كلمة في حفل مباراة حول القرآن أقامته التعبئة التربوية بيروت 21-4-2018
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 21 نيسان/أبريل 2018
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1529
شدد الشيخ علي دعموش خلال رعايته حفل الاختبار السنوي لجائزة الشهيد السيد عباس الموسوي للحفظة الجامعيين الذي تنظمه التعبة التربوية المركزية في حزب الله وجمعية القرآن الكريم:
على ان الأعداء بعدما عجزوا عن تدمير مجتمعنا عسكريا من خلال الاحتلال والإرهاب اتجهوا لتدميره ثقافيا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا ولذلك يعملون على اغراق جيل الشباب بالملذات والشهوات وبالمخدرات لبتليشبابنا بهذه الآفة الخطيرة والمدمرة ويركزون على نزع الحياء من المرأة وسلب عفتها وتفكيك العائلة والأسر كمقدمة لتفكيك المجتمع كله ولذلك لا بد من تحصين هذا الجيل بالقيم لمواجهة هذه الحرب،والقرآن والعودة اليه والعمل بقيمه ومفاهيمه وأحكامه يمنحنا ويمنح أجيالنا هذه الحصانة والمناعة التي نستطيع من خلالها مواجهة الغزو الثقافي وهذه الحرب الناعمة لأن القرآن قبل أن يكون كتاباً يشكل معجزة نبينا(ص)، وقبل أن يكون كتاباً للقانون والتشريع الالهي، وقبل أن يكون معجزة في الفصاحة والبلاغة، هو كتاب للهداية وللتهذيب وللتزكية وللتربية، ولصنع الانسان، لبناء الانسان، لبناء المجتمع والأمة.
محور القرآن وجوهر القرآن وهدفه الأعلى والأسمى هو صنع الانسان وبناء شخصية الانسان، وصياغة أفكاره ومعتقداته وتكوين مبادئه ومواقفه وعلاقاته، وترسيخ القيم والأخلاق والسلوك الحسن في حياته.
لذلك أول شيء يجب أن يتوجه إليه المتعلم للقرآن والدارس للقرآن والمتدبر والقارئ هو كيف يصوغ شخصيته لتكون شخصية قرآنية منسجمة في أفكارها وأخلاقها وسلوكها ومواقفها وعلاقاتها مع القرآن وقيمه ومفاهيمه وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته.
القراءة والتجويد والترتيل والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر والتفهم لمعاني القرآن كلها مقدمة للعمل ومقدمة للسلوك وللالتزام، مقدمة لكي يصوغ الانسان نفسه وعقله وروحه وقلبه صياغة قرآنية، مقدمة لتتجسد فيه آيات وكلمات وتعاليم القرآن.
يقول تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون".
وقد سئل رسول الله عن معنى حق التلاوة؟ فقال: يتبعونه حقّ اتباعه.
حق الاتباع: الاتباع الحقيقي بأعلى درجاته ومراتبه؛ هذه المسؤولية الأولى.
المسؤولية الثانية: ان العلم والمعرفة بحقائق القرآن كما هما مقدمة للعمل، هما مقدمة للنشر والترويج والتبليغ والتعليم والدعوة وإثارة الوعي.
وظيفة النتعلمين أن يعلموا القران للناس وينشروا مفاهيمه ابتداءا من دائرة الأسرة أي الزوج والزوجة والأولاد الى الدوائر الأخرى التي يؤثر فيها الانسان سواء كانوا أصدقاء أو جيران وابناء الحي والمنطقة أو الجتمع والأمة.
مسؤلية هداية الناس وتعليم قيم القران ليست مهمة العلماء والنخب فقط بل مسؤولية كل متعلم ولو كان ما يملكه من العلم محدودا ونسبته نسبة قليلة 10% أو 20% هذه وظيفة الجميع يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
الانسان المتعلم الذي يكتسب شيئا من حقائق القرآن وعلومه ومعارفه عليه أن يبلغها للآخرين وهذه مسؤوليته.
يقول تعالى:( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
هذا القرآن الذي نحن في حفل من محافله هو صاحب الفضل في صنع هذا الجيل من الشباب المجاهد المؤمن الشجاع المضحي، وفي صنع المقاومة.
هذه المقاومة التي تواجه اليوم معركة سياسية مفروضة عليها من خلال الانتخابات النيابية فبعض الدول الخليجية تسعى عن طريق الانتخابات للسيطرة على المجلس النيابي والامساك بالقرار اللبناني وضرب المقاومة واضعافها مقدمة للقضاء عليها .
ولذلك نخوض اليوم معركة الدفاع عن المقاومة فالانتخابات لم تعد مجرد تنافس انتخابي وانما تحولت الى معركة تستهدف المقاومة ونحن على ثقة بان اهلنا لن يخذلوا المقاومة وسيدافعون عنها بمشاركتهم الكثيففي الانتخابات وباصواتهم في صناديق الإقتراع كما دافعوا عنها بتضحياتهم وثباتهم وصبرهم في كل المراحل السابقة.