الإساءة للرَّسول (ص) إهانة للمقدسات
- المجموعة: 2020
- 30 تشرين1/أكتوير 2020
- اسرة التحرير
- الزيارات: 418
يقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
الاية تتحدث عن مجموعة من الحقائق التي تتعلق برسول الله محمد بن عبد الله ودوره ومهمته الرسالية من جهة، ومكانة الذين آمنوا به واتبعوه ونصروه في مختلف المواقع من جهة اخرى، ولذلك فإن حديثنا في هذه الآية سيتمحور حول هاتين النقطتين: حول الدور الرسالي للنبي(ص). وحول مكانة الذين آمنوا به.
ولأن المجال لا يتسع للحديث عن هاتين النقطتين هنا، ساقتصر على الكلام في النقطة الاولى، واترك الكلام في النقطة الثانية الى الحديث المقبل ان شاء الله تعالى.
اما الكلام في النقطة الاولى، اي الدور الرسالي للنبي(ص) الذي اشارت اليه الآية فيتلخص بالتالي:
اولا: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ) .
والمعروفُ هو كلُّ القيمِ الروحية والنفسية والاخلاقية والاجتماعية والانسانية التي تنسجم مع فطرةَ الإنسان، فالمعروفُ ليس صلاة وصوما وزكاة وحجا ودعاءا وعبادة فقط، بل هو عبادة، وخلق رفيع، وسلوك حسن، وصفات حميدة وسجايا كريمة، المعروفُ هو الاحسان للآخرين والتعامل الصادق مع الناس، والنيات الحسنة والمشاعرُ الطيبة، هو كل عمل صالح يرفع من مستوى الناس، ويصلح شأنهم، ويحقق آمالهم ومصالحهم، ويخفف من الامهم وهمومهم ومعاناتهم.
يقول تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ).
اما المنكر فهو كلُّ ما يستقبحه الشرع والعقل البشري والفطرة الانسانية، فالمنكرُ هو البغيُ والعدوان والظلمُ والاستبدادُ والفساد والاستئثارُ بمقدَّراتِ الناسِ وسرقة حقوقِهم، وتضييع مصالحهم، وهو الشر كله والمعاصي كلها ، والكيدُ والمكرُ والخديعةُ والفتنُ والاحقاد والضغائنُ والحسدُ والنميمة والغيبة والكذب والقذفُ والفواحشُ والرذائلُ وكل الصفات الدنيئة.
يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من اعظم الوظائف والمهام الرسالية الملقاة على عاتق الانبياء والرسل، وقد قام نبينا محمد(ص) بهذه المهمة بكل عزم وثبات وصبر في اصعب الظروف واقسى المراحل، حين كانت تسيطر على العالم الخرافات والسخافات واختلاف الديانات والاتجاهات، وقدم من اجل ذلك التضحيات وتحمل الاساءات وكل اشكال الاذى حتى قال(صلى الله عليه و آله) : "ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت به" .
وقد تحلى النبي(ص) بكل معروف امر به وابتعد عن كل منكر نهى عنه فطبق ذلك على نفسه اولا وبلغ القمة في تحليه بالفضائل وابتعاده عن الرذائل منذ نشأته الأولى حتى النهاية ، حيث استحق لاجلها ذلك الوسام الالهي الرفيع عندما خاطبه الله سبحانه بقوله : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
فهو(ص) يأمر اتباعه بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويلتزم هو بذلك على اكمل وجه.
وينبغي لكل مسلم مؤمن أن يقتدي بنبيه ويتأسى به ، بان يكون آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر قدر استطاعته وان يلتزم في حياته بذلك. (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب/ 22]. خصوصاً في هذا الزمان الذي عاد فيه الناس إلى جاهليتهم الأولى فشاع فيهم المنكر بكل أنواعه وقل المعروف بكل أشكاله.
ثانيا: تحليل الطيبات وتحريم الخبائث، (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) فهو يحل لهم كل ما ترغب به الطبائع الانسانية السليمة، وكل ما تستطيبه النفس، ويستحسنه العقل، ويأمر به الشرع ويبيحه ولا يمنع منه، من الآكل والشرب والعلاقات الزوجية والانسانية وكسب المال وغير ذلك.
والطيباتُ ليست حِكرًا على فرد او فئة اوطبقةٍ او جماعة معينة، بل هي لكلِّ الناس على اختلاف أعراقهم وأجناسِهم ومواقعِهم، هذا هو معنى أنَّ رسولَ الله يُحِلُّ لهمُ الطيبات.
اما الخبائثَ التي يحرمها عليهم فهي كل ما تستقذرُه النفوس وتمجُّه الطبائعُ القويمة، وتستقبحه العقول السليمة، وينهى عنه الشرع ويحذر منه من طعام وشراب كالميتة، والدم المسفوح، ولحم الخنزير والخمر، ومن مال ومعاملات وما يؤخذ بغير حق كالربا، والرشوة ، والسرقة، والخيانة، والغصب، والسحت وغير ذلك.
يقول تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
و يقول تعالى: " قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث"
وقال سبحانه: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " (
ومن المعلوم أن الذي احل الطيبات وأباحها، وحرم الخبائث وحذر منها، هو الله عز وجل، لانه هو المشرع، وإنما نسب التحليل والتحريم ووضع الاصر للنبي(صلى الله عليه و آله) في الاية، باعتبار انه المبلغ لهذا التشريع الإلهي الذي جاء به من عند الله عن طريق الوحي المنزل عليه، وهو المبين لمصاديق الطيبات والخبائث ومصاديق وضع الإصر بتفصيل كامل وشامل.
ثالثا: رفع الاغلال والمشاق والصعاب والضغوط، (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).
فالنبي (ص) جاء ليحرَّر البشريةَ من الضيق والضغوط والقيود والأغلالِ التي كانت تكبِّلُها، جاء ليحرِّرها من ظلمِ واستبدادِ الجبابرة والطغاة والمستكبرين الذين كانوا يهيمنون على الواقع، ويستعبدون الناس، ويتحكمون بمصالحهم ومقدراتهم، وقد قام النبي(ص) بذلك، فحرَّر الجزيرةَ العربية من الطغاة والجبابرة العرب، وأخرج اليهود منها بعدما خانوا تعهداتهم وأخلوا بالتزاماتهم واعتدوا على المسلمين، وأسقط دولتي كسرا وقيصر، وهما اعظم امبرطوريتين آنذاك، وأقام دولة الاسلام، دولة العدل والانسان.
يقول تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
كما انه رفع عنهم المشاق والصعاب التي كانت موجودة في بعض الفرائض والتكاليف لا سيما في الشرائع السابقة.
يقول تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ).
وقال: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
وقال رسول الله(ص): بعثت بالحنيفية السهلة السمحة.
وقال(ص): ما بعثت بالرهبانية الشاقة ولكن بالحنيفية السمحة.
هذه هي المفاهيم والقيم والاخلاق التي جاء بها رسول الله (ص) للبشرية، وهذه المبادىء لم يفرضها النبي(ص) على الواقع الانساني بالقوة والقهر والعنف وحد السيف كما يظن البعض، لم يستخدم النبي اي وسيلة عنفية لفرض الاسلام، وانما اعتمد وسائل الاقناع في تبليغ الرسالة، وهو ما تعبر عنه الآيةُ الشريفة من سورة النّحل: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
فكان الدليل والبرهانُ والإقناعُ والحكمةُ هي الوسائل التي اعتمدها في ايصال الرسالة وقيمها الى عقول الناس، وكانت الموعظةُ الحسنة المصحوبة بالرفق والرحمة والشفقة والحرص والرأفة هي الاسلوب الذي اتبعه لإيصال الهدى الى قلوبهم، وكان الحوار والنقاش الهادىء الذي يستبطن احترام الاخرين ومعتقداتهم والأديان، هي الوسيلة التي اتَّخذها ليحرير العقول ويبدد الشبهاتِ والضلال الذي تراكم على مر الزمان.
يقول تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
ويقول سبحانه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
فكان خلقُه الرحمةَ والرفقَ واللينَ والإشفاقَ والعفوَ والمشورةَ والتقديرَ والاحترام للعقول.
هذا الرسول الذي حمل كل هذه المبادىء والمفاهيم والقيم وامتلك كل هذه الصفات والفضائل في شخصيته، والذي تحول بفعل طهارة ذاته وعظمة شخصيته وأخلاقه وسموه الانساني الى أعظم مخلوق على وجه الارض، لا يصح وصفه بالعنفِ والإرهابِ وظلمِ المرأةِ والشذوذ، ولا يحق لاحد الاستهزاء به والسخرية منه والاساءة اليه، كما تفعل بعض الصف الغربية من خلال الرسوم الريكاتورية الساخرة والمهينة التي تنشرها بحقه.
إن قيام صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية بإعادةِ نشرِ رسومِ مسيئةِ، بغطاءٍ سياسيٍ رسمي هذهِ المرةِ من الرئيس الفرنسي الذي ادرج هذه الاساءة تحت عنوان حرية التعبير هو عمل أحمق جرّ الى ردود أفعال ليست في مصلحة فرنسا وعلاقاتها مع العالم الاسلامي.
إن الدافعَ لهذه الإساءاتِ ليس مجردُ الاستهزاء والاستفزاز لمشاعر المسلمين.
فالمتابعُ لتصريحاتِ قادةِ الغربِ وسياساتِه تجاه الاسلام والجاليات الاسلامية في الغرب وتجاه المسلمين في العالم الاسلامي منذ ان صدرَ الفيلمُ الهولنديُ الأولُ المسيءُ للقرآنِ عام 2004م وحتى الان، لا يبقى لديه أدنى شك في أن هذه الإساءاتِ هي جزءٌ من حملةٍ اوروبية غربيةٍ تستهدف الإسلامِ ومفاهيمه وأحكامِهِ كما تستهدف بعض الدول الاسلامية على جميعِ المستويات: السياسيةِ والعسكريةِ والثقافيةِ والإعلاميةِ، وهي تريد تحقيقَ أمرين:
الأولُ: تطويع الجاليات الاسلامية والقضاءُ على هُويةِ المسلمين في الغرب، وترويعِهم وإخضاعِهم، بغية دمجِهم وتذويبِهم في حضارةِ الغربِ وقيمِهِ واسلوبه في الحياة.
كما تستهدفُ تشويهَ صورةِ الإسلامِ والنبيِ الاكرم(ص) والقرآنِ الكريم، لتنفيرِ الشعوبِ الاوربية والغربيةِ منه، ولمنعِ انتشارِ الإسلامِ في اوروبا، بعدما بداء الاسلام بالتمدد سريعا بين الاوروبيين لا سيما في فرنسا.
والثاني : يهدفُ إلى تأجيج الأحقادِ في المجتمعاتِ الاوروبية ضد المسلمين لحملِها على الالتفافِ حولَ حكامها في سياساتهم الداخلية والخارجية، وكسبِ التأييدِ الشعبيِ للسياساتِ والحروبِ الاستعمارية التي تخوضُها بعض دولُ الغرب ضد دول وشعوب المنطقة، لا سيما في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها.
اما تبرير الاساءة للنبي(ص) بانه من حرية التعبير فهو تبرير مزيف وواهن، ففي أوروبا يعتبر الرئيس الفرنسي وبعض المسؤولين الاوروبين نشر رسوم تسيء للرسول (ص) حرية تعبير يكفلها القانون، بينما نفس هؤلاء المسؤولين يعتبرون مجرد التشكيك في الهولكوست ومناقشة حقيقة أحداث وأرقام جرائم النازية ضد اليهود، جريمة بالقانون وتعرض أصحابها للمحاكمة وربما خسارة وظائفهم، كما حصل مع الباحث الأكاديمي الفرنسي روجيه جارودي، الذي لم تشفع له مكانته العلمية الرفيعة.
اللافت أكثر أنه في فرنسا تستطيع أن تشتم النبي وتطعن بالمسيح وموسى وجميع الرسل والديانات والمقدساتعلى اعتبار ان ذلك من حرية التعبير بينما اذا شتمت الرئيس شارل ديغول تجرم وتعاقب بالقانون وتسقط كل عناوين الدموقراطية والحرية التي يدعونهاوهذا تناقض ونفاق عجيب غريب لا يستطيع الغرب نفسه حتى تبريره.
وحرية التعبير على المستوى الأخلاقي والعقلاني في القوانين الاوروبية والغربية ليست مطلقة، لانها تؤدي الى الفوضى والتسيب فهناك العديد من الحالات التي تقمع فيها الحريات في الغرب نتيجة ما ينتج عنها من ضرر كدعوات العنف والتحريض على القتل وتأييد النازية والفاشية وما شاكل وبالتالي لا لا يستطيع احد اي عاقل التسليم بالحريّة المطلقة التي لا حدود لها ، لانه لا بدّ أن تقف هذه الحرية عند الحد الذي يتعارض مع حرية الاخرين وحقوقهم ومشاعرهم ومعتقداتهم ومقدساتهم.
فالاساءة للنبي(ص) والمقدسات ليست حرية، بل هي إهانة موصوفة للمسلمين واعتداء سافر على رموزهم ومقدساتهم، واضفاء الغطاء السياسي والرسمي على هذه الاساءة المشينة من قبل الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون هي حماقة عنصرية وسياسية، والاصرار عليها لن يخدم فرنسا ولن يكون في مصلحة ماكرون ومستقبله السياسي.والحمد لله رب العالمين.