كلمة في حفل تخريج دورات قرانية في بلدية الحارة 8-10-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 08 تشرين1/أكتوير 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1762
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: ان أعدائنا قد يتمكنون من محاصرتنا أو من شن حرب نفسيه وإعلامية وسياسية واقتصادية وعسكرية علينا، لكن لا يمكن لأحد أن ينتزع منا عنصر الإيمان والالتزام بقناعاتنا ومسؤولياتنا وواجباتنا تجاه بلدنا وأمتنا.
وقال خلال رعايته حفل تخريج المشاركين في الدورات والورش التعليمية والتأهيلية الذي اقامته بلدية حارة حريك وجمعية البر والتقوى: نحن معنيون بالحفاظ على استقلال وسيادة بلدنا، وعناصر القوة التي يمتلكها، والدفاع عنه، وافشال كل ما يحاك ضده وضد شعبه مهما كان الثمن، ولم ولن نتخلى عن مسؤولياتنا في ذلك خلال كل المراحل السابقة، وقد أفشلنا في السابق كل المحاولات الامريكية والاسرائيلية للقضاء على المقاومة، وتحريض اللبنانيين على بعضهم، وتخريب السلم الاهلي، بالوعي والثبات والوحدة الوطنية والتعاون والحكمة، واليوم نستطيع ان نفشل التحديات والضغوط الامريكية الجديدة على لبنان بالصبر ووحدة الموقف الوطني والتعاون بين الجميع لتقوية الاقتصاد الوطني والحفاظ على السيادة ورفض التدخل الامريكي بالشأن المالي اللبناني.
واعتبر الشيخ دعموش: ان اعلان ترامب الانسحاب من شرق الفرات وشمال سوريا هو اقرار فعلي بفشل المشروع الامريكي في سوريا، لافتا: الى ان الحروب السخيفة التي تحدث عنها ترامب كان هو ومن سبقه في الادارة الامريكية من صنعها في المنطقة للهيمنة على المنطقة واضعاف دولها لتبقى اسرائيل هي الأقوى، وعندما فشلوا وعجزوا عن تحقيق اهدافهم اعترفوا بعبثية هذه الحروب وسخافتها، واستخفوا بحلفائهم، وها هم يتركون الاكراد في شمال سوريا ليواجهوا مصيرهم لوحدهم بعد ان كانوا قبل ذلك قد تركوا السعودية والامارات، وهذا دليل إضافي على ان الولايات المتحدة لا تعير أهمية لحلفائها وتستخف بهم، وأن رهان هذه الدول والجهات على الدعم الامريكي والحماية الامريكية هو رهان خاسر، رهان على سراب، فالولايات المتحدة تتخلى عن الجميع ولا تتخلى عن مصالحها عندما تتعارض مصالحها مع مصالح حلفائها.
ودعا سماحته: اللبنانين الذين يراهنون على الامريكي في الداخل ويبنون الاوهام على الاجراءات الامريكية الى ان يأخذوا العبرة من السعودية والامارات والاكراد وغيرهم، ممن راهنوا على اميركا وخيبت اميركا آمالهم وباعتهم وتركتهم في مستنقع الازمات يتخبطون، من دون ان تتحرك للدفاع عنهم الا في حدود الاستنكارات والمواقف الكلامية والتهديدات الفارغة.
واشار : الى ان على اللبنانيين ان لا يكونوا امريكيين اكثر من الامريكي، خصوصا فيما يتعلق بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على لبنان والشعب اللبناني والمؤسسات والبنوك والاشخاص.
واعتبر: ان من يقوم باجراءات تؤذي مصالح لبنانيين ويزايد في التشدد ببعض الاجراءات المالية حتى على الامريكي نفسه، هو شريك في الحرب الاقتصادية التي يشنها الامريكي على لبنان والشعب اللبناني، ويجب ان يتحمل المسؤولية، لان هذا النوع من العقوبات والاجراءات يعمق الازمة المالية والاقتصادية في البلد، و يسرّع في أخذ البلد نحو الانهيار، ولذلك الادارة الامريكية ومن يتعامل معها ويشجعها في الداخل لاتخاذ المزيد من العقوبات الاقتصادية بحق لبنانيين، يتحملون مسؤولية اي انهيار اقتصادي ومالي في البلد واي اهتزاز في الاستقرار الداخلي.
وشدد: على ان حزب الله لن يستسلم امام العقوبات والضغوط الامريكية ولن يسمح لاحد التلاعب بمصالح الناس واخذ البلد نحو الانهيار والخراب.
نص الكلمة
أولاً: نبارك للاخوة والاخوات الخريجين والخريجات انجازهم وتخرجهم من هذه الدورات والورش بنجاح ونسأل الله أن يكون ذلك نافعاً ومفيداً لهم وذخيرة لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ثانياً: نتوجه بالشكر إلى بلدية حارة حريك وجمعية البر والتقوى وإلى كل الأخوة والأخوات فيهما والقيمين عليهما والعاملين في صفوفهما لما يبذلونه في خدمة القرآن الكريم وفي تحفيظه وتجويده وتعليمه وتفسيره ونشر قيمه ومفاهيمه بين الناس، وخصوصاً بين جيل الشباب الذين هم أحوج وأليق وأكثر قابلية واستعداداً لتلقي معارف القرآن وهذه المفاهيم والقيم والتعاليم.
هذه الجهود هي جهود مباركة ويعلق عليهاالكثير من الآمال والنتائج.
ثالثاً: يجب أن ننوه أيضاً بجميع الأخوة والأخوات من الشباب والشابات الذين يشاركون في هذه الأنشطة ويشتركون في هذه الدورات وفي هذه البرامج.
فإن إقبال الأخوة والأخوات الشباب والشابات الفتية والفتيات على القرآن سواء على مستوى الحفظ أو التجويد أو التفسير هو أمر جدير بالاعتزاز والافتخار لأهلهم ولعوائلهم ولنا جميعاً.
نحن نتعلم القران ونتلوه ونحفظه ونتدبر فيه، لكن ما هي مسؤوليتنا تجاه ما نتعلمه من القرآن الكريم ما نتلوه ونرتله ونحفظه ونفهمه ونطلع عليه من حقائق ومعارف ومفاهيم وقيم وأخلاق وأحكام وتشريعات قرانية؟
وهل نحن نتعلم ذلك ونشارك في الدورات والمباريات والمسابقات لمجرد الترف الفكري والثقافي أو لأجل ملأ الفراغ أو المباهاة أو للحصول على مكاسب معينة؟
إطلاقاً .. ليس المقصود من هذه الدورات ولا الهدف منها هو الترف الفكري أو ملأ الفراغ أو المباهاة أو الحصول على مكاسب شخصية أو منافع مادية أو التسلية أو ما شاكل ذلك.
والآيات والروايات التي مجدت طلب العلم وتعلم القرآن وأعطت عليه الدرجات الرفيعة والثواب والفضل لم تمجد من يتعلم للأهداف التي ذكرناها، ولم تعط كل ذلك الثواب لمن كان هدفه ملأ الفراغ أو التسلية أو تضييع الوقت أو الخ.. وإنما أعطته لمن لديه أهداف أسمى من ذلك.
مثلاً قوله تعالى [يرفعِ اللهِ الذين آمنوا منكم..].
قال رسول الله (ص): "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
إذن ثواب تعلم القرآن وحفظه وتلاوته ليس لمن فعل ذلك تسلية أو تضييعاً للوقت وإنما هذه القيمة هي لمن كانت لديه أهداف أسمى وأنبل وأرفع من التسلية أو تضييع الوقت وما شاكل. هذه القيمة هي لمن يشترك في دورات من هذا النوع ليتعرف على القران من أجل ان يعمل به ولمن يعلم الناس ما تعلم ، وهذه هي مسؤوليتنا عندما نتخرج من هذه الدورات، تجاه القرآن أن نعمل به وأن نعلم ما تعلمناه للآخرين:
إذن المسؤولية الاولى: هي العمل بالقرآن لأنه حتى القراءة والتجويد والتلاوة والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر وفهم معانيه.. هذه كلها في الحقيقة مقدمة للعمل،هي مقدمة للسلوك ومقدمة للالتزام بالقران، ليصوغ الإنسان نفسه وشخصيته صياغة قرآنية،
يقول تعالى: [الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفرْ به فأولئك همُ الخاسرون] ـ البقرة 121.
سئل رسول الله (ص) عن حق التلاوة؟ فقال (ص): يتبعونه حق اتباعه. يعني الاتباع الحقيقي في أعلى درجاته وفي أعلى مراتبه.
وفي نفس هذا السياق الإمام الصادق (ع) يقول في تفسير (يتلونه حق تلاوته) يقول: يرتلون آياته ، ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخشون عذابه، ويتمثلون قصصه ،ويعتبرون أمثاله، ويأتون أوامره ويجتنبون نواهيه.
وهذا تفسير لحق الاتباع الذي تحدث عنه الرسول (ص).
المسؤولية الثانية: هي مسؤولية نشر معارف القرآن وقيم القرآن وتعاليم القرآن وأحكام القرآن، بين الناس، ولا سيما نشر اخلاق القران
فالجانب الاخلاقي في القران له مركز الصدارة والاولوية وليس جانبا هامشيا او ثانويا او كماليا بل هو جوهر القران وهو المعيار في الايمان والتدين الحقيقي وكل المعتقدات والعبادات غايتها تهذيب النفس وصيانة الاخلاق .
المعتقدات والايمان هده وغايته الاخلاق فاذا لم ينعكس على سلوك الانسان لاقيمة له
الصلاة هدفها اخلاقي اقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
الصيام هدفه اخلاقي (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
الصدقة والزكاة هدفها اخلاقي (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)
المعيار في التدين والاستقامة ليس العبادة فقط بل الاخلاق.
الامام الصادق يقول: لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شئ قد اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
هذا هو فهمنا للقران.
إن فهمنا الصحيح للقرآن وإيماننا به لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا..
قد يتمكن أعداؤنا من محاصرتنا أو من شن حرب نفسيه وإعلامية وسياسية واقتصادية وعسكرية علينا لكن لا يمكن لأحد أن ينتزع منا عنصر الإيمان والالتزام بقناعاتنا ومسؤولياتنا وواجباتنا تجاه بلدنا وإسلامنا وأمتنا.
فنحن معنيون بالحفاظ على استقلال وسيادة بلدنا وعناصر القوة التي يمتلكها والدفاع عنه وافشال كل ما يحاك ضده وضد شعبه مهما كان الثمن ولم ولن نتخلى عن مسؤولياتنا في ذلك خلال كل المراحل السابقة، وقد أفشلنا في السابق كل المحاولات الامريكية والاسرائيلية للقضاء على المقاومة وتحريض اللبنانيين على بعضهم وتخريب السلم الاهلي بالوعي والثبات والوحدة الوطنية والتعاون والحكمة واليوم نستطيع ان نفشل التحديات والضغوط الامريكية الجديدة على لبنان بالصبر ووحدة الموقف الوطني والتعاون بين الجميع لتقوية الاقتصاد والحفاظ على السيادة ورفض التدخل الامريكي بالشأن المالي اللبناني.
اليوم اعلان ترامب عن الانسحاب من شرق الفرات وشمال سوريا هو اقرار فعلي بفشل المشروع الامريكي في سوريا، والحروب السخيفة التي يتحدث عنها ترامب هو ومن سبقه في الادارة الامريكية من صنعها في المنطقة للهيمنة على المنطقة واضعاف دولها لتبقى اسرائيل قوية، وعندما فشلوا وعجزوا عن تحقيق اهدافهم اعترفوا بعبثية هذه الحروب وسخافتها، واستخفوا بحلفائهم، وها هم يتركون الاكراد في شمال سوريا ليواجهوا مصيرهم لوحدهم بعد ان كانوا قبل ذلك قد تركوا السعودية والامارات‘ وهذا دليل إضافي على ان الولايات المتحدة لا تعير اهمية لحلفائها وان رهان هذه الدول والجهات على الدعم الامريكي والحماية الامريكية هو رهان خاسر، رهان على سراب، فالولايات المتحدة تتخلى عن الجميع ولا تتخلى عن مصالحها عندما تتعارض مصالحها مع مصالح حلفائها، وعلى اللبنانين الذين يراهنون على الامريكي في الداخل ويبنون الاوهام على الاجراءات الامريكية، ان ياخذوا العبرة من السعودية والامارات والاكراد وغيرهم ممن راهنوا على اميركا وخيبت اميركا آمالهم وباعتهم وتركتهم في مستنقع الازمات يتخبطون من دون ان تتحرك للدفاع عنهم الا في حدود الاستنكارات والمواقف الكلامية والتهديدات الفارغة.
على اللبنانيين ان ياخذوا العبرة وان لا يكونوا امريكيين اكثر من الامريكي خصوصا فيما يتعلق بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على لبنان والشعب اللبناني والمؤسسات والبنوك والاشخاص، ومن يقوم باجراءات تؤذي مصالح لبنانيين ويزايد في التشدد ببعض الاجراءات المالية حتى على الامريكي نفسه هو شريك في الحرب الاقتصادية التي يشنها الامريكي على لبنان والشعب اللبناني ويجب ان يتحمل المسؤولية، لان هذا النوع من العقوبات والاجراءات يعمق الازمة المالية والاقتصادية في البلد، و يسرّع في أخذ البلد نحو الانهيار، ولذلك الادارة الامريكية ومن يتعامل معها ويشجعها في الداخل لاتخاذ المزيد من العقوبات الاقتصادية بحق لبنانيين، يتحملون مسؤولية اي انهيار اقتصادي ومالي في البلد واي اهتزاز في الاستقرار الداخلي، ونحن لن نستسلم امام العقوباتوالضغوط الامريكية ولن نسمح لاحد التلاعب بمصالح الناس واخذ البلد نحو الانهيار والخراب.