الثلاثاء, 03 12 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1906

 

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن التخلّي عن القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأساسية للأمة، من قبل معظم الأنظمة العربية والإسلامية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها.

وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة زينب (ع) في بئر العبد، أكد الشيخ دعموش أن صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، وعدم اتخاذ اجراءات جادة للضغط لوقف الحرب وعدم المبادرة إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل"، يجعلها شريكة في الجريمة وفي المخطط الصهيوني الذي يعمل عليه نتنياهو لشطب القضية الفلسطينية، وتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، لأن من يتخلّى عن غزة والضفة، شريك في الجريمة والقتل والخيانة، ويساهم في تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.

وشدد الشيخ دعموش على أن جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، لم تتخلَ ولن تتخلى عن مساندة ونصرة غزة، وكل محاولات إيقاف هذه الجبهات فشلت، وهي مستمرة طالما العدوان مستمر.

ولفت الشيخ دعموش إلى أن العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/اكتوبر، وهذه المرة من الضفة الغربية، التي تصعد فيها المقاومة من عملياتها المسلحة، التي باتت تشكل تحديًا حقيقيًا للاحتلال.

وتابع الشيخ دعموش أنه ورغم كل ما يدعيه الصهاينة عن تحقيق انجازات في غزة لا يزال عنوان المعركة هو الفشل، ودليل الفشل هو أن المقاومة لا زالت موجودة ومقتدرة في غزة والضفة وكل فلسطين، رغم كل ما يفعله نتنياهو، وستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة

وأكد الشيخ دعموش أن المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته، مشيرًا إلى أن تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه، بل سيدفع المقاومة لتهجير المزيد من المستوطنين، لأن المقاومة عازمة على الرد على كل عدوان يطال بلدات جديدة، باستهداف مستوطنات جديدة، وبالتالي تعميق حالة الاحباط والعجز والفشل التي يعيشها الصهاينة على هذه الجبهة.

 

نص الخطبة

يقول الله تعالى(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) آل عمران:103.

 

نعزيكم ونعزي صاحب العصر والزمان(عج) بشهادة الامام الحادي عشر من ائمة اهل البيت الامام الحسن العسكري (ع)كما نبارك لكم ولادة النبي الاعظم محمد بن عبدالله(ص) ووولادة حفيده الامام الصادق(ع) في السابع عشر من شهر ربيع الاول واسبوع الوحدة الاسلامية الذي اعلنه الامام الخميني(قده) وهو الاسبوع الواقع بين 12 و17 ربيع الاول.

من يتتبع أحداث السيرة النبوية بعد الهجرة المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة سيجد أن من الخطوات الهامة والبارزة التي قام بها النبي الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لبناء المجتمع الاسلامي المتماسك هي المؤاخاة بين المسلمين، اي بين المهاجرين والأنصار.

المهاجرون الذين تركوا بيوتهم وأموالهم وأهليهم ونزحوا الى المدينة ليحافظوا على اسلامهم وعقيدتهم، والانصار وهم السكان الاصليين في المدينة الذين اسلموا وبايعوا رسول الله(ص) على الطاعة والنصرة.

  وكان الهدف الاساسي من هذه الخطوة هو تنظيم حياة المسلمين وتأكيد وحدتهم وازالة الفروقات والاختلافات القائمة بين المهاجرين والانصار الذين لا رابطة او علاقة تشد بعضهم الى بعض، والقضاء على العدوات القائمة بين الأوس والخزرج، كانوا يتشكلون من قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت العلاقة بينهما فيها حروب وثارات قديمة. وكان الإسلام في تلك المرحلة مقبلاً على استحقاقات كبرى لبناء الدولة والمجتمع السياسي الإسلامي، ونشر الدعوة.

وكان المسلمون، يواجهون تحديات كبرى. تحديات المشركين والمنافقين واليهود في داخل المدينة، وتحديات اليهود والمشركين في مكة وفي الجزيرة العربية بشكل عام. هذه التحديات وحجم المسؤولية التي يتحملها المسلمون لأقامة هذا الدين والدفاع عنه كانت تتطلب قبل أي شيء أن يتناسى المسلمون الأحقاد والثارات والعدوات التي كانت قائمة بينهم في الجاهلية. وأن يزيلوا الحساسيات القبلية، وأن يكون مجتمعهم كتلة واحدة متآلفة ومتماسكة ومترابطة بعد أن كانوا مجتمعات متنازعة ومتحاربة.

وكانت لهذه المؤاخاة نتائج هامة،على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد المواجهة مع العدو:

1-على الصعيد الاجتماعي، تحوّل المسلمون الأوائل في عهد النبي (ص) بفعل هذه الأخوة والوحدة الاسلامية من مجتمع مفكك وغير متعاون إلى مجتمع متكافل ، يهتم ببعضه البعض ويشعر بهموم ومعاناة والام وحاجات بعضه البعض ويبادر للتخفيف منها، فقد كان الأنصار يتسابقون على تقسيم أموالهم على المهاجرين وعندما يتكاثرون على مسلم مهاجر يريدون إبرام عقد الاخوة معه كانوا يضطرون لاستخدام القرعة.

كان الأنصاري يأتي للمهاجر ليقدم له نصف أمواله وبلغ التفاني بأحد الأنصار وهو سعد بن الربيع أنه قال لأخيه المهاجر وهو عبد الرحمن بن عوف أني أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالي نصفين نصف لي ونصف لك.

وحتى بعد ان تحسنت أوضاع المهاجرين، ظل الأنصار على وفائهم وتفانيهم فبعد حصول المسلمين على أموال بني النضير وقبل ان توزع تلك الأموال التفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الأنصار قائلاً لهم.

ان أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين مما أفاء الله علي من بني النضير، وكان المهاجرين على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم، وان أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم فأجابه الاوس والخزرج: يا رسول الله، بل تقسمه للمهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا ونادت الأنصار رضينا وسلمنا يا رسول الله. هذا على الصعيد الاجتماعي.

اما على صعيد مواجهة العدو، فقد كانت لهذه المؤاخاة نتائج هامة، في تاريخ المواجهة مع العدو، وعلى المستوى الجهادي، حيث تحول المسلمون في عهد النبي (ص) بفعل هذه الأخوة والوحدة الاسلامية من مجتمع متناحر كان يعيش أبناؤه الأحقاد والحروب فيما بينهم، إلى مجتمع متماسك وموحد، هدفه واحد ومصيره واحد. ووجهوا طاقاتهم وإمكانياتهم إلى أعداء الإسلام. واستطاع المسلمون المتآخون تحقيق انتصارات كبرى في معظم المعارك والحروب التي خاضوها في مواجهة العدو، رغم قلة العدد وضعف العتاد وعدم وجود توازن في القوى .

المؤاخاة بين المسلمين هي اعظم دليل على أن الإسلام دعا إلى الوحدة والأخوّة والتّضامن بين المسلمين نظريّا وطَبَّقَها عمليّا. وانه نهى عن كلّ ما من شأنه أن يخدش هذه الوحدة او يُعَكِّر صفو هذه الأخوّة أو يُدنّس هذا التَّضامن بإيذاء او تباغض او حقد او مقاطعة  او احتقار أو طعن او اعتداء أو بغي أوغير ذلك مما يتعارض مع روح هذه الأخوّة الإيمانيّة، کما جاء في الحديث الشريف: «إيّاكُم وَالظَّنَّ فإنّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ ولا تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسوا ولا تَنافَسُوا ولا تَحاسَدُوا ولا تَباغَضُوا ولا تَدابَرُوا وكُونُوا عبادَ الله إخواناً كما أَمَركم اللهُ، المسلمُ أخُو المسلم، لا يظلمُهُ ولا يخذُلُهُ ولا يحقرُهُ..) ثم يقول (كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ: دَمُهُ وَعِرضُهُ وَمالُهُ).

  إذا كانت التحديات والمخاطر التي واجهها المسلمون في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد دعت النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى القيام  بمثل هذه الخطوة الهامة وهي المؤاخاة بين المسلمين، أفلا نكون نحن المسلمين في هذا العصر الذي يتربص فيه الاعداء كاميركا واسرائيل والغرب لاضعاف المسلمين والنيل من مقدساتهم والهيمنة على بلدانهم وثرواتهم ومقدراتهم ، أحوج إلى الوحدة والأخوّة والتّضامن بيننا؟!

اليوم على الرغم من الاختلافات والتباينات القائمة بين الطوائف والمذاهب والدول الاسلامية في المعتقدات والافكار والاتجاهات والعواطف والممارسات، يجب تقديم المصلحة الإسلاميّة العليا ووحدة المسلمين على كل شيء، والانطلاق من القواسم المشتركة والتوجه نحو الآفاق العليا المشتركة، والتّعالي على الخلافات الضيّقة والجزئيّة الّتي لا تمنع من اللّقاء والإجتماع وانفتاح المسلمين على بعضهم والتعايش مع بعضهم، ومواجهة الاخطار التي يفرضها العدو على بلدان المسلمين ومقدساتهم وقضاياهم .

وقد وجهنا ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الامام الحسن العسكري (ع) الى الإنفتاح على المسلمين جميعا والتعامل والتّعايش المذهبيّ الإيجابيّ مع کلّ الإتجّاهات والمذاهب الإسلامية.

والمتأمل في سيرة أهل البيت(ع) يجد أنهم كانوا يتعاملون مع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى  بالأخلاق الحسنة والاحترام والمحبة والإحسان إليهم وعدم تكفيرهم، ويتجنَّبون كل ما يسبب التخاصم والنزاع والتفرقة، بل كانوا مصرين على حفظ وتقوية أواصر المحبة والتعايش والتآلف والوحدة بين المسلمين، ومن الواضح أنه لا بُدَّ للشيعي أن يتعامل مع اهل السنة بأسلوب أهل البيت (عليهم السلام)، ان نتعامل معهم بالمحبة والمودة ان نواسيهم ونؤدي اليهم حقوقهم ونندمج معهم ونحب لهم ما نحب لانفسنا ونكره لهم ما نكره لانفسنا .

فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.

وعن حبيب الخثعمي قال: سمعت أبا عبد الله الامام الصادق(عليه السلام) يقول: عليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره.

وفي حديث صحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ أنَّهُ قَالَ: قُلْتُ للامام الصادق (ع)، كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا وَ بَيْنَ خُلَطَائِنَا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ لَيْسُوا عَلَى أَمْرِنَا؟ قَالَ: تَنْظُرُونَ إِلَى أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَقْتَدُونَ‌ بِهِمْ‌ فَتَصْنَعُونَ مَا يَصْنَعُونَ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعُودُونَ مَرْضَاهُمْ، وَيشْهَدُونَ جَنَائِزَهُمْ، وَيُقِيمُونَ الشَّهَادَةَ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ، وَيُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ إِلَيْهِم.

 وعن الامام الصادق(ع(: عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز، إنه لابد لكم من الناس، إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض.

و كذلك روى الشيخ الصدوق في الفقيه: عن زيد الشحام عن الامام الصادق(ع) قال: يا زيد، خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإنّ استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم اللّه جعفراً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه. وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل اللّه بجعفر، ما كان أسوءَ ما يؤدب أصحابه‌.

وقد أفتى العديد من علمائنا كالشيخ الكليني والشيح الحر العاملي بوجوب المعاشرة الحسنة وفي مختلف الظروف والاحوال وليس برجحانها او استحبابها فقط وهذا يدل على مدى اهتمام ائمة اهل البيت وفقهائنا بهذا الجانب المهم .

ولذلك كنا دوما من دعاة الوحدة الاسلامية نحن نعمل بتوجيهات قراننا واسلامنا وائمتنا واخلاقهم وسيرتهم ولا نصغي الى الاصوات التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية وتدعوا الى المقاطعة والفتنة والتكفير واللعن من اي جهة كانت سواء من السنة او الشيعة لانها اصوات شيطانية لا تخدم الا اميكا واسرائيل واعداء الاسلام والمسلمين.

يقول الامام الخامنئي: كلّ حنجرة تهتف اليوم بالوحدة الإسلاميّة، هي حنجرة إلهيّة، ناطقة عن الله، وكلُّ حنجرة ولسان يُحرّض الشعوب الإسلاميّة، المذاهب والطوائف الإسلاميّة المختلفة لمُعاداة بعضها بعضاً، لإثارة النعرات فيما بينها، هي حنجرة ناطقة عن الشيطان.
وقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام انه قالمن أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.

اليوم توحيد العالم الاسلامي وتقدمه وكذلك ووافشال واحباط محاولات الاعداء للسيطرة على العالم الاسلامي وعلى المنطقة، لا يمكن ان يحصل الا اذا عدنا الى خيار الوحدة الاسلامية والى تلك الروحية التي يشعر فيها الانسان المسلم باخوة المسلم، هذه الأخوة التي تقتضي المحبة، والنصرة، والتعاون، والتكافل، والتراحم، وعدم التآمر على اي فئة او جهة او قضية اسلامية او التخلي عنها او تعريضها للاذى والخذلان، الاخوة التي تحولنا الى امة واحدة ومترابطة ومتماسكة وقوية تتحمل مسؤولياتها اتجاه بعضها البعض وتنتصر لبعضها البعض. اليوم التخلي عن القضية الفلسطينية وهي القضية الاساسية للامة من قبل معظم الانظمة العربية والاسلامية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب ابادة هو اعظم خيانة للقضية وللامة ومقدساتها، وصمت الانظمة ازاء اصرار نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة وعدم اتخاذ اجراءات جادة للضغط لوقف الحرب وعدم المبادرة الى قطع العلاقات مع اسرائيل يجعلها شريكة في الجريمة وفي المخطط الصهيوني الذي يعمل عليه نتنياهو لشطب القضية الفلسطينية وتحويل فلسطين الى دولة يهودية، لان من يتخلى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل والخيانة ويساهم في تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.

جبهات المساندة من لبنان الى اليمن والعراق وسوريا وايران لم تتخلى ولن تتخلى عن مساندة ونصرة غزة، وكل محاولات ايقاف هذه الجبهات فشلت، وهي مستمرة طالما العدوان مستمرا على غزة .

واليوم العدو بالرغم من التدمير والقتل والمجازر فشل في تحقيق اهدافه ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 اكتوبر وهذه المرة من الضفة الغربية التي تصعد فيها المقاومة من عملياتها المسلحة التي باتت تشكل تحديا حقيقيا للاحتلال الاسرائيلي .

اليوم ورغم كل ما يدعيه الصهاينة عن تحقيق انجازات في غزة لا يزال عنوان المعركة هو الفشل ، ودليل الفشل هو ان المقاومة لا زالت موجودة ومقتدرة في غزة والضفة وكل فلسطين، رغم كل ما يفعله نتنياهو، وستبقى هذه المقاومة حاضرة ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة.           

المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو ، واظهرت  العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته، وتمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه، بل سيدفع المقاومة لتهجير المزيد من المستوطنين، لان المقاومة عازمة على الرد على كل عدوان يطال بلدات جديدة باستهداف مستوطنات جديدة، وبالتالي تعميق حالة الاحباط والعجز والفشل التي يعيشها الصهاينة على هذه الجبهة .

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1531

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات (ملاك) في بلدة بيت شاما البقاعية 15-9-2024 : صواريخ المقاومة الاستراتيجية ما زالت في مخازنها وتنتظر إشارة القيادة.

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنه "إذا كان العدوّ يظن أنه بقتل مجاهدينا واغتيال بعض الكوادر والقادة واستهداف المخازن والمنصات يمكنه من أن ينجح في إضعاف حزب الله أو تصفية كوادره أوالقضاء على القدرات العسكرية للمقاومة فهو واهم"، مؤكدًا أن "كل محاولاته لتحقيق ذلك ستفشل، كما فشلت محاولاته في منع تراكم هذه القدرات خلال كلّ اعتداءاته السابقة". 

وخلال كلمة له في الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات (ملاك) في بلدة بيت شاما البقاعية، قال الشيخ دعموش إن "العدو فشل في إضعاف الكادر القيادي للمقاومة، وفشل أيضًا في منع تراكم القدرات العسكرية والصاروخية للمقاومة"، لافتًا إلى أنه "أضفنا إلى كلّ هذا الفشل، فشله في تحقيق أهدافه في غزّة ولبنان، ونحن امام فشل شامل للعدو وعلى كلّ الصعد".  

وأضاف: "يجب أن يعرف العدوّ أنه مهما تمادى وتوسع في عدوانه لن يتمكّن من النيل من قدرات المقاومة ولا من تدمير "عماد - 4" وغيره من المواقع التي تحتوي صواريخ إستراتيجية دقيقة ما زالت في مخازن المقاومة وتنتظر إشارة قيادة المقاومة لاستخدامها حين يتطلب الأمر ذلك". 

ولفت الشيخ دعموش إلى أنه في مقابل التصعيد الذي يمارسه العدوّ والتوسع في اعتداءاته على لبنان، تتوسع المقاومة في ردودها وتُدخل مستوطنات جديدة لم يتم اخلائها في دائرة استهدافاتها، وتسدد ضربات نوعية لقواعد العدوّ ومواقعه التجسسية والعسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة، مشددًا على أن "المقاومة مصممة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية على بلدنا باستهدافات موازية، وأي اعتداء على قرانا وبلداتنا وأهلنا لن يمر من دون رد مناسب يدفع فيه العدوّ ثمنًا موازيًا لعدوانه".

وأكد أن "الفشل الشامل بات يلاحق العدوّ وحكومته وجيشه، والسمة العامة المتلبسة بنتنياهو هي الإحباط والعجز والارباك والمرواحة وانعدام الخيارات، ولذلك هو يلجأ إلى التهديد والتهويل علينا بالحرب، لكن أي حرب على لبنان لن تعيد المستوطنين إلى الشمال، ولن تجلب الأمان لبقية المستوطنات، بل ستوسع من دائرة التهجير، وسيدفع فيها العدوّ ثمنًا كبيرًا، ولن يخرج منها إلا مهزومًا بإذن الله تعالى".

وتضمن الحفل الذي حضره نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، ومسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر ومسؤول القطاع الأول سماحة الشيخ بلال عواضة ومدير مراكز الإمام الخميني (قدس سره) في لبنان سماحة الشيخ نزار سعيد، ولفيف من العلماء والفعاليات السياسية والبلدية والاختيارية والحزبية، آيات من الذكر الحكيم وعرض فيديو عن حياة الشهيد وكلمة لراعي الحفل سماحة الشيخ علي دعموش، وتلى الكلمة زيارة عاشوراء ومن بعدها انتقل المجتمعين لزيارة روضة الشهداء في البلدة لقراءة السورة المباركة الفاتحة على ضريح الشهيد.

 

نص الكلمة

(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

شهيدنا هو مصداق حقيقي للذين قتلوا في سبيل الله .

لم يقتل في سبيل شيء من حطام الدنيا ولا من أجل الحصول على مكاسب وامتيازات خاصة، ولا في معركة عبثية، جاهد وقتل من أجل أهداف مقدسة وفي معركة الدفاع عن المظلومين والمستطعفين وفي معركة الدفاع عن بلدنا وأهلنا

 قتل في سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).

ولأنهم مصداق حقيقي للذين قتلوا في سبيل الله فقد فازوا، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، يرزقون من جوده وكرمه ونعمه، ويرزقون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

شهداؤناهؤلاء في جوار الله وفي رضوان الله وصلوا الى الغاية والهدف، لأن غاية الخلق وغاية الحياة وهدف الجهاد عندهم هو الوصول الى الله والقرب من الله والعيش في جوار الله والحصول على رضوان الله، وقد حصلوا على غايتهم وحصلوا على الرضوان، ومن حصل على رضوان الله فقد حصل على كل شيء ومن خسر رضوان الله فقد خسر كل شيء .

ولأنهم ربحوا الله وحصلوا على رضوانه وجناته ونعيمه، كنا ولا زلنا نرى الطمائنينة والراحة والهدوء في وجوه عوائل الشهداء، في وجوه آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وأقاربهم ،ونرى الطمائنينة والبشرى والثقة في الناس الذين خرج الشهداء من بين صفوفهم.

وشهداؤنا ليسوا مجرد حملة سلاح يندفعون بعصبية أوعاطفة أو بلحظة حماسة، شهداؤنا ليسوا متهورين ولا زاهدين بحياتهم وليسوا هواة دخول في كل صراع، ولا هواة قتل وقتال، شهداؤنا ليسوا شباباً بسطاء سذج أو جاهلين أو مغرر بهم، شهداؤنا:

أولاً: هم أهل العلم والمعرفة والوعي والبصيرة، يعرفون ويفهمون تكليفهم ودورهم ورسالتهم ويعرفون الهدف ويعرفون الطريق ويعرفون العدو والصديق والأولويات والزمان والمكان والمحيط وهذه هي البصيرة.

وثانياً: هم أهل اليقين والإيمان والإلتزام الذي لا تزلزله ولا تهزه الشبهات والأهواء والشهوات والضغوط والتحديات، فكثير ممن يملكون علماً أو معرفة لا يملكون يقيناً بما يعلمون، أما الشهداء فهم أهل اليقين والثقة والايمان.

وثالثاً: هم أهل الإرادة والعزم وأهل العمل والفعل وأهل الجود والعطاء وأهل الشجاعة والثبات.

كلنا يتذكر كيف كان العالم كله يقف إلى جانب الاسرائيلي في عدوان 2006 وكيف كانت المعنويات محبطة. ولكن وقف المقاومون بكل شجاعة. كانوا على استعداد للمواجهة منفردين كما كان علي (ع): "والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي وإني إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر راج).

هذه هي الروح التي  حملها المجاهدون والشهداء في هذه المقاومة، لم يستوحشوا لقلة الناصر والمعين أو لكثرة العدو ومؤيديه ومناصريه ولا للمراهنين عليه ، بل كان كل واحد يقول للصهاينة (لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت).

ورابعاً: لم يفرض عليهم أحد اختيار هذا الطريق، هم اختاروا هذا الطريق بملء إرادتهم وحريتهم واختيارهم . ولذلك كان بعضهم يتوسل لدى المسؤولين المعنيين  للمشاركة هي هذه العملية او تلك وفي هذه المواجهة او تلك.

وخامسا هم معايير للحق، فأحد أهم ميزات الشهداء انهم معايير للحق ونماذج محسوسة تستهدي بهم البشرية، وتميز بهم الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي الناس بالانبياء والكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .

هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين، فيهتدون بمواقفهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.

هؤلاء سكوتهم وكلامهم, وحركاتهم وسكناتهم, وقيامهم وقعودهم, وإقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.

وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم نماذج معتدلة ومستقيمة لا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله، فهم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل والخير من الشر.

إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والأسوة والحجة والقدوة.

لكن هذه القدوة تتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي, وتتجلى في العطاءوالتضحية, فالشهيد قدوة للأجيال في هذين الأمرين.

هذا الوعي وهذا اليقين يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء على طريق القدس فهؤلاء الشهداء كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي معهم، وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا من معركة الاقصى ومن عطاءها وتضحياتها من موقع الوعي واليقين بعدالة هذه القضية

نحن أما قيمة إنسانية يجسدها هؤلاء الشهداء من خلال معرفتهم وبصيرتهم ويقينهم وإرادتهم وعزمهم وفعلهم وعملهم وتضحياتهم، نحن أمام إنجاز إنساني يصنعه الشهداء بجهادهم ودماءهم وتضحياتهم. هذا الانجاز وهذه القيمة الانسانية يملكها من مضى ويملكها المجاهدون المقاومون الذين نفتخر بهم ونراهن عليهم ونقابل بهم ونحمي بلدنا من خلالهم

اليوم إذا كان العدو يظن انه باغتيال بعض الكوادر والقادة واستهداف بعض المخازن ومنصات الصواريخ يمكنه ان ينجح في اضعاف حزب الله او تصفية كوادره اوالقضاء على القدرات العسكرية للمقاومة فهو واهم، وكل محاولاته لتحقيق ذلك ستفشل كما فشلت محاولاته في منع تراكم هذه القدرات خلال كل اعتداءاته السابقة.

لقد اغتال العدو العديد من قادة وكوادر المقاومة خلال السنوات الماضية والى الآن ولم تتأثر المقاومة وبقيت حاضرة في الميدان وازدادت قوة واقتدارا كما ونوعا وبشريا وعسكريا وسياسيا وشعبيا ولم تتراجع .

إغتال العدو أميننا العام سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد عباس والقائد الجهادي الكبير الحاج عماد وغيره من القادة الجهاديين والميدانيين الكبار وصولا الى اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر لكن لم تضعف المقاومة ولم يتمكن العدو من ان ينال من قدرات المقاومة وكادرها بل ان كل قائد من هؤلاء القادة ترك وراءه مئات بل الاف القادة والمقاتلين الذين يواصلون درب المقاومة بكل قوة واقتدار دون ارتباك او خلل. وهذا يعني ان العدو فشل في اضعاف الكادر  القيادي للمقاومة.

وفشل ايضا فشلا كبيرا في منع تراكم القدرات العسكرية والصاروخية للمقاومة

فبعد هزيمة العدو في حرب تموز العام ٢٠٠٦ وعلى مدى سنوات قبل طوفان الأقصى شن حربا سماها معركة بين الحروب كانت تستهدف منع حزب الله من امتلاك صواريخ دقيقة وأسلحة "كاسرة للتوازن"، من شأنها أن تغير المعادلات وتضعه أمام مآزق إستراتيجي ووجودي ولكنه رغم طول أمد تلك الحر ب والاعتـ.ـداءات المتكررة التي كانت تستهـ.ـدف أي مواقع أو قوافل يشك الـ.ـعـ.ـدو بتصنيعها أو نقلها لصوا ريخ بالستية دقيقة فشل ولم يتمكن من تحقيق اهدافه في هذه المعركة ، بدليل ان المقاومة أطلقت حتى الان في جبهة الإسناد الاف الصواريخ والمسيرات ولم تستخدم إلا اليسير من قدراتها فكيف يكون العدو قد حقق اهدافه  في المعركة بين الحروب ؟! هذا فشل عسكري كبير للعدو يضاف إلى فشله في تصفية القدرات القيادية والبشرية للمقاومة، واذا اضفنا الى كل هذا الفشل فشله في تحقيق اهدافه في غزة ولبنان فنحن امام فشل شامل للعدو يعمق مأزقه الذي يتخبط فيه.   

اليوم كل هذا الاستهداف والقتل الذي يقوم به العدو في لبنان لن يعطل قدرات المقاومة ولن يضعفها بل سيجعلها أقوى واشد واكثر صلابة في الميدان بفضل دماء اشهداء وثبات المجاهدين ووعي الناس الذين يحتضنون هذه المقاومة .

يجب ان يعرف الـ.ـعـ.ـدو انه مهما تمادى وتوسع في عدوانه لن يتمكن من النيل من قدرات المقاومة ولا من تدمير عماد 4 وغيره من المواقع التي تحتوي صوا ريخ إستراتيجية دقيقة ما زالت في مخازن المقاومة وتنتظر إشارة قيادة المقاومة لاستخدامها حين يتطلب الامر ذلك. 

واليوم في مقابل التصعيد الذي يمارسه العدو والتوسع في اعتداءاته على لبنان تتوسع المقاومة في ردودها وتدخل مستوطنات جديدة لم يتم اخلائها في دائرة استهدافاتها وتسدد ضربات نوعية لقواعد العدو ومواقعه التجسسية والعسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة، لان المقاومة مصممة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية على بلدنا باستهدافات موازية واي اعتداء على قرانا وبلداتنا واهلنا لن يمر من دون رد مناسب يدفع فيه العدو ثمنا موازيا لعدوانه.

نحن امام عدو قاتل ومتوحش لا نملك في  مواجهته الا القوة والارادة والشجاعة والمقاومة التي نستطيع من خلالها حماية بلدنا ووجودنا، أما الرهانات الأخرى فلا تجدي مع هذا العدو المجرم وهي رهان على سراب وأوهام.

اليوم الفشل الشامل بات يلاحق العدو وحكومته وجيشه، والسمة العامة المتلبسة بنتنياهو هي الاحباط والعجز والارباك والمرواحة وانعدام الخيارات ولذلك هو يلجأ الى التهديد والتهويل علينا بالحرب ، لكن اي حرب على لبنان لن تعيد المستوطنين الى الشمال ولن تجلب الامان لبقية المستوطنات بل ستوسع من دائرة التهجير وسيدفع فيها العدو ثمنا كبيرا ولن يخرج منها الا مهزوما باذن الله تعالى .

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1105

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر المعادلات القائمة.

شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنّ المقاومة في لبنان مصمّمة على مواصلة جبهة الإسناد، وستكمل طريقها حتى تحقيق الأهداف، ولن يتمكن العدو من إعادة المستوطنين إلى منازلهم مهما علا الصراخ إلاّ عن طريق واحد، هو وقف العدوان على غزة.

كلام الشيخ دعموش جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أُقيم للمرحوم المربي الأستاذ نايف علي مرعي (والد مسؤول وحدة التعبئة التربوية في حزب الله يوسف مرعي)بمناسبة مرور اسبوع على وفاته في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز، بحضور مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله، عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

وأكد الشيخ دعموش أن المقاومة لن تقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك وكسر المعادلات القائمة، وكلما تمادى العدو في عدوانه وتوسع في اعتداءاته، كلما زادت المقاومة من ردها وتوسعت في عملياتها.

واعتبر الشيخ دعموش أن التصعيد "الإسرائيلي" الأخير والتهديد بالاستعداد لتحركات هجومية جديدة داخل لبنان، لن يغير موقفنا ولن يبدل معادلاتنا ولن يصرفنا عن الميدان، فالتصعيد ليس في مقابله إلا التصعيد، ونحن قوم لا نخشى التهديد ولا التهويل، لأننا أهل الفعل والعمل والجهاد والميدان والثبات، وعلى ثقة بوعد الله بالنصر، وعلى يقين بأن النصر آت بعون الله وتسديده.

وأشار الشيخ دعموش إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو" عالق بين ضربات المقاومة في غزة ولبنان، وبين الضغوط والانقسامات الداخلية وصراخ المستوطنين في الشمال، وهو لا يعرف كيف يخرج من المأزق الذي يتخبط فيه، وعاجز عن تحقيق النصر الذي يريده بفعل ثبات وتكتيكات المقاومة التي أدخلت جيشه في حرب استنزاف حقيقية، والتي ما إن ينسحب من مكان في غزة إلاّ وتعود المقاومة إليه بقوة أكبر، وآخر ابتكارات وقرارات هذا الجيش المأزوم والمهزوم، هو عدم دخول الأنفاق خوفًا من قتل أسراه.

ورأى الشيخ دعموش أن الجيش "الإسرائيلي" العاجز والفاشل الذي لم يستطع استعادة أسراه بالقوة خلال أحد عشر شهرًا، لن يتمكن من استعادتهم مهما طال أمد الحرب، إلاَ باتفاق يراعي شروط المقاومة.

 

وختم الشيخ دعموش مؤكدًا أن المقاومة في غزة مصمّمة على مواصلة حرب الاستنزاف التي تخوضها في القطاع، وعلى تصاعد عملياتها في الضفة الغربية بكل قوة وثبات، ولن يتمكن العدو من تحقيق أهدافه بإحكام السيطرة على غزة والضفة أو القضاء على فصائل المقاومة أو إنهاء القضية الفلسطينية.

نص الكلمة

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

من هؤلاء الطيبين الاستاذ نايف الذي نجتمع اليوم في تأبينه والذي كان على امتداده عمره  أستاذاً ومعلماً ومرشداً ومربياً للاجيال، ومربيا لاسرة عزيزة وكريمة على الايمان والعلم والمعرفة والاخلاق والعطاء  والجهاد والشهادة وهو والد شهيد عزيز هو الشهيد مرعي ، نسأل الله ان يكرمه بشفاعته لان الشهيد يشفع لوالديه ولاهل بيته كما ورد في الحديث عن رسول الله (ص):"  الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته".

عندما نفتقد رجلا كبيرا وعزيزا ومعطاءا كالاستاذ نايف تتولد لدينا الكثير من المشاعر. لكن من أهم المشاعر إلى جانب مشاعر الفراق والحزن والألم والحسرة على فقدان حبيب وعزيز، هي مشاعر الرهبة من الموت والعودة إلى الحقيقة الوجودية،والحقيقة القرآنية والى القانون والسنة الالهية القاضية بالموت لكل ذي نفس في هذا الوجود، فالله تعالى يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ). وفي اية اخرى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) ويقول تعالى مخاطبا نبيه الاعظم محمد(ص):(وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد)  والمقصود : أن كل واحد منا صائر إلى الموت لا محالة ، ولا ينجيه من الموت شيء.

 هذه هي المعادلة الوجودية والحقيقة المنطقية والقرانية، ولكن ما يحتار فيه الإنسان هو أننا أمام مشهد يومي للموت، ولكننا نعيش حياة الخالدين، نتكلم ونعمل ونفعل ونُمضي أوقاتنا ونقضي عمرنا وكأننا خالدون مخلّدون باقون مئات السنين، آلاف السنين.

 كلنا يتصرف على هذه الأساس ونغفل ولا نلتفت الى مصيرنا ولا نتعظ بالموت لنعمل لاخرتنا ولمستقبلنا في الاخرة.

اليوم هناك موت، موت طبيعي، موت من الأمراض، موت بالحروب، بالزلازل، بالفياضانات، بحوادث السير. لا يخلو يوم في هذه البلد أو في أي مكان من العالم إلا ويقضي فيه الكثيرون حتفهم. ولكن نحن البشر، نحن الناس، إلى أي حد نتعظ؟

من جملة ما أراده الله سبحانه وتعالى في هذه السنّة سنة الموت أن يستيقظ الأحياء الذين ما زالوا على قيد الحياة ونحن منهم. ان يتنبهوا الى هذه الحقيقة والى مصيرهم ومستقبلهم بعد الموت.

 

نحن في كثير من الاحيان نتألم ونتساءل عن المصير الذي سنمضي اليه، ولكننا لا نخطط لما بعد الموت، ولا نخطط للمصير الحسن وللعاقبة الحسنة!

هل فكرنا باللحظة التي واجهها إخواننا وأحباءنا وأعزاءنا وانتقلوا فيها من هذه الدار؟

هل خططنا للبيت الجديد الذي سننتقل إليه وللعالم الجديد الذي سنغادر إليه؟

 هل هيأنا عتاداً وعدةً ومؤونة وذخيرةً وعملا وكرامةً وشرفاً لذلك اليوم؟ هل احتطنا لذلك اليوم؟

 هذا ما يجب أن نستحضره ونتذكره عند كل موت. ان نتذكر ونستحضر أننا كالذين مضوا قبلنا، ذاهبون إلى عالمٍ سنواجه فيه عملنا إن كان صالحاً او غير صالح، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)

نحن ذاهبون إلى عالم يتم فيه وضع موازين الحق أمام القضاء العادل، والى يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا أب ولا أم ولا شقيق ولا قرابةُ ولا صداقة ولا حزب ولا عشيرة ولا جماعة ، إلا من أتى الله بقلب سليم.

 عندما سنواجه هذه الحقيقة يجب أن نلتفت من الآن أننا سنكون أمام قبر كما قال امير المؤمنين(ع): (تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُنَا وَتَغِيبُ فيه أَخْبَارُنَا) ، وأننا سنكون أمام حفرة قال عنها: (لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا لَأَضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ).

كل القصة هي نفسي، يجب أن أتعاطى مع هذه النفس، أن أهذّبها، أن أروّضها، أن أزكيها، أن أطهرها، ان اربيها على التقوى والطاعة والخوف من الله، أن أهيئها لذلك العالم ولذلك البيت الجديد. لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ.

نحن بحاجة الى ان نروض ونربي انفسنا على الايمان والتقوى من اجل اخرتنا وومن اجل دنيانا لان التقوى كما تضمن مصيرنا في الاخرة فانها تنفعنا في الدنيا لانها تجعل لدينا حصانة في مواجهة كل التحديات والاعداء، وتدفعنا الى تحمل مسؤولياتنا الشرعية والاخلاقية تجاه بلدنا واتجاه المظلومين، وتدفعنا الى العمل لمواجهة مكائد الظالمين والاعداء كما قال تعالى:(وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)  لا يضركم عدوانهم وارهابهم وكيدهم شيئا.

في اية اخرى:(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)اي ستتعرضون لخسائر في اموالكم وارزاقكم وانفسكم وستسمعون من اولئك الذين يتماهون مع العدو في مواقفهم مواقف التثبيط والتهويل والخذلان، ستتعرض قراكم وبلداتكم واموالك وبيوتكم ومصالحكم وارزاقكم للتدمير والتخريب وسيقتل منكم افراد كثيرون ويرتقي منكم شهداء وتسمعون الكثير من والاكاذيب والمواقف التي تستخف بجهادكم ومقاومتكم وانجازاتكم، لكن ان تصبروا وتثبتوا وتتقوا الله وتتحملوا مسؤولياتكم فان ذلك من عزم الامور ولن يتمكن احد من ان ينال منكم

اليوم مجتمعنا بفعل الايمان والوعي والبصيرة والثبات والحضور في الميدان والثقة بالمقاومة وقيادتها وقوتها وشجاعتها واجه ولا يزال يواجه كل اشكال الحروب العسكرية والنفسية التي شنها العدو الصهيوني خلال كل المراحل السابقة والى اليوم، بكل ثبات وصلابة، وهو يتحمل كل هذه الالام والتضحيات والتهجير والمخاطر من موقع الايمان والوعي والصبر، ايمانه بقضيته ووعيه لاهداف العدو،  ولذلك لم يتأثر في كل المراحل والى اليوم بكل حملات التهويل والتهديد والتشويش والحرب النفسية التي يستخدمها العدو ويسانده فيها بعض الداخل ممن يتماهى في مواقفه مع العدو، وتعامل مع كل ما يجري بكل وعي وصبر، وبقي  حاضرا في الميدان يحتضن المقاومة ويقدم التضحيات على طريق القدس، وهو لا يزال يتحمل من اجل نصرة المظلومين والدفاع عن بلدنا.

اهلنا الذين يفخرون عندما يرتقي من ابنائهم شهداء، ويعبرون عن استعدادهم للمزيد من العطاء وتقديم التضحيات، لا يمكن لكل التهديدات والتهويلات ان تكسر ارادتهم، او ان تدفعهم للتراجع عن مواقفهم، او للتخلي عن المقاومة، وموقفهم المشرف اليوم لنصرة المظلومين في غزة، وحضورهم القوي اليوم في الميدان واصطفافهم حول المقاومة، يؤكد ثباتهم وصلابتهم وتمسكهم بارضهم ومساندتهم بالدم للمظلومين في فلسطين في غزة والضفة، فهذه البيئة صلبة ولا يمكن لاحد ان يكسر ارادتها.

 وموقفها الثابت هو التمسك بالمقاومة ومواصلة الطريق حتى تحقيق النصر.

اليوم نتنياهو عالق بين ضربات المقاومة في غزة ولبنان، وبين الضغوط والانقسامات الداخلية وصراخ المستوطنين في الشمال، وهو لا يعرف كيف يخرج من المأزق الذي يتخبط فيه، وعاجز عن تحقيق النصر الذي يريده بفعل ثبات وتكتيكات المقاومة التي أدخلت جيشه في حرب استنزاف حقيقية، والتي ما إن ينسحب من مكان في غزة إلاّ وتعود المقاومة إليه بقوة أكبر، وآخر ابتكارات وقرارات هذا الجيش المأزوم والمهزوم، هو عدم دخول الأنفاق خوفًا من قتل أسراه.

هذا الجيش العاجز والفاشل الذي لم يستطع استعادة أسراه بالقوة خلال أحد عشر شهرًا، لن يتمكن من استعادتهم مهما طال أمد الحرب، إلاَ باتفاق يراعي شروط المقاومة.

المقاومة في غزة مصمّمة على مواصلة حرب الاستنزاف التي تخوضها في القطاع، وعلى تصاعد عملياتها في الضفة الغربية بكل قوة وثبات، ولن يتمكن العدو من تحقيق أهدافه بإحكام السيطرة على غزة والضفة أو القضاء على فصائل المقاومة أو إنهاء القضية الفلسطينية.

اما المقاومة في لبنان فهي مصمّمة ايضا على مواصلة جبهة الإسناد، وستكمل طريقها حتى تحقيق الأهداف، ولن يتمكن العدو من إعادة المستوطنين إلى منازلهم مهما علا الصراخ إلاّ عن طريق واحد، هو وقف العدوان على غزة.

والمقاومة لن تقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك وكسر المعادلات القائمة، وكلما تمادى العدو في عدوانه وتوسع في اعتداءاته، كلما زادت المقاومة من ردها وتوسعت في عملياتها.

والتصعيد الإسرائيلي الأخير والتهديد بالاستعداد لتحركات هجومية جديدة داخل لبنان، لن يغير موقفنا ولن يبدل معادلاتنا ولن يصرفنا عن الميدان، فالتصعيد ليس في مقابله إلا التصعيد، ونحن قوم لا نخشى التهديد ولا التهويل، لأننا أهل الفعل والعمل والجهاد والميدان والثبات، وعلى ثقة بوعد الله بالنصر، وعلى يقين بأن النصر آت بعون الله وتسديده. (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

 

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1855

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع.

شدَّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنَّ عنوان المعركة التي يخوضها العدوّ الصهيوني، اليوم، هي الفشل والعجز والتخبط. وجبهتا غزّة ولبنان بفعل ثبات وصلابة المقاومة فيهما، تؤكدان كلّ يوم عجز العدوّ ‏وفشله في الميدان، مشيرًا إلى أنَّه لذلك هو لجأ من أجل التعويض عن فشله الميداني، إلى الاغتيالات واستهداف المدنيين وارتكاب المزيد ‏من المجازر، وآخرها المجزرة الوحشية التي ارتكبها بحق الأبرياء النازحين في مدرسة التابعين في غزّة، وذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد معظمهم من النساء والأطفال.

كلام الشيخ دعموش جاء خلال كلمة له في الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس علي مصطفى عمرو، في بلدة المعيصرة الكسروانية، بحضور: عائلة الشهيد، مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله الشيخ محمد عمرو، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رائد برو، أعضاء المجلس السياسي في حزب الله  الوزير السابق محمود قماطي، أبو سعيد الخنسا، محمد صالح، مسؤول الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، مسؤول حركة أمل في جبيل كسروان علي خير الدين، ممثل حركة التوحيد الإسلامي الدكتور معاذ شعبان، نائب مفتي جبيل وكسروان الشيخ محمد حيدر، رؤساء بلديات، مخاتير، وعوائل الشهداء.

رأى الشيخ دعموش أنَّ من يتحمَّل مسؤولية هذه المجازر هم أميركا وبريطانيا وألمانيا، وكلّ من يُزوّد الكيان الصهيوني بالسلاح؛ لأن هذه المجازر تُرتكب بقنابل وصواريخ أميركية وغربية وبغطاء أميركي وغربي، وكلّ هؤلاء شركاء في هذه المجزرة وفي كلّ ما يجري في غزّة. وأضاف أنّ:َ "المواقف المستنكرة التي سمعناها من بعض الدول الغربية حيال المجزرة هي مجرد مواقف سياسية فارغة هدفها مخادعة الرأي العام، ولا يمكن أن نفهم الدعوات لوقف إطلاق النار أو لمنع التصعيد إذا كان هؤلاء يواصلون إمداد العدوّ بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة والقنابل التي تزن أكثر من ألفي رطل، ويغطون عجزه المالي بمليارات الدولارات". 

 

ولفت الشيخ دعموش إلى أنَّ "إسرائيل" لا تجد أي رد فعل عملي وجاد على مجازرها، وهذا ما يشجعها على التمادي في ارتكاب الجرائم والمجازر، ومن دون ضغط فعال لن يوقف نتنياهو جرائمه، فهو ماضٍ في إبادة الشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم في المنطقة، وسيجر المنطقة كلها إلى الحرب، ومن يريد وقف التصعيد في المنطقة واحتواء الموقف وعدم إشعال المنطقة، عليه أن يضغط على العدوّ "الإسرائيلي" كي يوقف عدوانه على غزّة وجرائمه في المنطقة.

ورأى أنَّ على العدوّ الإدرك أنَّه لن يفلت من العقاب على جرائمه في غزّة وفي المنطقة، لا سيَّما على جريمتيه في طهران وفي بيروت باغتياله للقائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر والشهيد القائد إسماعيل هنية، مشددًا على أنَّ الرد آتٍ وحتمي ولا تراجع عنه. ولفت الشيخ دعموش إلى أنَّ حزب الله استطاع بمجرد توعده بالرد إدخال الصهاينة على امتداد الكيان المحتل في استنزاف وشللٍ وخوف وهلع ورعب، وبات الجميع يعيشون على أعصابهم داخل الكيان، وبعضهم يعيش على المهداءات، وعلى حد تعبير بعض السياسيين "الإسرائيليين" إن "ما يفعله حزب الله هذه الأيام هو ضربة نفسية خطيرة لـ"إسرائيل"" وهذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به. وأكَّد أنَّ ما يجب أن يعرفه الصهاينة أنَّ المقاومة لن تكتفي بالضربة النفسية، بل هي مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع، ومن خارج الضوابط المعتمدة في المعركة ويتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدوّ في الضاحية، مشيرًا إلى أنَّ اعتداء العدوّ على الضاحية كان من خارج الضوابط المعتمدة، وعليه أن ينتظر العقاب من خارج الضوابط المعتمدة، ولن يفلت من العقاب مهما تأخر رد المقاومة.

كما تابع الشيخ دعموش أنَّ: "هذا القرار اتّخذته المقاومة ولا عودة عنه مهما كانت التداعيات، وتنفيذه وتفاصيله وتوقيته يخضع لظروف الميدان وتوافر الفرص، وتقدير ذلك كُلَّه إنَّما هو بيد قيادة المقاومة التي تتصرف بكلّ هدوء ووعي وحكمة، وتتحرك تحت سقف مصالح الناس والمصالح الوطنية". 

يُذكر أنَّ الحفل التأبيني تخلَّله عرض وصية الشهيد المجاهد علي عمرو وكلمة لرئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو، أعلن خلالها عن تسمية شارع من شوارع البلدة باسم الشهيد علي عمرو.

 

خلاصة الكلمة

ابتدأ كلامه يالآية الكريمة: (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

اعتبر ان الشهيد علي هو مصداق حقيقي للذين قتلوا في سبيل الله، وانه لم  لم يقتل في معركة عبثية، وانما من أجل قضية مقدسة وفي معركة الدفاع عن المظلومين والمعتدى عليهم، وفي سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).

واشار الى مزايا شهداء المقاومة وانهم من أهل الوعي والمعرفة والبصيرة، ومن أهل الايمان واليقين لا تزلزله ولا تهزه الشبهات والأهواء والشهوات والضغوط والتحديات، ومن أهل الإرادة والعزم وأهل العمل والفعل وأهل الجود والعطاء وأهل الشجاعة والثبات.وليسوا من اهل التنظير والمواقف والشعارات  الفارغة، وليسوا ممن يقولون ولا يعملون.

وانهم اختاروا طريق المقاومة بملء إرادتهم وحريتهم ، وانهم معايير للحق، ونماذج محسوسة واعلام يستهدي بها الناس طريق الحق ،معايير نميز بهم الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي الناس بالانبياء والكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .

وقال: إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والحجة والقدوة.

لكن هذه القدوة تتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي, وتتجلى في العطاءوالتضحية, فالشهيد قدوة للأجيال في هذين الأمرين.

هذا الوعي وهذا اليقين يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء على طريق القدس فهؤلاء الشهداء كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي معهم، وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا من معركة الاقصى ومن عطاءها وتضحياتها من موقع الوعي واليقين بعدالة هذه القضية

واضاف: نحن مع هؤلاء الشهداء أمام قيمة انسانية يجسدها هؤلاء من خلال ايمانهم ويقينهم وبصيرتهم ووعيهم وارادتهم وعزمهم وفعلهم وتضحياتهم

 

نحن امام انجاز انساني يصنعه الشهداء بجهادهم ودماءهم وتضحياتهم هذا الانجاز وهذه القيمة يملكها من مضى ويملكها من ينتظر من المجاهدون والمقاومين الذين نفخر بهم ونراهن عليهم ونقاتل بهم ونحمي بلدنا من خلالهم

إذا كان العدو الصهيوني يتوهم أنه بقتله خيرة قادتنا ومجاهدينا يمكنه ان يحبطنا او ان ينال من من ارادتنا وعزيمتنا فهو واهم ومخطىء ، فنحن في حزب الله نفخر ونعتز ونكبر بالشهداء،ونحيا بالشهداء ، وشعارنا كان على الدوام ولا يزال (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة).

نحن نكبر بالشهداء لانه في عقيدتنا ليس في دم الشهيد خسارة، الدم ربّيح دائماً، لأن كل شهيد من شهدائنا يمكنه ان يصنع روح الإيثار والتضحية عند العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس, ويؤجج فيهم روح المقاومة.

شهادة الشهداء لا تضعف المسيرة او القضية بل تمنح القضية زخماً جديداً, ودفعاً سريعاً, وتطوراً كبيراً, وتدفع المسيرة نحو الانتصار وتحقيق الإنجازات، ونحن نرى كيف ان المقاومة اليوم ادخلت العدو في مأزق حقيقي من خلال جبهة الاسناد في جنوب لبنان.

اليوم المأزق الكبير الذي يعاني منه نتنياهو ومعه كل الكيان الصهيوني انه بعد مضي عشرة اشهر على العدوان ما زال عاجزا عن تحقيق اي من اهدافه المعلنة وغير المعلنة والخسائر التي يتكبدها داخليا وخارجيا على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعلى مستوى سمعة الكيان وصورته في العالم  كبيرة جدا، ولن يكون من السهل استيعابها والتعامل معها لا في الحاضر ولا في المستقبل، وكل التوحش والهمجية والبربرية التي يمارسها جيش العدو في غزة لم تجلب له النصر المطلوب ولم تقربه من تحقيقي انجاز استراتيجي.

 ومما عمق من مأزق العدو هو مواصلة جبهات الاسناد لعملياتها المؤازرة لغزة من اليمن الى لبنان والعراق فهذه الجبهات اضافت ثقلا نوعيا الى موازين القوى للمقاومة في غزة ووفرت للمقاومة اواراق قوة في المفاضات لمصلحتها، لانه عندما تنجح المقاومة في الجنوب في تهجير عشرات الاف المستوطنين وتعطل الحياة والاقتصاد والصناعة والزراعة والسياحة  في عشرات المستوطنات المستهدفة في شمال فلسطين المحتلة  وعندما تنجح في فرض معادلاتها العسكرية وتكبد العدو خسائر كبيرة وعندما تنجح جبهة اليمن في منع عبور السفن الى موانىء الاحتلال عبر البحر الاحمر وصولا الى شل ميناء ايلات شللا تاما وعندما تدخل ايران على خط المواجهة، فان كل هذه العوامل تضيف شروطا جديدة في المفاوضات لمصلحة المقاومة، وتساهم في تعميق مأزق العدو .

لقد حاولت الولايات المتحدة ومعها الغرب عبر الوفود الدبلوماسية والوسطاء والرسائل والتهويل والتهديد والتصعيد العسكري ، ايقاف هذه الجبهات وفك الارتباط بينها وبين غزة، الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل، والجواب الوحيد الذي سمعوه في لبنان واليمن والعراق وايران منذ بدء العدوان على غزة وحتى الساعة هو اوقفوا الحرب في غزة وعندها ستتوقف جبهات الاسناد.

اليوم الكيان الصهيوني على مشارف انفجار داخلي بسبب فشل نتنياهو فشله في استعادة الاسرى الصهاينة وفشله في اعادة المستوطنين وفي استعاد الردع المتآكل.

والصهاينة فقدوا الثقة بقدرة جيشهم على الردع، وهم سيفقدون الثقة بقدرة الحكومة على تحقيق النصر الذي يريده نتنياهو.

 

ولذلك عنوان المعركة التي يخوضها العدو اليوم هي الفشل والعجز والتخبط، وجبهتا غزة ولبنان بفعل ثبات وصلابة المقاومة فيهما، تؤكدان كل يوم عجز العدو ‏وفشله في الميدان، ولذلك هو لجأ ومن اجل التعويض عن فشله الميداني الى الاغتيالات واستهداف المدنيين وارتكاب المزيد ‏من المجازر، و آخرها المجزرة الوحشية التي ارتكبها بالامس بحق الأبرياء النازحين في مدرسة التابعين في غزة، وذهب ضحيتها اكثر من مئة شهيد  معظمهم من النساء والأطفال".

ومن يتحمل مسؤولية هذه المجازر هم اميركا وبريطانيا والمانيا وكل من يزود الكيان الصهيوني بالسلاح لأن هذه المجازر تُرتكب بقنابل وصواريخ أمريكية وغربية ، وبغطاء أمريكي وغربي، وكل هؤلاء شركاء في هذه المجزرة وفي كل ما يجري في غزة".

اما المواقف المستنكرة التي سمعناها بالامس من بعض الدول الغربية فهي مجرد مواقف سياسية فارغة هدفها مخادعة الرأي العام ، ولا يمكن أن نفهم الدعوات لوقف إطلاق النار أو لمنع التصعيد إذا كان هؤلاء يواصلون امداد العدوّ بأحدث انواع الاسلحة الفتاكة والقنابل التي تزن اكثر من الفي رطل والطائرات الحربية ويغطون عجزه المالي بمليارات الدولارات.

اسرائيل لا تجد اي رد فعل عملي على مجازرها وهذا ما يشجعها على التمادي في ارتكاب الجرائم والمجازر، ومن دون ضغط فعال لن يوقف نتنياهو جرائمه، فهو ماض في ابادة الشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم في المنطقة ، ويجر المنطقة كلها الى الحرب، ومن يريد وقف التصعيد في المنطقة واحتواء الموقف وعدم اشعال المنطقة، عليه أن يضغط على العدوّ "الإسرائيلي" كي يوقف عدوانه على غزّة وجرائمه في المنطقة".

  وعلى العدو ان يدرك انه لن يفلت من العقاب على جرائمه في غزة وفي المنطقة لا سيما على جريمتيه في طهران وفي بيروت باغتياله للقائدين الجهاديين الكبيرين الشهيد السيد فؤاد شكر والشهيد السيد اسماعيل هنية، فالرد آت وحتمي ولا تراجع عنه.

لقد استطاع حزب الله من مجرد توعده بالرد ادخال الصهاينة على امتداد الكيان المحتل في حالة استنزاف وخوف وهلع وشلل، وبات الجميع يعيشون على اعصابهم داخل الكيان وبعضهم يعيش على المهدءات، وما يفعله حزب الله الآن على حد تعبير بعض السياسيين الاسرائيليين هو ضربة نفسية خطيرة لاسرائيل . وهذا يعني ان المقاومة نجحت في تحقيق جزء من اهداف الرد قبل ان تقوم به ، لكن ما يجب ان يعرفه الصهيانة ان المقاومة لن تكتفي بالضربة النفسية بل هي مصممة على رد ميداني مؤلم ورادع ومن خارج الضوابط المعتمدة في المعركة ويتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو في الضاحية.

لقد كان اعتداء العدو على الضاحية من خارج الضوابط المعتمدة وعليه ان ينتظر العقاب من خارج الضوابط المعتمدة ولن يفلت من العقاب مهما تأخر رد المقاومة.

هذا قرار اتخذته المقاومة ولا عودة عنه مهما كانت التداعيات، وتنفيذه وتفاصيله وتوقيته يخضع لظروف الميدان وتوافر الفرص وتقدير ذلك انما هو بيد قيادة المقاومة التي تتصرف بهدوء ووعي وحكمة، وتتحرك تحت سقف مصالح الناس والمصالح الوطنية .

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1680

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا إلى الهاوية.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش ان العدو الاسرائيلي يهرب من العجز والفشل الذي بات عنوان معركته في غزة بارتكاب المجازر والتشفي بقتل الاطفال والنساء، الذي يحصل على مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ومدعي الدفاع عن حقوق الانسان، من دون ان يحرك احد منهم ساكنا.

وقال خلال كلمة له في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في الاوزاعي: ما جرى ويجرى في غزة منذ اكثر من تسعة اشهر كشف عن سقوط مدو ومخز لمنظومة القيم والحقوق التي يدعيها الغرب، والتي لم يعد مقبولا ان يُنظّروا بها علينا وعلى شعوبنا وبلداننا، بعد ان ظهر دجلهم وكذبهم ونقاقهم وتجردهم من القيم الاخلاقية والمشاعر الانسانية .

واعتبر ان عجز المجتمع الدولي ومجلس الامن ومحكمة العدل الدولية وهيئة الامم المتحدة عن وقف هذه الابادة، يؤكد انه لا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى مواصلة الضغط بالمقاومة والميدان والقتال والثبات والصمود، لان ذلك هو الطريق الوحيد للضغط على العدو لايقاف الحرب، وللدفاع عن بلدنا وعن مظلومية الشعب الفلسطيني .

ولفت الى ان نتنياهو لا يريد اتفاقا، ويعرقل التوصل الى صيغة مقبولة مع حماس، ويصرُّ على مواصلة العدوان، متجاهلا كل الدعوات الداخلية والخارجية لعقد صفقة وإيقاف الحرب، وهو بذلك يريد كسب الوقت لانقاذ مستقبله السياسي، لانه بات يدرك أنه خسر الحرب، فلا يريد ان يخسر مستقبله السياسي.

وشدد على ان الاصرار والتعنت لن يوصل نتنياهو الا الى الهاوية، وهذه قناعة العديد من المسؤولين الاسرائيليين،  واذا كان يظن نتنياهو أنَّه من خلال المجازر والاجرام واغتيال القادة والكوادر والتدمير سيدفع المقاومة في غزة وفي لبنان للتراجع عن مواقفها، فهو واهم، فحن شعب هذه المقاومة وعشاق أبي عبدالله الحسين، لا مكان في قاموسنا وخياراتنا للتراجع والضعف والذل مهما كانت المخاطر، لأن شعارنا كان وسيبقى شعار الحسين في كربلاء هيهات منّا الذلة.

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1595

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ الصعد.

لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى "المجازر التي يواصل العدوّ "الإسرائيلي" ارتكابها في غزّة أمام مرأى ومسمع العالم الذي تجرّد من إنسانيته، وبات يلتزم الصمت المخزي، وآخر المجازر ما جرى بالأمس في مواصي خان يونس". 

وفي كلمة له في المجلس العاشورائي في بلدة الشهابية الجنوبية، قال الشيخ دعموش إن "ما يرتكبه العدوّ من جرائم مهولة في غزّة، هو تعبير عن مستوى العجز والفشل الذي أصابه في مواجهة المقاومة، وهو الذي استنفد كلّ آلته الإجرامية ولم يترك وسيلة للقتل والإجرام والتدمير والحصار والتجويع إلاّ واستخدمها للقضاء على المقاومة، ولكنه فشل ولم يتمكّن من تحقيق أهدافه، وهو يتشفّى بقتل المدنيين الأبرياء"، واعتبر أن "ادعاءات العدوّ باستهداف شخصيات قياديّة في المقاومة، إنما هو للتغطية على الاجرام الذي ارتكبه بحق الأبرياء العزل". 

 

وأضاف الشيخ دعموش أن "الصمت المخزي للمجتمع الدولي وللأنظمة الغربية والعربية إزاء ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، وعجز هذا المجتمع عن وقف هذه الإبادة، يؤكد ما كنا نقوله دائمًا، من أن الرهان على ما يُسمّى بالمجتمع الدولي هو رهان على سراب، فلقد شاهدنا وشاهدتم مرارًا أن الرهان على الأنظمة والقوانين الدولية والمؤسسات الدولية، إنما هي مراهنة فاشلة وخائبة لم تُنتج سوى الحسرة والخسران والخيبة والمرارة".

واعتبر الشيخ دعموش أن "الأنظمة والمؤسسات الدولية خارج الرهان، لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية التي كانت على الدوام شريكة للعدو الصهيوني في كلّ اعتداءاته على شعوب المنطقة، وهي اليوم شريك كامل في العدوان على غزّة، ولا تستطيع أن تُعفي نفسها ومسؤوليتها وشراكتها في كلّ ما يرتكبه وارتكبه العدوّ من جرائم، فهي التي تمدُّه بالسلاح والعتاد وتغطيه سياسيًا وإعلاميًا وماليًا، وتمنع المؤسسات الدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها".

وأوضح الشيخ دعموش أن "الإدانات الخجولة للمجازر التي يرتكبها العدوّ التي تصدر أحيانًا عن البيت الأبيض، ليست أكثر من مواقف للنفاق وخداع العالم، وليس لها أدنى تأثير على موقف العدوّ ولا على الموقف الحقيقي الأميركي الداعم المطلق للعدو".

 

وقال الشيخ دعموش "نحن كلبنانيين وكأمة لا خيار لنا سوى المقاومة، ولا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى المقاومة، ولذلك نحن تمسكنا بها منذ البداية، لأنها الطريق الوحيد للدفاع عن بلدنا وعن الشعوب المظلومة وعن مظلومية الشعب الفلسطيني". 

وتابع "اليوم مقاومتنا في موقع القوّة والاقتدار، وهي تصنع معادلات وتحقق إنجازات على جبهة الجنوب، بينما العدوّ في موقع الضعف واليأس والإحباط، وهو يخشى الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله، لأنه يدرك بعد أن أثبتت المقاومة قدرتها على ضرب قبته الحديدية والوصول بمسيّراتها وصواريخها إلى مواقعه العسكرية وعمق الكيان المحتل، أن الثمن الذي سيدفعه في أي حرب واسعة يفرضها على لبنان سيكون ثمنًا كبيرًا جدًا، وتهديدًا لمصيره ووجوده".
 
واعتبر الشيخ دعموش أن "التهديدات "الإسرائيلية" المتواصلة للبنان، هي تهديدات فارغة وللاستهلاك الداخلي "الإسرائيلي"، وأيًا تكن طبيعتها، فنحن لا نخافها ولا نخشاها، ولكننا في الوقت نفسه لا نستخف بها ولا نتهاون معها، فالمقاومة على مستوى الاستعداد والجهوزية العسكرية، تتعامل معها بمنتهى الجدية، لأننا أمام عدو طبيعته العدوان والإرهاب والإجرام، ومع عدو من هذا النوع لا يمكن الاطمئنان أو الاستخفاف والتهاون".

وأكد الشيخ دعموش أن "المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ الصعد، وهي على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدنا وأهلنا، وتتحضر لتصنع للعدو هزيمة مدويّة، وللبنان وللأمة نصرًا تاريخيًا جديدًا، سيكون أكبر وأعظم من نصر تموز عام 2006 بإذن الله تعالى".

 

خلاصة الكلمة

تحدث عن الازواج والذرية قرة العين الواردة في قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍۢ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) .

ثم تحدث بالموقف السياسي وقال: العدو لا يزال يواصل عدوانه وارتكابه للمجازر في غزة أمام مرأى ومسمع العالم الذي تجرد من انسانيته، وبات يلتزم الصمت المخزي، واخر المجازر ما جرى بالامس في خان يونس، حيث بلغت حصيلة القصف على مخيمات ايواء النازحين اكثر من 75 شهيد وحوالى 300 جريحا جلهم من النساء والاطفال.

ما يرتكبه العدو من جرائم مهولة في غزة، هو تعبير عن مستوى العجز والفشل الذي اصابه في مواجهة المقاومة، وهو الذي استنفذ كل آلته الاجرامية ولم يترك وسيلة للقتل والاجرام والتدمير والحصار والتجويع الا واستخدمها للقضاء على المقاومة، ولكنه فشل ولم يتمكن من تحقيق اهدافه، وهو يتشفى بقتل المدنيين الأبرياء، لافتا الى ان ادعاءات العدو باستهداف شخصيات قيادية في المقاومة إنما هو للتغطية على الاجرام الذي ارتكبه بحق الأبرياء العزل.

الصمت المخزي للمجتمع الدولي وللانظمة الغربية والعربية ازاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وعجزهذا المجتمع عن وقف هذه الابادة، يؤكد ما كنا نقوله دائما من ان الرهان على ما يُسمّى بالمجتمع الدولي هو رهان على سراب، مضيفا لقد  لقد شاهدنا وشاهدتم  مرارًا ان الرهان على الانظمة والقوانين الدولية والمؤسسات الدولية إنما هي مراهنة فاشلة وخائبة لم تُنتج سوى الحسرة والخسران والخيبة والمرارة، لان الانظمة والمؤسسات الدولية خارج الرهان، لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية، والادارة الامريكية كانت على الدوام شريكة للعدو الصهيوني  في كل اعتداءاته على شعوب المنطقة، وهي اليوم شريك كامل في العدوان على غزة ،ولا تستطيع أن تُعفي نفسها ومسؤوليتها وشراكتها في كل ما يرتكبه وارتكبه العدو من جرائم، فهي التي تمدُّه بالسلاح والعتاد وتغطيه سياسيًا واعلاميا وماليا وتمنع المؤسسات الدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها، والادانات الخجولة للمجازر التي يرتكبها العدو التي تصدر احيانا عن البيت الابيض،  ليست اكثر من مواقف للنفاق وخداع العالم، وليس لها أدنى تأثير على موقف العدو ولا على الموقف الحقيقي الامريكي الداعم المطلق للعدو.

نحن كلبنانيين وكأمة لا خيار لنا سوى المقاومة، ولا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى المقاومة، ولذلك نحن تمسكنا بالمقاومة منذ البداية، لانها الطريق الوحيد للدفاع عن بلدنا وعن الشعوب المظلومة وعن مظلومية الشعب الفلسطيني .

اليوم مقاومتنا في موقع القوة والاقتدار، وهي تصنع معادلات وتحقق انجازات على جبهة الجنوب، بينما العدو في موقع الضعف واليأس والاحباط، وهو يخشى الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله ، لأنه يدرك بعد أن أثبتت المقاومة قدرتها على على ضرب قبته الحديدية والوصول بمسيراتها وصواريخها الى مواقعه العسكرية والى عمق الكيان المحتل، أن الثمن الذي سيدفعه في اية حرب واسعة يفرضها على لبنان سيكون ثمنا كبيرا جدا، وتهديدًا لمصيره ووجوده.

التهديدات الاسرائيلية المتواصلة للبنان، هي تهديدات فارغة وللاستهلاك الداخلي الاسرائيلي، وأياً تكن طبيعتها فنحن لا نخافها ولا نخشاها، ولكننا في الوقت نفسه لا نستخف بها ولا نتعاون معها، فالمقاومة على مستوى الاستعداد والجهوزية العسكرية، تتعامل معها بمنتهى الجدية، لأننا أمام عدو طبيعته العدوان والإرهاب والإجرام، ومع عدو من هذا النوع لا يمكن الاطمئنان أو الاستخفاف والتهاون. مؤكدا: ان المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كل الصعد، وهي على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدنا واهلنا، وتتحضر لتصنع للعدو هزيمة مدوية، وللبنان وللامة نصرا تاريخيا جديدا ، سيكون أكبر وأعظم من نصر تموز العام 2006 باذن الله تعالى .

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1647

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان

الشيخ دعموش من القماطية16-7-2024 : لا مكان في قاموسنا وخياراتنا للتراجع.

تحدث الشيخ حول مفهوم الانتصار للحسين وركز حديثه على اصلاح النفس وتهذيبها وتربيتها على التقوى وعلى اصلاح الاخرين والمجتمع ودعوتهم الى الخير والاحسان والامر بالمعروف وانهي عن المنكر والتمسك بالحق والثبات علية والحضور في ساحات الجهاد والمقاومة والاستعداد للعطاء والتضحية من اجل القضايا المحقة وحفظ المقاومة والتزام نهجها باعتبارها القوة التي تحمي بلدنا واهلنا وتدافع عن مظلومية الشعوب لا سيما مظلومية الشعب الفلسطيني.

ثم تطرق للوضع السياسي وقال: اليوم عنوان معركتنا مع العدو هو الانتصار الاتي باذن الله وتحقيق الانجازات والاهداف ، بينما عنوان معركة العدو هو العجز والفشل في غزة وفي لبنان، ولذلك هو يحاول الهروب من العجز والفشل في غزة بارتكاب المجازر والتشفي بقتل الاطفال والنساء، هذه المجازر التي تحصل على مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ومدعي الدفاع عن حقوق الانسان، من دون ان يحرك احد منهم ساكنا.

ما يجرى في غزة كشف عن سقوط مدو ومخز لمنظومة القيم والحقوق التي يدعيها الغرب، واليوم عجز المجتمع الدولي ومجلس الامن ومحكمة العدل الدولية وهيئة الامم المتحدة عن وقف هذه الابادة، يؤكد انه لا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى مواصلة الضغط بالمقاومة والميدان والقتال والثبات والصمود، لان ذلك هو الطريق الوحيد للضغط على العدو لايقاف هذه الحرب  المجنونة

وقال ان نتنياهو على مواصلة العدوان، لكن الاصرار على الحرب لن يوصل نتنياهو الا الى الهاوية، وهذه قناعة العديد من المسؤولين الاسرائيليين،  واذا كان يظن نتنياهو أنَّه من خلال المجازر والاجرام واغتيال القادة والكوادر والتدمير سيدفع المقاومة في غزة وفي لبنان للتراجع او الاستسلام، فهو واهم، فنحن شعب هذه المقاومة وعشاق أبي عبدالله الحسين، لا مكان في قاموسنا وخياراتنا للتراجع والضعف والذل مهما كانت المخاطر، لأن شعارنا كان وسيبقى شعار الحسين في كربلاء هيهات منّا الذلة.

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1688

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة الدائرة مع العدو الصهيوني كربلاءهم الخاصة.

 تحدث الشيخ دعموش حول نداءات الاستنصار  التي اطقها الحسين(ع) يوم العاشر وخطوات الانتصار والاستجابة لنداءاته(ع) في هذه المرحلة، وختم كلمته بالقول:

 لا شك ان مجاهدينا وشهدائنا وعوائل الشهداء والجرحى والاسرى واهلنا الشرفاء الذين عبروا خلال كل المراحل الماضية عن ايمانهم وصدقهم واخلاصهم ووفائهم وحضورهم القوي في الميدان وثباتهم الى جانب الحق والتمسك بالمقاومة واستعدادهم للبذل والعطاء والتضحية والشهادة على طريقها بالرغم من الضغوط والالام والجراح والمخاطر والتحديات هم يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة الدائرة مع هذا العدو كربلاءهم الخاصة ، ويقولون لهذا العدو بالفعل والعمل ما قاله الحسين عليه السلام  لعدوه في يوم العاشر من محرم: (لا وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ... أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ.

 نحن لا زلنا في معركة الحسين  وطالما لا زلنا في قلب المعركة يجب ان نستمر في تلبية النداء وان نقول للحسين على الدوام وبصوت يملأ الحناجر ( لبيك داعي... الله لبيك يا حسين).

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

المجموعة: اخبار المستوى الاول اسرة التحرير
الزيارات: 1592

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان الصهيوني كارثة تهدد مصيره

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أن من مفاخر جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق، أنها الوحيدة التي نصرت غزة بالمواجهة والقتال، بينما غيرها تخاذل ولم يطلق رصاصة واحدة على العدو.

وخلال إلقائه كلمتين في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل، قال سماحته: "اذا أردنا أن نَجرد ما قامت به جبهتنا اللبنانية وما حققته من أهداف وانجازات، سنجد أن هناك إنجازات كبيرة حققتها على مدى الأشهر التسعة الماضية، والعدو يعترف ‏بتحقّق هذه الإنجازات ويطلق على بعضها بأنّها إنجازات استراتيجيّة، أهمها، أنها ساهمت في منع العدو حتى الآن من حسم المعركة في غزة، من خلال إشغال جزء كبير من قواته وقدراته، واستنزاف جيشه بشريًا ‏وماديًا ومعنويًا ونفسيًا، ومن خلال الضغط المتواصل الذي تمارسه المقاومة على هذه الجبهة، وما تحمله هذه الجبهة من تحديات وتهديدات استراتيجية للعدو".

 

ورأى أن هذه الجبهة بهذه الانجازات وغيرها، أدخلت العدو في مأزق كبير، وهو يدفع فيها خسائر كبيرة، بشرية ومادية ومعنوية ونفسية، وباتت تشكل عبئًا ثقيلًا ومكلفًا عليه، لا يعرف كيف يخرج منه.

وأشار الشيخ دعموش إلى أن الصهاينة يصرخون ويطالبون بحل، ويرسلون الوسطاء والوفود إلى لبنان للتهويل والضغط من أجل ايقاف هذه الجبهة، قائلًا: "نحن والدولة اللبنانية قلنا لكل الوسطاء والوفود الدولية ولكل من يطالب بحل: ليس هناك من حل إلا بوقف الحرب على غزة، فلتقف الحرب على غزة عندها تقف الحرب على هذه الجبهة وباقي جبهات المساندة، وكل التهويل والتهديد والوعيد بحرب واسعة لن يوقف هذه الجبهة ولن يجعلنا نتراجع عن مواقفنا قيد أنملة".

وقال "إننا لسنا من النوع الذي يخضع للتهديد أو يخاف من التهويل بالحرب، ومن يخاف الحرب اليوم ويرتجف من المواجهة مع حزب الله هو العدو، لأنه يعرف تمامًا ما الذي ينتظره في أية حرب على لبنان".

وأوضح الشيخ دعموش أن المقاومة بالرغم من أنها تعتبر تهديدات العدو بحرب واسعة تهديدات فارغة، وللاستهلاك الداخلي، الا أنها تتعامل معها بمنتهى الجدية، وهي استعدت وتجهزت بشريًا وتسليحًا وبرًا وبحرًا وجوًا، ولا تزال تزداد تسلحًا وقوة كمًّا ونوعًا، وباتت على أتم الجهوزية لمواجهة أية حرب تُفرض عليها.

 

وختم بالقول: "على العدو أن يعرف أن الحرب اليوم على لبنان لن تكون كالحروب السابقة، وهي بالحد الأدنى لن تنفعه في استعادة هيبته وقوة ردعه، ولن تمكنه من إعادة المستوطنين إلى الشمال بل سيمتد التهجير إلى أبعد من الشمال، ولا من تدمير حزب الله أو النيل من قدراته، فهذا أصبح من أضغاث الأحلام والأوهام، ومن عجز عن تحقيق أهدافه في غزة هو أعجز من أن يحقق أهدافه في لبنان، وهناك اليوم العديد من القادة الصهاينة، من جنرالات وضباط ومسؤولين حاليين وسابقين، يحذرون رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من مغامرة الحرب الشاملة مع حزب الله في لبنان، لأن أية حرب واسعة على لبنان سيكون عنوانها الفشل والخيبة والهزيمة، بل إن أية حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان الصهيوني كارثة تهدد مصيره ووجوده باذن الله تعالى".

 

خلاصة الكلمتين

تحدث في بريتال عن ان المعيار في التدين الحقيقي هو حسن الخلق، وليس العبادة وتأدية الفرائض فقط.

وتحدث في بدنايل عن خطوات الانتصار للحسين والاستجابة لنداء ابي عبدالله الحسين (ع) يوم العاشر(هل من مغيث يغيثنا..).

ثم تناول الموقف السياسي وقال: اليوم العالم يعاني من سقوط اخلاقي كبير اتجاه ما يجري في غزة وفلسطين حيث نرى العالم ساكت بالرغم من كل ما يشاهده من جرائم ومجازر ترتكب بحق المدنيين الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني، واخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو بالامس في خان يونس، حيث بلغت حصيلة القصف على مخيمات ايواء النازحين اكثر من 90 شهيدا وحوالى 300 جريحا من المدنيين العزل. 

نحن اكدنا مرارا وتكرارا ان جبهة لبنان المفتوحة مع العدو هي جبهة مساندة لغزة وان نصرتنا لمظلومية الشعب الفلسطيني يمليه علينا الواجب الشرعي والاخلاقي بالدرجة الاولى  لان نصرة الحق الواضح في فلسطين في مواجهة الباطل الواضح الذي يجسده الكيان الصهيوني هو واجب شرعي عند المقدرة  وهو واجب اخلاقي وانساني ووطني، لانه لا يمكن لاي صاحب قلب وضمير ومشاعر انسانية، الى اي دين انتمى، ان يتجاهل المجازر المهولة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني والاطفال والنساء في غزة ، والا كان ميت القلب والضمير ومجردا من المشاعر الانسانية، ولذلك طالما ان العدوان مستمر على غزة طالما ان جبهتنا ستبقى مفتوحة ومتواصلة مهما كانت التحديات والتضحيات حتى وقف العدوان . 

 

من مفاخر هذه الجبهة وكل جبهات المساندة من لبنان الى اليمن والعراق انها الوحيدة التي نَصرت غزة في الميدان وبالمواجهة والقتال، بينما غيرها تخاذل ولم يطلق رصاصة واحدة على العدو.

 واذا اردنا ان نَجرد ما قامت به جبهتنا اللبنانية وما حققته من أهداف وانجازات سنجد ان هناك انجازات كبيرة حققتها هذه الجبهة على مدى الاشهر التسعة الماضيه، والعدو يعترف ‏بتحقّق هذه الإنجازات ويطلق على بعضها بأنّها إنجازات استراتيجيّة، من أهم هذه الانجازات:

اولا: انها ساهمت في منع العدو حتى الآن من حسم المعركة في غزة من خلال إشغال جزء كبير من قواته وقدراته، واستنزاف جيشه بشرياً ‏ومادياً ومعنوياً ونفسياً، ومن خلال الضغط المتواصل الذي تمارسه المقاومة على هذه الجبهة وما يحمله من تحديات وتهديدات استراتيجية للعدو.

ومن المعلوم ان العدو حشد أكثر من 300 ألف ضابط وجندي على جبهتنا وهؤلاء لا زالوا موجودين، والمقاومة هي من حجزتهم منذ أكثر من 9 أشهر وفرضت عليهم الانتشار على طول هذه الجبهة  وستظل تحجزهم  طالما العدوان مستمر.

وثانيا: في المعارك الماضية كان العدو الاسرائيلي يقاتل على ارضنا، وكانت الطائرات "الإسرائيلية" تقصف مدننا وبلداتنا وتستبيح سماءنا، بينما اليوم بات العدو يقاتل داخل الاراضي المحتلة، واصبحت مسيرات المقاومة تحلق فوق الاراضي المحتلة وتنفذ غارات وضربات دقيقة لمواقعه العسكرية والتجسسية ولمستوطناته على طول الحدود وصولا الى الجولان المحتل، وهذا يحصل لاول مرة في تاريخ صراعنا مع هذا العدو.وهو تحول جوهري في الصراع.

وثالثا: لاول مرة ايضا تفرض المقاومة تهجير اكثر من 90 الف مستوطن من مستوطناتهم، وإفراغ شمال فلسطين من الصهاينة، ولاول مرة تفرض على العدو حرب استنزاف حقيقية تشل الحياة والاقتصاد والزراعة والسياحة والصناعة من مناطق واسعة من شمال فلسطين المحتلة.

 

هذه الجبهة بهذه الانجازات وغيرها ادخلت العدو الاسرائيلي في مأزق كبير ، وهو يدفع فيها خسائر كبيرة بشرية ومادية ومعنوية ونفسية، وباتت تشكل عبئا ثقيلا ومكلفا عليه لا يعرف كيف يخرج منه.

ولذلك نجد الصهاينة يصرخون ويطالبون بحل، ويرسلون الوسطاء والوفود الى لبنان للضغط والتهويل على لبنان، ونحن والدولة اللبنانية قلنا لكل الوسطاء والوفود الدولية ولكل من يطالب بحل: ليس هناك من حل الا بوقف الحرب على غزة، فلتقف الحرب على غزة تقف الحرب على هذه الجبهة وباقي جبهات المساندة، والجميع اليوم أصبح ‏واضحاً لديه انه ليس هناك من حل لجبهة لبنان سوى وقف النار في غزة ، وكل التهويل والتهديد والوعيد بحرب واسعة لن يوقف هذه الجبهة ولن يجعلنا نتراجع قيد أنملة عن مواقفنا، فنحن لسنا من النوع الذي يخضع للتهديد او يخاف من التهويل بالحرب، من يخاف الحرب اليوم ويرتجف من المواجهة مع حزب الله هو العدو،  لانه يعرف تماما ما الذي ينتظره في اي حرب على لبنان، والمقاومة بالرغم من انها تعتبر تهديدات العدو بحرب واسعة تهديدات فارغة وللاستهلاك الداخلي الاسرائيلي، الا انها تتعامل معها بكل جدية، وهي استعدت وتجهزات بشريًا وتسليحًا وبرا وبحرا وجوا ، ولا تزال تزداد تسلحًا وقوة كمًّا ونوعًا، وباتت على اتم الجهوزية لمواجهة أية حرب تُفرض عليها.

 

لكن على العدو ان يعرف ان الحرب على لبنان لن تكون كالحروب السابقة، وهي بالحد الأدنى لن تنفعه في استعادة هيبته وقوة ردعه، ولن تمكنه من اعادة  المستوطنين الى الشمال بل سيمتد التهجير الى أبعد من الشمال ، ولا من تدمير حزب الله اوالنيل من قدراته، فهذا اصبح من أضغاث الاحلام والأوهام، ، ومن عجز عن تحقيق أهدافه في غزة هو أعجز من أن يحقق أهدافه في لبنان، وهناك اليوم العديد من القادة الصهاينة، جنرالات وضباط ومسؤولون حاليون وسابقون، يحذرون نتنياهو من مغامرة الحرب الشاملة مع حزب الله في لبنان، لان اية حرب واسعة على لبنان سيكون عنوانها الفشل والخيبة والهزيمة، بل ان اية حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة لكيانكم كارثة تهدد مصيره ووجوده باذن الله تعالى.