كلمة في احتفال بانتصار الثورة في النبطية 12-2-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 12 شباط/فبراير 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1191
ولكنها فشلت وبقيت ايران وها هي اليوم اقوى من اي وقت مضى وتتقدم على كافة الصعد وفي مختلف المجالات".
وخلال مهرجان أقامته ممثلية جمعية الهلال الاحمر الايراني في لبنان ومستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب في قاعة مركز جابر النبطية، لمناسبة الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران برعاية السفير الايراني في بيروت، أشار الشيخ دعموش الى ان اميركا حشدت في العام ١٩٩٦ العالم في شرم الشيخ بوجه المقاومة وايران وكان معها الاوروبيون والروس وكثير من الدول العربية وفشلت ولم تستطع ان تحقق شيئا، وبعد ايام ستجمع بعضا من ادواتها في مؤتمر وارسو في بولندا ولكن سينتهي هذا المؤتمر بالفشل ايضا كما انتهت كل محاولات اميركا السابقة بالفشل .
واعتبر انه رغما عن انف بولتون وترامب فقد مر على الثورة الإسلامية في ايران اربعون سنة من النجاح الايراني والانتصارات والانجازات والتقدم على كل صعيد بينما مرت اربعون سنة من الفشل والعجز الامريكي في اخضاع ايران، والمسيرات المليونية في ايران التي شاهدناها وشاهدها العالم بالامس هي اكبر دليل على فشل الادارة الامريكية وترامب وبولتون ورهانتهم وفي المقابل هي اكبر دليل على انتصار ايران وقيادتها الحكيمة وفي مقدمها اية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي دام ظله.
ولفت الشيخ دعموش الى ان النموذج الاسلامي الحضاري المتقدم الذي تصنعه ايران اليوم يقدم نفسه وتجربته المشرقة لكل العالم، ولبنان جزء من هذا العالم، ولا بد ان يستفيد من هذه التجربة ومن المبادرات والامكانات التي تعرضها ايران على لبنان.
ورأى أن عرض وزير الخارجية الايراني على المسؤولين اللبنانيين استعداد الجمهورية الاسلامية للتعاون مع لبنان في مختلف المجالات التي يحتاجها أمر لا بد للبنان ان يتلقفه، وعلى الحكومة الجديدة ألا تضيع ما اضاعته الحكومات السابقة من فرص ومبادرات قدمتها ايران للبنان لا سيما في موضوع الكهرباء والسدود المائية وغيرها.
وقال "لبنان بحاجة لمساعدة الاخرين لتجاوز ازماته، وكل من يقدم المساعدة غير المشروطة للبنان على الحكومة ان تتفاعل معه، والجمهورية الاسلامية ابدت استعدادها لتقديم المساعدة غير المشروطة للبنان وفي ملفات اساسية وحيوية يحتاجها كل اللبنانيين، وأوضح انه ليس امام الحكومة الجديدة سوى مراعاة مصلحة لبنان وتقديمها على مصالح الدول التي لا تريد للبنان ان يتعاون ويتفاعل مع العروض الايرانية".
واكد أن الحكومة امام اختبار اثبات استقلالية قرارها وتغليبها للمصلحة الوطنية اللبنانية على المصالح الاخرى وعدم خضوعها لأية ضغوط او تهديدات امريكية وغير امريكية في مسألة التعاون مع ايران.
نص الكلمة
نبارك لكم جميعا ولجمعية الهلال الأحمر الإيراني وللشعب الإيراني ولكل المستضعفين والاحرار في العالم هذه الذكرى العظيمة والمجيدة الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله عليه) هذه الذكرى التي تتزامن هذا العام مع أجواء ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء(ع)
و بين هاتين المناسبتين، مناسبة انتصار الثورة الاسلامية ومناسبة السيدة الزهراء (ع) علاقة وثيقة وأكيدة من حيث إحياء الدين والإيمان والقيم والأخلاق .
فالزهراء(ع) هي النموذج النسائي الإنساني الكامل الذي جسد الدين وجسد قيم الايمان وأخلاق الاسلام، بل هي الإيمان كله والدين كله والاسلام كله .
والامام الخميني الراحل(قده) قائد هذه الثورة العظيمة أحد أهم إنجازاته وانجازات ثورته المباركة هو إحياء الدين وقيم الإيمان والعودة الى الاسلام ومفاهيمه وأحكامه وأخلاقه، ليس في إيران فقط بل في العالمين العربي والاسلامي وعلى امتداد العالم.
عندما نتحدث عن الثورة الاسلامية في ايران غالبا ما نركز على انجازات الثورة السياسية والعلمية والتكنولوجية والطبية والصناعية والزراعية والدفاعية والعسكرية وغيرها، وهذا مهم لجهة إظهار حجم الإنجازات المادية الهائلة التي حققتها الجمهورية الاسلامية خلال اربعين عاما بالرغم من الحصار والعقوبات والتحديات والضغوت المختلفة التي واجهتها منذ انتصار الثورة والى اليوم، ولكننا غالبا ما نغفل عما أنجزته الثورة على الصعيد الديني والروحي والاسلامي ومنظومة القيم وعلى الصعيد الثقافي والأخلاقي والسلوكي والمعنوي.
فهذه الثورة قبل ان تصنع تحولات على الصعد المادية صنعت تحولا معنويا وروحيا كبيرا حيث إنها أحيت الدين على حد تعبير الامام الخميني ودفعت الشعب الإيراني وغيره من الشعوب للعودة الى الدين والالتزام بقيمه وأخلاقه وتعاليمه .
هذه الثورة لها انجازات عظيمة دينية وثقافية وأخلاقية وإجتماعية.
فأولا: هذه الثورة هي ثورة اسلامية، دوافعها ومنطلقاتها وأهدافها ربانية وإسلامية، قيامها ونهضتها وحركتها وغايتها إلهية، هي ثورة لله وفي سبيل الله ومن أجل تجسيد دين الله واقامة حكم الله .
وهذه الأهداف الربانية هي التي دفعت بالامام الخميني وقادة الثورة والشعب الايراني للنهوض والخروج على الشاهنشاه، وعلى أعظم امبراطورية في المنطقة وأسقطتها وصنعت هذا التحول الكبير في المنطقة وفي العالم.
في الوقت الذي كان يقال عن الدين انه افيون الشعوب! تحول الدين في ايران بقيادة الامام الخميني(قده) الى أهم عنصر يحرك الشعوب ويجعلها تنتفض وتثور وتصنع هذا التحول الأيديولوجي والمعنوي الكبير في ايران وفي كل المحيط .
وثانيا: القوى الاستكبارية والأجهزة الإستعمارية في العالم سعت جاهدةً إلى جعل الإسلام في طيّ النسيان، وأنفقت المليارات من أجل تحقيق هذا الهدف وإبعاد الإسلام وقيم الدين عن حياة الناس وعن عقولهم وقلوبهم وسلوكهم الفرديّ والاجتماعيّ والسياسي؛ لأنّهم كانوا يعلمون أنّ الإسلام هو العقبة الكبرى أمام هيمنتهم وسيطرتهم على شعوب المنطقة ودولها وهو عقبة أمام نهْب المسلمين وسلب ثرواتهم ومواردهم ونفطهم والهيمنة على مصالحهم وخيراتهم. فجاء الإمام الخميني(قده) وأحيى الإسلام وأعاد العمل بأحكامه وقيمه وأخلاقه ، الأمر الذي شكّل ضربة قويّة لمخطّطات الاستعمار والاستكبار ومشاريعهم.
جاءت الثورة الاسلامية في ايران وصنعت تحولا في الالتزام الديني والعودة الى الدين وتعاليمه ، ودفعت بالشباب في ايران وفي أنحاء كثيرة من العالم الى الالتزام بأحكام الدين. ويكفي ان تنظروا الى أعداد الذين استيقظوا على الدين وعادوا الى الالتزام بالدين ببركة الامام والثورة لتدركوا حجم التحول الذي صنعه الامام على المستوى الديني في ايران وفي خارج ايران.
ثالثا: وفرت الثورة الايرانية الاجواء المناسبة لتنمية القيم الاخلاقية والإنسانية، والعودة الى الذات، عبر ازالة مظاهر الفساد من المجتمع، حيث كان الفساد والانحلال والانحراف والبعد عن القيم والدين بنخر ايران وكانت أشكال الانحراف والانحلال الأخلاقي تنتشر في كل مكان.
ايران في زمن الشاه كادت ان تكون مرتعا للشيطان فجاء الامام الخميني وحولها الى مسجد يعبد الله فيه والى دولة تطبق احكام الله وشريعة الله وتحكمها القيم الإلهية، وتحولت معظم شرائح الشعب الايراني الى التدين والالتزام بالاسلام في المضمون وفي الشكل والمظاهر بحيث اصبحت ايران اليوم نموذجا اسلاميا حضاريا مشرقا لا نظير له في العالم.
رابعا: رفع مستوى الثقافة والوعي الديني الاسلامي والوعي العام والعودة الى الروح والى المعنويات، وايجاد تحولات في القيم الإجتماعية وتنميه روح الوحدة والإخوة بين أبناء الشعب وارساء قيم الرحمة والتعاون والتسامح في المجتمع، واحياء مفاهيم الصدق والاخلاص والاعتماد على الله والجهاد والشهادة والتضحية والإيثار وتحمل المسؤوليات مما دفع بالشعب الايراني للتصدي لكل الحروب والفتن والتحديات والأخطار والتغلب عليها ولا يزال الى اليوم في قلب المواجهة.
وبعض هذه الانجازات لم تقتصر على ايران وحدها بل ان الثورة ايقظت العالم كله على الاسلام ولفتت انظار الشعوب وانظار النُخَب وحتى القادة والزعماء السياسيين والدينيين في العالم الى معتقدات الاسلام ومبادىء الاسلام وأوجدت هذه الروح لدى الشباب المسلم
ومن أهم الانجازات هي هذه الروح التي بعثها الامام والثورة في الشعب الايراني وفي شعوب أمتنا، روح الجهاد، روح المقاومة، روح الاستشهاد، والعزة، والكرامة والحرية، والأنفة، والحمية، والإباء، ، ورفض الهوان والذل والتبعية ، هذا ما بعثه الامام في هذه الأمة، هذه اليقظة الروحية والمعنوية، هذا الوعي، هذا العزم، هذا التصميم، هذا الإحياء للنفوس، لنفوس شبابنا وأجيالنا وشعبنا وشعوب أمتنا، هذا التحول في وسط الشباب في لبنان،هذا الوعي وهذه الارادة التي وجدت لدى الاجيال المقاومة في لبنان التي صنعت الانتصارات للبنان وللأمة.. هذه من بركات الامام قدس سره وثورته المباركة. وأيضاً المقاومة والانتفاضة في فلسطين، والصحوة الاسلامية لدى شعوب المنطقة، هذه الروح الجهادية الأصيلة والقوية في المنطقة كلها هي بشكل وآخر من نتائج واثار الثورة الاسلامية والاسلام المحمدي الأصيل وبركات الامام الخميني المقدس .
وبهذه الروح نواجه وتواجه ايران اليوم كل التحديات والمؤامرات والمؤتمرات.
اليوم تحشد اميركا العالم في وارسو للضغط على ايران ومحور المقاومة وهذه ليست المرة الأولى التي تحشد فيها أميركا بعض الدول بوجه ايران ومحورالمقاومة ففي العام 1982، كانت أميركا هنا في لبنان بغطرستها وأسلحتها وبوارجها، وكانت تتحدث عن تغيير وجه المنطقة وكانت اسرائيل تحتل العاصمة بيروت، ولكن لم تتمكن لا أميركا ولا إسرائيل ولا كل البوارج الأميركية أن يحرفوا مسار المقاومة التي تقدمت بشهدائها ومجاهديها وانتصرت عليهما.
في العام 1996 جمعت اميركا العالم كله في شرم الشيخ لتوقف المقاومة، وكان معها الأوروبيون والروس وكثير من الدول العربية ولكنها لم تستطع أن توقفها، وكان الانتصار في العام 1996 بمواجهة عناقيد الغضب أكبر وأعظم من انتصار عام 1993.
أميركا التي حشدت كل قوتها للقضاء على المقاومة بعد العام 2000 وفي العام 2006 وأخيراً في سوريا لم تستطع أن تحقق شيئاً، وبقيت المقاومة.
اميركا التي فعلت كل شيء في مواجهة ايران، حصار وعقوبات وتهديدات وحروب وضغوط منذ بداي انتصار الثورة والى اليوم من اجل اخضاع ايران فشلت وبقيت ايران وها هي اليوم اقوى من اي وقت مضى وتتقدم على كافة الصعد وفي مختلف المجالات..
أميركا ستجمع بعد ايام بعضاً من أدواتها في مؤتمر وارسو في بولندا، ولكن سينتهي هذا المؤتمر بالفشل كما انتهت كل محاولات اميركا السابقة بالفشل .
أربعون سنة من الفشل والعجز الامريكي في اخضاع ايران وفي المقابل اربعون سنة من النجاح الايراني والانتصارات والانجازات والتقدم على كل صعيد رغما عن أنف بولتون وترامب.
والمسيرات المليونية بالامس في ايران هي أكبر دليل على فشل اميركا والادارة الامريكية وترامب وبولتون ورهاناتهم وفي المقابل هي أكبر دليل على انتصار ايران وقيادتها الحكيمة وفي مقدمها اية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي دام ظله.
اليوم هذا النموذج الاسلامي المتقدم الذي تصنعه ايران يقدم نفسه وتجربته المشرقة لكل العالم، ولبنان جزء من هذا العالم لا بد أن يستفيد من هذه التجربة ومن المبادرات والإمكانات التي تعرضها ايران على لبنان
بالأمس وزير الخارجية الإيراني جال على المسؤولين اللبنانيين وعرض استعداد الجمهورية الاسلامية للتعاون مع لبنان في مختلف المجالات التي يحتاجها، وعلى الحكومة اللبنانية الجديدة، الا تضيع ما اضاعته الحكومات السابقة من فرص ومبادرات قدمتها الجمهورية الاسلامية للبنان لا سيما في موضوع الكهرباء والسدود المائية وغيرها .
لبنان بحاجة لمساعدة الآخرين لتجاوز ازماته وكل من يقدم المساعدة غير المشروطة للبنان على الحكومة ان تتفاعل معه،وها هي الجمهورية الاسلامية تبدي استعدادها لتقديم المساعدة غير المشروطة للبنان وفي ملفات اساسية وحيوية يحتاجها كل اللبنانيين، ولذلك ليس امام الحكومة الجديدة سوى مراعاة مصلحة لبنان وتقديمها على مصالح الدول التي لا تريد للبنان ان يتعاون ويتفاعل مع العروض الايرانية.
اليوم الحكومة امام اختبار اثبات استقلالية قرارها وتغليبها المصلحة الوطنية اللبنانية على المصالح الأخرى، وعدم خضوعها لأية ضغوط او تهديدات امريكية وغير امريكية في مسألة التعاون مع ايران.
والحمد لله رب العالمين