عودة السبايا الى كربلاء
- المجموعة: 2013
- 27 كانون1/ديسمبر 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 9545
لقد جاء موكب السبايا لتجديد العهد بالحسين (ع) ولزيارة الحسين (ع) امتثالاً للأمر بزيارته في يوم الأربعين.والمؤمنون والموالون والملايين التي شاهدناها في كربلاء قبل يومين يتوجهون لزيارة الأربعين تأسياً بالإمام زين العابدين (ع) وزينب (ع) والسبايا طلباً لأجر الزيارة وثوابها.
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش: حكومة الأمر الواقع أو الحكومة الحيادية خطوة في المجهول وتزيد الانقسام في البلد.
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن هناك قوى ودول إقليمية تقدم تسهيلات للتكفيريين وتشتري لهم العبوات والسيارات وتدفع أموالاً طائلة من أجل استهداف الجيش واستهداف المناطق الآمنة بالسيارات المفخخة, من أجل إشعال الفتنة والقضاء على المقاومة, معتبراً: أن كل الذين يوفرون الغطاء والبيئة والملاذ الآمن للتكفيريين هم شركاء لهم في أعمالهم ويتحملون مسؤولية أفعالهم.
وقال: إن استقرار البلد بات يتطلب تشكيل حكومة تعمل على فرض الاستقرار, مشدداً: على أن الحكومة التي يجب أن تُشكل هي حكومة جامعة تحقق المصلحة الوطنية وتجمع اللبنانيين وتلم شملهم.
ورأى: أن حكومة الأمر الواقع أو الحكومة الحيادية هي خطوة في المجهول, وهي ستزيد الانقسام بالبلد وستفاقم المشكلة, ومن يسير باتجاه تشكيل حكومة من هذا النوع عليه أن يتحمل المسؤولية, لأن الشعب اللبناني سيحمل المسؤولية لكل مسؤول لبناني يدفع لبنان إلى الهاوية, وحكومة من هذ النوع تساهم في دفع لبنان إلى الإنهيار والهاوية.
نص الخطبة
في الاسبوع الماضي وفي أجواء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) قلنا: إن زيارة الأربعين في يوم العشرين من صفر هي مما دلت على مشروعيتها الروايات العامة في فضل زيارة الحسين (ع), والروايات الخاصة التي اعتبرت زيارة الأربعين بالخصوص من علامات الإيمان.
وقد ذكر بعض العلماء ان العلة والسبب في استحباب زيارة الأربعين هو عودة السبايا من الشام إلى كربلاء وهم في طريقهم إلى المدينة في العشرين من صفر سنة 61هـ وزيارتهم لقبر الحسين (ع) وعودة رؤوس الشهداء ورأس الحسين (ع) مع الإمام زين العابدين (ع) ودفنهم إلى جانب الأجساد في كربلاء في ذلك اليوم.
كما تتحدث بعض الروايات عن مجيء جابر بن عبد الله الأنصاري في ذلك اليوم إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين (ع) ولقائه بالسبايا وبالإمام زين العابدين (ع) عند القبر, حيث تلاقوا على البكاء والعويل واللطم.
إذن نحن أمام قضيتين:
القضية الأولى: مجيء جابر بن عبد الله الأنصاري في العشرين من صفر إلى كربلاء, ويبدو أنه جاء من المدينة المنورة بعدما سمع بشهادة الحسين (ع).
القضية الثانية: رجوع حرم الحسين (ع) في ذلك اليوم (اي في العشرين من صفر) من الشام إلى كربلاء ودفن الرؤوس إلى جانب الاجساد من قبل الإمام زين العابدين (ع) واجتماعهم مع جابر بن عبد الله الانصاري وتلاقيهم على البكاء والحزن.
هذا هو المشهور بين العلماء والباحثين والمؤرخين.
ولكن بعض العلماء كالسيد ابن طاووس والعلامة المجلسي وغيرهما استبعدوا إمكانية وصول جابر بن عبد الله الانصاري وعودة السبايا وحرم الحسين (ع) والإمام زين العابدين من الشام إلى كربلاء في اليوم العشرين من صفر.. بسبب ان الفترة الزمنية من شهادة الحسين (ع) في العاشر من محرم إلى العشرين من صفر وهي أربعون يوماً غير كافية لعودة السبايا من رحلة السبايا, حيث إن الأحداث والوقائع التي حصلت خلال الرحلة في الكوفة ثم في الطريق إلى الشام ثم العودة من الشام إلى كربلاء تحتاج إلى أكثر من أربعين يوماً، كما أن وصول الخبر إلى جابر بن عبد الله الأنصاري ومجيئه من المدينة إلى كربلاء ويحتاج إلى أكثر من أربعين يوماً أيضاً فلا يعقل اجتماعهما في كربلاء في العشرين من صفر.
والخلاصة: إن المسافات الجغرافية التي قطعها موكب السبايا من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام والإقامة في الكوفة وفي الشام ومن ثم المجيء من الشام إلى كربلاء لا يمكن قطعها في مدة اربعين يوماً بل تحتاج هذه المسافة والإقامة إلى اكثر من ذلك بحسب وسائل النقل المتعارفة في ذلك الزمن..؟!ّ لأن المسافة بين العراق ودمشق كانت تقطع في نحو من شهر ذهاباً وتحتاج إلى شهر إياباً، وقد بقي السبايا مدة في الشام، فكيف يمكن ان تكفي الأربعين يوماً للذهاب والإياب والبقاء في الشام والذهاب للكوفة والبقاء فيها!؟!؟
لكن هذا الاستبعاد يكون في محله إذا كانت الطرق المؤدية إلى الشام ومن الشام إلى كربلاء منحصرة بالطرق الطويلة ولم تكن ثمة طرق مختصرة، أو إذا كانت إقامة السبايا في كل من الكوفة والشام إقامة طويلة، أما إذا تبين أن هناك طرقاً مختصرة يمكن سلوكها بأقل وقت ممكن, وأن السبايا لم يمكثوا في الكوفة والشام أياماً طويلة, فإن النتيجة حينئذٍ ستكون مختلفة ولن يكون هذا الاستبعاد في محله، وهذا ما نعتقده فعلاً للأسباب التالية:
أولاً: بالنسبة إلى مجيء جابر بن عبد الله الأنصاري من المدينة المنورة إلى كربلاء ووصوله في العشرين من صفر فإن هذا أمر ممكن جداً, لأن المسافة بين المدينة وكربلاء لا تحتاج إلى أكثر من عشرين يوماً.
وقد وصل خبر شهادة الحسين (ع) إلى المدينة منذ الأيام الأولى, حيث أخبر ابن زياد والي المدينة بما جرى في كربلاء ووصل الخبر إلى جابر بن عبد الله الانصاري باكراً نسبياً, خصوصاً أن جابر كان يتوقع خبراً من هذا النوع لأنه كان قد سمع من النبي (ص) أن الحسين (ع) سيقتل على أرض كربلاء.
ثانياً: بالنسبة إلى موكب السبايا فإن ذهابهم إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم عودتهم من الشام إلى كربلاء في العشرين من صفر أيضاً لا تحتاج إلى أكثر من أربعين يوماً.
أ ـ فقد ذكر بعض العلماء والباحثين أنه كان هناك طرق برية بين العراق ودمشق كانت تقطع في اسبوع واحد فيمكن ان يكون قد تم السفر على هذا الطريق الذي لا يستغرق وقتاً طويلاً, مما يعني إمكانية وصول موكب السبايا في العشرين من صفر وعدم استغراق رحلتهم أكثر من أربعين يوماً.
ب ـ أما مدة إقامتهم في الكوفة وفي الشام.
فقد ذكر المؤرخون أن موكب السبايا تحرك من كربلاء إلى الكوفة في اليوم الحادي عشر من محرم ووصل إلى الكوفة في اليوم التالي.
ولم يبقوا في الكوفة مدة طويلة لأن ابن زياد كان يخشى على نفسه وعلى سلطانه من أن ينتفض أهل الكوفة عليه بعد اطلاعهم على ما جرى للحسين في كربلاء بدافع من حميتهم وإحساسهم بالندم، ولذلك فإن ابن زياد أعلن حالة الطوارئ في الكوفة واتخذ مجموعة إجراءات أمنية خوفاً من أي تحرك يقدم عليه النادمون, مثلاً: منع الخروج من الكوفة, منع حمل السلاح فيها, وضع آلاف الجنود في الأسواق والشوارع وعلى مداخل البلد.
ولذلك نقدر أن يكون موكب السبايا قد بقي في الكوفة يومين لا أكثر, لأن بقائهم أكثر كان يشكل خطراً على ابن زياد, لذلك كان لا بد له من الإسراع في ترحيلهم إلى الشام.
كذلك المشهور بين المؤرخين أن السبايا دخلوا إلى الشام في اليوم الأول من صفر والظاهر أنهم لم يبقوا أكثر من سبعة أيام, وتحركوا من الشام في اليوم الثامن عائدين إلى كربلاء, وهذا يعني أن أمامهم ثلاثة عشر يوماً إلى العشرين من صفر وهي كافية لقطع المسافة من دمشق إلى كربلاء.
لقد جاء موكب السبايا لتجديد العهد بالحسين (ع) ولزيارة الحسين (ع) امتثالاً للأمر بزيارته في يوم الأربعين..
والمؤمنون والموالون يتوجهون لزيارة الأربعين تأسياً بالإمام زين العابدين (ع) والسبايا, طلباً لأجر الزيارة وثوابها.
فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): من زار قبر الحسين (ع) لله وفي الله أعتقه الله من النار، وآمنه من الفزع الاكبر، ولم يسأل الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه.
وعنه (ع) أيضاً: من أتى قبر الحسين (ع) عارفاً بحقه كتبه الله في أعلى عليين، وكتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. وإن كان شقياً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله.
هناك أبواب تُشرّع للتكفيريين, هناك بيئة حاضنة لهم وتعتبر ملاذاً آمناً وداعماً أحياناً..
هناك من يقدم تسهيلات للتكفيريين, ولولا هذه التسهيلات لما استطاعت هذه المجموعات أن تقوم بما تقوم به من استهداف الجيش والمدنيين الأبرياء, والقيام بالتفجيرات وإطلاق النار على الناس كما في طرابلس وصيدا والبقاع.
هناك قوى إقليمية ودول إقليمية تشتري العبوات والسيارات وتدفع أموالاً طائلة من أجل استهداف الجيش واستهداف المناطق الآمنة بالسيارات المفخخة, من أجل إشعال الفتنة والقضاء على المقاومة.
هناك قوى تعمل على تخريب لبنان وتدمير لبنان وجر لبنان إلى حرب أهلية, لأنهم عجزوا عن تحقيق أهدافهم السياسية التي عملوا عليها خلال كل السنوات الماضية.
وكل الذين يوفرون الغطاء والبيئة والملاذ الآمن للتكفيريين هم شركاء لهم في أعمالهم ويتحملون مسؤولية أفعالهم.
إن استقرار البلد بات يتطلب تشكيل حكومة تعمل على فرض الاستقرار, والحكومة التي يجب أن تُشكل هي حكومة جامعة تحقق المصلحة الوطنية وتجمع اللبنانيين وتلم شملهم.
أما حكومة الامر الواقع أو الحكومة الحيادية فهي خطوة في المجهول, وهي حكومة الأزمة والمشكلة, وهي ستزيد الانقسام بالبلد وستفاقم المشكلة, ومن يسير باتجاه تشكيل حكومة من هذا النوع عليه أن يتحمل المسؤولية, لأن الشعب اللبناني سيحمل المسؤولية لكل مسؤول لبناني يدفع لبنان إلى الهاوية, وحكومة من هذ النوع تساهم في دفع لبنان إلى الإنهيار والهاوية.
والحمد لله رب العالمين