النظافة قيمة فطرية واسلامية
- المجموعة: 2015
- 10 نيسان/أبريل 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 860
الإسلام يدعو إلى الاهتمام بالنظافة والأناقة والجمال وحسن الترتيب والمظاهر الجميلة والحضارية في كل شيء وعلى كل المستويات, على المستوى الشخصي, وعلى مستوى المجتمع والبيئة.
خلاصة الخطبة
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن ما يجري في اليمن هو تدمير منهجي لكل مقدرات هذا البلد والقضاء على كل مقوماته , وأن الذي يتحمل مسؤولية المجازر بحق المدنيين والأطفال والتدمير الممنهج هو السعودية وحلفائها. معتبراً: أنها وحلفائها إنما ينفذون إرادة أمريكية صهيونية، لأن الصهاينة لا يريدون يمناً يقول الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ولا يريدون أن يكون في اليمن من يسأل عن فلسطين والقدس ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال كما هو الشعب اليمني اليوم.
وقال: هذه الحرب هي حرب ظالمة على شعب فقير لم يعتد على جيرانه ولا على أي من اولئك الذين تحالفوا للعدوان عليه, هي حرب لا تستند لا الى قانون دولي ولا الى شرعة انسانية, حرب لا مبررات ولا مسوغات لها سوى الرغبة في الهيمنة والسيطرة والوصاية على شعب يريد الخروج من مرحلة الاستعباد والمذلة السعودية له الى مرحلة الاستقلال والحرية واتخاذ قراره بشكل مستقل.
وأضاف: لو كان هناك عدالة في هذا العالم لكان يجب إقتياد آل سعود الذين شنوا هذه الحرب الى المحاكم ليحاكموا كمجرمي حرب ضد الانسانية.
ولفت: الى أن الحرب على اليمن تشبه الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى لبنان في الاسلوب والطريقة والقتل واستهداف الاطفال والتدمير الممنهج للبنى التحتية, فالنمط الجاري في اليمن هو نمط اسرائيلي في كل ذلك.
وقال: إذا كانت السعودية تعتقد بأنها تستطيع من خلال العدوان والقتل والتدمير في اليمن أن تركع الشعب اليمني أو تستعيد وصايتها وهيمنتها وسيطرتها على اليمن فهي واهمة, فالسعودية لن تصل إلى أي نتيجة ترجوها من خلال الحرب, لقد جربت ذلك في الماضي وفشلت, واليوم ستفشل من جديد ولن تحصد سوى المزيد من الخسران والهزيمة وخيبات الأمل.
وأكد: أن المستقبل في هذه المنطقة للشعوب الحرة وليس للأنظمة البائدة والظالمة والمتخلفة.. المستقبل هو للثوار والفقراء والأحرار في أمتنا, الذين يصنعون أقدارهم ومستقبلهم بأيديهم ودماءهم , وليس للمتسلطين والمترفين والتابعين للخارج والخاضعين لأمريكا وللإستكبار, فهؤلاء لا مستقبل لهم وستطردهم شعوبهم عاجلاً أم آجلاً.
نص الخطبة
يقول الله سبحانه وتعالى: [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة]
نبارك لصاحب العصر والزمان (عج) ولولي أمر المسلمين ولعموم المسلمين والموالين ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (ع) في العشرين من شهر جمادى الآخرة.
قد يعتقد البعض بأن الإسلام يركز على الجانب الروحي في شخصية الإنسان وعلى السعادة الأخروية ولا يهتم بالمظهر المادي الخارجي للإنسان فلا يهتم بالمظهر الحسن والجميل ولا بعنصر النظافة ولا بالأناقة ولا بالجمال وحسن الترتيب، وإنما المهم أن يكون الإنسان طاهر الروح سليم القلب نقي الداخل أما المظهر المادي الخارجي فلا يهم كيف يكون، ولا قيمة له, وكذلك المهم في المجتمع الإسلامي وفي البلد الإسلامي وفي البيئة الإسلامية ان يكون المجتمع متديناً وقريباً من الله.. أما كيف هي صورة المجتمع المادية, كيف تكون البيئة, الشوارع الأحياء.. نظيفة مرتبة أو تعمها الفوضى, مظهرها مظهر حضاري أو مظهر بدائي مخجل فلا يهم, لأن ذلك من الأمور الدنيوية التي ليس لها أهمية أو قيمة في الحسابات الإلهية وفي الآخرة.
وطبعاً بعض المتدينين من خلال سلوكهم وتصرفاتهم وممارساتهم يؤكدون هذه الفكرة وهذه النظرة عن الدين، بحيث أصبح شائعاً عند الكثيرين أن الناس إذا كانوا غير مسلمين أو غير متدينين وتوجهاتهم توجهات مادية فإنهم يهتمون بالنظافة والأناقة والجمال وحسن الترتيب على المستوى الشخصي، وعلى مستوى البيئة والمناطق التي يعيشون فيها فإنهم يهتمون بنظافة مناطقهم وشوارعهم وبلداتهم وتراها مميزة بنظافتها وترتيبها وحسن مظهرها... بينما المتدينون تراهم على المستوى الشخصي لا يهتمون بحسن مظهرهم الخارجي (تراهم مبهدلين في لباسهم وهندامهم) وعلى المستوى العام في مناطقهم ترى مناطقهم وشوارعهم وقراهم وبلداتهم وحتى مدنهم وسخة تنتشر فيها القذارات والأوساخ وتسود فيها الفوضى ولا تتمتع بأي مظهر حضاري، لأن المهم على المستوى الشخصي هو طهارة الروح والتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات أكثر, والمهم على مستوى البيئة والمجتمع أن يكون المجتمع متديناً ويقوم بمسؤولياته أما المظاهر المادية فهي قضايا دنيوية زائلة ولا قيمة لها!
هذه هي الفكرة الشائعة عن الدين والتدين والمجتمعات المتدينة، وهذه الفكرة خاطئة بالتأكيد لأن الإسلام دين ينسجم مع الفطرة الإنسانية والعقل البشري, وفطرة الإنسان وعقله يؤكدان أهمية الأناقة والنظافة والجمال وحسن المظهر.
ولذلك فإن الإسلام يدعو إلى الاهتمام بالنظافة والأناقة والجمال وحسن الترتيب والمظاهر الجميلة والحضارية في كل شيء وعلى كل المستويات, على المستوى الشخصي, وعلى مستوى المجتمع والبيئة. وتعتبر النظافة على كل هذه المستويات جزءاً من الإيمان وصفة يجب أن تلازم المؤمنين على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمع البيئة التي يعيشون فيها.
ولذلك ورد في الحديث: (النظافة من الإيمان) النظافة الشخصية والنظافة في البيئة والمجتمع.
وهذا يعني أن النظافة مطلوبة على المستويين معاً, على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجتمع والبيئة.
اما على المستوى الشخصي فان الإسلام يؤكد على النظافة الشخصية نظافة الجسم والبدن، عندما يوجب على المؤمنين الاغتسال في حالات عديدة, والوضوء لكل صلاة، والغسل والوضوء شكلان من أشكال النظافة والطهارة المادية والمعنوية التي يفرضها الإسلام على المسلمين.
كما أن هناك الكثير من الأحاديث التي تحث وتؤكد استحباب التطيب ووضع العطور على البدن والملابس.
هناك الكثير من الأحاديث والروايات التي أكدت على قص الأظافر واستحباب السواك وتمشيط الشعر واختيار اللباس اللائق المتعارف عليه في البلد الذي يقيم فيه الإنسان, وأن ينظر في المرآة ليرتب شكله وملابسه وشعره وهندامه..وهذه الأمر كلها من أشكال النظافة والأناقة والتجمل وحسن المظهر الخارجي.
بل ورد في كثير من الروايات أنه يستحب للإنسان أن يتجمل لأصحابه فضلاً على تجمله لأهله.
فقد وردعن النبي (ص): إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى اخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل.
وعن أمير المؤمنين (ع): إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
وعن الإمام الصادق (ع): إن الله جميل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس.
والنبي (ص) نفسه كان يعتني بحسن مظهره فكان ينظر في المرآة ويمشط شعر رأسه وربما نظر في الماء (إذا لم تكن هناك مرآة) وسوى جمته فيه.
وكان (ص) يتجمل لأهله ويتجمل لأصحابه.
أما البيئة: أي البيت والشارع والمدينة والمحيط الذي يعيش فيه الإنسان, فإن الإسلام يشجع على المحافظة على نظافة البيئة والمحيط الذي نعيش فيه. فالكون كله مسخر للإنسان, وعلى الإنسان أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه الله سبحانه وأن يحاقظ على جمال الطبيعة.
البلد الذي نعيش فيه المنطقة أو الحي أو الشارع أو المبنى الذي نعيش فيه نحن أول من يجب أن يرعاه ويحافظ على نظافته ومظهره الحضاري, قبل البلدية والدولة..
من المؤسف أن نرى مناطقنا وشوارعنا وسخة وقذرة تنتشر فيها النفايات والقاذورات والقمامة.
من المؤسف أن نجد بعض وسائل النقل مثل السيارات أو الشاحنات أو الدراجات النارية أو موتورات الكهرباء تصدر دخاناً كثيفاً يلوث البيئة ويضر بصحة الناس وتسبب الأمراض وتلحق الأذى والضرر بالناس.
من المؤسف أننا نرى البعض يفتح نافذة المنزل او نافذة السيارة ويلقي ما فيها من أوراق أو محارم أو نفايات في الشارع العام دون أدنى مراعاة للذوق العام ونظافة البيئة.
من المؤسف أن نجد مناطقنا تعم فيها الفوضى وينعدم فيها النظام والقانون وتندر فيها الحدائق والأشجار وتنتفى فيها مظاهر الأناقة والجمال والمظاهر الحضارية.
إن مشهد إلقاء أكياس النفايات في الطرقات وأمام المباني وليس في الحاويات المخصصة لذلك هو مشهد متكرر ومقزز, هو مشهد يشعرنا بأن مجتمعنا أصبح أقرب إلى فقدان الذوق, وعدم الاكتراث بالإنطباع العام الذي يعطيه عن نفسه وعن منطقته، وكأنه المطلوب تقديم صورة سيئة عن مناطقنا ومجتمعنا..
المحافظة على البيئة مسؤولية الجميع, هي مسؤولية الناس والبلديات والمؤسسات المعنية في الدولة لأن الضرر لا يستثني أحداً والأذى يتأثر به الجميع.
وفي هذا الإطار يقول النبي (ص): إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.
وربط النبي (ص) بين أدنى أشكال النظافة وهي نظافة الطريق وبين الإيمان والالتزام, حيث جعل اماطة(رفع) الأذى عن الطريق جزءاً من الإيمان فقال(ص): الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها: قول لا إله إلا الله, وأدناها: اماطة الأذى عن الطريق.
واماطة الأذى عن الطريق تعني تنحية وإبعاد كل ما يؤذي من حجر أو شوك أو أوساخ.
كما نهى الإسلام عن قضاء الحاجة في الطرقات أو في الأماكن التي يرتادها الناس, فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: اتقوا اللعانين قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم. أي الذي يقضى حاجته في أماكن يمر فيها الناس كالشوارع وعلى جوانب الطرقات, أو في الأماكن العامة التي يجلس فيها الناس كالحدائق وغيرها..
وفي إطار الحفاظ على جمال الطبيعة والحث على التشجير يقول (ص): ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان له صدقة.
والنبي حث على حماية البيئة ومظاهرها الجميلة ونهى عن قطع الأشجار وتشويه الطبيعة حتى في الحرب, فقد كان يوصي جيشه فيقول: لا تقتلوا امرأة ولا صغيراً ولا رضيعاً ولا كبيراً فانياً، ولا تحرقوا نخيلاً, ولا تقطعوا شجراً, ولا تهدموا بيوتاً.. فحتى في الحرب لا يجوز ذلك فكيف في السلم.
اليوم العدوان السعودي على اليمن لا يراعي صغيراً ولا كبيراً ولا رجلاً ولا امرأة ولا مشفى ولا مدرسة، وخلال أسبوعين من العدوان ارتكبوا العديد من المجازر وقتل المدنيين الأبرياء والأطفال, إضافة إلى ضرب المنشآت المدنية والبنى التحتية.
ما يجري هو تدمير منهجي لكل مقدرات اليمن والقضاء على كل مقومات هذا البلد والذي يتحمل مسؤولية المجازر بحق المدنيين والأطفال والتدمير الممنهج هو السعودية وحلفائها، وهم بذلك إنما ينفذون إرادة أمريكية صهيونية، لأن الصهاينة لا يريدون يمناً يقول الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، لا يريدون أن يكون في اليمن من يسأل عن فلسطين والقدس ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال كما هو الشعب اليمني اليوم.
هذه الحرب هي حرب ظالمة على شعب فقير لم يعتد على جيرانه ولا على أي من اولئك الذين تحالفوا للعدوان عليه, هي حرب لا تستند لا الى قانون دولي ولا الى شرعة انسانية, حرب لا مبررات ولا مسوغات لها سوى الرغبة في الهيمنة والسيطرة والوصاية على شعب يريد الخروج من مرحلة الاستعباد والمذلة السعودية له الى مرحلة الاستقلال والحرية واتخاذ قراره بشكل مستقل.
لو كان هناك عدالة في هذا العالم لكان يجب إقتياد آل سعود الذين شنوا هذه الحرب الى المحاكم ليحاكموا كمجرمي حرب ضد الانسانية, تماما كالصهاينة الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب الفلسطيني, لان الحرب على اليمن تشبه الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى لبنان في الاسلوب والطريقة والقتل واستهداف الاطفال والتدمير الممنهج للبنى التحتية, فالنمط الجاري في اليمن هو نمط اسرائيلي في كل ذلك.
إذا كانت السعودية تعتقد بأنها تستطيع من خلال العدوان والقتل والتدمير في اليمن أن تركع الشعب اليمني أو تستعيد وصايتها وهيمنتها وسيطرتها على اليمن فهي واهمة. السعودية لن تصل إلى أي نتيجة ترجوها من خلال الحرب, لقد جربت ذلك في الماضي وفشلت, واليوم ستفشل من جديد ولن تحصد سوى المزيد من الخسران والهزيمة وخيبات الأمل, لأن المستقبل في هذه المنطقة للشعوب الحرة وليس للأنظمة البائدة والظالمة والمتخلفة.. المستقبل هو للثوار والفقراء والأحرار في أمتنا, الذين يصنعون أقدارهم ومستقبلهم بأيديهم ودمائهم , وليس للمتسلطين والمترفين والتابعين للخارج والخاضعين لأمريكا وللإستكبار, فهؤلاء لا مستقبل لهم وستطردهم شعوبهم عاجلاً أم آجلاً, أليس الصبح بقريب.
الحمد لله رب العالمين