساء والأطفال والشيوخ وتعذيب للأسرى، وما نشاهده اليوم من ابادة جماعية في غزة من قبل الصهاينة، يدل على ان الجيشين الامريكي والاسرائيلي الذين يدعيان انهما الاكثر اخلاقا في العالم هما الاكثر انحطاطا على المستوى الاخلاقي والانساني والاكثر وحشية وهمجية في العالم.

اليوم امام ما يجري في غزة كل المنظومة الحقوقية والاخلاقية والانسانية التي كان يدعيها الغرب سقطت، وكشف الغرب بقيادة امريكا عن انحطاط اخلاقي وانساني خطير، وعن ازدواجية معايير غير مفهومة.
لقد اباح الغرب لإسرائيل تحت عنوان حق الدفاع عن النفس بأن تقتل اكثر من 25 الفا وتجرح اكثر من ستين الفا من المدنيين الفلسطينيين حتى الآن، معظمهم من الأطفال والنساء، ولكنه لم يعط الحق للفلسطينيين بالحياة وبمقاومة القتل والموت.

لقد اعطت اميركا الحق لنفسها بان تدعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والصواريخ ليقتل ويدمر ويرتكب المجازر في غزة ، بينما تعمل على اي دولة او جهة من دعم الشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه، وعندما يقف احد ليساند غزة ويطالب بايصال المساعدات لاكثر من مليون ونصف محاصر في غزة يدرج على لوائح الارهاب وتشن عليه الحروب.

آمريكا لم تكتف بدعم الكيان الصهيوني بالعتاد والسلاح وآلة القتل وتغطية عدوانه وإجرامه بل قامت بالاعتداء المباشر على كلّ ‏من يساند ‏ الشعب الفلسطيني المظلوم كما في فعلت في اليمن والعراق ، واستخدمت كل اساليب التهويل والتهديد وحركت الوفود والوساطات كما فعلت في لبنان من اجل الضغط لاقفال جبهة الجنوب واراحة العدو ليتفرغ بالكامل لغزة .

لكن كل هذه الاعتداءات والتهديدات والضغوط لن تثني جركات المقاومة في المنطقة عن مواصلة دعمها لغزة ما لم يتوقف العدوان.

العدوان الأمريكي البريطاني المستمر على اليمن والاعتداء الامريكي على فصائل المقاومة في العراق والتهويل والتهديد للبنان لن يقدم او يؤخر شيئا، ولن يثني اليمنيين ولا المقاومة في العراق وفي لبنان عن دعم غزة بل سيزيدهم ذلك قوّةً وعزيمةً وشجاعةً على مواجهة التهديدات والعدوان ، كما سيزيدهم اصرارا على ‏مواصلة الطّريق في دعم الشعب الفلسطيني والانتصار لِقضيته المُحقّة ‏والعادلة.

 


"التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع، كما ولا يتحمّل الموقع

أي أعباء معنوية أو مادية إطلاقاً من جراء التعليقات المنشورة"


أضف تعليقاً


كود امني
تحديث