أهمية المسجد وصلاة الجماعة فيه
- المجموعة: 2013
- 28 حزيران/يونيو 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1036
المسجد هو بيت الله ومكان العبادة والطاعة لله وحده، وقد اعتبر الله زائر المسجد زائراً لله فأوجب له الكرامة كما ورد في الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي, ألا إن على المزور كرامة الزائر" يعني إكرام الزائر.
خلاصة الخطبة
رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الجيش اللبناني نجح في الأسبوع الماضي في وضع نهاية عسكرية لظاهرة فتنوية كانت غريبة عن مدينة صيدا.. واستطاع أن يفكك إحدى الحلقات الأساسية في مخطط الفتنة الذي يُعمل على تنفيذه في لبنان منذ مدة..
وقال: لقد شاء الله أن يقي لبنان شر هذه الفتنة التي كان يراد لها أن تنطلق من صيدا إلى كل المناطق اللبنانية بإيعاز من الخارج.
وأشار: الى أن الأسير كان يراهن على أن رد فعل الجيش لن يكون بالقدر الذي حصل.. لأن الجيش بحسب اعتقاده لا يستطيع أن يتجاوز الحاضنة السياسية والمذهبية والتغطية الرسمية التي يحظى بها الأسير.. لكن المفاجأة بالنسبة له أن قيادة الجيش اتخذت قراراً استراتيجياً كبيراً بالحسم ومضت فيه حتى النهاية.. وبذلك حفظ الجيش نفسه، واستطاع أن يفكك هذه الظاهرة الفتنوية، وأن يسدد ضربة نفسية ومعنوية وسياسية لكل من وقف وراء هذه الظاهرة الفتنوية ودعمها ووفر لها البيئة الحاضنة والدعم المالي والسياسي والإعلامي والأمني والعسكري, بدءً بالرعاة الخليجيين ومروراً بالرعاة المحليين من تيار المستقبل وجماعة 14 آذار..
واعتبر: أن انتهاء هذه الظاهرة الفتنوية في صيدا لا يعني سقوط المخطط الفتنوي بالكامل.. وأن ما سقط هو إحدى الحلقات الأساسية لهذا المخطط ولم يسقط كل المخطط.. مؤكداً: بأن علينا أن نتحلى بالصبر وضبط النفس أمام كل الظواهر والحالات الأخرى التي تحرض على الفتنة..
نص الخطبة
[لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين]. التوبة/ 108
الأسبوع القادم هو الأسبوع الأخير من شهر شعبان المعظم، وقد أطلق على هذا الأسبوع بإسبوع المسجد.. وبهذه المناسبة سأتحدث باختصار عن أهمية المسجد وقيمة الصلاة فيه جماعة.
المسجد هو بيت الله ومكان العبادة والطاعة لله وحده، وقد اعتبر الله زائر المسجد زائراً لله فأوجب له الكرامة كما ورد في الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي, ألا إن على المزور كرامة الزائر" يعني إكرام الزائر.
وتبتدئ كرامة الله لزائريه في بيته من أول خطوة يخطوها باتجاه المسجد.
فعن النبي (ص): من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات, ومحي عنه عشر سيئات, ورفع له عشر درجات.
وتستمر الضيافة الإلهية لمن قصد المسجد في نفس الجلوس والمكوث في المسجد, فالنبي (ص) يخبر أبا ذر قائلاً: إن الله يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة, وتصلي عليك الملائكة.
وعنه (ص): لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه (يعني انتظار الصلاة بعد الصلاة).
وتعظم هذه الضيافة الربانية لزائري المساجد عندما يقصدون المساجد ويرتادون المساجد للصلاة والعبادة والطاعة.
فإن الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في المنزل أو في المكتب أو في مكان العمل، والبقعة التي يصلي فيها الإنسان في المسجد تشهد له يوم القيامة.
فعن الإمام الصادق (ع): صلوا في المساجد في بقاع مختلفة, فإن كل بقعة تشهد للمصلي يوم القيامة. أي تشهد له بالصلاة والطاعة والخير.
ولذلك يستحب للإنسان أن يصلي في أماكن مختلفة داخل المسجد, وأن لا يتخذ له مكاناً خاصاً فيه كما يفعل البعض.
ولذلك لا ينبغي ترك الصلاة في المسجد, خصوصاً لجيران المسجد, ولمن كان بيته أو مكان عمله أو متجره قريباً من المسجد..
وقد كان النبي (ص) لشدة حرصه على الصلاة في المسجد يهدد من يتباطأ عن الصلاة فيه بإحراق بيته.
فعن الإمام الصادق (ع): ان أناساً كانوا على عهد رسول الله (ص) أبطأوا عن الصلاة في المسجد فقال رسول الله (ص): ليوشك قوم يدعون الصلاة في المسجد أن نأمر بحطب فيوضع على أبوابهم فتوقد عليهم نار فتحرق عليهم بيوتهم.
والصلاة جماعة في المسجد من أعظم الأعمال اليومية التي يقوم بها الإنسان, وفضلها وثوابها وآثارها ونتائجها كبيرة جداً في الدنيا وفي الآخرة.
وانظروا إلى ثواب من مشى إلى المسجد ليصلي فيه جماعة:
فعن الإمام الصادق (ع) عن آبائه (ع) عن رسول الله (ص) قال: ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة, كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة, ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، فإن مات وهو على ذلك, وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره, ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته, ويستغفرون له حتى يبعث.
وعن الصادق (ع): الصلاة في جماعة تفضل على كل صلاة الفرد بأربعة وعشرين درجة، تكون خمسة وعشرين صلاة.
وعن الإمام الباقر (ع): فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل فرداً خمس وعشرون درجة في الجنة.
وعن الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص): من صلى الخمس في جماعة فظنوا به خيراً.
وعن النبي (ص): ما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة.
وفي الحديث عنهم (ع): إن الله يستحي من عبده إذا صلى جماعة ثم سأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها.
ولأجل كل هذا الفضل والثواب فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): ان رسول الله (ص) هم بإحراق قوم في منازلهم لأنهم كانوا يصلون في منازلهم ولا يحضرون الجماعة، فأتاه رجل أعمى فقال: يا رسول الله إني ضرير البصر وربما أسمع الآذان ولا أجد من يقودني إلى الجماعة والصلاة معك، فقال له النبي (ص): شد من منزلك إلى المسجد حبلاً واحضر الجماعة.
وللمسجد والصلاة فيه مجموعة من الآداب لا بد من مراعاتها:
منها: النظافة والطهارة وحسن المظهر.
قال تعالى: [يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد].
ولذلك يستحب التجمل عندما يأتي الإنسان إلى المسجد, خصوصاً انه في ضيافة الله وفي محضر الله, فلا بد أن يكون متطيباً ولائقاً في لباسه ونظافته.
ومنها: أن لا يرفع الإنسان صوته في المسجد, وأن لا يساهم في إحداث الضوضاء والتشويش على المصلين, وأن يحافظ ما دام في المسجد على الهدوء والوقار.
ولذلك ورد أنه لا ينبغي للمؤمن في المسجد أن يرفع صوته حتى في قراءة القرآن أو الدعاء أو الذكر عندما يقرأ وحده, لا يشوش على الآخرين.
ومنها: أن لا يبيع ولا يشتري ولا يدخل في أي لهو وهو في المسجد, وأن لا يقوم بأحاديث جانبية, خصوصاً إذا كانت دنيوية, فإن المسجد مكان عبادة وطاعة.
قال تعالى: [في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار]. النور/ 37 ـ 36.
ومنها: الجلوس في المسجد حيث ينتهي به المجلس, وإتمام صفوف الصلاة, وعدم المرور بين المصلين.
إن هذا الثواب الكبير وهذه الآداب ليس إلا للدور الكبير للمساجد في حياة الإنسان والمجتمع.
فالمسجد: هو بيت القرآن, وبيت الصلاة والدعاء, وبيت العلم, وبيت الأخوة, وبيت الوعي السياسي والاجتماعي, وبيت الدفاع عن المسلمين, وبيت الجهاد والعطاء.
أ ـ الحضور في المساجد يعمق ارتباطنا بالله بشكل دائم.
ب ـ ويطهر قلوبنا ونفوسنا من الخطايا والذنوب.
عن رسول الله (ص): ألا أدلكم على ما يمحو الله منها الخطايا ويذهب بها الذنوب؟ قالوا: بلى يا رسول الله, فقال: اسباع الوضوء, وكثرة الخطى إلى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
ج ـ نقوي العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين.
د ـ ونتعبأ فكرياً وثقافياً.
فعن علي (ع): من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله, أو علماً مستطرفاً, أو آية محكمة, أو رحمة منتظرة, أو كلمة ترد عن ردى, أو يسمع كلمة تدل على هدى, أو يترك ذنباً خشية, أو حياءً.
ولذلك المساجد في لبنان ساهمت:
ـ في تحصين أهلنا وشبابنا إيمانياً وروحياً وأخلاقياً.
ـ وفي تريبة الأجيال الصاعدة التربية السليمة.
ـ وفي إيجاد المناعة والحصانة الفكرية والثقافية لمواجهة الغزو الثقافي والحرب الناعمة.
ـ وفي بث الوعي السياسي والجهادي, وساهمت في تخريج المجاهدين والمقاومين.
أما المساجد التي تقوم على غير بنيان الله والتقوى فإنها تساهم في تخريج الإرهابيين والجماعات التي تسعى لصنع الفتنة, وهذه المساجد مصيرها كمصير مسجد الضرار مصيرها الخراب والدمار..
لقد نجح الجيش اللبناني في الأسبوع الماضي في وضع نهاية عسكرية لظاهرة فتنوية كانت غريبة عن مدينة صيدا.. واستطاع أن يفكك إحدى الحلقات الأساسية في مخطط الفتنة الذي يُعمل على تنفيذه في لبنان منذ مدة.. هذه الفتنة التي يعمل على إشعالها من خلال خطاب التحريض المذهبي المتفلت من كل الضوابط.. ومن خلال مسلسل التوترات الأمنية المتنقلة في العديد من المناطق..
لقد شاء الله أن يقي لبنان شر هذه الفتنة التي كان يراد لها أن تنطلق من صيدا إلى كل المناطق اللبنانية بإيعاز من الخارج.
لقد جاء اعتداء الأسير وهذه الجماعة على الجيش بهذا الأسلوب الدموي منسجماً مع الدور الفتنوي المطلوب منه.
وهو كان يراهن على أن رد فعل الجيش لن يكون بالقدر الذي حصل.. لأن الجيش بحسب اعتقاده لا يستطيع أن يتجاوز الحاضنة السياسية والمذهبية والتغطية الرسمية التي يحظى بها الأسير.. لكن المفاجأة بالنسبة له أن قيادة الجيش اتخذت قراراً استراتيجياً كبيراً بالحسم ومضت فيه حتى النهاية.. وبذلك حفظ الجيش نفسه، واستطاع أن يفكك هذه الظاهرة الفتنوية، وأن يسدد ضربة نفسية ومعنوية وسياسية لكل من وقف وراء هذه الظاهرة الفتنوية ودعمها ووفر لها البيئة الحاضنة والدعم المالي والسياسي والإعلامي والأمني والعسكري, بدءً بالرعاة الخليجيين ومروراً بالرعاة المحليين من تيار المستقبل وجماعة 14 آذار..
وفي الخلاصة: لقد انتهت هذه الظاهرة الفتنوية في صيدا ولكن هذا لا يعني سقوط المخطط الفتنوي بالكامل.. ما سقط هو إحدى الحلقات الأساسية لهذا المخطط ولم يسقط كل المخطط.. لذلك علينا أن نتحلى بالصبر وضبط النفس أمام كل الظواهر والحالات الأخرى التي تحرض على الفتنة، فإن في الصبر فرجاً ومخرجاً وتدبيراً إلهياً يذهب كيد الحاقدين ويدفع شرور الفتن..
والحمد لله رب العالمين