الإنسان رهن عمله
- المجموعة: 2016
- 15 كانون2/يناير 2016
- اسرة التحرير
- الزيارات: 829
النفس هي التي تحاسب على ما تفعل, فلا يحاسب على فعل هذه النفس قريب لها أو صديق أو صاحب, فلا يحاسب الأب بأعمال إبنه ولا الإبن بأفعال أبيه, ولا الزوج بتصرفات وأفعال زوجته ولا الزوجة بأعمال زوجها, ولا الصديق بتصرفات صديقه, كلٌ مرهونٌ بعمله وبما يصدر منه لا بما يصدر عن غيره.
خلاصة الخطبة
اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن التصعيد الذي افتعله بنو سعود بعد إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر هو تصعيد مُبيّت لرفع درجة التوتر مع إيران, وهو سياسة مطلوبة من بني سعود تجاه إيران بسبب حالة القلق والخوف والفشل والإحباط الذي يعيشه بنود سعود في هذه المرحلة.
وقال: إن الفشل والإحباط الذي يعيشه بنو سعود ناتج عن: فشلهم في منع إنجاز الاتفاق النووي, وفشلهم المدوي في عدوانهم على اليمن, الذي دمروه وارتكبوا فيه المجازر واعتدوا فيه حتى على المكفوفين والمستشفيات والمساجد والمدارس على مدى أكثر من عشرة أشهر حتى الآن من دون أن يحققوا أياً من أهدافهم التي شنوا من أجلها الحرب, وإخفاقهم في مشروعهم في سوريا والعراق ولبنان, و تراجع مكانة نظامهم في المنطقة وفي العالم, فصورة بني سعود اليوم في المنطقة هي صورة القتلة الذين يقتلون ويدمرون في اليمن بلا رادع, وصورتهم في العالم أصبحت كمنتجين ومصدرين وداعمين للإرهاب التكفيري وكمجموعة مقامرين ومتهورين ومجانين يهددون استقرار المنطقة, وهي صورة بدأت تنطبع في أذهان الرأي العام الغربي وفي الأوساط السياسية الغربية الرسمية وغير الرسمية.
ورأى: أن بني سعود أرادوا من التوتير مع إيران: محاصرة إيران عربياً, ومحاصرتها بمجموعة أزمات مع محيطها وجارها العربي, وتحويل أزمتهم مع إيران من أزمة سعودية إلى أزمة عربية, وتأمين حماية عربية لسياسات بني سعود في المنطقة وخاصة في مواجهة إيران..إلا أن إيران عملت في مواجهة كل هذه السياسات الرعناء على الدعوة إلى الهدوء والتعقل..وظهرت في صورة الدولة العاقلة والرزينة والحريصة على عدم الإنجرار وراء الفتنة السعودية في مقابل صورة الجنون السعودي.
وأكد: أن بني سعود يقودون اليوم حركة معاكسة تماماً للمجتمع الدولي الذي بدأ ينفتح على إيران بشكل واسع.. مما سيحول سياسة العزل التي يمارسها بنو سعود تجاه إيران على المستوى العربي إلى سياسة تؤدي إلى عزل بني سعود ومن يجاريهم ويدعمهم وليس إلى عزل إيران.
نص الخطبة
في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على أن الإنسان مرهون بعمله, وأن النفس الإنسانية التي صدر عنها العمل هي التي تحاسب يوم القيامة على أعمالها وما فعلت من طاعات وعبادات وخيرات أو ما ارتكبت من ذنوب ومعاصي ومحرمات.
فالنفس هي التي تحاسب على ما تفعل, فلا يحاسب على فعل هذه النفس قريب لها أو صديق أو صاحب, فلا يحاسب الأب بأعمال إبنه ولا الإبن بأفعال أبيه, ولا الزوج بتصرفات وأفعال زوجته ولا الزوجة بأعمال زوجها, ولا الصديق بتصرفات صديقه, كلٌ مرهونٌ بعمله وبما يصدر منه لا بما يصدر عن غيره.
هذا قانون إلهي وسنة إلهية ومظهر من مظاهر العدل الإلهي, يقول تعالى:[ولا تزر وازرة وزر أخرى]. [ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه]. [كل نفس بما كسبت رهينة]. وفي أية أخرى: [كل امرئ بما كسب رهين].
يعني كل نفس محبوسة بعملها ومطوقة بعملها ومسؤولة عن عملها وهي نفسها التي تحاسب على عملها يوم القيامة, فلا تحاسب على أعمال غيرها ولا تأخذ بجريرة غيرها ولا غيرها يحاسب بأعمالها.
هذه السنة الإلهية قد نتجاوزها في كثير من أمورنا وشؤوننا.. فنقوم باتخاذ موقف سلبي من شخص بسبب تصرفات شخص آخر وأعمال شخص آخر, كأن نتخذ موقفاً سلبياً من الأب بسبب تصرفات إبنه القبيحة أو العكس, أو نقاطع إنساناً بسبب أن صديقه سيء..
أحياناً نحن نتعامل مع إنسان لا ذنب له معاملة المذنب ليس لشيء إلا لأن المذنب في نظرنا هو قريب لهذا الإنسان, فلو أن شخصاً في أسرة أو في عائلة ارتكب عملاً قبيحاً وسيئاً فإن المجتمع يهجر كل أبناء الأسرة أو العائلة التي ينتمي إليها ذلك الشخص! لماذا؟ لأن هذا الشخص من ذلك البيت ومن هذه الأسرة! أي ذنب لهذه الأسرة إن خرج منها شخص سيء سارق أو مجرم أو نصّاب أو ما شاكل ذلك؟! ما هو الذنب الذي ارتكبه بقية أفراد الأسرة حتى نعاقبهم جميعاً ونسمح لأنفسنا أن نقاطعهم أو ننتقص منهم أو نغتابهم أو نسبهم ونشتمهم أو نسيء إليهم بأي شكل من أشكال الإساءة.
مجرد أن واحداً منهم أخطأ أو أن واحداً منهم سيء أو أن امرأة منهم سيئة لا يبرر لنا النيل من الجميع والإساءة إلى الجميع.. لأن الله يقول: [ولا تزرو وازرة وزر أخرى].
هناك من إذا اختلف مع شخص آخر في معاملة تجارية أو غير تجارية, أو في مسألة إجتماعية، أو اختلف معه في الرأي أو في الانتماء السياسي أو حتى في العقيدة أو في الفكر فإنه يستبيح عرض كل من ينتسب لهذا الشخص من أقرباء وأصدقاء وزملاء, فيقاطع الجميع ويتحدث بسوء عن الجميع ويتهجم على الجميع..
من يتعامل مع الآخرين بهذه الطريقة هو يتعامل معهم كما يتعامل سلاطين الجور والحكام الظالمون مع من يعارضونهم.
الحكام الظالمون يعاقبون أسرة كاملة أو عائلة كاملة أو بلدة كاملة من أجل أن فيها شخصاً معارضاً.
يأخذون الأب والابن ويرمونهم في السجن.. لماذا؟ لأن أحد أبناء هذه الأسرة معارض لهذا النظام أو لتلك السلطة.
هكذا تفعل الأنظمة البائدة والسلطات الظالمة بحق شعوبها, يقتحمون بيتاً فيه النساء والأطفال والصغار والشيوخ والعجائز وكبار السن ومن لا شأن له بالأمور السياسية مثلاً فينكلون بالجميع ويخيفون الجميع ويسيئون إلى الجميع من أجل شخص واحد.
هذا ما كان يفعله الشاه في إيران قبل الثورة وصدام حسين في العراق والكثير من طغاة العصر, وهذا ما يفعله اليوم بنو سعود بحق معارضيهم.. وما يفعله آل خليفة في البحرين بحق معارضيهم وهو ما تفعله أيضاً الميليشيات التكفيرية بحق من يخالفهم ويتمرد عليهم كما فعلوا مع الايزيديين وغيرهم.
هذه سياسة فرعون في مقابل العدل الإلهي.. حين آمن بعض بني إسرائيل بموسى (ع) جاء فرعون وقال: [سنُقتِل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون]. هذه هي سنة فرعون في مقابل سنة الله, وهذا هو الظلم الفرعوني في مقابل العدل الإلهي.
الأنظمة الدكتاتورية في العالم تتعاطى مع رعاياها بهذه الطريقة, الأنظمة المتحجرة التي تخاف من شعوبها ومطالبهم تتعاطى بهذه الطريقة.
نظام بني سعود والتكفيريون يتعاطون بهذه الطريقة, فيتخذون الترهيب والتخويف والقمع والقتل والإعدام كأساليب لترويع شعوبهم حتى لا يجرؤ أحد على المطالبة بالحقوق..
التصعيد الذي افتعله بنو سعود بعد إعدام الشهيد الشيخ نمر النمر هو تصعيد مُبيّت لرفع درجة التوتر مع إيران.
لم يكن هذا التصعيد ناشئاً عن حرق السفارة, لأن إيران استنكرت حرق السفارة واتخذت إجراءات بحق كل من قام بهذا العمل.
توتير العلاقة مع إيران وافتعال أزمة معها وجر العرب إلى هذه الأزمة هو عمل متعمد ومُبيّت ومقصود, وهو سياسة مطلوبة من بني سعود تجاه إيران بسبب حالة القلق والخوف والفشل والإحباط الذي يعيشه بنود سعود.
هذا القلق والفشل والإحباط الناتج عن: فشلهم في منع إنجاز الاتفاق النووي, وفشلهم المدوي في عدوانهم على اليمن الذي دمروه وارتكبوا فيه المجازر واعتدوا فيه حتى على المكفوفين والمستشفيات والمساجد والمدارس على مدى أكثر من عشرة أشهر حتى الآن من دون أن يحققوا أياً من أهدافهم التي شنوا من أجلها الحرب, وإخفاقهم في مشروعهم في سوريا والعراق ولبنان, و تراجع مكانة نظامهم في المنطقة وفي العالم, فصورة بني سعود اليوم في المنطقة هي صورة القتلة الذين يقتلون ويدمرون في اليمن بلا رادع, وصورتهم في العالم أصبحت كمنتجين ومصدرين وداعمين للإرهاب التكفيري وكمجموعة مقامرين ومتهورين ومجانين يهددون استقرار المنطقة, وهي صورة بدأت تنطبع في أذهان الرأي العام الغربي وفي الأوساط السياسية الغربية الرسمية وغير الرسمية, إضافة إلى الأزمات الداخلية التي يعيشونها .
هم أرادوا من هذا التوتير والتصعيد: محاصرة إيران عربياً ومحاصرتها بمجموعة أزمات مع محيطها وجارها العربي, وتحويل أزمتهم مع إيران من أزمة سعودية إلى أزمة عربية, وتأمين حماية عربية لسياساتهم في المنطقة وخاصة في مواجهة إيران..إلا أن إيران عملت في مواجهة كل هذه السياسات الرعناء على الدعوة إلى الهدوء والتعقل..وظهرت إيران في صورة الدولة العاقلة والرزينة والحريصة على عدم الإنجرار وراء الفتنة السعودية في مقابل صورة الجنون السعودي.
بنو سعود يقودون اليوم حركة معاكسة تماماً للمجتمع الدولي الذي بدأ ينفتح على إيران بشكل واسع.. مما سيحول سياسة العزل التي يمارسها بنو سعود تجاه إيران على المستوى العربي إلى سياسة ستؤدي إلى عزل بني سعود ومن يجاريهم ويدعمهم وليس إلى عزل إيران.
والحمد لله رب العالمين