الأربعاء, 26 06 2024

آخر تحديث: الجمعة, 21 حزيران 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 21-6-2024: الامامة بين النص والانتخاب

خطبة الجمعة 21-6-2024: الامامة بين النص والانتخاب

الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان لا تخضع للتهويل ومستعدة لكل الاحتمالات. شدد نائب...

خطبة الجمعة 14-6-2024 الإمام الباقر(ع)ورعاية مصالح الامة

خطبة الجمعة 14-6-2024 الإمام الباقر(ع)ورعاية مصالح الامة

الشيخ دعموش: سيدفع العدو أثمانًا كبيرة نتيجة جرائمه. أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 7-6-2024 مظاهر القدوة في بيت علي وفاطمة(ع)

خطبة الجمعة 7-6-2024 مظاهر القدوة في بيت علي وفاطمة(ع)

الشيخ دعموش: المقاومة لا تأبه لتهديدات ‏العدو وهي على أتم الاستعداد للذهاب...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد الشيخ عباس بوصي 3-6-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد الشيخ عباس بوصي 3-6-2024

الشيخ دعموش: العدو فشل في فرض شروطه والمقاومة على أتم الجهوزية لمواجهة كل...

خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

الشيخ دعموش: لو أراد الأمريكي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات. رأى نائب...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيدين حسين فواز وبلال مراد في تبنين 29-5-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيدين حسين فواز وبلال مراد في تبنين 29-5-2024

الشيخ دعموش من تبنين: جبهة الجنوب مستمرة وأميركا تتحمل مسؤولية مجازر غزة. أكَّد نائب...

موقف في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024

موقف في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024

الشيخ دعموش: لولا المقاومة ومعادلات الردع لتمادى العدوّ في عدوانه. رأى نائب رئيس...

  • خطبة الجمعة 21-6-2024: الامامة بين النص والانتخاب

    خطبة الجمعة 21-6-2024: الامامة بين النص والانتخاب

  • خطبة الجمعة 14-6-2024 الإمام الباقر(ع)ورعاية مصالح الامة

    خطبة الجمعة 14-6-2024 الإمام الباقر(ع)ورعاية مصالح الامة

  • خطبة الجمعة 7-6-2024 مظاهر القدوة في بيت علي وفاطمة(ع)

    خطبة الجمعة 7-6-2024 مظاهر القدوة في بيت علي وفاطمة(ع)

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد الشيخ عباس بوصي 3-6-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد الشيخ عباس بوصي 3-6-2024

  • خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

    خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيدين حسين فواز وبلال مراد في تبنين 29-5-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيدين حسين فواز وبلال مراد في تبنين 29-5-2024

  • موقف في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024

    موقف في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 21-6-2024: المقاومة في لبنان لا تخضع للتهويل ومستعدة لكل الاحتمالات. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 14-6-2024: سيدفع العدو أثمانًا كبيرة نتيجة جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 7-6-2024: المقاومة لا تأبه لتهديدات ‏العدو وهي على أتم الاستعداد للذهاب بعيدًا إذا أراد العدو التصعيد . الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد الشيخ عباس بوصي 3-6-2024 : العدو فشل في فرض شروطه والمقاومة على أتم الجهوزية لمواجهة كل الاحتمالات. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 31-5-2024: لو أراد الأمريكي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيدين حسين فواز وبلال مراد في تبنين 29-5-2024: جبهة الجنوب مستمرة وأميركا تتحمل مسؤولية مجازر غزة. الشيخ دعموش في حفل التكليف السنوي الذي أقامته ثانوية شاهد في بيروت 28-5-2024: لولا المقاومة ومعادلات الردع لتمادى العدوّ في عدوانه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024: سننتصر في هذه المواجهة كما انتصرنا في كلّ المواجهات السابقة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-5-2024: انتصار العام 2000 يُعطينا القوة لمواصلة المقاومة حتى التحرير الكامل‎. الشيخ دعموش في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024: المقاومة لن تحيد عن نهجها وستبقى في قلب المعركة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

الحج بين التسويف والمنافع

ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً.

 

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش: خلاص المنطقة يكون بالحوار والتفاهم والحل السياسي بعيداً عن الكيدية والشخصانية والأحقاد.

رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أننا اليوم بحاجة إلى التواصل والتلاقي والوحدة بين المسلمين لمواجهة محاولات زرع الفتنة, ولمواجهة التكفيريين الذين ينشرون القتل والإرهاب والخراب في بلدان هذه المنطقة بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية.

وقال: من المؤسف أن تقوم بعض الدول الإقليمية بتوفير كل أشكال الدعم للمجموعات التكفيرية المسلحة في سوريا, من أجل الإمعان في القتل والتخريب وتعطيل الحلول وإعاقة أي بادرة للعمل السياسي.

واعتبر: أنه لا يمكن أن تخرج المنطقة من أزماتها بالعنف والقوة ولا بتدفق المزيد من الإرهابيين والقتلة إلى هذه المنطقة.

مؤكداً: أن خلاص المنطقة ولبنان وسوريا لا يكون إلا بالحوار والتفاهم والعمل لإيجاد حل سياسي للأزمة بعيداً عن الكيدية والشخصانية والأحقاد.

 

نص الخطبة

يقول الله سبحانه وتعالى: [إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين]. آل عمران/ 96 ـ 97.

 ويقول سبحانه في موضع آخر: [وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير]. الحج/ 27 ـ 28.

 الحج إلى بيت الله الحرام لأداء المناسك والقيام بالأعمال العبادية المخصوصة التي افترضها الله في أيام معلومات هو أحد ضرورات الدين الإسلامي, وأحد الأركان التي بني عليها الإسلام.

 فقد بني الإسلام على خمسة أشياء كما ورد في الحديث عن الإمام الباقر (ع): بني على الصلاة, والصوم, والزكاة, والحج, والولاية.

 فالحج هو من الفرائض الإسلامية الأساسية, وهو واجب على كل مستطيع من الناحية المادية والجسدية في العمر مرة واحدة.

 هو واجب على من استجمع شروط الاستطاعة بنص القرآن الكريم الذي يقول: [ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين].

 فمن استطاع الحج ولم يحج في سنة الاستطاعة, فقد ارتكب كبيرة من الكبائر حتى ولو حج في العام المقبل أو في الأعوام التالية.

ومن استطاع الحج ولم يحج حتى مات من دون أن يكون هناك سبب يمنعه من الحج من مرض أو سلطان جائر يمنعه, فقد كفر بالله وخرج عن دائرة الإسلام, لأن الله جعل الحج في مقابل الكفر، وبين الإسلام والكفر ترك الحج مع الاستطاعة حتى يموت الإنسان [ومن كفر فإن الله غني عن العالمين].

ولذلك ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه، فليمت يهودياً أو نصرانياً.

ومن استطاع الحج ولكنه سوّف وماطل وقال: سوف أحج في العام المقبل أو في العام الذي بعده, أو سوف أحج عندما يصبح عمري أربعين أو خمسين حتى مات ولم يحج, حشره الله يوم القيامة أعمى وأضل سبيلا, وكان من الأخسرين أعمالاً.

فعن أبي بصير قال: سألت الصادق (ع) عن قول الله عز وجل: [ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا]. فقال (ع): ذلك الذي يسوّف نفسه الحج ـ يعني حجة الإسلام ـ حتى يأتيه الموت.

وفي حديث آخر عنه قال: سمعت الصادق (ع) يقول: من مات وهو صحيح موسر ولم يحج فهو ممن قال الله عز وجل عنهم: (ونحشره يوم القيامة أعمى) قال قلت: سبحان الله أعمى؟ قال: نعم, إن الله عز وجل أعماه عن طريق الحق.

هذا هو مصير تارك الحج ومسوّف الحج الذي يبرر تسويفه وتركه للحج بالأعمال والانشغالات والمصالح, وعدم التمكن من ترك العمل أو الوظيفة.

بعض الناس يحتجون ويبررون تركهم للحج مع استطاعتهم المادية والجسدية بانشغالاتهم الكثيرة.. ومصالحهم الكبيرة التي لا يمكنهم تركها, فيتركون الحج حتى يموتوا.. هؤلاء لا يوفقهم الله في أعمالهم ومصالحهم ولا تُقضى حاجاتهم.

 فقد ورد عن رسول الله (ص): ما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا إلا رأى المحلقين قبل أن يقضي تلك الحاجة. أي أن الله لا يقضي حاجته خلال موسم الحج, ويعود الحجاج من حجهم قبل أن تُقضى حاجته.

وسُئل الإمام الصادق (ع) عن الرجل يسوف الحج لا يمنعه منه الا تجارة تشغله أو دين له فقال (ع): لا عذر له، ليس ينبغي له أن يسوف الحج، فإن مات فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام.

إذن: الانشغالات والأعمال والمصالح والمواقع والمناصب لا ينبغي أن تدفع نحو التسويف.. وتمنع الإنسان من القيام بواجبه في الذهاب للحج, وتأدية هذه الفريضة المهمة التي إنما أوجبها الله سبحانه لأسباب تعود بالنفع على الإنسان.

وعندما نبحث في فلسفة الحج, وفي العلة التي من أجلها أوجب الله الحج على كل مسلم ومسلمة، وفي الحكمة من هذا التشريع، عندما نبحث في أسباب هذا الواجب من خلال الآيات والأحاديث والنصوص الواردة عن المعصومين, سنجد أن الأحاديث أشارت الى العديد من العلل والأسباب والمنافع الروحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.. وأهم هذه المنافع وأبرزها:

أولاً: إظهار العبودية لله, فالإنسان المؤمن إنما يُظهر عبوديته لله ويعبّر عن عبوديته لله واستجابته وإخلاصه له وسعيه لنيل رضاه والقرب منه من خلال العبادة ومن خلال الحج, لأن في الحج خضوع واستكانة وذلّ وتواضع, وفيه جهد وتعب ومشقة وبذل للأموال, وفيه حظر للشهوات والملذات، والإنسان فيه يؤدي مناسكه في الحر والبرد والأمن والخوف والرغبة والرهبة, وبذلك يُبرز الإنسان حجم استجابته لله سبحانه وسعيه لنيل رضاه, فيستحق بذلك ثوابه وكرمه وجوده عن جدارة, وينال الدرجات العليا بعمله وإخلاصه.

وثانياً: الحج وسيلة لتحريك العجلة الإقتصادية للمسلمين وللتبادل التجاري, حيث ينتفع بالحج كل الشراح العاملة.. الشركات والمؤسسات الغذائية، شركات النقل، قطاع الفنادق، الكسبة والبائعون العاديون، إلى عشرات الفئات العاملة التي توفر خدمات متنوعة لذلك الحشد الكبير من الناس.

وثالثاً: الحج فرصة حقيقية للتعارف والتواصل والتلاقي بين المسلمين, فليس هناك من عبادة في الإسلام يمكن أن يحتشد فيها الملايين من المسلمين من مختلف بقاع العالم وعلى اختلاف ألوانهم وجنسياتهم ولغاتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم كما يحصل في عبادة الحج, وبذلك تتوفر فرصة حقيقية ليلتقي المسلمون جميعاً من مشارق الأرض وغربها ويتعارفوا, ويتعرّفوا على هموم بعضهم البعض والمشاكل والأزمات التي يعيشونها فيعملون على تبادل الخبرات والتجارب وتفاعل الأفكار وإيجاد قاعدة للحوار والتفاهم وتوفير مناخ للتعاون فيما بينهم.

الحج فرصة حقيقية للتأمل في قضايا العالم الإسلامي ومشاكله وأزماته للعمل على معالجتها والتعاون لحلها.

ورابعاً: الحج مناسبة لنشر المعارف والقيم الإلهية التي جاء بها رسول الله (ص)، ولبث الوعي السياسي بين الناس, والوقوف على حقيقة الأوضاع السياسية للمسلمين خصوصاً في ظل التشويش والتضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام لحجب الحقائق.

هذه الأهداف والمنافع العظيمة الروحية والسياسية والاجتماعية التي يحققها اجتماع المسلمين في الحج هي من أهم وأبرز الأسباب التي دعت إلى تشريع الحج وفرضه على المسلمين, وهذا ما أشارت إليه الآية في سورة الحج: [ليشهدوا منافع لهم].

فالله أراد للحج أن يكون جسراً للتواصل الحضاري بين المسلمين, لتترسخ روح الأخوة والمحبة والتآلف والتآخي بينهم, ولتنمو العلاقات بين كل المذاهب والفرق والاتجاهات, ولتقريب المسافات بين المسلمين وإلغاء الفوارق العرقية والجغرافية واللغوية والقومية والمذهبية التي تشكل عائقاً أمام وحدة المسلمين وتكاملهم وقوتهم.

واليوم نحن بحاجة إلى هذا التواصل والتلاقي والوحدة بين المسلمين لمواجهة محاولات زرع الفتنة, ولمواجهة التكفيريين الذين ينشرون القتل والإرهاب والخراب في بلدان هذه المنطقة بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية.

من المؤسف أن تقوم بعض الدول الإقليمية بتوفير كل أشكال الدعم للمجموعات التكفيرية المسلحة في سوريا, من أجل الإمعان في القتل والتخريب وتعطيل الحلول وإعاقة أي بادرة للعمل السياسي.

لا يمكن أن تخرج المنطقة من أزماتها بالعنف ولا بالقوة ولا بالحل العسكري ولا بتدفق المزيد من الإرهابيين والقتلة إلى هذه المنطقة.

خلاص المنطقة ولبنان وسوريا لا يكون إلا بالحوار والتفاهم والعمل لإيجاد حل سياسي للأزمة بعيداً عن الكيدية والشخصانية والأحقاد.

                                                                       والحمد لله رب العالمين