فاطمة الزهراء(ع): المكانة ودلالات التكريم.
- المجموعة: 2014
- 18 نيسان/أبريل 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 3224
إن الله يدخل شيعة الزهراء (ع) الجنة ويفطم من أحبها النار(كما في الأحاديث)، إذا كان الحب حباً صادقاً وحقيقياً مقروناً بالعمل والطاعة ، وليس مجرد حب عاطفي أو قلبي أو وجداني، فمن أحبها الحب الحقيقي الذي يتجسد بالعمل والممارسة والطاعة والتقوى فإن الله يدخله الجنة ويفطمه عن النار.
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش:لا يجوز إخضاع القضايا المطلبية للبازرات السياسية والطائفية.
أكد الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: أن تكريم النبي (ص) لابنته فاطمة(ع) ومنحها الكثير من الفضائل والمناقب لم يكن بدافع العاطفة، أو المواساة حيث فقدت أمها وهي ابنة خمس سنين، أو بدافع مراعاة مشاعرها والظروف الصعبة التي مرت بها ، لأن النبي (ص) لا ينطلق في مواقفه من موقع العاطفة أو الحسب أو النسب أو المصالح الخاصة ، وإنما ينطلق دائماً من موقع الإيمان والعقيدة والوحي الإلهي [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى] ولذلك فإن النبي (ص) يريد أن يكشف للمسلمين مكانة فاطمة(ع)ومنزلتها عند الله وفي العقيدة حتى يرتبط بها المسلمون ارتباط العقيدة والإيمان والطاعة ..
وقال: إن الله يدخل شيعتها الجنة ويفطم من أحبها النار(كما في الأحاديث)، إذا كان الحب حباً صادقاً وحقيقياً مقروناً بالعمل والطاعة ، وليس مجرد حب عاطفي أو قلبي أو وجداني، فمن أحبها الحب الحقيقي الذي يتجسد بالعمل والممارسة والطاعة والتقوى فإن الله يدخله الجنة ويفطمه عن النار.
ولذلك فإن الإمام الباقر (ع): يقول لجابر بن عبد الله الجعفي عن المعنى الحقيقي للتشيع: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر، بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.
يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً؟ فلو قال: إني أحب رسول الله فرسول الله خير من علي ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بيني وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه، اتقاهم وأعملهم بطاعته..
وأشار الشيخ دعموش : الى انه عندما يدور الأمر بين أن نكون مع المظلومين أو الظالمين فنحن بالتأكيد لن نكون إلا إلى جانب المظلومين والفقراء والمستضعفين وأصحاب الحقوق...
وقال: نحن وقفنا إلى جانب مطالب المعلمين والموظفين المدنيين والعسكريين في قوى الأمن وفي الجيش اللبناني في المجلس النيابي عند التصويت على سلسلة الرتب والرواتب لأننا نعتبر أن زيادة الرواتب للموظفين هو مطلب محق.
ولفت الى ان أخطر ما في عملية رفض هذا المشروع أن يكون الرفض ناشئاً من خلفيات سياسية وطائفية، بحجة أن هذا المشروع تستفيد منه طائفة أكثر من طائفة أو شريحة سياسية أكثر من شريحة سياسية أخرى.
موكداً: انه لا يجوز إخضاع سلسلة الرتب والرواتب والقضايا المطلبية للبازرات السياسية والطائفية لأنها مطالب معيشية ليس لها طبيعة سياسية أو طائفية..
نص الخطبة:
نبارك لكم وللمسلمين ذكرى ولادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) في العشرين من شهر جمادى الثانية.
لقد أحاط النبي (ص) ابنته فاطمة باهتمام كبير وبعناية خاصة وتكريم خاص ، وبيَّن الكثير من فضائلها ومناقبها وخصائصها وميزاتها وحقيقتها وجوهرها.
وتكريم النبي (ص) لابنته فاطمة ومنحها كل تلك الفضائل والمكانة لم يكن من موقع العاطفة أو النسب لأنه أبوها وهي ابنته ، ولا من موقع المواساة لفاطمة حيث فقدت أمها وهي ابنة خمس سنين، ولا من موقع مراعاة مشاعرها والظروف الصعبة التي مرت بها حيث تعرضت إلى جانب أبيها والمسلمين للحصار والأذى والظلم من قبل المشركين لا سيما في حصار شعب أبي طالب ، حيث فُرض على المسلمين حصار اجتماعي واقتصادي وسياسي وكانت الزهراء واحدة من المحاصرين.
لم ينطلق النبي (ص) لتمجيد فاطمة وتعظيمها من كل هذه المواقع ، لأن النبي (ص) لا ينطلق في مواقفه من موقع العاطفة أو الحسب أو النسب أو المصالح الضيقة ، وإنما ينطلق دائماً من موقع الإيمان والعقيدة والوحي الإلهي [وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى] ولذلك فإن النبي (ص) يريد أن يكشف للمسلمين مكانة فاطمة ومنزلتها عند الله وفي العقيدة حتى يرتبط بها المسلمون ارتباط العقيدة والإيمان والطاعة ..
وقد بيَّن النبي (ص) أن نطفتها انعقدت من ثمار الجنة.
حيث ورد في الأحاديث عن النبي (ص): انه لما أسري به إلى السماء أدخله جبرائيل إلى الجنة فناوله منها تفاحة ، فأكلها فصارت نطفة في قلبه، ففاطمة تلك النطفة.
ولذلك يقول (ص): فاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة.
وكان يشمها ويقبلها ويقول: أشم منها رائحة الجنة.
ـ وفاطمة هي نور لأهل الأرض، ونور لأهل السماء ، ونور لأهل الآخرة.
ففي حديث طويل عن كيفية ولادة فاطمة (ع) يقول الإمام الصادق (ع): فلما سقطت من بطن أمها حين الولادة أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور.
ـ ولم يكن نور فاطمة يضيء لأهل الأرض فقط، بل كان يضيء لأهل السماء من الملائكة والمقربين.
سئل الإمام الصادق (ع) لِمَ سميت فاطمة الزهراء زهراء؟
فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها، وغشيت أبصار الملائكة، وخرت الملائكة ساجدين.
ثم يقول: إنه حين وضعتها خديجة (ع) حدث في السماوات نور زاهر لم تره الملائكة من قبل ذلك اليوم، وبذلك لقبت بالزهراء.
وفي حديث آخر: عندما سئل لِمَ سميت الزهراء؟ قال (ع): لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهو نورها لأهل السماء كما يزهو نور الكواكب لأهل الأرض.
ـ والزهراء (ع) نور لأهل الآخرة أيضاً:
فقد ورد عن رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة تُقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة.. على رأسها تاج من نور، للتاج سبعون ركناً، كل ركن مرصع بالدّر والياقوت، يُضيء كما يُضيء الكوكب الدّري في أفق السماء، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي، سليني تُعطي، واشفعي تشفّعي، فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم.
فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي، ومحبي ذريتي فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها؟ فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقْدمُهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة.
وفي بعض الروايات عن رسول الله (ص): إنما سميت فاطمة لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار.
والله يدخل شيعتها الجنة ويفطم من أحبها النار، إذا كان الحب حباً صادقاً وحقيقياً مقروناً بالعمل والطاعة ، وليس مجرد حب عاطفي أو قلبي أو وجداني، فمن أحبها الحب الحقيقي الذي يتجسد بالعمل والممارسة والطاعة والتقوى فإن الله يدخله الجنة ويفطمه عن النار.
ولذلك فإن الإمام الباقر (ع): يقول لجابر بن عبد الله الجعفي عن المعنى الحقيقي للتشيع: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر، بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.
يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً؟ فلو قال: إني أحب رسول الله فرسول الله خير من علي ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بيني وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه، اتقاهم وأعملهم بطاعته..
هذه هي الأخلاق والمفاهيم والقيم التي ربانا عليها أهل البيت (ع) لنكون من شيعتهم الصادقين.
ولأجل ذلك نحن عندما يدور الأمر بين أن نكون مع المظلومين أو الظالمين فنحن بالتأكيد لن نكون إلا إلى جانب المظلومين والفقراء والمستضعفين وأصحاب الحقوق...
ولذلك نحن وقفنا إلى جانب مطالب المعلمين والموظفين المدنيين والعسكريين في قوى الأمن وفي الجيش اللبناني في المجلس النيابي عند التصويت على سلسلة الرتب والرواتب لأننا نعتبر أن زيادة الرواتب للموظفين هو مطلب محق، ومن الطبيعي أنه عندما يدور الأمر بين أن نكون مع العمال الفقراء وبين أن نكون مع الرأسماليين وحيتان المال لن نكون إلا إلى جانب الفقراء وحقوقهم.
لقد وقف حيتان المال ضد السلسلة لأنها تهدد مصالحهم .. والتهديد الذي تحمله سلسلة الرتب والرواتب على المصالح الاقتصادية لهؤلاء هو أن الدولة ستفتش عن مصادر تمويل عبر إعادة النظر في النظام الضرائبي وبالتالي فإن الدولة ستقوم بوضع ضرائب جديدة على شركات المال والوظائف المصرفية وأسواق المال .. وستطال الضرائب الجديدة المصارف والمؤسسات والشركات الكبرى التي يملكها حيتان المال والرأسماليون الكبار في البلد.
كذلك يخاف الرأسماليون وأصحاب المصالح الاقتصادية في البلد أن تنتقل عدوى زيادة الأجور والرواتب من القطاع العام إلى القطاع الخاص، مما يفرض على أصحاب الشركات والمصالح والمصانع زيادة رواتب عمالهم .. وكل هذا ليس في مصلحة تحالف المال والاحتقار ، ولذلك عندما يرفضون سلسلة الرتب والرواتب إنما يرفضونها لأنهم يريدون الحفاظ على مصالحهم الخاصة.
إن أخطر ما في عملية رفض هذا المشروع أن يكون الرفض ناشئاً من خلفيات سياسية وطائفية، بحجة أن هذا المشروع تستفيد منه طائفة أكثر من طائفة أو شريحة سياسية أكثر من شريحة سياسية أخرى.
لا يجوز إخضاع سلسلة الرتب والرواتب والقضايا المطلبية للبازرات السياسية والطائفية لأنها مطالب معيشية ليس لها طبيعة سياسية أو طائفية..
وبكل الأحوال الأيام القادمة ستشكل اختباراً فعلياً للمدى الذي ستذهب إليه القضايا المطلبية وتوظيفاتها السياسية، وهل ستعطل الموانع الطائفية هذه القضايا وتحرم شريحة كبيرة من اللبنانيين من حقوقهم؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.
والحمد لله رب العالمين