العباس(ع): نفاذ البصيرة وصلابة الإيمان
- المجموعة: 2016
- 13 أيار 2016
- اسرة التحرير
- الزيارات: 778
أبو الفضل العباس الذي هو قدوة المجاهدين والجرحى والشهداء.. أبو الفضل العباس الذي عاش مع أبيه علي بن ابي طالب(ع) أربع عشرة سنة وشارك الى جانب أبيه واخوته في بعض الحروب كحرب الجمل وصفين والنهروان وكان لا يزال فتىً في مطلع الشباب حيث لم يتجاوز عمره السابع عشرة، وعاش مع أخيه الحسن(ع)، ومع أخيه الحسين (ع) إلى أن خرجمع الحسين(ع) الى كربلاء وكان عمره أنذاك أربعا وثلاثين سنة
خلاصة الخطبة:
اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين مضى على طريق الالتزام بحماية الدين والحفاظ على المقدّسات والدفاع عنها، ونال شرف الشهادة, وأن شهادته لن تثنينا عن مواصلة طريق المقاومة.
وقال: إذا كان العدو يراهن من خلال عملية الإغتيال هذه.. النيل من قدرة المقاومة فهو واهم, فالمقاومة تزداد قوة وإصراراً وصلابة وعزماً وإرادة بدماء الشهداء.. فكيف إذا كان الشهداء قادة وكباراً من أمثال السيد ذو الفقار؟.
وأضاف: اذا كان العدو يراهن على تعب المجاهدين في المقاومة وعلى ملل جمهور المقاومة فهو مخطىء أيضاً, فجمهور المقاومة وأهلها لا تُكسر إرادتهم مهما كان حجم العدوان ومهما كان حجم العطاء, عطاء الدم وعطاء الشهادة, وها هو جمهور المقاومة حاضر في كل ساحة من ساحات المقاومة , وفي كل استحقاق تدعو إليه بما في ذلك استحقاق الانتخابات البلدية.
وأشار الى أن البعض كان يراهن على ضعف نسبة الاقبال والمشاركة والتفاعل مع لوائح حزب الله في البقاع بعد التحريض الدولي والاقليمي على حزب الله, وبعد العقوبات والقرارات المالية الامريكية على حزب الله, ظناً منه ان هذه القرارات ستؤثر سلباً على جمهور المقاومة ومؤيديه, لكن المفاجأة كانت صادمة بسبب الاقتراع الكثيف في المناطق التي كان لحزب الله فيها لوائح انتخابية مكتملة, حيث تجاوز نسبة 70% وما فوق, وصبت الاصوات بالتحالف مع حركة أمل والأحزاب والعوائل لنهج المقاومة وخيارها السياسي, وجاء الرد على العقوبات والقرارات والرهانات البائسة في صناديق الاقتراع, حيث جاء النزول الشعبي الكثيف ليرد على كل هذه الاجراءت.
ولفت الى أن الرد الاكبر سيكون في انتخابات الضاحية والجنوب حيث ستكون المشاركة كثيفة إن شاء الله للرد على كل الحملات التي دفعت لأجلها ملايين الدولارات لتشويه صورة المقاومة.
نص الخطبة
نبارك لكم ولجميع المسلمين حلول شهر شعبان وولادات بعض الأئمة (ع) فيه, شهر شعبان الذي كان رسول الله (ص) يدأب في صيامه وقيامه، في لياليه وأيامه، وهو الشهر الذي نلتقي فيه بأكثر من مناسبة لأهل البيت(ع)، ففي الثالث منه كانت ولادة الإمام الحسين بن عليّ(ع)، وفي الرابع منه كانت ولادة أبي الفضل العباس(ع)، وفي الخامس منه كانت ولادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، وفي الخامس عشر منه ستمر ولادة الإمام الحجة المهدي(عج).
وفي الوقت الذي نبارك لكم هذه الذكريات الخالدة نقف لعزيكم ونعزي المجاهدين من رفاق الحاج مصطفى بدر الدين(السيد ذو الفقار) بشهادته المباركة التي طالما تمناها وعشقها وسعى لها واندفع اليها.
لقد كانت حياة السيد ذو الفقار حافلة بالجهاد والأسر والجراح والانجازات النوعية الكبيرة.. واليوم يختتم حياته بالشهادة ويلتحق بقافلة الشهداء القادة, ويمضي على طريق الحسين(ع) وعلي بن الحسين(ع) وأبي الفضل العباس(ع).
أبو الفضل العباس الذي هو قدوة المجاهدين والجرحى والشهداء.. أبو الفضل العباس الذي عاش مع أبيه علي بن ابي طالب(ع) أربع عشرة سنة وشارك الى جانب أبيه واخوته في بعض الحروب كحرب الجمل وصفين والنهروان وكان لا يزال فتىً في مطلع الشباب حيث لم يتجاوز عمره السابع عشرة، وعاش مع أخيه الحسن(ع)، ومع أخيه الحسين (ع) إلى أن خرجمع الحسين(ع) الى كربلاء وكان عمره أنذاك أربعا وثلاثين سنة
فكان(ع) بطل كربلاء, وقمر بني هاشم, الحامي والمدافع عن القيم والدين حتى الشهادة.
وللعباس(ع) عند الله تبارك وتعالى- كما في الحديث عن الامام السجاد(ع)- منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة, وهذه المنزلة تكشف عن عظمة العباس (ع) ومكانته وقدسيته عند الله تعالى.
وأوّل من عظّم العباس وتحدّث عن سموّ منزلته هم أهل البيت (عليهم السلام).. حيث ورد في شأنه عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ولدي العباس قد زقّ العلم زقًّا. وهذا يعني أنه كان عالماً عارفاً وفاضلاً.
ويقول إمامنا جعفر الصادق (ع): (كان عمّنا العباس بن علي نافذَ البصيرة، صلْبَ الإيمان، جَاهَدَ مع أبي عبد الله (ع) وأبلى بلاءً حسنًا ومضى شهيدًا).
وقال إمامنا السجّاد زين العابدين (ع) متحدثًا عن إيثاره وشجاعته وتضحياته: (فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه, فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة).
وعدا عن الزيارات الخاصة بأبي الفضل العباس(ع) التي وردت عن أئمة أهل البيت (ع) فإننا نجد أنه يُذكر في كل زيارات الإمام الحسين (ع) تقريباً الى جانب أخيه الحسين(ع)، وتمجد مَوَاقِفِه وجهاده وتضحياته.. فنقرأ في إحدى زيارته التي رواها أبو حمزة الثمالي عن الإمام الصادق (ع):
(سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصدّيقين، والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين، أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل، والسّبط المنتجب، والدليل العالِم، والوصي المبلّغ، والمظلوم المهتضَم، فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرتَ واحتسبت وأعنتَ، فنِعْمَ عقبى الدار. لعن الله مَن قتلكَ، ولعن الله مَن جهلَ حقّك واستخفّ بحرمتك، ولعن الله مَن حال بينك وبين ماء الفرات).
وهذه الزيارة تُظهرأن الشريحة التي ينتمي إليها العباس (ع)، هي شريحة الملائكة والأنبياء والشهداء والصدّيقين.. لأن نهج العباس (ع) كان نهج الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين عبر التاريخ، بل جاء العباس(ع) كما جاءت ملحمة الشهادة في كربلاء لتثبيت وترسيخ أصول هذا النهج الإلهي، فاستحق سلام الأنبياء والملائكة والصالحين والربانيين جميعاً..
فبالشهادة، وبتلك الدماء الطاهرة ، حفظ الله سبحانه رسالات الأنبياء وقيمهم ومبادئهم من الضياع، وهكذا كان الإمام الحسين (ع) وارث الأنبياء جميعاً..
وللعباس(ع) صفات وخصائص تدل على رجولته وشجاعته وبطولته وعنفوانه ، بحيث لو ذُكر اسم العبّاس (عليه السلام) مجردًّا، لتبادرت هذه الصفات إلى الأذهان والعقول مباشرة.
ونستطيع من خلال النصوص الواردة بحقه عن الائمة(ع) أن نرسم مجموعة من الصفات والخصائص التي امتاز بها عن غيره من المجاهدين والمضحّين في سبيل الله.. فمن هذه الصفات:
1 - الأدب الرفيع: حيث لم يُسمع يومًا ينادي أخاه الحسين (ع) بكلمة "يا أخي"، وإنما كان يناديه دائمًا: "سيّدي أبا عبد الله", وذلك من أجل التأكيد على مكانة ومنزلة الإمام الحسين(ع) وعظمته وفضله وأنّه سيّده المأمور بطاعته، نعم، في موقف واحد فقط ناداه "أخي يا حسين", وذلك عندما سقط العباس(ع) إلى الأرض مقطوع الكفّين مثقلاً بالجراحات، فقال في لحظات الوداع "أخي حسين أدرك أخاك".
2 - ساقي العطاشى، وهذه المهمة لا يقوم بها في ساحات القتال إلاّ الشجعان. وكان (ع) يسمى بالسقاء.
وتسميته بالسقّاء جاءت من أبيه الإمام علي(ع) في قصة معروفة ومشهورة في التاريخ وهي أنّ أمير المؤمنين علي(ع) كان جالساً في المسجد وحوله الحسن والحسين(ع) والعباس, فعطش الحسين(ع) فقام العباس (ع) وهو صبي صغير وجاء الى امه أم البنين فقال: أماه, إنّ أخي الحسين(ع) عطشان, فقامت فاطمة أم البنين(رضوان الله تعالى عليها) وملئت له قربة من الماء ووضعتها على رأس العباس (ع) فجاء بها الى المسجد والماء يتصبب على كتفيه حتى جاء بها الى الحسين(ع)فلمّا رآه أمير المؤمنين (ع) صاح ولدي عباس أنت ساقي عطاشا كربلاء, فسُميَ عند ذلك بالسقاء، ويُكنى أيضا بأبي قربة.
3 - الجريح الذي لم تمنعه جراحاته عن مواصلة القتال والجهاد حتى قضى شهيدًا على أرض كربلاء.
4 - المواسي لأخيه حينما رمى بالماء بعد أن أحسّ ببرودته وقلبه يتفطّر من العطش بعدما قرّبه من فمه قائلاً: (لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان) وهذه الصفة تدل على سموّ نفس أبي الفضل العبّاس (ع).
5- التسليم.. التصديق.. الوفاء.. النصيحة.. وكلها صفات جليلة لو تحلى بها الانسان لفاز في الدنيا والآخرة. يقول الإمام الصاد(ع) في نص الزيارة الخاصة بالعباس(ع) : (أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخَلَف النبي المرسل..).
لقد ضرب أبو الفضل العباس (ع) أروع الأمثلة لكيفيّة الوفاء وأعطى صورة واضحة وناصعة لمصداق الوفاء في أعلى مراتبه . وقد تجلّى ذلك الوفاء والصدق حينما أرسل الشمر إليه وذكره بقرابته، وعرض عليه الأمان دون أخيه الإمام الحسين (ع) فرفض العباس ذلك وقال للشمر: (لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟) فكان الصادق الوفـيّ في موقفه.
وأود أن أتوقف هنا عند الصفات الواردة في حديث الامام الصادق(ع) عن عمه العباس يقول إمامنا الصادق (ع): (كان عمّنا العباس بن علي نافذَ البصيرة، صلْبَ الإيمان، جَاهَدَ مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاءً حسنًا ومضى شهيدًا).
فأولاً:هو نافذ البصيرة, لم يقل ذا بصيرة بل نافذ البصيرة,لأنه كان يتميّز ببصيرة قوية وشاملة تجعله ينفذ إلى الأمور ويفهم عمق القضايا ، ونفاذ البصيرة يوحي إلينا بما كان يتميز به من فكر وعلم ووعي ورأي صائب وشمولية في وعي الواقع والاوضاع والاحداث والتحديات ومقتضيات الزمان والمكان.
والبصيرة تأتي عن طريق قوة الملاحظة والقدرة على التمييز بين الموضوعات والتمييز بين الحق والباطل عندما يلتبس علينا ذلك والخطأ من الصحيح عندما تتشابه الأمور, البصيرة تعني النفوذ إلى الفوارق الدقيقة بين المتشابهات في المواضيع .
والبصيرة في نوعها مثل القوى والملكات الموهوبة إلى الإنسان منها ما هو قوي، ومنها ما هو ضعيف، أي أنها تتقارب في درجات القوة والضعف. وتتفاوت من شخص إلى آخر، بل أنها تتفاوت عند الشخص الواحد في المواضيع, فنجد شخصاً ما بصيراً في السياسة، ولكنه غير بصير في الاقتصاد، أو بصيراً في شؤون الزراعة ولكنه ليس بصيراً في شؤون الصناعة، وهكذا.. لكن العباس كان نافذ البصيرة, مما يوحي بقوة البصيرة وشموليتها وسعتها لتشمل مختلف المجالات.
وثانياً: صلب الايمان, كان إيمانه الإيمان الصلب القوي الذي لم تضعفه أو تزلزله كل إغراءات الدنيا وشهواتها وتحدياتها وضغوطها. وكيف لا يكون كذلك، وهو الذي عاش مع أبيه عليّ (ع) في طفولته وأول شبابه، وعاش مع أخويه الحسنين (ع) وفتح عينيه على الايمان والسداد والاستقامة، وفتح عقله على العلم والحق، وقلبه على المحبة، وحياته على الخير.
كان العباس (ع) خلاصة عليّ والحسن والحسين (ع)، في الايمان والوعي والاستقامة, وفي العلم والمعرفة وثبات الموقف وصلابة الإيمان ونفاذ البصيرة، كان ذلك كله، ولم يكن مجرد مجاهد نذكره في جهاده, بالرغم من أن جهاده كان جهاداً عظيماً.
فهو المدافع والحامي لدين الله الذي حين قُطعت يمينه أخذ اللواء بشماله وهو يدافع عن الدين، ويدافع عن المبادئ والقيم الإسلامية الأصيلة التي كانت مهددة بالتشويه والتحريف والتزوير من قبل الحكم الأموي.
وجهاد العباس(ع) وقتاله بين يدي أخيه الحسين(ع) لم يكن قتالاً للدفاع عن أخيه بل كان جهاداً في سبيل الله ومضى شهيداً.
جاهد من أجل الدفاع عن الدين وعن الامام ولي الأمر وليس عن الأخ, فقد كان الحسين(ع) بالنسبة إلى العباس الإمام والولي الذي يشعر بإمامته قبل أن يشعر بأخوته، ويشعر بولايته ووجوب طاعته قبل أن يشعر بارتباطه به نسبياً وقلبياً وعاطفياً, ولذلك بذل بين يديه كل حياته ، وهذا ما عبّر عنه عندما انطلق في المعركة بعد أن قطعوا يمينه، حيث قال:
والله إن قطعتـم يميني إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين
لم يقل إني أحامي عن أخي، لأن القضية لم تكن قضية نصرة أخٍ، ولكنها قضية نصرة القيادة والدين والقيم والمبادىء التي كان يمثلها الإمام الحسين(ع). ولذلك كان العباس الإنسان الرسالي، البطل في علمه، والبطل في ايمانه واستقامته وروحيته ، والبطل في ذوبانه في الإسلام، والبطل في جهاده وتضحياته.
إن هذين البيتين يوحيان لكل مؤمن ومجاهد، أن ما يملكه الإنسان المؤمن من شجاعة وبطولة وقوة، عليه أن يحوّلها ويوظفها من أجل حماية الدين، أن نشعر أن الدين وقيم الدين هو مسؤوليتنا، أن ندافع عنه أمام الذين يريدون تشويهه وتحريفه وإضعافه والنيل من صورته المشرقة، وأن نعمل على أن نحامي عن القيادة الإسلامية الصالحة التي تدعو إلى الله وتجاهد في سبيله وتقدم كل ما عندها لله وفي سبيل الله وفي سبيل عزة الاسلام والمسلمين.
أن نلتزم أوامرها وتوجهاتها وقراراتها وتعاليمها بلا نقاش ولا جدال وبلا تردد كما التزم العباس ولاية أخيه الحسين(ع).
على الإنسان المؤمن أن يكون مسؤولاً عن الإسلام وأحكامه وقيمه وتشريعاته, أن يكون كما كان الحسين(ع)، وكما كان العباس وأخوته، صلب الايمان يجاهد في سبيل الله ويلتزم أوامر قيادته, ولا تأخذه في الله لومة لائم.
ولذلك، فإننا عندما نتذكر العباس في يوم مولده، نتذكر كل هذه القيم التي تجمّعت في هذا الإنسان الذي نزوره مع الإمام الصادق، فنقول: "السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن وللحسين... فنعم الأخ المواسي.
ولذلك فإن الالتزام بنهج العباس(ع) هو التزام بحماية الدين والحفاظ على الرموز والمقدّسات والدفاع عنها، حتى لو أدى ذلك الى الشهادة.
وعلى هذا الطريق مضى السيد مصطفى بدر الدين, وشهادته لن تثنينا عن مواصلة طريق المقاومة.
اذا كان العدو يراهن من خلال عملية الإغتيال هذه.. النيل من قدرة المقاومة فهو واهم, فالمقاومة تزداد قوة وإصراراً وصلابة وعزماً وإرادة بدماء الشهداء.. فكيف اذا كان الشهداء قادة وكباراً من أمثال السيد ذو الفقار؟.
اذاكان العدو يراهن على تعب المجاهدين في المقاومة وعلى ملل جمهور المقاومة فهو مخطىء أيضاً, فجمهور المقاومة وأهلها لا تُكسر إرادتهم مهما كان حجم العدوان ومهما كان حجم العطاء, عطاء الدم وعطاء الشهادة, وها هو جمهور المقاومة حاضر في كل ساحة من ساحات المقاومة , وفي كل استحقاق تدعو إليه بما في ذلك استحقاق الانتخابات البلدية.
كان البعض يراهن على ضعف نسبة الاقبال والمشاركة والتفاعل مع لوائح حزب الله في البقاع بعد التحريض الدولي والاقليمي على حزب الله, وبعد العقوبات والقرارات المالية الامريكية على حزب الله, ظناً منه أن هذه القرارات ستؤثر سلباً على جمهور المقاومة ومؤيديه, لكن المفاجأة كانت صادمة بسبب الاقتراع الكثيف في المناطق التي كان لحزب الله فيها لوائح انتخابية مكتملة, حيث تجاوز نسبة 70% وما فوق, وصبت الاصوات بالتحالف مع حركة أمل والاحزاب والعوائل لنهج المقاومة وخيارها السياسي ,وجاء الرد على العقوبات والقرارات والرهانات البائسة في صناديق الاقتراع, حيث جاء النزول الشعبي الكثيف ليرد على كل هذه الاجراءت. وسيكون الرد الاكبر في الضاحية والجنوب حيث ستكون المشاركة كثيفة إن شاء الله للرد على كل الحملات التي دفعت لأجلها ملايين الدولارات لتشويه صورة المقاومة.
لقد جاءت هذه الوقائع والنتائج لتؤكد فشل كل المحاولات والرهانات ولتقلب المعادلات ولتصدم المراهنين على تململ الناس من المقاومة .
الانتخابات في القرى البقاعية التي خاض فيها حزب الله الانتخابات كانت الأفضل بين المناطق على مستوى نسبة المشاركة وعلى مستوى عدم وجود حوادث وشوائب تذكر.. وهذا ما اعترفت به وسائل الاعلام والمراقبون المتابعون. وعلى الجميع ان يفهم دلالات ذلك ورسائله المتعددة, لان المقاومة باتت راسخة ومتجذرة في الوجدان, وباتت جزءاً لا يتجزء من لبنان.
والحمد لله رب العالمين