حقوق الزوجة في الإسلام
- المجموعة: 2013
- 05 نيسان/أبريل 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 891
عن الإمام السجاد (ع): لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي: الموافقة, ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها, واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها, وتوسعته عليها.
خلاصة الخطبة:
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: المطلوب من أي حكومة مقبلة الحفاظ على الثوابت الوطنية.
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن المطلوب من أي حكومة مقبلة أياً يكن رئيسها المكلف أن تحافظ على الثوابت الوطنية المتمثلة:
أولاً: بالحفاظ على معادلة القوة التي تقوم على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
ثانياً: اعتماد قانون انتخاب يؤمن تمثيلاً صحيحاً وعادلاً, ويضمن مناصفة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين.
ثالثاً: تحقيق مشاركة واقعية تسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي ورفض كل أشكال الفتنة.
رابعاً: تأكيد أن العدو الإسرائيلي هو العدو الأساسي بل الوحيد للبنان, وترجمة ذلك علناً وبشكل جدي وواضح من خلال السياسات الداخلية والخارجية.
خامساً: حماية السيادة الوطنية ورفض كل أشكال التدخل الخارجي, وعدم الخضوع لأي ابتزاز إقليمي أو دولي يمس سيادة لبنان وخياراته السياسية وكرامته الوطنية
نص الخطبة:
تحدثنا في الجمعة الماضية بمناسبة شهادة سيدة نساء العالمين عن أهمية الزواج في الإسلام, وعن العناصر التي تساهم في نجاح الزواج, وبناء حياة زوجية هادئة ومستقرة.
ونتحدث في هذه الخطبة عن العلاقة التي يجب أن تكون بين الزوج والزوجة داخل الأسرة، والتي كانت حياة علي والزهراء (عليهما السلام) الزوجية نموذجاً لها.
هناك عنوانان للعلاقة الزوجية: عنوان روحي أخلاقي, وعنوان قانوني حقوقي، وهذان العنوانان يشكلان الأساس الرصين والقاعدة الصلبة لبناء العلاقة السليمة بين الزوجين, ولإقامة حياة أسرية طيبة ومستقرة.
الأصل في العلاقة بين الزوجين هو العنوان الأول الروحي والأخلاقي, لا العنوان الثاني, لأن العنوان الثاني نلجأ إليه عندما تحصل المشاكل بين الزوجين.
الأصل الذي يجب بناء العلاقة الزوجية على أساسه, هو أن تكون العلاقة قائمة على أساس الحب والمودة والاحترام والتراحم والتعاون والانسجام بين الزوجين حتى يصبحا كأنهما نفس واحدة.
يقول تعالى: [والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً]. النحل/ 72.
ويقول تعالى: [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة]. الروم/ 21.
والمودة: هي المحبة, بينما الرحمة: هي الشفقة والرأفة.
وقد روي عن الإمام زين العابدين(ع) في رسالة الحقوق: وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأُنساً.
اما العنوان الثاني, وهو العنوان الحقوقي, فإن الإسلام لم يترك العلاقات الزوجية تخضع لرياح العاطفة أو للمزاج الشخصي أو للعادات والتقاليد غير العادلة, بل شرع الإسلام ضوابط وحدوداً واضحة للعلاقة بين الزوجين, وحذر من تعديها وتجاوزها, فليس للرجل أن يتجاوز حقوق الزوجة ولا للزوجة أن تتجاوز حقوق الرجل.
الإسلام لم يجعل الحقوق الزوجية امتيازاً ولا سلاحاً بيد أحد الطرفين يستقوي به على الآخر, بل هي حقوق متبادلة متوازنة بينهما. هذه الحقوق تبقى حبراً على ورق إذا لم يتم الالتزام بها فعلاً من قبل الزوجين.
نحن نلاحظ أن هناك الكثير من التجاوزات والتعديات على الحقوق الزوجية في مجتمعاتنا.
ارتفاع نسبة الطلاق، وكثرة قضايا الخلافات الأسرية والعائلية في المحاكم الشرعية, هو مؤشر واضح على وجود تلك التجاوزات وعدم مراعاة الحقوق المتبادلة..
من أهم ضمانات الالتزام بالحقوق الزوجية: معرفتها والوعي بها من قبل الطرفين.
نحن نلاحظ أن كثيراً من الأزواج يجهل الالتزامات المتوجبة عليه, ويتصور أن له على زوجه حقوقاً لم يفرضها الشرع. ونتيجة لهذا الجهل ولهذه التصورات غير الصحيحة, تحدث المشاكل والنزاعات الأسرية والعائلية.
مثلاً: يعتقد بعض الأزواج أن الخدمة المنزلية حق على الزوجة, فيغضب إذا قصرت أو تقاعست عن بعض الخدمات كالطبخ والغسيل ورعاية شؤون الأولاد وشراء الحاجيات اليومية, وقد يعاقب الزوج زوجته ويحاسبها اعتقاداً منه بأنها أخلت بواجب من واجباتها.
بعض الأزواج يعتقد بأنه لا يحق لزوجته أن تتصرف بأموالها الشخصية, وإذا تصرفت بدون إذنه يفتعل مشكلة.. في الوقت الذي لا حق ولا سلطة للزوج شرعاً على تصرفات زوجته بأموالها الشخصية.
هذه التصورات والممارسات تكشف في كثير من الأحيان عن عدم معرفة الزوجين بالحقوق الزوجية, بينما يريد الله منا أن نعرف وأن تكون هذه الالتزامات والحقوق والواجبات واضحة وبينة..
وأقتصر هنا في الحديث عن حقوق الزوجة وأترك الحديث عن حقوق الزوج لفرصة أخرى إن شاء الله.
الحقوق الأساسية للزوجة يمكن اختصارها في ثلاثة أمور أساسية:
الأول: حق النفقة, وهو من الحقوق التي يتوقف عليها حق القيمومة للرجل كما في قوله تعالى: [الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم].
وشدد رسول الله (ص) على هذا الواجب حتى جعل المقصر في أدائه ملعوناً، فقال: ملعون معلون من يضيع من يعول.
والنفقة الواجبة هي الأطعام والسكن والكسوة وما تحتاج إليه الزوجة من الزينة حسب أوضاع الزوج المادية.
قال رسول الله (ص): حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها, وأن يستر عورتها، ولا يقبح لها وجهاً, فإذا فعل ذلك أدى والله حقها.
الأمر الثاني: العلاقة العاطفية والمبيت عندها.
الأمر الثالث: إكرامها والرفق بها وحسن المعاملة ورحمتها والعفو عنها, فإن من حق الزوجة أن يتعامل زوجها معها بحسن الخلق, وهو أحد العوامل التي تعمق المودة والرحمة والحب داخل الأسرة.
يقول تعالى: [وعاشروهن بالمعروف]. النساء ـ 19.
وعن الإمام السجاد (ع): لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي: الموافقة, ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها, واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها, وتوسعته عليها.
تأتي أهمية هذا الأمر, أي التعاطي مع الزوجة بحسن الأخلاق, من وجود مشكلة في مجتمعنا, حيث إن بعض الأزواج يصابون بالإزدواجية في الشخصية, فترى البعض عندما يكون مع الناس تكون شخصيته أخلاقية لطيفة, بينما عندما يكون داخل المنزل مع زوجته يصبح شخصية مغايرة ومختلفة.
في الوقت الذي يجب أن يكون الإنسان مع أهله أفضل منه مع الناس, فالنبي (ص) يقول: خيركم خيركم لنسائه, وأنا خيركم لنسائي.
وعن الإمام علي (ع) في وصية لابنه الحسن: لا يكن أهلك أشقى الخلق بك.
هذا من جهة, ومن جهة أخرى: نهى الإسلام عن استخدام القسوة مع المرأة, وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها.
ففي جواب النبي (ص) على سؤال خولة بنت الأسود حول حق المرأة: قال: وحقك عليه أن يطعمك مما يأكل, ويكسوك مما يلبس, ولا يلطم ولا يصيح في وجهك.
كما أن على الزوج أن يعفو عن زوجته إذا أساءت أو أخطأت.
فعن الامام الباقر (ع): من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة, أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة.
وحث رسول الله (ص) الزوج على الصبر على سوء أخلاق زوجته فقال: من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه, أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب (ع) على بلائه.
إن الصبر الذي نواجه به الانفعالات داخل الأسرة يجب أن يتحول إلى جزء من شخصيتنا, لنواجه به كل التحديات التي تفرض علينا خارج الأسرة, خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان وعلى مستوى المنطقة.
اليوم تبدأ الاستشارات لتشكيل حكومة جديدة وبمعزل عما ستسفر عنه هذه الاستشارات, المطلوب من أي حكومة مقبلة أياً يكن رئيسها المكلف أن تحافظ على الثوابت الوطنية المتمثلة:
أولاً: بالحفاظ على معادلة القوة التي تقوم على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
ثانياً: اعتماد قانون انتخاب يؤمن تمثيلاً صحيحاً وعادلاً, ويضمن مناصفة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين.
ثالثاً: تحقيق مشاركة واقعية تسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي ورفض كل أشكال الفتنة.
رابعاً: تأكيد أن العدو الإسرائيلي هو العدو الأساسي بل الوحيد للبنان, وترجمة ذلك علناً وبشكل جدي وواضح من خلال السياسات الداخلية والخارجية.
خامساً: حماية السيادة الوطنية ورفض كل أشكال التدخل الخارجي, وعدم الخضوع لأي ابتزاز إقليمي أو دولي يمس سيادة لبنان وخياراته السياسية وكرامته الوطنية.
والحمد لله رب العالمين