كلمة في المسيرة العاشورائية في البقاع الغربي-مشغرة 20-9-2018
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 20 أيلول/سبتمبر 2018
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1871
قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش “أثبتت كل التجارب ان المقاومة هي الخيار الصحيح وهي الخيار الذي يحقق نتائج وانجازات وانتصارات وقد حقق الكثير من الإنجازات في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن”.
وأكد الشيخ دعموش في ختام المسيرة العاشورائية المركزية في البقاع الغربي التي نظمها حزب الله الخميس في بلدة مشغرة في إحياء يوم العاشر من شهر محرم الحرام انه “ليس أمامنا وامام شعوب المنطقة لمواجهة السياسات الاميركية والاسرائيلية العدوانية وافشالها سوى المزيد من الثبات والصمود والمقاومة”.
ورأى الشيخ دعموش ان “المشروع الأميركي- الاسرائيلي فشل في سوريا بفضل تدخل ووجود المقاومة في سوريا وبفضل تضحيات المقاومة والجيش السوري والحلفاء الذين واجهوا الحرب الكونية على سوريا بكل قوة وثبات على مدى سبع سنوات”.
ولفت الشيخ دعموش الى ان “المقاومة اليوم تشكل ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان”، وتابع “لن تستطيع كل الضغوط والعقوبات والحرب النفسية التي تشن عليها ولا لغة التحريض والتشويه التي تستخدم ضدها ان تنال منها او ان تفت في عزيمتها او عزيمة اهلها وشعبها”.
نص الكلمة
السادة العلماء إخواني أخواتي جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعظم الله أجوركم بمصابكم بإمامكم سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين "عليه السلام".
نتوجه في هذا الموقف بالعزاء لأصحاب العزاء: لرسول الله محمد "صلى الله عليه وآله" ولأمير المؤمنين علي"عليه السلام" ولسيدة نساء العالمين فاطمة "عليها السلام" وللحسن المجتبى "عليه السلام" وللتسعة المعصومين من ذرية الحسين "عليهم السلام"؛
ونتقدم بالعزاء لحفيد الحسين صاحب العصر والزمان الإمام المهدي "عجّل الله فرجه الشريف" ولنائبه ولي أمر المسلمين الإمام القائد السيد علي الخامنئي "دام ظله" ولكل المسلمين ولكل محبي أهل البيت "عليهم السلام"؛
في مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الساعات من اليوم العاشر من محرم من سنة 61 للهجرة وقف الحسين "عليه السلام" ليوجه نداءه للتاريخ ولكل الأجيال الآتية: "هل من مغيث يغيثنا هل من ذابٍ يذبّ عن حرم رسول الله هل من موحد يخاف الله فينا هل من معين يرجو ما عند الله باعانتنا" فأجابه أهل بيته وأصحابه ملبون النداء ومضوا معه حتى الشهادة, ونحن معهم لن نتخلف عن تلبية النداء نقول للحسين "عليه السلام" ما قاله أصحابه في ليلة العاشر من محرم: " أنحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك الأعداء ...لا والله يا ابن رسول الله لا نفارقك أبداً " نقول له ما قاله سعيد بن عبد الله الحنفي: "لا والله يا ابن رسول الله لا نخليك أبداً حتى يعلم الله أنّا قد حفظنا وصية رسول الله فيك, والله لو علمت أني أقتل فيك ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذرى في الهواء يفعل ذلك بي سبعين مرة ما تركتك يا حسين".
نلبي نداء الحسين "عليه السلام" واستغاثة الحسين ونرفع أصواتنا ونقول له بملء حناجرنا: لبيك يا داعي الله, لبيك يا ابن رسول الله, لبيك ياحسين.
إن نداء الحسين "عليه السلام" واستغاثة الحسين في كربلاء لم تقتصر على أولئك الذين شهدوا واقعة كربلاء وإنما موجه إلى كل الأجيال الآتية بعد كربلاء, موجه إلينا وإلى كل من في أصلاب الرجال وأرحام النساء. لأن الصراع الذي خاضه الحسين في كربلاء هو صراع بين الهدى والضلال وبين الحق والباطل وبين الإسلام والجاهلية ،وهذا الصراع لم يبدأ في كربلاء ولم يتنهي في كربلاء، بل هو استمر إلى ما بعد عاشوراء وهو ولا يزال قائماً حتى اليوم وسيستمر على امتداد الزمان والمكان حتى يتسلم راية التوحيد إمامنا المهدي "عجّل الله فرجه الشريف" فيطهّر الأرض من الضلال والطغيان والاستكبار حتى لا تبقى أرض إلا وينادى فيها بشهادة " أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
لذلك طالما هناك ضلال واستكبار وإحتلال وكيان صيهوني ينشر الفساد طالما أن نداء الحسين "عليه السلام" لا يزال قائماً ونافذاً ومدوّياً يستنهضنا ويستصرخنا ويستغيث بنا ويستنصرنا وعلينا أن نلبي النداء.
نعم مع الحسين هنا كما في كل عاشر نجدد البيعة ونجدد الموقف الذي صنعه الحسين وخلّده التاريخ ونلبي النداء ونرفع أصواتنا ونقول: لبيك ياحسين.
نقول لكل المعتددين ولكل المتربصين وللمستكبرين, للولايات المتحدة الأمريكية التي تشن علينا حرباً نفسية وتهدد وتتوعد بالعقوبات والحصار, نقول للصهاينة الذين يراهنون على ضغف إرادتنا وعزمنا وتصميمنا نقول لهم: نحن عشاق الحسين وزينب عليهما السلام, نحن أبناء أولئك الرجال وتلك النسوة, نحن إخوة أولئك الفتية الذين وقفوا جميعاً في اليوم العاشر أمام تلك الحشود المعادية بكل قوة وشجاعة وقالوا مع الحسين كلمته للتاريخ:" ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة".
إننا في اليوم العاشر من محرم ومن هذه البلدة الطيبة المجاهدة التي عشقت الحسين "عليه السلام" وقدمت الشهداء على طريق الحسين وعلى طريق المقاومة نؤكّد على ما يلي:
أولاً: إن قمة الإستكبار والطغيان ورأس الإفساد والإرهاب في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللذان ينشران الحروب والفتن والدمار في المنطقة؛
الولايات المتحدة الأمريكية هي ليست صديقة للبنانيين ولا للفلسطنيين ولا لشعوب المنطقة, هي دولة تمارس الكذب و الخداع والنفاق في العالم، وهي صاحبة اليد الطولى في كل المآسي والأزمات التي تعاني منها دول و شعوب المنطقة من العراق مروراً بسوريا وفلسطين وصولاً إلى اليمن.
في العراق حاولوا مؤخراً التآمر على هذا البلد وتحريك الفتنة بين العراقيين وتتدخلوا في الشؤون الداخلية لهذا البلد ليفرضوا إرادتهم عليه وعلى شعبه، إلا أن العراقيين بفضل المرجعية الدينية ووعي الشعب تمكنوا من أن يتجاوزوا هذه المؤامرات التي اشتركت فيها السعودية.
وفي سوريا يحاولون الحفاظ على ما تبقى من الجماعات الإرهابية في إدلب وفي غيرها من أجل استخدامهم كورقة في التفاوض السياسي لعلهم يحصلون على بعض من مكاسب سياسية إقتصادية بعدما فشل مشروعهم في سوريا؛
وإنما فشل مشروعهم في سوريا بفضل تضحيات المقاومة ووجود المقاومة في سوريا وتدخل المقاومة، وتضحيات الجيش السوري والحلفاء ..
أما في فلسطين فالعدوان الأمريكي على القضية الفلسطينية متواصل بطريقة غير مسبوقة ومن يدقق في الإجراءات الأمريكية منذ مجيئ ترامب يدرك أن مشروع تصفية القضية الفلسطينية قطع في فترة زمنية قياسية أشواطاً غير مسبوقة, وما قدمته إدارة ترامب حتى الآن للكيان الصهيوني يفوق ما قدمته الإدارات الأمريكية مجتمعة واليوم يحاولون شطب حق العودة وتوطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم وفي لبنان وهو ما يجمع اللبنانيون والفلسطينيون على رفضه .
وما يشجع ترامب على المضي بسياساته هذه تجاه القضية الفلسطينية هو عجز المجتمع الدولي عن الوقوف بوجه هذه الإجراءات غير القانونية, والتواطؤ العربي وخاصة السعودية مع أمريكا وإسرائيل لتنفيذ وإنجاز صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
أما في اليمن فالعدوان الأمريكي السعودي متواصل على هذا البلد في ظل غياب الضمير الإنساني وهو يُقتل بسلاح أمريكي وبغطاء أمريكي وبشراكة أمريكية مع السعودية.
علينا وعلى كل شعوب المنطقة أن تدرك بأن أمريكا تكذب وتخادع عندما تدعي أنها صديقة لشعوب هذه المنطقة وأنها تدافع عن حقوقهم. هي على العكس من ذلك, هي شريكة في قتل الشعب الفلسطيني واليمني ولا يهمها في المنطقة إلا مصالحها ومصالح إسرائيل وحماية الكيان الصهيوني.
ثانياً: ليس أمامنا وأمام شعوب المنطقة لمواجهة هذه السياسات الأمريكية الإسرائيلية العدوانية سوى المزيد من الثبات والصمود والمقاومة.
لقد أثبتت كل التجارب أن المقاومة أن خيار "هيهات منا الذلة" هو الخيار الصحيح في هذه المواجهة وهو الخيار الذي يحقق نتائج وإنجازات وإنتصارات, لقد حقق هذا الخيار الكثير من الإنجازات في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا .
المقاومة اليوم تشكّل ضمانة الأمن والإستقرار في لبنان، وهذه المقاومة التي تستمد عزمها وإرادتها وروحها من عزم وإرادة وروح كربلاء لن تستطيع الضغوطات والعقوبات والحروب النفسية التي تُشن عليها ولغة التحريض والتشويه التي تُستخدم ضدها أن تنال منها أو أن تفت في عزيمتها أو عزيمة أهلها وشعبها.
ثالثاً: حزب الله ومن موقع الحرص على مصالح الناس وحماية أموال الناس وضع موضوع مكافحة الفساد في لبنان واحدة من مسؤولياته وأولوياته في هذه المرحلة، ونحن سنتابع هذه الأولوية بكل جدية سواء على مستوى وضع التشريعات وسن القوانين التي تساهم في وقف الهدر ومنابع الفساد، أو على مستوى تحديد موارد الفساد وكشف الفاسدين.
وقيادة حزب الله وضعت رؤية لمكافحة الفساد على كل هذه المستويات وهي تدرس بعض الخطوات وستتابع هذه الملف وفق هذه الرؤية بمسؤولية عالية, ولن تنتظر حتى تشكيل الحكومة بالرغم من أن هناك ملفات لا يمكن معالجتها إلا من خلال وجود حكومة, لكن هناك ملفات قد لا يتوقف معالجتها على وجود حكومة سنبادر إلى متابعتها بالتعاون مع الجميع من دون ان نضع اهدافا وامالا وتوقعات كبيرة وغير قابلة للتحقق.
رابعاً: المماطلة في تشكيل الحكومة يضر بالبلد, والقوى الداخلية والخارجية التي باتت معروفة والتي تعرقل التشكيل وتصر على مطالبها المنتفخة وغير المنطقية هي من يتحمل مسؤولية التأخير وكل ما يترتب على التأخير من تداعيات وتعقيدات جديدة وأزمات جديدة وتفاقم للمشكلات القائمة والموجودة.
في يومك يا أبا عبد الله نعدك رجالاً ونساءاً وشيباً وشباباً بأننا سنبقى في خطك وطريقك.
نؤكّد على أننا سنواجه كل عدوان وطغيان, ولن نقبل بالهوان ولن نتراجع إلى الوراء سوف تبقى عيوننا مشدودة إلى الأمام نلبي نداءك عبر التاريخ لبيك يا حسين.
في اليوم العاشر نجدد الميثاق والعهد بأن نبقى على نهج المقاومة والشهداء نتمسك بها وبنهجهم ونتمسك بسلاح المقاومة ونحميها ونحمي سلاحها.
نجدد العهد والبيعة بأن يبقى نداؤنا على إمتداد الزمان والمكان وفي مواجهة كل التحديات والضعوط والمؤامرات " هيهات منا الذلة".