كلمة في ندوة بمناسبة يوم الأرض في صيدا 29-3-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 29 آذار/مارس 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1623
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي فيحزب الله الشيخعلي دعموش:على أن محاولات كثيرة جرت لإخضاع الشعب الفلسطيني، وفرض التنازلات عليه، وجعله يتخلى عن مقاومته وهبته الشعبية المستمرة ضد الاحتلال، ودفعه نحو التطبيع مع العدو، ولكنها فشلت حتى الآن،
ولم تنجح اميركا واسرائيل وحلفاؤهما في انهاء هذه القضية وتصفيتها، بسبب العديد من العوامل أهمها، عامل المقاومة المستمرة بكل أشكالها التي ابقت هذه القضية حية حتى اليوم ، وعامل إصرار الشعب الفلسطيني ومعه كل الأمة على التمسك بأرضه وبكل شبر من فلسطين.
وقال خلال ندوة نظمها منتدى الفكر اللبناني ومنتدى صيدا الثقافي بمناسبة يوم الارض في قاعة بلدية صيدا بحضور ممثلين عن الفصائل والأحزاب وشخصيات فلسطينية ولبنانية: هذا الاصرار لا يعبر عنه كبار السن من الرجال والنساء او ممن هُجّر من بيته مباشرة أو سرقت ارضه وممتلكاته فقط ، بل يعبر عنه الشباب والشابات داخل وخارج فلسطين وتعبر عنه الأجيال الفلسطينية التي تثبت حضوره القوي من خلال مسيرات العودة الكبرى في غزة في كل يوم اسبوع
واعتبر ان الرهان اليوم هو على هذه الأجيال التي تواصل المعركة، وأن الأمل هو في حضور هذه الأجيال في الميادين وساحات المواجهة وفي الاجيال الصاعدة في العالم العربي والاسلامي.
ولفت:الى أن أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة هو صفقة القرن التي هي مشروع تصفية للقضية بالتواطؤ بين إدارة "ترامب" والكيان الصهيوني وفريق التسوية العربي، وأخطر ما في "صفقة القرن" أنها لا تلبي أياً من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، فلا قدس ولا دولة، ولا عودة لاجئين، ولا سيادة، ولا تفكيك مستوطنات، ولا شيء من الحقوق الثابتة .
وقال: يتضح يوماً بعد يوم من خلال القرارات والإجراءات الأميركية المتلاحقة بدءا من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها مرورا بتبني الإدارة الأميركية قانون الكنيست الإسرائيلي حول يهودية دولة "إسرائيل، وصولاً إلى الإعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري،أن "صفقة القرن" ليست مساراً تفاوضياً يجري الإعداد له والبحث عن شركاء وآليات للبدء به، وإنما هي إجراءات يجري العمل على تنفيذها تدريجيا ضمن مسار يستهدف فرضها كأمر واقع .
واعتبر: ان ما يشجع ترامب على المضي في سياساته تجاه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة والإنتقال من خطوة الى خطوة أخرى دون أن يحسب حساب النتائج هو عجز المجتمع الدولي عن ردع ترامب وإفشال اجراءاته، وتواطوء بعض العرب مع أميركا واسرائيل لتنفيذ وانجاز هذه الصفقة، وعدم قيام العرب باي اجراء عملي رادع، والتطبيع مع العدو من قبل بعض الأنظمة العربية، وممارسة الضغط على الفلسطينيين لطي صفحة القضية.
ورأى أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يتعرض لضغوط نفسية وسياسية ومعنوية ومالية واقتصادية من أجل القبول بصفقة القرن، لكن ما دام حاضرا بقوة في الميادين ويزداد حضوراً وتمسكاً بحقه وارضه وإصرارا على مواصلة طريق المقاومة بكل أشكالها، فلا خوف على القضية وستفشل صفقة القرن.
وأوضح أن جيل الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يكشف يوما بعد يوم عن مدى شجاعته وإرادته وتماسكه وبطولته والذي يبتكر وسائل وأساليب جديدة للمقاومة بإمكانات محدودة ومتواضعة ويصنع منها إنجازات وإنتصارات كبيرة لفلسطين لن يسكتين او يستسلم قبل استعادة حقوقه .
مضيفاً: ان هذا الجيل من الشباب المقاوم الذي يتصدره أمثال الشهيد عمر ابو ليلى رسالته إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واضحة، وهي أن الشعب الفلسطيني ورغم تباعد الزمن وتعاقب الأجيال لن يتخلى عن قضيته وعن حقّه في أرضه، وأن راية المقاومة في مواجهة الإحتلال تنتقل من يد الى يد ومن جيل إلى جيل لتستمر مسيرة المقاومة حتى زوال الإحتلال. معتبراً: ان هذا الجيل المقاوم هو الذي يصنع اليوم مستقبل فلسطين ومستقبل المنطقة، مستقبل الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال ولا يمكن لإجراءات ترامب وقراراته وأدواته في المنطقة أن تغيّر هذه الحقيقة.
وشدد: على أن اعتراف ترامب بالسيادة الاسرائيلية على الجولان هو تشريع للإحتلال والعدوان، وإذا لم تبادر الدول العربية في قمة تونس الى اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة سوف نشهد مزيدا من القرارات العدوانية الاميركية على الحقوق والأراضي العربية كتشريع احتلال الضفة الغربية ومزارع شبعا وتلال كفرشوب ، وبالتالي سيكون لبنان من أبرز المتضررين من سياسات ترامب ومن الصمت والتخاذل العربي إزاء القضايا الأساسية للأمة.
نص الكلمة
محاولات تصفية القضية الفلسطينية وعوامل بقائها حية
يوم الارض، هو يوم من ايام فلسطين والقدس، وقد جرت العادة ان يخرج الفلسطينيون سواء في داخل فلسطين او في الشتات ومعهم آخرون من مناطق مختلفة في العالم كل عام في 30 اذار للتظاهر ولإحياء هذا اليوم وتذكير العالم باحتلال العدو الصهيوني للأرض الفلسطينية وللأراضي العربية.
هذه المناسبة تقوى وتزداد حضورا وحيوية سنة بعد سنة بالرغم من مساعي العدو وأعداء فلسطين لاماتة هذا اليوم والغاءه ومحاصرته.وغدا نحن وكل العالم على موعد بمسيرة مليونية في غزة بهذه المناسبة.
تتأكد أهمية هذه المناسبة وأهمية أن يكون للارض الفلسطينية يوم، أولا: لأن الأرض هي عنوان الصراع وحقيقة وجوهرالصراع القائم مع العدو الصهيوني .
وثانيا: لما تتعرض له الأراضي الفلسطينية والاراضي العربية من سرقة وقضم واستلاب مستمر، ولما تتعرض له القضية الفلسطينية والحقوق العربية على الدوام من مستجدات وتطورات، وخطوات جديدة، ومؤامرات جديدة، كان آخرها اعتراف ترامب بالجولان كجزء من الكيان الصهيوني وقبل ذلك اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، ونقل السفارة الأميركية الى القدس، والأخطر هو صفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتسليم الارض العربية والمقدسات بشكل نهائي للكيان الغاصب.
دلالة احياء يوم الارض هي دلالة كبيرة جدا فهي تعبير عن التمسك بالحق وبالقضية وبالمقدسات وبالارض، لأن من يتآمر مع العدو المحتل يريد من الشعب الفلسطيني ومن امتنا ان تنسى فلسطين، وان تخرج فلسطين اصلا من دائرة الاولويات والاهتمام ، وان يستسلم اهلها للامر الواقع.
لقد حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل ومعهما حلفاؤهما منذ عشرات السنين وإلى الآن إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، وتصفية القضية الفلسطينية، والضغط على الشعب الفلسطيني كي ينسى ويتخلى عن ارضه ولكنهم فشلوا في ذلك.
لقد جرت محاولات كثيرة من أسلو الى اليوم لإخضاع الشعب الفلسطيني، وفرض التنازلات عليه، وجعله يتخلى عن مقاومته وهبته الشعبية المستمرة ضد الاحتلال، ودفعه نحو التطبيع مع العدو، ولكنه رفض كل ذلك ولم يخضع لكل هذه المحاولات ولا زال يتمسك بخيار الانتفاضة والمقاومة في مواجهة الإحتلال ويرفض التخلي عن حقه في ارضه وحقه في العودة الى ارضه وحقه في دولة ذات سيادة، ولن يستطيع احد إرغامه على التخلي عن أرضه او التوقيع نيابة عنه، واسرائيل هي كيان معتدي ومحتل وغاصب ولا حق له في أي شبر من ارض فلسطين، ولا في الجولان، ولا في اي ارض عربية محتلة، وقرارات ترامب بحق القدس وفلسطين، واعترافه الأخير بسيادة اسرائيل على الجولان السورية لن يغير من هذه الحقيقة شيئاً، ولن يحول المعتدي المحتل الى صاحب حق مهما طال زمن احتلاله.
نعم، كل المحاولات التي جرت لاخضاع الشعب الفلسطيني ولاخراج فلسطين من دائرة الاهتمام فشلت حتى الآن، ولم تنجح اميركا واسرائيل وحلفاؤهما في انهاء هذه القضية وتصفيتها، بالرغم من انه انفق في سبيل هذه الغاية مئات المليارات من الدولارات، وبالرغم مما جرى في منطقتنا خلال 70 عاما وبالأخص ما جرى في الاعوام الاخيرة منذ عام 2011 الى اليوم على مستوى الاحداث الداخلية في أكثر من بلد عربي واسلامي، وما أثير من اشكالات وشبهات وفتن وحروب لإشغالنا وإلهائنا عن القضية المركزية
لقد فشلت كل هذه المحاولات بسبب العديد من العوامل لكن في مقدمة هذا العوامل عامل المقاومة المستمرة بكل أشكالها التي ابقت هذه القضية حية حتى اليوم ، وعامل إصرار الشعب الفلسطيني ومعه كل الأمة على التمسك بأرضه وبكل شبر من فلسطين.
اليوم قضية فلسطين والقدس موجودة وحية بقوة في ضمائر ووجدان وعقول وقلوب وايمان ومشاعر أبناء هذه الامة وعلى امتداد العالم ، بفعل هذين العاملين وهذه من نقاط القوة، وايا تكن التحالفات التي تتشكل من اجل انهاء هذه القضية او اسقاط هذه القضية فلن تؤثر طالما هناك مقاومة واصرار قل نظيره من أبناء الأرض على التمسك بالارض .
والفلسطينيون يعبرون أصدق تعبير اليوم وبكل الأشكال والأساليب والوسائل عن هذا الاصرار ..
اليوم هذا الاصرار لا يعبر عنه كبار السن والشيوخ من الرجال والنساء الكبار او ممن هُجّر من بيته مباشرة أو سرقت ارضه وممتلكاته فقط ، بل يعبر عنه الشباب والشابات داخل وخارج فلسطين وتعبر عنه الأجيال الجيل الاول والثاني والثالث والرابع.
وهذه الاجيال حاضرة بقوة في المواجهة، انظروا إلى أهل غزة، الذين اصبح لهم سنة كاملة يخرجون كل يوم جمعة إلى أكثر من نقطة حدودية تحت عنوان مسيرات العودة الكبرى، رجالاً، ونساءً، وصغاراً وكباراً ونشاهدهم على شاشات التلفزة، يخرجون في الحر وفي البرد، ويقفون في وجه أحد أقوى جيوش المنطقة، ويواجهون بالصدر العاري قوات الاحتلال، ويتقدمون بكل بطولة أمام القنابل المسيلة للدموع وأمام الرصاص الحي والمطاطي ، ويواجهون القتل والشهادة، ويقدمون عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، من دون ان يتراجعوا او يتعبوا.. هؤلاء اليوم يعبّرون عن ان هذه الأجيال حاضرة بقوة في قلب الصراع وهي التي تدير الصراع، تجدون بعض كبار السن، صحيح، لكن الأغلبية الساحقة من عشرات الألاف التي تذهب كل يوم جمعة إلى السياج الحدودي، هم من الشباب سواءً كانوا شباباً أو شابات،.وأغلب الشهداء وأغلب الجرحى من الشباب.
الشعب الفلسطيني والشباب الفلسطيني يعبّرعن قمة الشجاعة، والبطولة، والاستعداد للتضحية، وعن الإيمان بقضيته، وبحقه بأرضه، وبمقدساته، وهذه نقطة أمل قوية جدا، بل هي نعطينا الأمل الأكير، لأن كل ما يجري بموضوع فلسطين يتوقف على موقف الشعب الفلسطيني والأجيال الفلسطينية وأهالي قطاع غزة والضفة باعتبارهما جزءا أساسيا من الشعب الفلسطيني.
عندما نتطلع الى هؤلاء الشباب والى هذا الشعب داخل فلسطين ونشاهد ما يجري خارج فلسطين كل عام في يوم الارض وفي يوم القدس العالمي وفي غيرهما من المناسبات ، من مسيرات واعتصامات وإحتفالات وندوات ومهرجانات وغير ذلك من قبل الشعوب والشياب والأجيال في العالمين العربي والاسلامي وفي وسط الجاليات العربية والاسلامية في مختلف انحاء العالم، يبقى لدينا الامل بان هناك من يرفض الانصياع والخضوع للعدو الصهيوني.
عندما تصبح القدس وفلسطين قضية عقائدية وايمانية، وعندما تخرج من دائرة البازار السياسي و تصبح قضية عقيدة وايمان وانسانية وحق وقيم، فيخرج الشباب الفلسطيني أعزلاً ليواجه الرصاص الحي، ويتظاهر الناس في اليمن وصنعاء تحت القصف، ويتظاهر الناس في البحرين بالرغم من الحصار من اجل فلسطين، ويتظاهر الناس في اوروبا واميركا اللاتينية وفي بلدان اسيا تضامنا مع فلسطين ويستعد المجاهد والمقاوم ان يقدم دمه في كل الجبهات من اجل القدس وارض فلسطين، فهذا شيء عظيم ويبعث على الأمل وهو نقطة قوة، خصوصا ان ذلك يتطور عاما بعد عام .
اليوم هناك بيئة استراتيجية للمقاومة ولمحور المقاومة كما يسميها سماحة الأمين العام لحزب الله، مشكلة من الأجيال والشباب داخل وخارج فلسطين ومن شعوب و دول اقليمية اساسية تقف الى جانب المقاومة وتساند القضية الفلسطينية وتدفع اثمانا كبيرة بسبب مواقفها من القضية وفي مقدمتها ايران وسوريا والعراق .
الرهان اليوم في يوم الارض، هو على هذه الأجيال التي تواصل المعركة، ولذلك معركتنا اليوم هي معركة الأجيال، وموقف الأجيال، وثقافة الأجيال، وحضور هذه الأجيال في الميادين و الامل في الشباب والفتيان وفي الاجيال الصاعدة في العالم العربي.
اليوم أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة هو صفقة القرن التي هي مشروع تصفية للقضية بالتواطؤ والتكافل والتعاون العلني والسري ما بين إدارة "ترامب" والكيان الصهيوني وفريق التسوية العربي، وأخطر ما في "صفقة القرن" أنها لا تلبي أياً من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، فلا قدس ولا دولة, ولا حل دولتين, ولا عودة لاجئين, ولا سيادة, ولا تفكيك مستوطنات, ولا عودة إلى حدود 67, ولا مرجعية للقرارت ذات الصلة, ولا مبادرة سلام عربية.
ويتضح يوماً بعد يوم وفي سياق القرارات والإجراءات الأميركية المتلاحقة بدءا من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة مرورا بتبني الإدارة الأميركية قانون الكنيست الإسرائيلي حول يهودية دولة "إسرائيل، وصولاً إلى الإعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري،أن "صفقة القرن" ليست مساراً تفاوضياً يجري الإعداد له والبحث عن شركاء وآليات للبدء به, وإنما هي إجراءات يجري العمل على تنفيذها تدريجيا ضمن مسار يستهدف فرضها كأمر واقع .
والذي ينظر في الإجراءات والقرارات الأميركية منذ تولي "ترامب" الرئاسة يدرك أن مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية عملياً قطعت مراحل غير مسبوقة في فترة زمنية قياسية.
وما يشجع ترامب على المضي في سياساته تجاه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة والإنتقال من خطوة الى خطوة أخرى دون أن يحسب حساب النتائج هو عجز المجتمع الدولي عن ردع ترامب وإفشال اجراءاته ، وتواطوء بعض العرب مع أميركا واسرائيل لتنفيذ وانجاز هذه الصفقة وعدم قيام العرب باي اجراء عملي رادع، والتطبيع مع العدو من قبل بعض الأنظمة العربية، وممارسة الضغط على الفلسطينيين لطي صفحة القضية.
اليوم الفصائل والقوى الفلسطينية والشباب والأجيال والشعب الفلسطيني كله يتعرض لضغوط نفسية وسياسية ومعنوية ومالية واقتصادية هائلة من أجل القبول بصفقة القرن. والذي يحدد نجاح أو فشل هذه الصفقة بالدرجة الأولى هو الشعب الفلسطيني لأنه خط الدفاع الأول عن فلسطين وعن مقدسات الأمة في فلسطين وهذه نقطة قوة أساسية. لو كنا أمام شعب يائس، أمام شعب طلق الكفاح والمقاومة والجهاد، أمام شعب يبحث عن الفتات من حقنا أن نخاف وأن نقول أن هذه الصفقة ستنجح، لكن ما دام هذا الشعب بعد سبعين سنة من التهجير والتشتيت داخل فلسطين وخارج فلسطين وبعد كل التضحيات ومئات ألاف الشهداء والجرحى التي قدمها يزداد عنفوانا وحضوراً وتمسكاً بحقه وارضه وإصرارا على مواصلة طريق الكفاح والمقاومة بكل أشكالها، فلا خوف على القضية وستفشل صفقة القرن.
هذا الشعب وهذا الجيل من الشباب المقاوم الذي يكشف يوما بعد يوم عن مدى شجاعته وإرادته وتماسكه وبطولته والذي يبتكر وسائل وأساليب جديدة للمقاومة بإمكانات محدودة ومتواضعة ويصنع منها إنجازات وإنتصارات كبيرة لفلسطين لن يسكتين او يستسلم قبل استعادة حقوقه .
هذا الجيل من الشباب المقاوم الذي يتصدره أمثال الشهيد عمر ابو ليلى رسالته إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واضحة، وهي أن الشعب الفلسطيني ورغم تباعد الزمن وتعاقب الأجيال لن يتخلى عن قضيته وعن حقّه في أرضه، وأن راية المقاومة في مواجهة الإحتلال تنتقل من يد الى يد ومن جيل إلى جيل لتستمر مسيرة المقاومة حتى زوال الإحتلال.
هذا الجيل المقاوم هو الذي يصنع اليوم مستقبل فلسطين ومستقبل المنطقة، مستقبل الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال ولا يمكن لإجراءات ترامب وقراراته وأدواته في المنطقة أن تغيّر هذه الحقيقة.
واعترافه بالسيادة الاسرائيلية على الجولان هو تشريع للإحتلال والعدوان وإذا لم تبادر الدول العربية في قمة تونس الى اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة سوف نشهد مزيدا من القرارات العدوانية الاميركية على الحقوق والأراضي العربية كتشريع احتلال الضفة الغربية ومزارع شبعا وتلال كفرشوب ، وبالتالي سيكون لبنان من أبرز المتضررين من سياسات ترامب ومن الصمت والتخاذل العربي إزاء القضايا الأساسية للأمة.
والحمد لله رب العالمين