كلمة في المجلس العاشورائي الذي تقيمه جمعية التعليم الديني في لبنان في قاعة الجنان تحت عنوان(لا أكراه في الدين واصول التعامل مع غير المسلمين)25-9-2017
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 25 أيلول/سبتمبر 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1236
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) من الممارسات اللا إسلامية التي شهدناها وشهدها العالم
من قبل التيارات التكفيرية الارهابية إجبار غير المسلمين وإكراههم على اعتناق الاسلام بالقوة والتهديد وتحت طائلة التهجير والإبادة كما حصل مع المسيحيين والإيزديين وغيرهم في العراق وغيره..
ولعل من أسوء النتائج السلبية لهذه الممارسات هو إبعاد غير المسلمين عن الإسلام, وتخويف غير المسلمين من الإسلام, وتكوين انطباع سيء ومشوه عن الإسلام لدى الغربيين وفي العالم,وكأن الاسلام يريد أن يفرض نفسه على الناس بالقوة وحد السيف.
فهل هكذا تتم دعوة الناس الى الإسلام؟! وهل الدعوة إلى الإسلام تكون بالإكراه والتهديد والأساليب العنفية أم أن الدعوة إلى الإسلام تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى أساس الإقناع المستند إلى الأدلة والبراهين الواضحة والمتينة ؟.
هل يجوز في الإسلام إكراه الناس وإجبارهم على اعتناق الإسلام بالقوة؟
من الواضح أن الدعوة إلى الإسلام وبيان حقانيته وتوضيح وشرح عقائده ومفاهيمه وقيمه وأخلاقه وأحكامه وتشريعاته وإظهار صورته ووجهه الحقيقي للآخرين هو وظيفة كل مسلم ومسلمة, لأن المسلم كما يحب الهداية والخير والفلاح لنفسه يحب ذلك أيضاً للآخرين, ولكن يجب على المسلم أن يتعامل مع غير المسلمين باسلوب يجذبهم الى الإسلام ويحببهم به ويقربهم منه,على المسلم ان يستقطب الناس الى الاسلام بأفعاله وأخلاقه وأقواله الحسنة وسلوكه الحسن وليس بالاكراه والقوة والعنف والتهديد.
لقد بُعث الانبياء بهدف هداية الناس إلى الله وإلى الطريق المستقيم وتحقيق القسط والعدل على الارض، وهذا الهدف لا يسمح باستعمال الوسائل والطرق اللامشروعة وإجبار الأفراد على اتباعهم وإكراههم على قبول الدين والرسالة.
والآية التي تلوتها في بداية الحديث (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) تنفي الإكراه في قبول الدين, وتقرر حرية العقيدة بصفتها أصلاً ثابتاً للبشرية, فلا إكراه ولا إجبار على قبول الدين بعدما تبين واتضح الرشد من الغي والحق من الباطل والإيمان من الضلال.
بل ان الاسلام غير قابل للاكراه اصلاً لسببين:
الاول: ان الاسلام عقائده واضحة ومدعمة بالادلة والبراهين القوية فلا يحتاج في الاقناع الى استخدام القوة.
والثاني: ان العقائد الاسلامية قلبية , يجب اذعان القلب لها, فلا ينفع معها الاكراه لان الاجساد هي التي تستسلم للقوة اما القلوب فلا تسلم الا بالاقناع.
ولذلك فان هذه الآية التي تنفي الاكراه على الدين تنسجم مع طبيعة العقيدة الاسلامية, وتضحض كل الإدعاءات والافتراءات والأكاذيب التي يطلقها البعض عندما يقول بأن الإسلام فرض فرضاً على الناس وانتشر بالقوة وحد السيف ..
وفي آية أخرى يخاطب الله نبيه ويذكّره بأنه لا إكراه في دعوة الناس إلى الإيمان, وأن عليه أن لا يجبر الناس على قبول الدين, حيث يقول تعالى: [ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين] ـ يونس/ 99.
اذن فليست وظيفة الأنبياء إكراه الناس وإجبارهم على الإيمان وقبول الدين,وإنما وظيفة الأنبياء على صعيد الدعوة إلى الدين هي :
أولاً: إبلاغ الناس بالشرائع الإلهية وحقائق الدين.
يقول تعالى: [فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ]ـ الشورى/ 48.
فالآية تصرح بأن النبي مكلف بالإبلاغ.. إبلاغ الدين والرسالة الإلهية ودعوة الناس إليها, أما قبول الدعوة أو رفضها والإعراض عنها فهو شأن المتلقي والمدعو ولا علاقة للنبي بالقبول, وليس من وظيفته أن يكره الناس ويحملهم على القبول..
ثانياً: ان النبي مأمور بدعوة الناس إلى الدين بالمنطق والاستدلال والإقناع والحكمة والموعظة الحسنة وتقديم الأدلة والبراهين الواضحة والمتينة, ومأمور أيضاً بالعمل والسلوك المطابق لما يدعو له, وعند اللزوم فإن للنبي أن يجادل ويناقش الآخرين(في اطار الدعوة الى الاسلام) بالتي هي أحسن, كما قال تعالى مخاطباً النبي (ص): [ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن].
وهذا يعني أن الدعوة الى الاسلام تكون بداية بالحكمة , أي بالمنطق والاستدلال والمواعظ الحسنة, لأن البعض قد لا يقتنع إلا بالاستدلال والبراهين، والبعض الآخر قد يقتنع بالموعظة الحسنة ولا يحتاج إلى أدلة وبراهين.
فالله عز وجل يأمر النبي (ص) أن يدعو الناس الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالقوة والتهديد.
وفي مرحلة اخرى إذا لجأ أحد من الناس المدعوين إلى النقاش والجدال والمحاججة فللنبي (ص) أن يحاورهم ويجادلهم ويحاججهم ويناقشهم لكن بالتي هي أحسن وبالأسلوب الهادئ والمقنع ولا حاجة لاستعمال القوة والإجبار, ولا وجود اساساً لذكر الإكراه أو الإجبار أو الفرض أو القوة أو التهديد في هذه الآية.
فالآية تقرر بشكل واضح لا لبس فيه بأن أسلوب النبي (ص) في الدعوة إلى الإسلام يجب ان يكون بالحوار والجدال بالتي هي أحسن والسلوك الحسن والأخلاق الحسنة والتعامل الحسن والموعظة الحسنة لا التعامل الوحشي واللإنساني ولا الأسلوب الذي يقوم على الإرغام والفرض والتهديد بالتهجير والإبادة , كما تفعل اليوم داعش والجماعات التكفيرية الارهابية مع غير المسلمين.
ومن الواضح أن الموعظة الحسنة إذا صدرت من شخص ذا إيمان واستقامة وأخلاق عالية وسلوك حسن وتنسجم أفعاله وتصرفاته مع أقواله ومواعظه فإن مواعظه يكون لها تأثير كبير على الناس, وقد كان النبي (ص) وهو الداعية الأول الى الاسلام, ذا أخلاق عالية في أقواله وأفعاله وسلوكه [وإنك لعلى خلق عظيم] وهذا ما جعل الناس يتأثرون بمواعظه ويدخلون في الإسلام.
وقد حثت الروايات المسلمين على الدعوة إلى الإسلام بالأخلاق الحسنة والسلوك الحسن (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم) أو(كونوا دعاة صامتين,قيل: وكيف نكون دعاة صامتين؟! قال: بأخلاقكم).
ولذلك فإن على المسلمين أن يدعوا إلى الإسلام بأخلاقهم وبسلوكهم الايجابي والحضاري وتعاملهم الحسن مع غير المسلمين, وبالأخص مع أهل الكتاب ومع الذين يعيشون في المجتمعات والبلدان الاسلامية , وقد قال الله تعالى: [ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن]. ويقول تعالى:[لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين , إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون] الممتحنة/ 8-9
الإسلام يعتبر أن غير المسلمين الذين ينتمون إلى هذا البلد الإسلامي أو ذاك, هم مواطنون كسائر المواطنين المسلمين لهم حقوق وعليهم واجبات.
وعلاقة المسلمين تخضع لمجموعة من الأصول والقواعد التي ينبغي على أفراد المسلمين وكذلك على الحاكم والحكومة الإسلامية رعايتها واحترامها والالتزام بها وعدم الخروج عنها.
ومن هذه الأصول ما أشارت إليه الآية:[لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم] وهو أصل البر والإحسان, وأصل العدل والقسط, أي التعاطي الإيجابي والحسن مع غير المسلمين ومراعاة قواعد العدل والقسط في التعامل معهم.
وهذا السلوك وتلك الأخلاق تجعل غير المسلمين أقرب إلى الاعتراف بأحقية الإسلام وسموه وانسانيته.
وقد ورد في روايات كثيرة التأكيد على التعامل بأخلاق حسنة مع غير المسلمين.
وإضافة إلى كل ذلك فإن سلوك النبي (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) مع غير المسلمين ولا سميا مع أهل الكتاب يعتبر أفضل دليل على ضرورة التعامل الإيجابي والحسن مع غير المسلمين , لأن النبي (ص) وأهل بيته (ع) كانوا يحرصون على هداية غير المسلمين بالسلوك الحسن والأخلاق الحسنة والموعظة الحسنة.
النبي (ص) تعامل معهم وكذلك أئمتنا الأطهار(ع) باحترام ومحبة وإحسان وعدل , وراعوا حقوقهم وضمنوا الأمن لهم ولأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم وأرزاقهم وأشياءهم، ومنعوا من التعرض لهم بأي سوء.
وقد عاش اليهود والنصارى وحتى المشركين غير المحاربين في ظل الدولة الإسلامية مكرمين, ونالوا كافة حقوقهم كمواطنين لهم حق المواطنية في الدولة الإسلامية.
فقد كانوا يعتبرون أن سلوكهم هو أساس في الدعوة وهداية الناس, وأن سلوكهم مؤثر في قبول الآخرين للإسلام أو رفضه، ولذلك كانوا يراعون الأصول الإسلامية والقواعد الأخلاقية والإنسانية والحضارية في التعامل مع غير المسلمين ولا يقدمون على أي سلوك ينفر الناس من الإسلام ، ولذلك كان سلوكهم سبباً لدخول البعض في الإسلام,وهذا ما يجب أن نتعلمه من النبي والأئمة (ع).
في موقف آخر نجد النبي (ص) يقف احتراماً لجنازة يهودي عندما مرت من أمامه ولما قال له أصحابه: هذه جنازة يهودي قال (ص): أليست نفساً، أي أليس هذا الرجل إنساناً والإنسان أياً كان دينه علينا احترامه لإنسانيته..لأنه إن لم يكن أخوك في الدين فهو نظيرك في الإنسانية, كما قال أمير المؤمنين (ع) : الناس صنفان: أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. أي في الإنسانية وعليك أن تحترمه وتتعامل معه بالرحمة والرفق والعفو لإنسانيته.
وروي أن الإمام الصادق (ع) كان في سفر مع جماعة من أصحابه، فوجدوا مسيحياً استولى عليه الضعف من العطش، فأمر الإمام أصحابه بسقيه الماء، فقال أصحابه: إنه مسيحي؟! فأصرَّ الإمام على سقيه فسقوه.
وكان الأئمة (ع) يراعون الحقوق المختلفة للناس بمعزل عن معتقداتهم ,حق الجار على الجار, وحق الرفيق في السفر, وحق المعلم, وحق الناصح والمستشير, وحق الحاكم, وحق الرعية وغيرها من الحقوق التي يمكن أن تكون للناس على بعضهم في الحياة الاجتماعية.
نقرأ في سيرة أئمة أهل البيت وفي تاريخ علي (ع) أن علياً (ع) رافق يهودياً في سفر فلما وصل إلى محل يفترقان فيه، رافق علي (ع) الذمي في مسيره , فسأله عن سبب مرافقته له، فأجاب أمير المؤمنين (ع): إن حقك عليَّ في هذا السفر يوجب عليَّ مشايعتك، وأنا أؤدي حق الرفيق, فلما رأى الرجل هذه الأخلاق الحسنة وعرف أن من يعامله بذلك هو خليفة المسلمين وأمير المؤمنين (ع) أسلم وأصبح من أصحاب علي (ع).
وفي موقف آخر نجد كيف أن أمير المؤمنين (ع) كان يعين المحتاجين ويساعدهم ويحسن إليهم من بيت المال! حتى ولو كانوا غير مسلمين.
فقد روي أنه (ع) مر بشيخ مكفوف ضرير كبير السن وهو يشحذ ويستعطي الناس, فقال أمير المؤمنين (ع) ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال أمير المؤمنين (ع): استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، انفقوا عليه من بيت المال.
وهذا نموذج من إحسان الحاكم الإسلامي العادل لغير المسلمين...
وفي موقف آخر عندما سمع أمير المؤمنين (ع) أن جيش معاوية هجم على امرأة غير مسلمة فسلبها حُليّها, قال (ع): فلو أن امرئً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً.
هذا السلوك كان مؤثرا اشدالأثير في استقطاب الناس الى الاسلام
فإذا علمنا نحن أن سلوكنا واخلاقنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين ستؤثر في قبول أو رفض الناس للإسلام أو ستؤثر في أخذ صورة حسنة أو سيئة عن الاسلام , فإنه يجب علينا أن نلتفت إلى سلوكنا واخلاقنا وتصرفاتنا وممارساتنا وأعمالنا وطريقة تعاملنا مع غيرنا وأن نراعي الأصول الإسلامية في التعامل بالإحسان والرفق والرحمة والسلوك الحسن مع الآخرين, أما إذا كان سلوكنا سيئاً مع غير المسلمين الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي وأدى هذا السلوك إلى نفورهم من الإسلام, فإننا سنتحمل المسؤولية أمام الله لأنه بإساءتنا في المعاملة والسلوك أبعدنا الناس عن الدين, ونفّرنا الناس من الدين, وأعطينا الانطباع السيء عن الدين، وهذا ما يفعله التكفيريون اليوم.
التكفيريون الارهابيون من خلال سلوكهم السيء واللاانساني بل والوحشي مع المسلمين ومع غيرالمسلمين يقدمون صورة سيئة عن مفهوم الجهاد في الاسلام, خصوصاً عندما يعتبرون ان قتل غير المسلمين الأبرياء والمسالمين والاعتداء عليهم وتهجيرهم من بلدانهم جهاداً في سبيل الله! بينما مجاهدونا قدموا للعالم كله صورة ناصعة عن مفهوم الجهاد والمقاومة التضحية عندما واجهوا المحتلين والصهاينة والارهابيين التكفيريين المعتدين لا الأبرياء والمسالمين، بل عطلوا وأجلوا الكثير من العمليات الجهادية الناجحة عندما كانوا يحتملون وجود مدنيين بالقرب من الهدف .
هذه هي أخلاق الإسلام وسلوك الاسلام وانسانيته , فهو لا يفرق بين المواطنين المسلمين وغير المسلمين في أصول التعامل وفي العدل والإنصاف والرفق والمحبة والرحمة والاحترام وفي السلم وفي الحرب.
أما سلوك التكفيريين الإرهابيين فهو سلوك جاهلي وحشي لا إنساني ولا أخلاقي, وهو لا يمت بصلة إلى الإسلام ولا إلى أخلاق الإسلام ولا إلى الأصول التي أرساها الإسلام للتعامل مع الآخرين.
نحن منذ بداية الأحداث في سوريا أدركنا أن خطرهؤلاء ليس على سوريا وحدها وإنما على كل دول المنطقة.. وأن هدفهم السيطرة على هذه المنطقة والقضاء على الأقليات من أتباع الديانات الأخرى والمذاهب الأخرى، وتشريدهم وتهجيرهم من مناطقهم, لتصبح هذه المنطقة صافية لهم يقيمون عليها خلافتهم المزعومة, ومن موقع هذا الادراك والفهم كنا من أوائل من تصدى لداعش والنصرة واخواتهما في سوريا ولبنان وكنا نعتقد وقد اثبتت الأحداث صحة اعتقادنا اننا لو لم نتصدى لهؤلاء ونقاتلهم في سوريا وعلى الحدود الشرقية لقاتلونا في مدننا وبلداتنا وبيوتنا ولكانوا استباحوا وطننا وسبوا نسائنا وقتلوا رجالنا.
تصدي المقاومة وحلفاؤها للمشروع التكفيري في المنطقة والتضحيات الجسام التي قدمت على هذا الطريق حال دون سقوط سوريا ودول المنطقة بيد هذه العصابات وتحت سيطرة أميركا واسرائيل.
واليوم بعد ست سنوات من محاولات الولايات المتحدة والغرب واسرائيل والتكفيريين فرض مشروعهم في اسقاط سوريا وضرب المقاومة والهيمنة على المنطقة فشلوا وتهاوت داعش في العراق وسوريا ولبنان وستتهاوى بقيت الجماعات التكفيرية لانه لا مستقبل لها في المنطقة
والتاريخ سيسجل ان الذي تصدى لداعش في المنطقة وقاتله وأسقطه وأفشل مشروعه هو محور المقاومة وليس اميركا والتحالف الدولي، وان المقاومة في لبنان كانت جزءا اساسيا ممن الحق به الهزيمة وانهى وجوده وقضى على آماله واحلامه واهدافه في المنطقة و اسقاط مشروع داعش في المنطقة يعني اسقاط المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي كان يريد إسقاط كل دول المنطقة تحت الهيمنة والسيطرة الأمريكية الإسرائيلية.
واليوم باتت معظم الأطراف الولية والاقليمية التي استهدفت سوريا تعترف بفشل مشروعها وبأن محور المقاومة انتصر في هذا الصراع ، وباتوا يسلمون بأن الرئيس الأسد جزء أساسي من أي حل سياسي ، ومن يريد أن يعرف حجم الخسائر والفشل الذي مني به المحور الآخر ومشروعه في المنطقة فلينظر إلى الصراخ السعودي والاسرائيلي، فالاسرائيلي يعتبر أن الصراع في سوريا انتهى بانتصار سوريا وايران وحزب الله، وأن كل رهاناته وتقديراته السابقة بسقوط سوريا كانت خاطئة.
اما السعودي فأن كل ما يحصل في سوريا والعراق واليمن ولبنان يدل على ان السعودية فشلت فشلاً مدويا وعلى كل صعيد وفي كل المنطقة.
وقال: أمام هذا المشهد السيء بالنسبة لهم على الصعيدين الميداني والسياسي، من الطبيعي أن يصرخوا وأن يشنوا الحملات على المقاومة ويكيلوا لها الاتهامات، وأن يحاولوا تشويه صورتها وهذا ليس شيئا جديدا بالنسبة إلينا، لأنهم شعروا بالعجز والفشل والهزيمة وخابت كل آمالهم ورهاناتهم وتمنياتهم وذهبت أدراج الرياح ولم يعد لديهم سوى بث المزيد من الأحقاد والتحريض والصراخ
وكلما ازدادت الانتصارات والانجازات كلما زاد القلق الاسرائيلي والحقد السعودي والحنق الامريكي وازدادت التهديدات ومحاولات التحريض وفرض العقوبات لكن عليهم أن يعرفوا ان كل ذلك لن يجديهم ولن يغطي على فشلهم بل سيزيدهم إحباطا وخيبة وخسرانا