كلمة في اسبوع الدكتور عباس فرحات في انصارية 24-8-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 24 آب/أغسطس 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1689
اشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموشالى ان “هناك اجيالا من الشباب المؤمنين يفتخرون بدينهم ويجسدون ايمانهم طاعة وعبادة وعملا بما يريد، ويترجمون حبهم للوطن بالاخلاص له وتحمل المسؤولية الوطنية والتضحية في سبيله والدفاع عنه في مواجهة الاعداء”.
وشدد في خلال احتفال تأبيني في بلدة أنصارية بذكرى اسبوع الدكتور عباس فرحات: على ان “لبنان بفعل تضحيات هذا الجيل من الشباب اللبناني ينعم اليوم بالأمن والاستقرار والهدوء، بعدما استطاع ان ينتصر على اسرائيل وان يردعها عن العدوان على لبنان منذ العام 2006 وان يطهر الحدود الشرقية من الجماعات التكفيرية الارهابية في 25 اب 2017”.
ورأى ان “لبنان بفعل انتصار تموز والتحرير الثاني بات محصنا أمام العدو، وآمنا ومستقرا، ولكنه ليس محصنا أمام الفساد والهدر”، مركزا على ان “حزب الله لا يزال على موقفه في مواجهة الفساد والهدر، لأنه يعتبر أن المخاطر حقيقية وتهدد جميع اللبنانيين ومستقبلهم”.
ولفت الى ان “حزب الله عندما ناقش موازنة 2019 ناقش بخلفية مكافحة الفساد والحد من الهدر وحماية حقوق الناس، وعندما سيناقش موازنة 2020 او يساهم في وضع رؤية اقتصادية إنقاذية للبلد سيناقش بهذه الخلفية أيضا، ولن يساوم او يساير احدا، لأننا كما في المقاومة ضد الاحتلال والارهاب، نحن في المقاومة ضد الفساد والهدر وفي خدمة اهلنا وحماية حقوقهم، وهذا موقف ثابت وراسخ لن نتراجع عنه مهما كانت الصعوبات، ومهما كانت المعوقات”.
وشدد على ان “الطريق الذي يسلكه حزب الله في متابعة ملفات الفساد هو القضاء والقانون، ولذلك نحن سنستمر بوضع القضاء أمام مسؤولياته للقيام بواجباته الكاملة تجاه ملفات الهدر والفساد ولن نيأس”.
وختم الشيخ دعموش: “نحن نقدر كل الجهود واللقاءات التي أدت الى مصالحة الأطراف السياسية وعودة الحياة السياسية في البلد الى طبيعتها واستئناف اجتماعات الحكومة وإزالة التوتر والقلق والشعور بعدم الاستقرار الذي انتاب اللبنانيين خلال الفترة الماضية”، معتبرا ان “ما جرى من مصارحات ومصالحات وتفاهمات يؤكد من جديد ان التلاقي والحوار بين القوى السياسية هو الطريق الأجدى لمعالجة الخلافات السياسية، وهو السبيل للتعاون بين الجميع لانقاذ البلد والنهوض بأوضاعه المتردية”.
نص الكلمة
الدكتور عباس فرحات من اولئك الذين عرفوا بالعلم والمعرفة والسمعة الطيبة والنزاهة واحب خدمة الناس وهو الذي خدم وطنه واهله ووفر للكثيرين فرص العمل والتوظيف وساعد الكثيرين ليتعلموا.
من ميزات هذا الرجل انه كان منسجما مع ما يؤمن ويعتقد به . ومن الامورالهامة في حياة الانسان ان يمون منسجما مع قناعاته وايمانه تماماكما الكائنات كلها منسجمة مع ما يريده الله.
فالكون كله بكل موجوداته وكائناته وكواكبه ونجومه وارضه وسمواته ينسجم في حركته مع المسار الذي رسمه الله له ولا يخرج عن ارادته ومشيئته.
والكون كله يسجد لله ويصلي لله ويسبح الله ويخضع لارادته ومشيئته.
يقول الله تعالى: [ألم ترى أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس]. الحج/ 18.
الله تبارك وتعالى خلق هذا الكون كله, بكل موجوداته, خاضعاً له مسبحاً بحمده [تسبح له السموات والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده]. الإسراء/44.
فالكون كله, الموجودات والكائنات والكواكب , الشمس, والقمر, والنجوم, والجبال, والاشجار, والحيوانات, وكل من في السموات, وكل من في الارض من أحياء وجمادات يخضع ويسبح ويسجد لله سبحانه وتعالى.
الكون كله يسلم لله, وينقاد إليه, ويصلي له, ويطيعه, ويسير وفق إرادته ومشيئته.
والإنسان عندما يكون مؤمناً ومتديناً وملتزماً بما أمر الله ومطيعاً له سبحانه, فإنه يكون بذلك منسجماً مع الكون ومع حركة الكائنات, ويعيش في تناسق مع كل هذه المظاهر والموجودات الخاضعة والمسلمة لله سبحانه وتعالى، والشاذ هو الذي يخرج عن هذا النسق وعن هذا المسار الذي يعيشه الكون.
كل هذا العالم خاضع ساجد قانت لله سبحانه وتعالى إلا الغافلين المعرضين البعيدين عن الالتزام والتدين.
وبناءً على هذا الأساس يصبح التدين والالتزام الديني والخضوع لله سبحانه هو الأصل، فالشاب أو الفتاة حين يكون ملتزماً متديناً فهو يعيش في تناسق وانسجام مع هذا الكون, يعيش حياة طبيعية منسجمة مع كل مظاهر الكون, أما الإنسان الآخر غير المتدين, الانسان المنحرف الضال فهو يسبح ضد التيار، فإن الله خلق الخلق ليعبدوه، فنحن حين نلتزم ونستقيم ونسجد لله ونصلي له ونطيعه نحقق الغاية التي خُلقنا من أجلها, ونسير على الطريق الذي رسمه الله لنا، أما أولئك الذين لا يطيعون الله فإنهم ينحرفون عن المسار والطريق المستقيم, شأنهم شأن إناء صنع لمهمة ولو وضعته على النار لانكسر, لأنه لم يُخلق لذلك ولم يُصنع لذلك.
كذلك الإنسان الذي ينحرف عن طاعة الله سبحانه ويبتعد عن واجباته ولا يستجيب لله ولا يعبد الله فإنه يخرج عن المسار الطبيعي وعن النسق العام الموجود في الكون.
إذن: الطاعة لله والانسجام مع إرادة الله والتدين والالتزام الديني ليس أمراً طارئاً بل هو الأصل وهو الامر الطبيعي المنسجم مع سائر الكائنات.
عندما نفهم التدين على هذا الأساسندرك:
اولا: ان الايمان ليس مجرد اعتقاد قلبي بل عملوممارسةمنسجمة مع ارادة الله ومع المسار الذي اراده للانسان في الحياة والايمان لا قيمة له من دون العمل ومن دون ان يتجسد في سلوك الانسان ولذلك نجد ان الله في القران قرن الايمان بالعمل الصالح دائما.
وثانيا: ان الانسان المؤمن الذي يجسد ايمانه بالعمل والطاعة للهيعتز ويفتخر بدينه وبقيم دينه وشعائر دينه ولا يخجل بها لانه ينسجم بذلك مع كل حركة الكون والمنظومة الكونية ولا يكون حالة شاذة او نافرة تعمل خارج سياق المنظومة الكونية المنسجمة تمام الانسجام مع ارادة الله.