الأربعاء, 27 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

الورع عن محارم الله

الورع هو اجتناب الشبهات, فكل ما يشتبه في كونه حراماً نجتنبه ولا نقع فيه, فهناك أشياء كثيرة تصادف الإنسان في حياته ويشتبه عليه حكمها أو لا يعرف حكمها مع إحتماله بأن تكون حراماً, سواء كانت طعاماً أو شراباً أو تجارة أو مالاً أو غير ذلك , الورع أن تجتنب الشبهات فاذا كنت تشتبه في أن يكون هذا الشيء حراماً, فإن مقتضى الورع أن تتركه وتبتعد عنه حتى لو كانت فيه مصلحتك أو رزقك, فالورِع هو الذي لا يقتحم الشبهات بل يتركها ولا يقع فيها فضلاً عن تركه المحرمات.

خلاصة الخطبة

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على ضرورة التحلي بصفة الورع لمواجهة الشهوات والإغراءات والطغوط والتحديات ولمواجهة كل الإرتكابات و الجرائم والمجازر والقتل والتدمير الجاري في المنطقة من اليمن إلى سوريا الى فلسطين.

وأشار: الى أن العملية البطولية التي حصلت في تل أبيب قبل يومين ضد الصهاينة كشفت عن أن الشعب الفلسطيني لا يزال حاضراً بقوة في مواجهة الإحتلال, وأن الأجيال لن تتخلّى عن القضية ولا عن حقها في أرضها وفي المقاومة..

وقال: هذه العملية تأتي للرد على الإرهاب الإسرائيلي المتمادي بحق الشعب الفلسطيني وعلى الإنتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى.

ولفت: الى أن على العالم الإسلامي أن يبادر إلى إتخاذ موقف جامع ضد الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين وضد الإرهاب التكفيري في المنطقة الذي بات يتمدد في العالم ويهدد الجميع حتى داعميه و مموّليه ومن كان سبباً في وجوده.

ورأى: أن الإرهاب الذي تمارسه كل من إسرائيل في فلسطين, والتكفيريين في المنطقة, والسعودية في اليمن و سوريا, أساسه و مصدره واحد, هو الولايات المتحدة الأميركية, فهي الراعي الأساسي لهذا الإرهاب بكلّ أشكاله وفصائله وأدواته، وهي مصدر كل الازمات والمشاكل في المنطقة وفي العالم، فهي مصدر الأزمة في العراق و سوريا, وهي أساس المشكلة في فلسطين حيث زرعت هذا الكيان ودعمته, وهي التي تغطي العدوان البربري الوحشي الذي تقوم به السعودية على الشعب اليمني، وهي التي مارست ضغوطاً قبل أيام إلى جانب التحالف السعودي على الأمم المتحدة وعلى أمينها العام لحذف إسم السعودية من القائمة السوداء, مما كشف عن إنصياع كامل من الأمم المتحدة للإدارة الأميركية وللسعودية التي باتت تستخدم أموالها لشراء مواقف من هذا النوع.

 وأشار: الى أن هذا الإنصياع غير المبرر يذكرنا بما كانت تمليه أمريكا وإسرائيل على الأمم المتحدة خصوصاً إذا كان الموضوع يدين إسرائيل وإعتداءاتها, معتبراً: أن هذا الإنصياع يؤكد أنّ الأمم المتحدة لا مصداقية لها وهي ليست حيادية خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بإسرائيل والسعودية.

وفي موضوع إنصياع المصارف بما فيها المصرف المركزي للقانون الاميريكي بفرض عقوبات مالية على حزب الله وإقفال حسابات بنكية لمؤيدي المقاومة أكد: أن هذا العمل مشبوه, ويضر بلبنان وسيادته, ولن ينال من المقاومة ومؤسساتها, ولن ينفع المحرضين.

نص الخطبة

في آخر خطبة النبي(ص) التي خطبها في آخر جمعة من شعبان والتي استقبل فيها شهر رمضان وقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وسأل رسول الله )ع):  ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فأجاب(ص):يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله.

أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في شهر رمضان ليس العبادات والمستحبات والدعاء وقراءة القرآن, وإنما الورع عن محارم الله عزوجل.

والورع هو اجتناب المحرمات والمعاصي والذنوب , والتحرج منها.

والتحرج يعني أن يكون لدى الإنسان رهبة داخلية تجاه المعاصي والمحرمات والانحرافات تمنعه من الإقدام عليها والوقوع فيها, وهذه الرهبة الداخلية قد تنشأ في شهر رمضان من قداسة هذا الشهر وعظيم حرمته وما له من خصوصية, لا سيما وأنه شهر الصيام والقيام والعبادة والطاعات والتقرب الى الله سبحانه, فينبغي أن يتحرج الانسان فيه من الوقوع في المعصية وارتكاب الحرام, تماماً كما يتهيب الانسان من الوقوع في خطأ أو من صدور هفوة أو زلة منه في محضر شخصية لها مكانة وشأن ومهابة.

ولذلك عندما سئل الامام الصادق(ع) عن الورع من الناس قال: الذي يتورع عن محارم الله عزوجل.

وعن الإمام الباقر(ع):اجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس.

وللورع معنى آخر أعلى درجة من المعنى الأول وهو اجتناب الشبهات أيضاً, فكل ما يشتبه في كونه حراماً نجتنبه ولا نقع فيه, فهناك أشياء كثيرة تصادف الإنسان في حياته ويشتبه عليه حكمها أو لا يعرف حكمها مع إحتماله بأن تكون حراماً, سواء كانت طعاماً أو شراباً أو تجارة أو مالاً أو غير ذلك , الورع أن تجتنب الشبهات فاذا كنت تشتبه في أن يكون هذا الشيء حراماً, فإن مقتضى الورع أن تتركه وتبتعد عنه حتى لو كانت فيه مصلحتك أو رزقك, فالورِع هو الذي لا يقتحم الشبهات بل يتركها ولا يقع فيها فضلاً عن تركه المحرمات.

فعن الإمام علي(ع(: الورع الوقوف عند الشبهة.

وللورع مجال أرقى من هذا وذاك هو الورع حتى عن المكروهات وليس فقط المحرمات والشبهات.

وقد تجلى الورع في قصة نبي الله يوسف ، حيث حكى القرآن عن ورع يوسف عن ارتكاب الحرام بالرغم من أن فرصة الإقدام على الحرام كانت متاحة، وكل الظروف كانت مهيئة يقول تعالى: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ يوسف، 23.

النبي محمد (ص) كان أورع الناس كافة, فعندما كان يرى (ص) تمرة على فراشه، ما كان يأكلها خوفاً من ان تكون من تمر الصدقة التي كانت تأتيه ليوزعها على الناس, كان يقول(ص) فيما يروى عنه: إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها. أي لعلها من الصدقات والزكوات التي لايجوز للهاشميين أن يأكوا منها.

ومن أمثلة الورع التي حصلت في زمن النبي (ص): أن رجلاً اشترى من رجل أرضاً، فوجد المشتري في العقار جرة فيها ذهب، فقال للبائع: لقد وجدت في الأرض كنزاً فخذه مني، لأنني إنما اشتريت منك الأرض، ولم أشتري منك الذهب, وكان بذلك يعبر عن شدة ورعه وخوفه من أن ي\اخذ مل ليس له به حق.

فقالالبائع الذي تبين أنه ورع مثله ويخاف أيضاً أن يأخذ ما قد لا يكون له حق فيه: إنما بعتك الأرض وما فيها، ورفض أن يأخذ الكنز ,فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد ؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر لي جارية، قال: زوجوا الجارية  للغلام ، وأنفقوا عليهما من الكنز وتصدقا.

هذا نموذج من الورع والوقوف عند الشبهات, والإحتياط في الدين, بأن يحتاط الانسان في أن يأخذ شيئاً ليس له, أو فيه شبهة أن لا يكون له.

الورع الحقيقي هوالاحتياط في الدين, وعدم الإقدام على شيء فيه شبهة الحرام.

كان للشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره) زميل أيّام دراسته، يدرسان معاً، واتّفق في أحد الأيّام أنّهما لم يكونا يملكان أكثر من فلس واحد، فالتفت الزميل للشيخ الأنصاري وقال له: هل توافق على أن نشتري بهذا الفلس رغيفاً من الخبز نصفه لك ونصفه لي؟ فوافق الشيخ الأنصاري, وذهب ذلك الزميل إلى السوق ليأتي بالرغيف ولكنّه في طريق عودته صادف بائع دبس فقال له: هل تعطيني بفلس واحد دبساً قرضاً؟
فوافق البائع وأعطاه الدبس، فوضعه الزميل وسط الرغيف وعاد إلى الشيخ.
وعندما رأى الشيخ الأنصاري الدبس في الخبز سأله مستغرباً: من أين لك بثمن الدبس ولم يكن عندنا سوى فلس واحد؟ فقال: أقترضته من بائع الدبس.
وهنا التفت الشيخ الأنصاري إلى زميله وقال: وهل تضمن بقاءك حياً لتفي له؟ وما كان ينبغي لك أن تفعل هذا؛ لأنّ رغيف الخبز وحده كان سيشبعنا أيضاً. فرفض الشيخ أن يأكل من الدبس وأكل من أطراف الخبز التي لم يمسّها الدبس وترك الباقي لزميله.

 مضت الأيام حتى انقضت على هذه الحادثة ثلاثون سنة, وعاد زميل الشيخ الأنصاري من إيران إلى النجف الأشرف, وكان الشيخ الأنصاري يومذاك مرجعاً كبيراً, وعندما التقى الزميل بالشيخ الأنصاري وهو يهم بالخروج من حرم أمير المؤمنين سلّم عليه وخاطبه بلهجة الصديق القديم: ما ضرّ لو استمرّت رفقتنا؟ كيف بلغت أنت هذا المقام السامي في حين إني لم أبلغ شيئاً؟

فالتفت إليه الشيخ الأنصاري وأجابه بلهجة الصديق القديم والممازح: ربما لأني تخلّيت عن ذلك الدبس ولم تستطع أنت التخلّي عنه.

هذا هو الورع, وهذا هو معنى اجتناب الشبهات والاحتياط في الدين, البعض يظن بأن الورع قد يفوت عليه مصالحه, فيخسره مالاً, او يفوت عليه ربحاً من سفقة أو ما شاكل.. وهذا غير صحيح,  فإنه ما ترك عبد شيئاً لله واحتياطاً في دين الله إلا عوضه الله خيراً منه في دنياه وآخرته.

فعن النبي(ص): إنك لن تدع شيئاً اتقاء لله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه.

وعنه(ص): إنك لن تدع شيئاً إلا أبدلك الله خيراً منه.

وعنه(ص): اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
والملاحظ أن النبي(ص) لم يقل أفضل الأعمال الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والمستحبات والنوافل, وهي مما يتنافس عليها المؤمنون في شهر رمضان, بل قال: افضل الأعمال الورع عن محارم الله , وهذا يوحي بأن ما ينبغي التنافس عليه بين المؤمنين في شهر رمضان ليس العبادات والمستحبات فقط بل اجتناب الحرام, وترك الشبهات, والاحتياط في الدين, والإلتزام والتقيد بالأحكام الشرعية, ومراعاة الحلال والحرام, والخوف من الله وغضبه وسخطه, يجب أن يكون التنافس فيمن يكون أكثر من الآخر في هذا الشهر ورعاً واجتناباً للمحرمات, ومن أكثر من الآخر تركاً للشبهات, واحتياطاً في الدين, ومن يكون أكثر من الآخر تقيداً والتزاماً ومراعاةَ لأحكام الله , هذا هو ما ينبغي ان يكون مجالاً للتنافس بين المؤمنين في شهر رمضان, إضافة الى التنافس في العبادات والطاعات والأعمال الصالحات..

وقد أكدت الأحاديث أن الصيام الحقيقي لا يتحقق بالامساك عن الطعام والشراب فقط, وإنما يتحقق بالورع عن المحرمات واجتناب المعاصي والذنوب, بأن يمتنع الانسان, بالاضافة الى امتناعه عن الطعام والشراب, عن الغيبة, والنميمة, والكذب, وسماع الحرام, والنظر الحرام, وايذاء الاخرين, وكل الأعمال المحرمة التي توجب غضب الله وسخطه .

فعن النبي(ص) أنه قال: إن الصيام ليس من الأكل والشرب فقط، إنما الصيام من اللغو والرّفث، فإن سابّك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم.

إذا حاول أحد أن يسبك أو يستفزك أو يثير أعصابك وغضبك وانفعالاتك فلا تستفز واضبط إنفعالاتك وقل له: إني صائم.

وعن الإمام الصادق(ع) في وصية له قال: واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله عزّ وجل، والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم.

وعن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ع): ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يَصُن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.

والورع ينبغي أن يكون منهجاً في الحياة، وقد أراد النبي(ص) وأئمتنا(ع) أن يكون الورع جزءاً من شخصيتنا, وجزءاً من سلوكنا أمام الله وبين الناس.

فعن الإمام الصادق(ع):ليس منّا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه.

 

 وعن النبي(ص): من لم  يكن له ورعٌ يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها، لم يعبأ الله بسائر عمله، فذلك مخافة الله في السرّ والعلانية.

هذا النوع من الورع نحن بحاجة اليه لمواجهة الشهوات والإغراءات والطغوط والتحديات.

هذا النوع من الورع بحاجة إليه لمواجهة كل الإرتكابات و الجرائم والمجازر والقتل الذي يحصل في المنطقة.

 الورع عن سفك الدماء, والورع عن القتل والتدمير الجاري في المنطقة من اليمن إلى سوريا الى فلسطين.

العملية البطولية التي حصلت في تل أبيب قبل يومين ضد الصهاينة كشفت عن أن الشعب الفلسطيني لا يزال حاضراً بقوة في مواجهة الإحتلال, وأن الأجيال لن تتخلّى عن القضية ولا عن حقها في أرضها و في مقاومة الإحتلال..

هذه العملية تأتي للرد على الإرهاب الإسرائيلي المتمادي بحق الشعب الفلسطيني وعلى الإنتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى.

وعلى العالم الإسلامي أن يبادر إلى إتخاذ موقف جامع ضد الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين, وضد الإرهاب التكفيري في المنطقة الذي بات يتمدد في العالم ويهدد الجميع حتى داعميه و مموّليه ومن كان سبباً في وحوده.

الإرهاب الذي تمارسه كل من إسرائيل في فلسطين والتكفيريين في المنطقة والسعودية في اليمن وسوريا, أساسه ومصدره واحد, هو الولايات المتحدة الأميركية, فهي الراعي الأساسي لهذا الإرهاب بكلّ أشكاله وفصائله وأدواته، وهي مصدر كل الازمات والمشاكل في المنطقة وفي العالم، هي مصدر الأزمة في العراق و سوريا, وهي أساس المشكلة في فلسطين حيث زرعت هذا الكيان ودعمته, وهي التي تغطي العدوان البربري الوحشي الذي تقوم به السعودية على الشعب اليمني، وهي التي مارست ضغوطاً قبل أيام إلى جانب التحالف السعودي على الأمم المتحدة وعلى أمينها العام لحذف إسم السعودية من اللائحة السوداء. مما كشف عن إنصياع كامل من الأمم المتحدة للإدارة الأميركية وللسعودية التي باتت تستخدم أموالها لشراء مواقف من هذا النوع.

 هذا الإنصياع غير المبرر يذكّرنا بما كانت تمليه أمريكا وإسرائيل على الأمم المتحدة خصوصاً إذا كان الموضوع يدين إسرائيل وإعتداءاتها.

وهذا كلّه يكشف ويؤكد أنّ الأمم المتحدة لا مصداقية لها وهي ليست حيادية خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بإسرائيل والسعودية.

أما موضوع إنصياع المصارف بما فيها المصرف المركزي للقانون الاميريكي بفرض عقوبات مالية على حزب الله وإقفال حسابات بنكية لمؤيدي المقاومة فهو عمل مشبوه يضر بلبنان و سيادته, ولن ينال من المقاومة ومؤسساتها, ولن ينفع المحرضين.

                                                              والحمد لله رب العالمين